رواية في بيتنا سيبا الفصل الثامن 8 بقلم اسماعيل موسي
فى بيتنا سيبا
٨
كان بتريد يحكم شعبه بالحديد والنار، قضى على معارضيه لتولى كرسى الحكم، القى بهم فى السجون، ساعده على ذلك قوته التى استمدها من نسله الأصيل، كان بتريد يقضى على خضومه بضربه واحده مما ساعده على كسب العديد من الحروب، حتى أصبح اسطوره، الامير والملك الذى لم يهزم من قبل، ظهرت أساطير عديده حول الملك بتريد وان هناك من يقوم بمساعدته، وان التميمه التى فى عنقه أعدها له مستشاريه من السحره، لم يكتفى بتريد بذلك، من أجل ترسيخ حكمه وبعد هروب سيبا واختفائها تزوج ابنة الملك ساجيل أقوى ملك فى ممالك الجان تحالف ضمن له السياده فى ممالك الجان كلها.
______
من جهه أخرى إصاباتنى سيبا باليأس عندما اخبرتنى ان تعلمى السحر لن يفيد فى مواجهة بتريد، لأن هناك سحره فى أرض الجان أيضآ، كان كل يوم يمر علينا يزداد الأمر سوء، كنت اسمع سيبا تهمس برعب، لم اكن اتخيل ان بتريد يتمتع بكل تلك القوه وان احلامى فى مواجهته والانتصار عليه باتت محض حلم مستحيل، بتريد سيقضى على من اول نظره
بالنسبه لى لم تكن مواجهة بتريد غايه، كل ما كنت أرغب به إنقاذ والدتى، سعيت فى ذلك الأمر عند كثير من السحره وخبراء الجان الذين كانت تصل إليهم اخبار بتريد وممالك الجان، كان إنقاذ والدتى من أرض البشر مستحيل، الكهف الذى حبست فيه والدتى محصن ضد سحر البشر ولا يستطيع اى واحد منهم مساعدتى
علمت لاحقا انهم يخشون بتريد ولا يرغبون فى معادتها كان بتريد يبطش بهم عن طريق حراسه وغيلانه، سمعت ان بتريد هو ملك الجان الوحيد الذى تمكن من السيطره على عالم الجان والبشر
استقرت حياتى مع سيبا مع مرور الوقت وانجبت طفلى الأول ادم، كنت ننتقل من مكان لمكان ولا نستقر فى مكان واحد، بتريد كان يرسل حراسه إلى الأرض بحثا عنا وكانت سيبا تخفينا عن عيونهم بوضع تمائم قديمه على صدورنا
وتحول حلم المواجهه لهرب واختفاء من بتريد، اهرب من أجل حياتى ومن أجل سيبا
بلغت الثلاثين من عمرى، مضى عامين على اختفاء والدتى لا أعرف أن كانت حيه ام ميته وقلبى داخلى صدرى يغلى من اليأس والغيظ، أصبح محور حياتنا الهرب من بتريد.
&________
ربما كانت صدفه عندما وجدت ساحر وافق على مساعدتى فى إنقاذ والدتى، كان رجل عجوز وقال سأساعدك، معظم السحره نسيو ان أرض البشر للبشر وان بتريد اخل بالنظام القائم منذ قرون عديده، راح يعلمني السحر وكان يكرر فى كل مره حتى لو مت يا اسماعيل فأن شرف سحرة الأرض يقع على عاتقك، واستمرت دروس السحر شهور عديده حتى جاء اليوم الذى وصلنى فيه الساحر بوجه متكدر مغتم، كنا وصلنا لمرحله عميقه من الصداقه ولم يخفى على انه تعرض لمضايقات من حراس بتريد لكنه تخلص منها، كنت اعرف ان الساحر يخفى عنى امر أكبر وصدق ظنى
فى الليله الاحقه تعرض الساحر لهجوم من حراس بتريد بمساعدة سحرة الأرض
حارب معلمى بشرف لكنه تعرض للخيانه قبل موته ارسل إلى معلمى رساله لكنها لم تصلنى الا بعد ردح من الزمن
عندما وصلنى خبر موت معلمى كدت افقد وعى تبخر اخر امل لى فى عودة والدتى، تفحصت الغرفه التى قتل فيها
عددت أثنى عشر مارد محترق وسبعة غيلان واميرين من الشياطين العلويه
سخر بتريد كل قوته للتخلص من معلمى وكان وجود الشياطين امر محير بالنسبه لى خاصه انهم من قادو الهجوم على الساحر، رأيت المعركه من خلال الرموز الاسينينه، شعل من نار أطلقت على بيت الساحر تصدى لها ثم دفقات من الازيز الشهباوى منعها الساحر عن طريق جدار الحمايه لكن الهجمات استمرت حتى تحطم الجدار قبل نهاية المعركه اختفت عائلة الساحر وكانت تلك التى قضت على عزيمته
كنت اعرف عائلة الساحر، تناولت الطعام معهم أكثر من مره
زوجته الجميله، ابنته العشرينيه ذات الملامح الاوربيه، كان المنزل متفحم، رماد، حرص حراس بتريد على اخفاء الحقيقه
لم يثاور اى شخص بشرى شك أن المنزل تعرض الحريق قضى على كل العائله، عندما عدت إلى منزلى ترجتنى سيبا ان نرحل لبعيد، ان ننسى امر الانتقام ونحافظ على حياة طفلنا ادم.
&________
ارتحلنا من مكان لمكان وكانت سيبا تراقب وكلما لاحظت ما يدعو للريبه او الشك نهرب لمكان اخر
فى مره رأيت سيبا شارده العقل، تائهه، سألتها فيه ايه يا سيبا؟
همست بشرود، أصلها غريبه، كل ما نروح مكان الحراس يوصلونا بسرعه، حراس الجان معندهمش المهاره يعملو كده
كمان بتريد اكيد نسى امرى مش عارف ليه كل الاصرار ده على تعقب مكان وجودنا وسرعة الوصول اليه
بتفكرى فى ايه يا سيبا؟
قالت سيبا فيه ساحر بشرى بيساعد الحراس هو الى بيخبرهم على مكان وجودنا
تذكرت وصايا الساحر، احذر من سحرة البشر أكثر من الجان نفسهم، لا يوجد داخل صدور سحرة البشر سوى الشر
وكنت لا أعرف حتى الآن إن داخلى قوه تمكننى من مواجهة السحرة الأرضين
هربنا مره تانيه إلى أن وصل الأمر حد الازعاج، كنا نقضى عام فى مكان واحد ثم أشهر، ثم شهر ثم اسبوع، تقلصت المده وأصبحت نجاتنا محل شك
&_______
كانت سيبا تلهث عندما دخلت البيت، قالت لازم نتحرك فورا يا اسماعيل، انا شفت العلامات، الحراس قريبين جدا
سبنا كل حاجه ورانا، سيبا حملت طفلنا ادم وتقدمت الطريق، بعد ما فتحنا الباب رجعت لورا وعلى وشها صدمه، بصت عليه وهمست برعب وصلو
انا لابس التميمه وانتى وادم، حصل ازاى؟
هسمت سيبا برعب معرفش، خد ابننا واهرب يا اسماعيل، اهرب لبعيد، سيبنى انا اواجهم
قلت مش ممكن امشى واسيبك '' وضعت سيبا يدها الرقيقه فوق فمى، انا هلحق بيكم اوعدك
كنت اعرف ان سيبا فقدت معظم قواها الجنيه بعد الزواج منى، انتقلت تلك القوه داخلى، كنت اعرف انها ضعيفه
وان الوقت وقت التضحيه وانها ميته لا محاله وكنت اعرف انها اخر مره أراها فيها
حضنت ادم وقبلته، همست فى اذنه متخفش انا هحميك، ادم متنساش ابوك ابدا، خد حق والدك وحق والدتك وحق جدتك
نزعت التميمه والقيتها على الأرض، قبلت سيبا بعيون يائسه
خرجت من باب المنزل واغلقته بالقوه خلفى
القصه بقلم اسماعيل موسى
لمحت كيانات تركض تجاه المنزل، ولمحت شيطان يقف خلفهم ومن بعيد ظل اسود صغير
رأونى كما رأيتهم فتوقفو لحظه، نظرو تجاه الشيطان الذى هز سيفه بتوعد
حضرتنى سكينه وهدوء، رنت كلمات معلمى فى ذهنى لا يمكن لجان ان يهزم بشرى قلبه عامر بالإيمان
أطلقت طلاسم وتعاويذ، كان هناك طلسم ميت علمنى اياه الساحر ذكرته من الخوف
كان عددهم عشره، لكن ما زاد قلقى الكيان المظلم الصغير الذى يقف بعيد عنهم
اطلق اوامرك ننفذها سمعت الصوت جوار اذنى، كان مارد عملاق مفتول العضلات يقف إلى يمينى، لم يكن مظهره مرعب بل بشرى عملاق، لم اكن متأكد مما اريده فقلت ان نقضى عليهم جميعا، همس المارد امرك
المره الأولى والاخيره، عابد يسدد دينه وانطلق المارد للحرب
كانت الحرب الأولى التى أشارك فيها وسحقت بسحرى وقوتى أربعة حراس واحرقت الشيطان، لكن الكيان المظلم هرب