رواية صمت الطفلات الفصل الثاني 2 بقلم اسماعيل موسي
٢
خرجت من مكتب المدير وانا اعرف ما على فعله، ان ابقى لسانى داخل فمى مغلقآ، من نظراته أدركت لماذا اختارنى لتلك الوظيفه، كان يعرف اننى طردت من مدرسه أخرى، كان يقول أحمد الله انى وافقت على تعينك ومنحك راتب لا تحلم به، فى كل خميس كانت سكرتيرة المدرسه النحيله ذات النظرات المستعره تقدم لى تصارح الطلبه اوقعها دون كلام
فى ليالى عديده كنت أرى الطلبه والطالبات يعودون فى اخر الليل، يقصدون غرفهم رفقة سكرتيرة المدرسه التى كانت تبقى لوقت متأخر فى مكتب المدير، كان واضح انهم يحتاجون شخص يوقع تصاريح الخروج ويتلقى اجره نظير غلق فمه دفعنى هذا للتفكير ان هناك أمور بشعه تحدث سرآ داخل المدرسه، اعددت كوب شاى، كنت جالس على المقعد يدى خلفى رأسى وقدمى ممدده على الطاوله عندما طرق باب غرفتى، انها المره الأولى التى يطرق فيها باب غرفتى منذ حضرت هنا
قلت ادخل، انفتح الباب واطلت الطفله التى صرخت فى وجهى ليس من شأنك
نهضت بسرعه على وجهى ابتسامه وسرت نحوها، كيف اخدمك؟ ها
همست قلت لك لا توقع تصريح خروجى مره اخرى، رفض توقيع التصريح يحتاج سبب
امنحينى حجه او سبب ولن أوقع تصريح خروجك مره اخرى ''
همست هل تستطيع؟ ستفى بوعدك؟
قلت أجل ''
رفعت الطفله تنورتها ورأيت بقع زرقاء وبقايا لسعات نار، هل يكفى ذلك؟
اعدت التنوره لمكانها على جسد الفتاه المرتعش، قلت كاف جدا، لن اصمت على ذلك، سأطلب تحقيق عاجل
همست الطفله أفعل ما ترغب به، لكن لا توقع تصريح خروجى مره اخرى
اوقفنى مدير المعهد نصف ساعه على الباب قبل أن يسمح لى بالدخول
خير استاذ عونى؟
قلت هناك فتاه قدمت شكوى سيادة المدير، تعرضت للمضايقات أثناء النزهات التى تحدث ليلآ وطلبت منى ان لا أوقع تصريح خروجها مره اخرى، سأفتح تحقيق فى الأمر
أشعل المدير سيجاره، مفيش تحقيقات هتتفتح يا عونى
دى طفله مش عارفه مصلحتها، وفرنا لها مسكن وطعام، لمينها من الشارع، لولا الناس الرحيمه إلى بتدفع الفلوس كان زمانها هى وغيرها لسه فى الشارع
اسمها ايه الطفله دى؟ انا هتايع مشكلتها بنفسى
اخبرت المدير بأسم الطفله وصرفنى من المكتب
بعد لحظات وانا فى طريقى للحمام لمحت السكرتيره تسير تجاه غرفة الطفله بملامح غاضبه
رمقتنى بنظره مقيته قبل أن تختفى داخل الغرفه ، بعد نصف ساعه اغلقت باب مكتبى وهممت بالانصراف فى الرواق قابلتنى السكرتيره وبعد لحظات انفتح باب غرفة الطفله التى كانت تسير وهى تعرج وشفتها متورمه، ابتسمت، قلت لها تحدثت مع المدير وعدنى ان يحقق فى الأمر
وقفت الطفله فى مكانها تتأملنى، ثم همست ابتعد عنى، ابتعد عنى، لا تمنح وعد لا تستطيع فعله
قلت بهلع حصل ايه؟
صرخت السكرتيره من خلفى بنبره محذره بسنت العربيه جاهزه
استاذ عونى وقع تصريح خروج بسنت
#صمت_الطفلات