رواية صمت الطفلات (كاملة جميع الفصول) بقلم اسماعيل موسي
بعد أن تم طردي من العمل لأنني قمت بضرب مدرسه كانت تقوم بتعذيب طالبه بمدرسة الصم والخرس التي أعمل بها عن طريق ركلها في الحمام وكيها بعود ثقاب أقرت لجنة التحقيق رفدي خاصه وان الضحيه نفسها بعد خروجها من المشفى قامت بالشهاده ضدي تحت ضغوطات مدير المدرسه خرجت من المدرسه بفضيحه، ظللت فتره طويله دون عمل حتي توسط لي أحد الأشخاص للعمل بمؤسسه خاصه للصم والبكم بمنطقه نائيه علي أطراف العمران، مدير المدرسه الارستقراطي أكد لي بعد أن تفقد ملفي ان وضعي صعب وان علي ان أبتعد عن المشاكل ووافقت علي كل شروطه.
كنت أعمل مسئول شئون طلبه وكان الراتب جيد جدآ، ظللت ايام اتفقد ملفات الطلبه والذي تصادف ان كلهم أيتام او مشردين
حاولت أن احفظ أسمائهم حتي استطيع التقرب منهم لكن ولا طالب كان يطرق حجرتي.
كانت المؤسسه انيقه، نظيفه، بلا مشاكل تقريبا، ويوجد سكن الطلبه داخل المؤسسه.
أخبرني حارس المؤسسه انها تتلقي تبرعات ضخمه من اناس اغنياء وتأكدت من ذلك عند رؤيتي للسيارات التي تقل الطلبه للعشاء والنزهات الليليه خاصه انني المسئول عن منح تصاريح الطلبه
مما أصابني بالدهشه فهذا البلد موغل في الفقر عندما يتعلق الأمر بتلك الحالات المرضيه.
وكنت بالعاده لا انام الا بعد عودة الطالبات خاصه، لشهر لم ابارح مكتبي حتي تصادف خروجي مره ناحية ساحة المدرسه فرأيت طالبه تبكي ملتصقه بالجدار، تخبش جلد وركها بأظافرها كالمجنونه، كانت نفس الطالبه التي منحتها التصريح البارحه.
تقدمت ناحية الفتاه وقبل وصولي جذبتها أحدا مدرسات المؤسسه بعيد عني، ولم تحظي الا بنظره بائسه من عيني الفتاه
عدت لمكتبي لابتعد عن المشاكل لكني سمعت صراخ قادم من سكن الطالبات، لذلك من باب الفضول مشيت تجاه سكن الطالبات
مررت بين الغرف النظيفه تحتي توقفت أمام الحجره التي كان الصوت خارج منها، لكن حارس المؤسسه طلب مني الرحيل، قال ان وجودك في منطقة الطالبات غير مصرح به ويثير الشبهات
من سكات عدت لمكتبي وانا اسمع ذلك الصراخ المرعب، لما عدت للطرقه لاحقآ، صادفتني تلك الفتاه نفسها، كان وجهها متورم وشفاهها تنضح دم.
استوقفتها في الطريق وسألتها بلغة الاشاره ماذا حدث لك؟
قالت ليس من شائنك، لا تقترب مني، المدرسه التي كانت تلاحقها بنظراتها، أخبرتني انها طالبه منحرفه وانها بالأمس حاولت الهرب فكانت تعيد تقويمها.
كنت بطريقي نحو حجرتي، افكر بكلمة ليس من شائنك ودار في ذهني ان تلك الفتاه لا تعرف،. وظيفتي كمسئول شئون طلبه
لذت قصدت فصلها، وكانت لازالت تبكي فوق مقعدها
قلت احكي لي ما حدث من فضلك؟
كانت عينيها متورمه لكنها تلمع بالخذلان، قالت لاتمنحني تصريح سهر مره اخري
طلبني المدير لمكتبه فتركتها علي هذا الحال
المدير اجلسني علي مقعد وتفحصني كصندوق قمامه عفن قبل أن يقول، استاذ عوني لا تتدخل في شءون الطلبه، انا اريد لك الخير، اذا تم طردك من العمل لن تجد وظيفه اخري ثم صرفني.