رواية لافندر الفصل الثامن 8 بقلم اسماعيل موسي
#لافندر
! ٨!
كان الكوخ مفتوح يجلس داخله رجل عجوز، لا أعرفه لكني اعرفه فهو يقطن ذلك المكان منذ قدم هاربآ من بلدته.
دلفت لداخل الكوخ، كان الرجل يصنع الشاي علي الحطب، قال مرحبا، لم يعتد علي الزيارات فكان مرتبك
قال اجلس !
جلست علي الأرض حيث افترش حصيره من القش، ناولني كوب شاي قال تصور انت اول شخص يزورني مذ سكنت هنا
قلت مررت من عند النخلات وقلت اعرج عليك
قال لماذا ذهبت هناك، الا تخشي شايبا العانسه؟
تقصد جنية طلع النخل؟
قال اجل، أخبرني لماذا ترغب باقحام نفسك في المشاكل؟
قلت ما لا أراه بعيني لا اصدقه وانا لم اري اي جنيه هناك
قال صدقني انت لا ترغب بمقابلتها او رؤيتها، إنها لعينه ماكره لا ترحم
قلت هراء، كل ذلك الكلام هراء
نظر العجوز خارج الكوخ وهمس، ليس هراء انها موجوده
رأيتها بعينك سألته؟
قال العجوز بعد طول صمت بنبره مرتفعه، انا لم اري اي شيء، لا شأن لي بما تعتقده
رمقت العجوز الموتر، كان يخفي شيء وعينيه تفضحه، هطل مطر غزير بالخارج، فكرت العوده للمنزل ستكون عسيره
سمعت خطوات خارج الكوخ، انتظرت الشيخ ان يخرج وينظر او علي الاقل ان يطلب مني أن اري من بالخارج
لكن العجوز ظل جالسا بلا مبلاه مقيته
نهضت من مكاني وقصدت باب الكوخ لافتحه
قال العجوز لا تفتح
قلت سأفتح الباب
قال لا تفتح سيرحلون لا تمنحهم سبب
قلت بزعيق تهذي مره اخري؟
قال اذا فتحت لن تعود كما كنت صدقني، لا ترتكب نفس الخطاء تعلم مني!
قلت انا لا اعرفك حتي اتعلم منك !!
حماقات الشباب، اجلس من فضلك
قلت ما السبب الذي يدفعك لكل ذلك الخوف؟
قال لانه لا يوجد بشر هنا انا متأكد، كل ما بالخارج شر مطلق، أبتعد عنه حتي اذا طرق بابي
لفت الخطوات حول الكوخ، قلت ربما انسان ضل طريقه؟
قال إنهم يفعلون ذلك ولا يضلون فريستهم لقد تعقبوك حتي هنا
قلت تتحدث كأنه امر مفروغ منه وان الجنيات تنتظرنا خارج باب الكوخ
قال اجل
قلت سأرحل
قال لا ترحل الأن، انتظر حتي تظهر نجمة أورام
انت تعصبني يا عجوز، بتهور اندفعت و فتحت باب الكوخ
ثلاثينيه وعشرينه تقفان أمام باب الكوخ، شلال جمال انبثق في وجهي
عيون خضراء قوام بديع، انوثه متفجره ووجه بدر
ارتعش العجوز عندما دلفا لداخل الكوخ، جلستا بلا كلام حول النار التي توهجت، قلت ضللتم طريقكم؟
قالت الكبري اجل
تمتم الشيخ لا يضلون طريقهم ابدآ
كنت منبهر بالفتاه الصغرى، ارمقها بطرف عيني، صنعت الشاي وقدمته اليهم، لمست يد الصغري بلا قصد سرت رعشه في جسدي كانت يدها بارده جدا، لون عينها تغير
حملقت بالعجوز الذي أشار الي بالصمت، كنت بدأت أصدق كلماته
قالت الكبري وهي تنحني تجاه العجوز كيف حالك؟
قال بخير،. بخير
قلت تعرفون بعضكم؟
قالت اكثر مما تعتقد، عندما نظرت الي رأيت في عينيها هلاكي
توقف حبات المطر عن الهطول، سمعنا حركه كبيره خارج الكوخ
بتعجب ابتسم العجوز، قال الكبري بعد أن نظرت للخارج سنرحل
الان
لم تنتظر خرجت وتبعتها اختها الصغري، عندما افقت من صدمتي كانت مضت لحظه، خرجت خلفهم بسرعه رغم ضيق الوقت كانتا قد اختفتا.
دلفت داخل الكوخ مره اخري قلت غير معقول تبخرتا في الظلام
قال العجوز الحمد لله لكن هناك شيء لم أفهمه لماذا رحلا؟
قلت شربا الشاي، ورحلا
قلت اصمت انت لا تفهم شيء، كدت ان تورط نفسك وتدمرني بغبائك
لقد سمحت لهم بالدخول،لم تنتويا الرحيل مطلقآ
البدر في السماء مكتمل، الأمطار نزلت فجأه، هذه ليلة تكاثرهم مع البشر، هذه شايبا واختها، تحققت امنيتك رأيت جنية طلع النخل
كان يتحدث بنبره صادقه، قلت فهمني لماذا رحلو؟
قال هذا ما لا أفهمه، الصوت بالخارج ارعبهم، انقذنا من بين يديهم
قلت رأيت نظرة شايبا لك، قال العجوز اصمت من فضلك لا تسألني عن أي شيء
قلت كنت تعرفها؟
قال اصمت
قلت نمت مع شايبا؟
قال انت وغد، وغد، ارحل من هنا، غادر كوخي، انا لا ارغب برؤيتك
قلت، كنت تحذرني منذ البدايه حتي لا أصبح مثلك
قال انت لا تفهم، لا يمكنك أن تفهم، اتركني بمفردي من فضلك
انت بدأت اللعنه، كنت سبب بقائهم هنا؟ القريه كلها تعاني بسببك
رفع العجوز وجهه، قال منذ لحظه كنت لا تصدقني والأن تنصب نفسك دور القاضي اللعين؟
لولا الصوت الذي سمعناه بالخارج لكنت الان تعاني بقسوه، شهوه، انياب مغروسه، أحضان تكسر العظم وشهيق قادم من الجحيم
رفع العجوز ملابسه ورأيت ظهره المخدش في كل مكان، اردف اي ان كان الصوت الذي انقذك فأنه يهتم بك
والأن ارحل ولا تعود هنا مره اخري، اتركني بسلام.
غادرت الكوخ تغتصبني هواجس لعينه، كل ما صدقته، ما عرفته، ما آمنت به، يتداعي امام عيني
قصدت الجهه الأخري من القريه بعيد عن حقل النخلات، عبرت الطريق الترابي الضيق، عندما وصلت الساقيه القديمه سمعت صوتها أسس اس
كانت نفس الفتاه التي رأيتها على جانب المصرف،، وتبعتها بين الحقول بكل جمالها الذي وقع في قلبي
قلت انت؟ بحثت عنك كثيرا
قالت وانا ايضا بحثت عنك
قلت لماذا لم تتوقفي عندما كنت اتبعك خلال الحقول؟
قالت اذا عرفت حقيقتي لن ترغب برؤيتي مره اخري؟؟
قلت رأيت الليله ما يكفي ان اصدقك اي شيء
قالت وهي تحملق بوجهي انا جنيه.
¥¥¥
الكلب، قال الشيخ وهو يشير الي الناحيه الأخري من الطريق
كان نفسه الكلب الأسود الضخم القبيح الذي رايته عند المقابر، قلت رأيته من قبل
التابع، لماذا لم تخبرني يا ناصر؟ استنكر الشيخ
قلت انه مجرد كلب، الن تسخر مني اذا قلت لك ان كلب تبعني من المقابر حتي هنا؟
عند المقابر؟ اهناك رأيته؟
قلت نعم الكلب كان هناك
قال انا لا اقصد الكلب، ماذا رأيت عند المقابر؟
قلت شاب يعمل في صيدليه، ابتعت منه دواء لكن الصيدليه اختفت بعد ذلك
كل ذلك ولم تشك؟ لم تبحث عن اجوبه؟
ظننته شيء عادي يا شيخ
قال الشيخ لا شيء عادي، اختيارك ليس صدفه، التضحيه بك ليست صدفه، انا هنا ليس بمحض الصدفه
قلت احتاج توضيح يا شيخ، اشرح لي
ليس الأن، بعد أن اتخلص من التابع، اصعد شقتك، اشرب المنقوع
زوجتم تنام بمفردها؟
قلت اجل
منذ متي سألني الشيخ؟
منذ مده طويله يا شيخ
قال رأيت شيء آخر؟
قلت قبل أن احضر عندك، رأيت شيء يشبه كيان لزج مرن مطاطي
قال، يتشكل، يتغذى عليك، ينكحها، لا تترك شقتك حتي اطرق بابك
اقراء القرأن، ادعو الله ان لا نكون تأخرنا
زمجر الكلب، اشار لي الشيخ بالرحيل.