رواية انتقام اثم الفصل الثامن 8 بقلم زينب مصطفي
فتحت ملك عينيها بتعب لتجد نفسها مرة أخرى داخل فيلا زوجها سامح والمقامة بمكان نائي بالصحراء..
لتتلفت حولها برعب وهي تشاهد نفسها مرة اخرى بداخل الغرفة ذات الجدران الحمراء بلون الد”م والممتلئة بأدوات التعذ”يب وسامح زوجها يرقص بمجو”ن وهو يحتسي الخمر مع فتاة وهو يقترب منها وفي يده سو"ط عريض من الجلد يلفه حول معصمه وهو يقول بشماتة وهو يجذبها بعن”ف من شعرها :
=كوكي أخيراً فاقت إيه خايفة وبترتعشي كده ليه .. المفروض تبقي مبسوطة وبتضحكي النهارده عندنا حفلة .. يلا إضحكي سمعيني ضحكتك.
انهمرت دموع ملك بخوف وهو ينظر في وجهها باحتقا”ر :
= نكدية وهتفضلي طول عمرك نكدية .. اتفرجي يمكن تتعلمي.
ليجذب رفيقته من شعرها بعن”ف ويرميها ارضا ثم يبدء في جلد”ها بقسوة شديدة امام ملك التي حاولت غلق عينيها برعب وهي تشعر انها على وشك التقيوء ، الا انها شعرت بضر”بة قوية من السوط الجلدي تنزل على جسد"ها بقسوة تلهبه وصوت سامح يقول بغضب :
=إفتحي عنيكي حالا .. لو قفلتي عنيكي تاني هقلعهم وأكلهم للكلا*ب بتوعي.
فتحت ملك عينيها برعب وهي تجبر على مشاهدة وصله من التعذ”يب .
إقترب سامح باستهزاء وهو يضع يده حول خصر رفيقته ويسلمها السو"ط الجلدي وهو يقول بمرح :
=مكفأتك يا ميرا زي ما وعدتك.
اخذت ميرا السو"ط الجلدي وهي تلفه بإحتراف على يدها وتوجهت بجذل نحو ملك الملقاه أرضاً وهي مقيدة و تقول بقسوة :
=ميرسي يابيبي إنت عارف أنا مستنيه اللحظة دي بقالي قد إيه وأوعدك حفلتنا هتستمر للصبح.
لترفع يدها بالسو"ط عاليا استعدادا لجل"د ملك التي نظرت لها برعب وهي تتأمل ملامح وجهها القاسية والساد”ية وهي تستعد لتلقي أول جلده في حفل تعذ”يبها.
صرخت ملك فجأة برعب استعدادا لتلقي الجلده وهي تفتح عينيها بهلع وتشعر بذراعين تحاولان إحتضانها وتهدئتها ، الا انها وللحظة ظنت انه سامح زوجها فحاربته بعن”ف وهي تصر"خ وتبكي ، الا انها سمعت صوت قاسم وكأنه يأتي من بعيد وهو يحاول تهدئتها :
=ملك اهدي يا حبيبتي .. إهدي ده مجرد كابوس متخافيش انا معاكي متخافيش يا حبيبتي .
ارتعشت ملك بخوف وهي تنظر لوجه قاسم وهي تنظر حولها بدهشة وتقول بخوف:
=أنا ..أنا فين..
مسح قاسم دموعها عن وجهها بحنان :
=انتي في أوضتك وانا جنبك متخافيش.
نظرت ملك حولها بذهول:
=يعني ده كان ..كان حلم.
قاسم بحنان وهو يحتضنها :
=ده مجرد كابوس متخافيش.
نظرت ملك حولها بدهشة وهي تستوعب اخيرا ان كل ما رأته كان كابوس حي لكل ماعشته مع زوجها المتو”في .. عاد لها بقوة بعد مشاهدتها لميرا رفيقة زوجها الراحل بالاسفل.
تنهدت ملك بارتياح وهي تغمض عينيها ودموعها تسيل بدون توقف ؛ ليحتضنها قاسم بحنان و هو يتأمل وجهها الشاحب بندم يشعر انه السبب في إنهيارها المفاجئ بسبب ضغطه الشديد و المتواصل عليها فبداخله حرب طاحنة تدور بين قلبه ومشاعره واحساسه ببرائتها وعقله المقتنع بذنبها والمؤيد لعقابها.
ليتنهد بتعب وهو يحتضنها أكثر اليه يحاول طمأنتها وهو يتذكر لحظة إنهيارها بين ذراعيه ويتذكر شعوره القاتل بالخوف من فقدها وباستعداده بالتضحيه بكل ما يملك و تعود الى وعيها من جديد.
نظر لها مرة اخرى بندم وهو يمرر يده بين خصلات شعرها الحريريه بحنان وهو يهمس بندم بصوت غير مسموع :
=أنا مش عارف اللي عملته معاكي ده صح ولاا غلط بس اللي انا متأكد منه اني مش قادر أكمل في اللي انا بعمله اكتر من كده.
ليتوقف عن الكلام وهو يشعر بالتوتر وهو يلاحظ ارتجافها بين راعيه بأ”لم وهي تحاول التغلب على خوفها الغريب والذي لا يعرف أسبابه.
مرر قاسم يده بحنان في خصلات شعرها وهو يمرر يده على ظهرها مطمئاً :
=انا عاوزك تهدي وتتطمني إنتي في إوضتك .. تعبتي شويه والدكتور كان هنا وطمنا عليكي.
عقدت ملك حاجبيها وهي تقول بحيرة :
=دكتور ..علشاني أنا..
ثم شهقت وهي تسترجع فجأة بذاكرتها كل الاحداث السيئه والمهينه التي مرت بها على يديه وأخرها إجبارها على الاعتذار لنيرفانا أمام صديقاتها المتكبرات.
لتهطل الدموع من عينيها بغزارة وهي تسحب نفسها بغضب من بين أحضانه وتعود للاستلقاء على الفراش مرة اخرى وهي تسحب يدها بضعف بعيدا عن يده وتدير وجهها للجانب الاخر برفض وهي تقول بصوت ضعيف :
=أنا بقيت كويسه .. لو سمحت إخرج بره وسيبني أرتاح .
نظر قاسم لها بندم وهو يشعر بتأنيب ضمير لما جعلها تمر به .
قاسم محاولا التحدث معها بهدوء :
=ملك انا عارف اني كنت قاسى لما خليتك تعتذري لنيرفانا بس انتي كمان غلطتي فيها وفي ضيوفها.
ملك بصوت خال من الحياة وهي مازالت ترفض النظر له :
=وانا اعتذرت لنيرفانا هانم زي ما أمرت .. تحب اعتذر لها تاني يا قاسم بيه !
تنهد قاسم بغضب وهو يدير وجهها الشاحب اليه :
=انا مش عوذك تعتذري انا عاوزك تفهمي ان كل اللي بيحصلك ده سببه في الاول والاخر هو تصرفاتك انتي.
ليتابع بغضب من نفسه قبل ان يكون منها :
=انا مستحيل كنت أتخيل اني اعمل كده في واحده ست خصوصا لواحده انتمت في يوم من الايام لعيلتي بس انتي ....
قاطعته ملك بتهكم حزين وعيونها تلتمع بالدموع المحبسوه وهي تتذكر حديث سامح زوجها المتو”في لها :
=عارفه .. انا استاهل كل اللي بيحصلي وبتصرفاتي بطلع أسوء ما فيك.
لتتابع بمرارة :
=معلش اصل دي موهبة عندي بطلع وبمنتهى السهولة أسوء ما في الناس.
عقد قاسم حاجبه بحيرة وهو يقول :
=تقصدي ايه..!
تنهدت ملك وهي تقول بحزن :
=مقصدش حاجه لو سمحت اخرج علشان عاوزه أنام.
نهض قاسم من جانبها وهو يقول بهدوء محاولا عدم مطاوعة قلبه الذي يأمره بالجلوس بجانبها :
=انا هخرج حالا .. وهبعتلك العشا كلي وحاولي تنامي وترتاحي.
ملك بغضب تحاول ان تكبته :
=حاضر هاكل وهنام وهرتاح في أوامر تانية يا قاسم بيه .
مال قاسم عليها يضع شعرها خلف إذنها برقة وهو يقول بحنان وهو يمرر اصبعه على شفتيها :
=لا مفيش أوامر تانيه نفذي الاوامر دي وبعدها أكيد هبلغك لو فيه أوامر تانية.
ابتلعت ملك ريقها بتوتر وهي تشعر بتسارع دقات قلبها وهو يميل على شفتيها يحاول تقبيلهم برقة ، الا انها حاولت الابتعاد عنه برفض وهي تضر”ب يده بعيداً عنها بغضب :
=إبعد عني يا قاسم بيه بدل ما أصوت وأعملك فضيحة قدام مراتك وأصحابها ومتلمسنيش تاني أحسنلك.
ضحك قاسم وهو يمرر يده على وجنتها وهو يقرصها مداعبا :
=أيوه كده قطتي رجعت تخربش من تاني انا كده اطمنت عليكي.
ليمرر يده على شعرها كأنه يداعب طفلة :
=بس يوم ما تخربشي متخربيش بابا قاسم يا ملوكه والا هتجبريني اني أعاقبك.
شحب وجه ملك بخوف وهي تتذكر عقاب سامح لها لتقول بارتعاش :
=تعاقبني .. تعاقبني إزاي !
رفعها قاسم فجأة بين ذراعيه وهو يقول بمرح :
= كده يا ملاكي عقابك هيبقى كده.
ليميل فجأه عليها يلتقط شفتيها يقبـ*لهم برقة وهو يحتضنها بين ذراعيه بتملك وهي تحاول ابعاده عنها برفض وغضب بعد ان استوعبت معنى حديثه.
تأمل بحنان وجهها الجميل المكسو بحمرة الخجل وشعرها المنتشر حولها ليمرر أصابعه بعشق على وجنتها شديدة السخونه و وهو يقول بهدوء :
= أخر مره هسمحلك فيها انك تحاولي تبعديني عنك بالشكل ده و حطي في دماغك انك كلك ملكي .. جسمـ*ك .. عقلك..
ليضع يده على موضع قلبها الذي تسارعت دقاته تحت ملمس أصابعه :
=حتى قلبك ده ملكي وانتي عارفه كده كويس وان كنت ما تم*متش جوازنا لحد دلوقتي فده علشان انا عاوز كده مش عشان انتي رافضه تتم*ميه .. بس أوعدك لو عملتي اللي عملتيه ده مرة تانية هيبقى رد فعلي اني هتمم جوازنا وفورا .. مفهوم.
نظرت ملك اليه بانكسا”ر و صمت وما يؤ”ذيها أكثر هو معرفته بحقيقة مشاعرها نحوه..
ليعيد عليها بتحدي وهو يتحدث أمام شفتيها بتملك ويده مازالت ملتفة من حولها تقربها منه بشدة :
=مفهوم يا ملك !
إرتجفت ملك وهي تتذكر تهديده لها باتمام زواجهم لتقول بتشوش :
= مفهو..
ضمها قاسم اكثر اليه وهو يغلق عينيه استعدادا للنوم :
= قاسم إنت بتعمل ايه!
=زي ما انتي شايفه هنام.
ملك بخوف :
=تنام ..تنام هنا إزاي افرض مراتك ولا حد من الخدامين شافك هنا.
قاسم بعدم اهتمام :
=وايه المشكله ..
ملك بغضب
=طبعا مش همك .. طيب على الاقل فكر هيقولو عليا ايه.
نظر قاسم لها باستهزاء :
=هيقولو واحد و نايم جنب مراته فين المشكلة !
ملك بغضب :
=قاسم بطل تتريق عليا انت عارف كويس ان مفيش حد يعرف حكاية جوازنا دي.
قاسم وهو يضمها بتملك إليه يطمئن نفسه إنها بأمان بين أحضانه بعد ان كاد يفقدها :
=ابقي قوليلهم انك مراتي أنا معنديش مشكله انهم يعرفوا.
شهقت ملك بدهشة :
=مش خايف ان مراتك تعرف انك متجوز واحده غيرها.
قاسم بتهكم :
=قاسم الانصاري مبيخفش ونامي بقى وبطلي كلام وخليني أنام أنا كمان.
نظرت ملك له بغيظ.:
= انت ايه يا اخي معندكش قلب حرام عليك عاوز تكس”ر قلبها وتعرفها انك متجوز عليها وهي لسه عروسة جديدة !
لتتابع بغضب وهي تحاول ابعاده عنها :
=قوم من هنا يا قاسم روح لعروستك وبطل لعب بقلوب ومشاعر الناس حرام عليك.
تنهد قاسم وهو يدعي الاستسلام وهو يقول بمرح :
= انتي مش عاوزه تنامي ومش عاوزه تبطلي كلام و تسكتي .. مفيش مشكله أنا عارف هسكت الشفايف الحلوه دي إزاي ..
حاولت ملك الابتعاد عنه وهي تدرك مقصده لتقول بلهفة :
= خلاص ..خلاص أنا هسكت وهنام ومش هتكلم تاني.
ضمها قاسم مرة اخرى برقة وهو يقبل شفتيها قبلات صغيره وهو ينظر اليها بافتتان :
= بس أنا مش عاوز أنام.
ليلتقط شفتيها مرة أخرى في قبلة طويلة متملكة وهو يضمها بتملك اليه ، وهو غافل عن نيرفانا التي تقف بباب الغرفه تتلصص عليهم وهي تشتعل بنيران الغيرة والكرا”هية .
أغلقت نيرفانا الباب مرة أخرى بهدوء شديد ثم اتجهت الى غرفتها وهي تشتعل بنيران الغيرو وتناولت هاتفها تتصل بشقيقها رأفت الذي أجابها سريعا لتقول بغضب :
=أيوه يا رأفت إنت فين وسايبني أتعامل مع قاسم لوحدي فين وعدك ليا انك هتبعد الزفته اللي اسمها ملك دي عنه !
رأفت بغضب :
=وعوزاني أعملك إيه قاسم قافل عليها في الفيلا ومنبه على الحرس اني مدخلش الفيلا غير بأذن منه وانتي مش راضيه توصليني بيها خايفه من سي قاسم ليعرف.
نيرفانا بغضب :
=خلاص شوف انت عاوزني اعمل ايه وانا هعمله المهم تخلصني من الزفته دي.
رأفت بانتصار :
=أهو كده يا نيرو مصلحتك هي مصلحتي ولازم نساعد بعض.
ليتابع بسخرية :
=وقاسم بيه فين دلوقتي؟
جلست نيرفانا وهي تشتعل بنيران الغضب :
=معاها في الاوضه بيصالحها بعد اللي حصل .. طبعا ما هو كان هيتجنن عليها انا عمري ماشفته بالشكل ده قبل كده كأنه مش قاسم الجبروت اللي انا عرفاه.
لتتابع بغل :
=بت زي الحربايه أول ما لقيته بيدافع عني وأجبرها انها تعتذرلي عملت نفسها تعبانه وأغمي عليها.
رأفت باستفهام :
=بس..بس انا مش فاهم ولا كلمة منك بالراحة كده احكيلي على كل حاجه وبالتفصيل الممل.
تنهدت نيرفانا بغضب وهي تقص عليه ماحدث وبالتفصيل حتى انتهت.
صمت رأفت وهو يفكر بما قصته عليه نيرفانا ليقول بغموض :
=يعني هي كانت كويسه واعتذرت عادي وفجأه غابت عن الوعي.
نيرفانا بغضب :
=العقربه بتمثل علشان تصعب عليه.
رأفت بغموض :
=يعني مفيش حاجه حصلت وخلتها تفقد الوعي.
نيرفانا بغضب :
=بقولك كانت بتمثل ولو مش مصدقني أسأل دودى وفيري وميرا هما كانو موجودين وكلهم قالو انها بتمثل...
قاطعها رأفت فجأة :
=ميرا.. ميرا كانت موجوده وملك شافتها؟؟!
نيرفانا بفروغ صبر :
=ايوه كانت موجوده بس جات متأخر شويه ويادوبك هي وصلت من هنا والزفتة دي عملت نفسها مغمي عليها.
رأفت بغموض :
=دي كده إحلوت أوي .. اسمعي مني ونفذي اللي هقوله بالظبط.
نيرفانا بفروغ صبر :
=قول لما أشوف أخرتها معاك ايه.
رأفت بمكر :
=انا عاوزك تعزمي كل صحباتك وخصوصا ميرا على الغدا بكره .. و تقولي لملك اللي هقولك عليه وسيبي الباقي عليا..
نيرفانا بغضب :
=بقولك عاوزه اخلص منها وانت تقولي اعزمي كل صحباتك!
رأفت بخب”ث:
=إعملي اللي بقولك عليه و اوعدك هتخلصي منها وللابد.
تنهدت نيرفانا بغضب :
=حاضر لما أشوف أخرتها معاك.
أغلقت نيرفانا الهاتف وهي مازالت تغلي من شدة الغيره في حين قام رأفت بالاتصال برقم أخر وهو يبتسم بخبث ليقول بمرح :
=ميرا إزيك يا أسد قلبي وحشتيني موت ووحشتني أيامنا سوى..
قهقه رأفت بمرح وهو يقول بخبث :
=هيحصل ..بس انا عاوز منك خدمة الاول و طبعا كله بتمنه..
ليتابع بجدية مفاجأة :
=إسمعي اللي هقوله كويس أوي ونفذيه بالحرف الواحد.
ليبدء في القص عليها مايريده منها وهو يبتسم بخ”بث.
في الصباح..
إستيقظ قاسم من النوم وهو يتأمل ملك الغارقة في النوم بين أحضانه بأمان ليميل عليها يقبل جبينها وهو يمرر يده على وجهها بحنان وهو يفكر في الوضع المعقد الموجود فيه .. قلبه يعشقها حد الجنون و عقله يرفض وجودها بحياته وهو يذكره باستمرار بكل ما فعلته من شرور وأثام أدت لوفاة ابن عمه وما يثير حيرته هو نقائها وانعدام خبرتها الذي لامسه بنفسه ، ليتنهد بحيره وهو يتأملها بعشق لا يملك سيطرة عليه ليقرر فجأة منحها ومنح زواجهم فرصة جديدة فهو قادر على إعادة تقويمها ان أخطأت فهو ليس ضعيف او قليل الحيلة كإبن عمه الراحل .. تنهد قاسم براحة بعد قراره الذي أراح قلبه.
مال قاسم برقة يقبل ملك الغارقة في النوم وهو يهمس بحنان بجانب أذنها :
=إصحي يا ملاكي يلا بلاش كسل.
فتحت ملك عيونها بكسل وهي تبتسم بحنان تتأمل وجه قاسم بعشق لم تستطع إخفائه .
إبتسم قاسم لها وهو يضع شعرها خلف أذنها بحنان :
= يلا فوقي كده وافطري وجهزي شنطتك علشان هنسافر .
ملك بحيرة :
=نسافر .. نسافر فين !
قاسم بحنان :
=دي مفاجأه .. المهم جهزي نفسك وانا هروح الشركة اخلص شوية حاجات وبعدها هنسافر على طول.
ملك بخوف :
=قاسم .. انا مبقتش حمل مفاجأتك ولا هستحمل اسافر معاك انت ومراتك وأشوفك معاها.
ضمها قاسم اليه يطمئنها :
=اولا : احنا هنسافر لوحدنا في مكان بعيد عن الناس كلها.
ثانيا : أوعدك ان المفاجأة دي هتسعدك .
ثالثا : وده الاهم انا مليش غير زوجه واحده وهي انتي.
عقدت ملك حاجبيها وهي تقول بحيرة :
= أنا مش فاهمه حاجه من كلامك.
قبلها قاسم بحنان وهو ينهض من الفراش بسرعة :
=لما ارجع بالليل هفهمك على كل حاجه بس جهزي نفسك علشان لما ارجع هنسافر على طول.
هزت ملك رأسها بحيرة وهو يميل على وجنتها يقبلها مودعا ويخرج مسرعا للاستعداد للذهاب الى شركته.
دخلت ملك الى الحمام لتستعد وارتدت الفستان الوحيد الذي تمتلكه ووقفت أمام المرأة تصفف شعرها وهي تشعر بالحيرة من تغير قاسم المفاجئ نحوها لتنظر الى ساعة يدها بدهشة وهي تجدها قد تعدت الواحدة ظهراً :
=الساعه واحدة انا نمت كل ده ازاي !
لتتابع بتوتر وجهها يشحب بشدة :
=اكيد كل اللي في الفيلا عرفوا ان قاسم كان نايم في الاوضه عندي..
إنهمرت دموعها بشدة وهي تتخيل حديث العاملين بالفيلا عنها :
=حرام عليك يا قاسم زمانهم بيقولو عني ايه دلوقتي.
لتجلس بتوتر داخل غرفتها وهي لاتجروء على مغادرتها ،
شهقت ملك بتوتر وهي تجد باب الغرفه يفتح فجأة ونيرفانا تتطلع اليها وهي تقول باحتقا”ر :
=انتي قاعده هنا وسايبه شغلك .. اتفضلي على المطبخ تحت يلا.
لتتابع بكرا”هية :
=ولاا فاكره علشان قاسم بينام عندك هتسيبي شغلك وتعملي فيها هانم.
ملك بغضب :
=انتي بتقولي ايه .. ازاي تتكلمي معايا بالشكل قاسم يبقى....
قاطعتها نيرفانا بسخرية :
=عارفه يبقى عشيقك ..ايه فاكره ان ده يديكي ميزة تعالي معايا.
جذبتها نيرفانا من ذراعها بشدة وهي تتجه بها الى الشرفة :
= شايفه دول .. دول صحباتي دودي وفيري وميرا دول كلهم عشيقاته وانا عارفه ومش فارق معايا .. عارفة ليه لاني انا نيرفانا هانم الدميري مراته قدام الناس وإم ولاده في المستقبل.
شعرت ملك بالدوار وهي تستمع إليها وتتأمل بصدمة وجوه صديقاتها حتى توقفت برعب أمام وجه ميرا القاسي التي رفعت وجهها فجأة لتتلاقى عينيها بعين ملك المرعوبة ، لتبتسم فجأة وهي ترفع كأس العصير تحييها بسخرية..
تراجعت ملك للخلف برعب وهي تكاد ان تفقد الوعي من جديد ونيرفانا تتابع بقسوة :
=قدامك خمس دقايق تقلعي اللي انتي لابساه ده وتلبسي اليونيفورم وتنزلي المطبخ تجهزي الغدا مع الخدامين تحت.
لتخرج وتترك ملك التي ترتعش من شدة الصد”مة وهي تقول بذهول :
=قاسم على علاقه بكل دول وعلى علاقة بميرا اللي كانت بتقاسم سامح في كل قذا”رته .. يعني قاسم زي سامح !
تساقطت دموعها وهي تقول برعب :
=أنا مستحيل أصدق إن قاسم كده دي أكيد بتكدب عليا.
شهقت ملك برعب وهي تتذكر كلماته الشبيهة بكلمات زوجها الراحل لها قبل اكتشافها حقيقته :
=هنسافر لوحدنا في مكان بعيد عن الناس كلها.
شهقت ملك بخوف وهي تتذكر الفيلا الصحراوية البعيدة عن اي مكان مأهول والتي كان يستخدمها سامح في اقامة حفلاته الما”جنة وفي تعذ”يبها.
نهضت ملك وهي تتلفت حولها برعب ودموعها تتساقط وذهنها المرعوب يصور لها انه سيأخذها الى هناك لإتمام إنتقامه منها.
لتقرر الهروب من الفيلا قبل عودته وتنفيذ خطة انتقامه منها لتتناول هاتفها بسرعة وتخرج وهي تتلفت حولها بخوف وهي لا تعرف كيف ستتدبر امر خروجها من الفيلا التي يحيطها الحرس من كل جانب حتى أصبحت في حديقة الفيلا الخارجية ووجدت السيارات الخاصة بصديقات نيرفانا لتقرر الصعود في سيارة منهم تخص صديقة نيرفانا دودي والتي شاهدتها تقودها في المرة السابقة.
حاولت ملك بخوف وتوتر فتح باب السيارة الخلفي الذي استجاب لها وفتح بسهولة ، لتستلقي بسرعة على ارض السياره وهي تغلق الباب خلفها وهي تحاول ان تخفي نفسها حتى لا يكتشف احد وجودها لتمر أكثر من نصف ساعة وتشعر بباب السيارة يفتح وبصوت دودي تودع نيرفانا بمرح ، ثم انطلقت بالسيارة التي اجتازت البوابة والحرس بمنتهى السهولة.
في نفس التوقيت تابعت نيرفانا خروج السيارة بسعادة وهي تتصل برأفت وتقول بانتصار :
=ملك هربت زي ما انت قولتلي وهي دلوقتي مستخبية في عربية دودي.
لتغلق الهاتف وهي تشعر بالارتياح الشديد لتخلصها منها..
وفي نفس التوقيت
شعرت ملك بتوقف السيارة ومغادرة دودي لها مسحت ملك دموعها التي تسيل بصمت وهي تتلفت حولها بخوف وهي تحاول التسلل من السيارة دون ان يراها أحد حتى نجحت في الخروج والابتعاد قليلاً عنها لتجد نفسها في احد احياء القاهرة الراقية أمام مطعم مشهور.
مسحت ملك دموعها بتوتر وهي لا تعرف إلى اين تتجه ، لتتسمر في مكانها وهي تستمع لصوت ينادي عليها بإصرار..
استدارت ملك بخوف لتجد رأفت أمامها وهو يقول بابتسامه خبي”ثه وهو يدعي الطيبة :
=ملك هانم أخيراً القدر والصدفة جمعتنا من تاني ياريت تيجي معايا في كلام مهم لازم تعرفيه عنك وعن قاسم بيه ياريت تتفضلي معايا عربيتي واقفة هناك.
نظرت ملك له بشك ، الا انها استجابت له وهي تتبعه الى سيارته وهي تدعي الله ان حديثه يكذب ما اخبرتها به نيرفانا ويقت”ل الشك الذي نمى في قلبها تجاه قاسم لتذهب وهي لا تدري انها تشعل نارا لن تستطيع إخمادها …
____________
♕ يتبع ♕
♡ الفصل الثامن ♡
•• زينب مصطفى
#إإنتقام_آثم 🦋🖤