رواية انتقام اثم الفصل العاشر 10 بقلم زينب مصطفي


 رواية انتقام اثم الفصل العاشر 10 بقلم زينب مصطفي


أنقبض قلب ملك بخوف وهي تشعر بيد قاسم وذهنها يستعيد كل ما مر بها من أحداث …  زواجها المدمر من سامح الذي عاملها بقسوة وبأقصى انواع السادية إجر”اماً.


 حتى وصل به الامر لمحاولة قتلها ثم مقابلتها قاسم الذي اوهمها بالحب ثم قام بالانتقام منها بأ”بشع أنواع الانتقام وهو يهدر كرامتها ويستغل عشقها له أبشع أنواع الاستغلال.   

زواجه من غيرها و تزوير عقد زواج عرفي ليقيدها به و إجبارها على العمل كخادمة في منزله ثم اكتشافها البش”ع الذي لم ينفيه بساد”يته وتعدد علاقاته بعدد لا ينتهي من النساء. 


أغمضت ملك عينيها بغضب تحاول السيطرة على مشاعرها التي تهدد بالاستجابة له وتحاول استجماع قوتها وكرامتها المهدورة وهي تحدث نفسها بقسوة  : 

=أنا مش هعيد تجربتي مع سامح تاني مش هفضل أتعذ”ب وأعيش دور الضحية طول عمري. 


ابتعدت ملك بحدة عن قاسم وهي تنتفض بقوة بعيدا عنه ثم تستجمع إرادتها وهي تجري بعيدا عنه وهي تنظر لقاسم المصدوم بتحدي. 


رفع قاسم رأسه يتأملها بهدوء وهو يعتدل في جلسته وعينيه تضيق بتقييم لملك التي تقف بتحدي بالقرب من باب الغرفة كأنها على وشك الهروب منه.. 


ملك بتحدي  : 

=أنا مش ممسحة جزم علشان تقرب مني وقت ماتحب وتبعد عني وقت ماتحب.. 


لتتابع بتحدي أكبر وهي تستجمع شجاعتها  : 

=أنا عاوزه أتطلق ..  أنا مش هعيش مع واحد ذيك .. سا”دي وبيعرف ستات. 


إبتسم قاسم بسخرية  : 

=وانتي زعلانة علشان سا”دي ولا زعلانة ان انا اعرف ستات. 


ملك بغيرة  : 

=وانا هزعل ليه انا مش بعتبر نفسي مراتك او حبيبتك انا عارفه كويس انت اتجوزتني ليه .. اتجوزتني علشان تربطني بيك وتكمل انتقامك من غير ماحد يقدر يمنعك. 





قاسم وهو يتأملها بسخرية  : 

=ولما انتي ذكية أوي كده و عارفة كل حاجه وافقتي تتجوزيني ليه  ! 


ملك بتحدي  : 

=وافقت اتجوزك علشان احافظ على سمعتي اللي انت دوست عليها بجذمتك. 


قام قاسم واقترب منها ببطئ وبرود وهي تحاول الابتعاد عنه بخوف وارتباك حتى اصبح على بعد خطوة منها. 


صرخت ملك بخوف وهي تحاول الابتعاد عنه والهروب لخارج الغرفة  ،  الا انه قام بمنعها وهو يقول بهدوء خطر  : 

=ممكن تقوليلي دوست على سمعتك بجذمتي زي ما بتقولي ازاي  ! 


ملك بارتباك  : 

= انت ناسي انك هنا ف اوضتي من امبارح لحد الصبح وكل اللي في الفيلا شافوك وانت خارج منها . تفتكر هيفكرو فيا ازاي وهيقولو عليا ايه ..


لتتابع بغيرة وهي تحاول ابعاد يده عنها بع”نف  : ش

=ولاا فاكرني واحدة من اللي متعود تعمل معاهم كده …طبعا ما دي حاجه عادية عندك وعند اللي شغالين معاك .. كل يوم بيشفوك مع واحدة شكل .. بس انا مش كدة انا هحط عقد جوازنا جوة عنيهم علشان يعرفوا إني ست محترمة مش زي الاشكال اللي انت تعرفها. 


تأملها قاسم بتهكم وهي تتكلم باندفاع وغضب ثم قال ببرود  : 

=خلصتي ولا لسه .. ادخلي يلا غيري هدومك علشان هنمشي من الجحر ده. 


ملك بغضب  : 

=انا مش هاجي معاك ولا هرجع الفيلا .. انا قولتلك قبل كده انا عاوزه اتطلق. 


قاسم بسخرية  : 

=طيب مش تستني لما عقد جوازنا يتوثق الاول وتاخديه علشان تحطيه في عنيهم زي ما بتقولي ولاا خلاص دلوقتي مش خايفة على سمعتك. 


ملك باحتجاج غاضب  : 

=برضه مش هرجع معاك على الفيلا انا بكره الفيلا وبكره كل اللي فيها. 


قاسم بنفاذ صبر  : 

=يعني انتي عاوزه ايه دلوقتي..


ملك بعناد  : 

=عوزاك تطلقني وتسيبني في حالي انا مش راجعة معاك الفيلا انا هدور على مكان تاني اعيش فيه وهشتغل واصرف على نفسي  . 


تأملها قاسم قليلا ليقول بسخرية قاسية  : 

=وتدوري على شغل وتتعبي نفسك ليه ما تصرفي من الفلوس اللي كنتي بتاخديها من سامح. 


نفضت ملك يده عنها وهي تقول بغضب  : 

=قولتلك مية مرة انا مأخدتش فلوس من سامح ولا اعرف عن الفلوس دي حاجه  .. بس انت طبعا عاوز تصدق اني طماعة وانتهازية علشان تبرر لنفسك كل إللي بتعمله فيا.. 


قاسم بقسوة واستنكار  : 

=أبرر لنفسي اللي بعمله فيكي .. أنا لو كنت طاوعت عقلي وعاملتك بإللي تستحقيه كان زمانك مد”فونة جنب

سامح من زمان بس للاسف أنا عاملتك برحمة إنتي متستحقيهاش. 


إنهمرت دموع ملك بيأس وهي تتأمل نظرات الاحتقار في عينيه لتقول وهي تمسح دموعها بعزم  : 

=خلاص طالما انت شايفني وحشة أوي كده يبقى تطلقني وتسيبني في حالي وانا أوعدك هبعد وهختفي من حياتك خالص ومش هتشوفني تاني. 


تجاهل قاسم حديثها وتناول ملابسه واتجه للحمام الخاص بالغرفة وهو يقول ببرود  : 

=انا داخل أخد دش .. أخرج ألاقيكي لبستي وجهزتي علشان نمشي من هنا الا لو حبيتي اننا نقعد هنا. 


ليتابع وهو يتأملها بسخرية  : 

= الاختيار ليكي .. طبعا لو خرجت ولاقيتك لسه ملبستيش هفهم انك عاوزه نفضل هنا سوا  . 


وملك تنظر إليه بدهشة وقد اشتعل غضبها بسبب بروده وتجاهله لحديثها  . 


تناولت ملك الفستان ترتديه بسرعة خوفا من تهديده لها الا انها توقفت فجأة وهي تتأمل نفسها بضيق في المرآة ودموعها تتساقط وهي تتخيل عودتها للوضع المذل الذي كانت تعيشه كخادمة له ولزوجته لتقول بغضب  : 

=أنا مش هرجع هناك تاني حتى لو فيها مو”تي  . 


انحنت سريعا تبحث عن حذائها حتى وجدته ملقى وارتدته وهي تتناول هاتفها و تستمع بتوتر لصوت جريان المياة في الحمام و اتجهت سريعا لخارج الغرفة وهي تتلفت حولها بخوف وتوتر ثم توجهت لباب الشقة ففتحته بهدوء وهي تتسلل للخارج ..


نزلت ملك سريعاً على درج البناية وهي تتجاهل المصعد حتى وصلت الى مدخل البناية الخالي فوقفت تنظر حولها بتوتر خوفا من وجود رجال قاسم بالخارج الا انها تفاجئت بخلو المكان من اي شخص في هذه الساعة المتأخرة من الليل لتندفع للخارج بسرعة وهي تمشي في إتجاه عشوائي لا تعلم الى أين تتجه. 


شعرت ملك بالبرودة الشديدة وبزخات خفيفة من المطر تحولت لقطرات ثقيلة تتساقط عليها لتشهق بخوف وهي تسرع في سيرها والمطر يزداد هطوله بغزارة وقوة مسببا لها صعوبة في الرؤية وهي تحاول تبين وجهتها مع اشتداد المطر والتصاق ثوبها بها وأسنانها تصطك بقوة وهي تشعر بالبرد والمطر ينخر بقوة في داخل عظامها. 


ملك بخوف و ندم وهي تتأمل الشوارع شبه المظلمة و الغارقة في مياة المطر و الخالية من البشر  : 

=ايه اللي انا عملته في نفسي ده أنا مش عارفه هروح فين و الشوارع شكلها فاضي ويخوف أوي. 


التفتت ملك خلفها بخوف وهي تشعر وكأن هناك من يراقبها ويتتبعها ولكنها لم ترى أحد لتمر بضع لحظات من التوتر والخوف وتتفاجأ بشخص ضخم شكله مريب يمشي خلفها وهو يتتبع خطواتها بشكل ملحوظ  . 






أسرعت ملك في خطواتها حتى كادت تجري وشدة هطول المطر تكاد تعمي عينيها وهي تتلفت حولها بيأس تحاول الاستنجاد بأي شخص الا ان الشوارع كانت خالية من البشر في هذا الجو العاصف و الساعة المتأخرة من الليل

لتتفاجأ بيد غليظة تسحبها للخلف وصوت رجل يقول بغلظة  : 

=الجميل ماشي لوحده ورايح على فين  ! 


استدارت ملك تواجه محدثها بخوف وهي تقول بارتعاش وهي تحاول ابعاد يده عنها  : 

=إنت مجنون .. إبعد ايدك دي عني .. 


الا ان الرجل تجاهل حديثها و هو يتأملها ليقول وهو يحاول جرها خلفه بالقوة لاحدى السيارات المتهالكة والمركونة على جانب الرصيف الغارق بالمياة  : 

=دا انتي هاتيجي معايا النهارده. 


شعرت ملك بالرعب وهي تصرخ و تقاومه بشدة حتى صف”عها بشدة ألقتها أرضاً ليقول بغضب وهو يجرها خلفه من جديد  : 

=إخرسي متصوتيش والا هرميكي في البحر و اخلص منك.. 


ليتابع بغضب وهو يفتح باب السيارة  : 

=بس برضه بعد ما ….


صرخت ملك بشدة وهي تبكي و تحاول التمسك بأرض الرصيف في حين يسحبها هو لداخل السيارة بقوة حتى شعرت باليأس وإنها هالكه لا محالة إلا إنه وفجأة ….


تعالى صوت زمور سيارة تقترب منهم بسرعة وهي تسلط إضائتها الامامية عليهم حتى أعمت أعين مها”جمها وخرج  قاسم من باب السياره التي كان يقودها قبل حتى ان تتوقف واندفع تجاه ملك وعيناه تستوعب ما يحدث ليفاجئ الرجل بل”كمة عني”فة من يده في وجهه ألقته أرضاً..


في حين اتجه قاسم لملك يرفعها من على الارض وعيناه تستوعب بغضب ملابسها والكدمة الكبيرة فوق عينيها والدماء التي تسيل من طرف شفتيها ليقول بغضب وهو يرفعها من على الارض  : 

=يا *… دا انت نهايتك هتكون النهارده .. تعالي. 


أدخلها قاسم سريعا لداخل سيارته وهو يقول بسرعة وهو يراقب غريمه الذي استعاد توازنه و يتجه اليه محاولا مهاجمته  : 

=اقفلي عليكي العربية من جوه ومتفتحيش مهما حصل. 


تمسكت ملك بيده بقوه وهي تبكي خوفا عليه  : 

=خلاص سيبه و اركب العربيه خلينا نمشي من هنا علشان خاطري. 


الا انه تجاهلها وهو يغلق باب السياره عليها ويقول بصرامه مخيفه وهو يتابع مهاجمه الذي يندفع نحوه  : 

= قلت إقفلي باب العربيه .. يلا.. 


أغلقت ملك باب السياره من الداخل اتوماتيكيا وهي تتابع برعب قاسم الذي تلقى ضر”به قويه من مها”جمه ألقته أرضا بسبب انشغاله بتأمين ملك بداخل السيارة ،  الا انه عاد ووقف من جديد وهو يتلقى ضر”بة جديدة الا انه صدها بساعده وهو يعود و يوجه ضربات قويه متتاليه لوجه وجسد خصمه ألقته أرضاً وهو ينزف من أنفه وفمه بشدة بعد ان تطايرت أسنانه من شدة الضر”بات الا ان الأخير وقف من جديد وهو يبرز سكين أخرجه من جيبه وهو يوجهه ناحية جسد قاسم..


شهقت ملك برعب وهي ترى قاسم يتراجع للخلف وهو يتفادى ضربات السكين الذي يوجهه خصمه إليه الا ان رعبها ازداد وهو يبتعد عن مجال رؤيتها لتصرخ برعب  : 

= قاسم.. 


وهي تتخيل اصابته بالسكين الذي يحمله مهاجمه لتندفع برعب خارج السيارة وفي هذه الاثناء استدار قاسم فجأة وهو يمسك يد مهاجمه التي تحمل السكين يضربها عدة مرات بقوة حتى استطاع التخلص من السكين الذي يحمله في يده ويعود ويوجه اليه ضربات قاسية موجعه في وجهه وجسده جعلت مهاجمه يغيب عن الوعي من شدة الضربات  : 

= قاسم..


استدار قاسم ينظر للخلف بدهشة ليجد ملك المنهاره في البكاء تندفع نحوه لتضمه وهي تقول  : 

= قاسم .. قاسم انت كويس! 


لتتفاجأ به يبعدها عنه بقسوه وهو يقول بغضب شديد  : 

=ايه اللي خرجك برة العربية  . 


ملك بخوف وهي تبكي وتقول بتقطع وهو يسحبها خلفه ويلقيها بداخل السياره مرة اخرى  : 

=أنا ..أنا خوفت عليك كان معاه سكينه وخوفت ..خوفت عليك  .. 


قاسم بغضب شديد  : 

=غبية .. افرضي كان جرالي حاجه ممكن تقوليلي هتتصرفي مع واحد بيتهجم عليكي وانتي لوحدك ازاي! 

على الاقل وانتي جوه العربيه تقدري تسوقيها وتبعدي مش طالعه تجري برة العربية زي الغبية. 


إنهارت ملك في البكاء وهي تقول بصوت مس شغاف قلبه  : 

= غصب عني خوفت عليك  .. 


قاسم وهو يقاوم مشاعره  : 

= بطلي عياط وهاتي التليفون ده واقفلي باب العربية عليكي كويس ومتفتحيش بابها الا لما ارجعلك. 


ناولته ملك الهاتف الخاص به وهي تراقبه يتحدث به ويخرج من خلف السيارة حبل يستعمل في حالات الطوارئ ويتجه به لمهاجمه الملقى على الارض وقام بتكبيله جيدا ثم اتجه مره اخرى لملك التي جلست تبكي وهي ترتعش من شدة البرد بداخل السيارة. 


فتح قاسم باب السيارة وتناول معطفه وألقاه لها ثم قام بتشغيل مكيف السيارة وهو يقول بجدية  : 

= إلبسي البالطو ده هيدفيكي واقفلي باب العربية علشان التكييف يدفي العربية بسرعة ..احنا قدامنا ربع ساعة بالكتير ونمشي من هنا.. 


هزت ملك رأسها موافقة وهي تشعر بالتعب يستولي عليها وهي تتابعه وهو يغلق باب السياره من خلفه ويذهب باتجاه مهاجمها مة اخرى وهو يتحدث بالهاتف لتمر دقائق قلية و تشاهد ملك عدة سيارات سوداء اللون تتوقف و يخرج منها بعض من الحرس الخاص بقاسم الذي تحدث مع رئيسهم لعدة دقائق ثم تناول منه علبة صغيرة وضعها في جيبه ثم غادرهم الى السيارة. 


ركب قاسم السياره بجانب ملك ثم قادها وهو يلاحظ بقلق شحوب وجهها الشديد. 


ملك وهي تنظر من شباك السيارة للحرس الملتفين حول مها”جمها الذي استعاد وعيه  : 

=هما ..هما هيعملوا فيه إيه..


قاسم بقسوة  : 

=هيعملوا فيه اللي يستحقه. 


ملك وهي تلتفت اليه بخوف  : 

=يعني هيعملو فيه ايه مش فاهمة! 


قاسم بقسوة  : 

=متخافيش هيربوه وبعدين يسلموه للبوليس.. 


نظرت ملك لقاسم وهي تقول بندم ودموعها تتساقط بالرغم عنها  : 

=أنا أسفه يا قاسم أنا مقصدش سامحني انا عارفه اني السبب في كل اللي حصل ده. 


قاسم بقسوة  : 

=وفري أسفك هتحتاجيه بعدين.. 


إبتلعت ملك ريقها بخوف وهي تشاهد ملامحه التي ازدادت قسوة وهو يقود السيارة بصمت والمطر تزداد قوته من حولهم. 


أغلقت ملك عينيها بتعب بدون إرادتها وغلبها النعاس فلم تشاهد سيارة قاسم وهي تدخل الى حديقة فيلا رائعة الجمال ويتوقف بها أمام الباب الداخلي للفيلا ثم يقوم بحمل ملك الغارقة في النوم والدخول بها الى داخل الفيلا لتقابله مدبرة المنزل باحترام شديد وهي تقول بعملية وهي تتجاهل منظره الغريب هو ورفيقته بملابسهم المتسخة و الغير مهندمة والتي تتساقط منها المياة  : 

= الجناح بتاع حضرتك جاهز زي ما حضرتك أمرت وانا جهزت العشا وجهزت الحمام تأمر حضرتك بحاجه تانية  ! 






صعد قاسم الى الاعلى وهو يقول بجدية  : 

= شكرا يا مدام نجوى تقدري تروحي تنامي. 


ليتركها ويصعد سريعا الى الجناح الخاص به ويدخل مباشره للحمام ويجلس على طرف حوض الاستحمام وهو مازال يحمل ملك التي مازالت غارقة في نوم متعب وجبينها معقود ومندي بحبيبات من العرق. 


نظر قاسم بقلق وغضب الى وجهها الشاحب بشدة و الى أثار الضرب الذي تعرضت له على يد من هاجمها. 


ليميل قاسم بحنان يقبل برقة الكد”مة الزرقاء والحمراء فوق عينها ويده تمر بحنان على الخدوش المنتشرة فوق عنقها وهو يقول برقة  : 

= ملك .. فوقي يا حبيبتي. 


فتحت ملك عينيها وهي تنظر للمكان حولها بدهشة وهي تقول بتسائل  : 

=أنا .. أنا فين  ! 


قاسم بحنان وهو يخلع عنها معطفه  : 

=احنا في فيلتنا اللي في اسكندرية وده الحمام بتاع الجناح بتاعنا.. 


ليتابع بحنان وهو يضع شعرها خلف أذنها  : 

=عاوزك تاخدي دوش و انا هستناكي قدام باب الحمام لو حسيتي في اي وقت انك تعبانة او دايخة نادي عليا هكون عندك على طول. 


توهج وجه ملك بخجل وهي تحاول النهوض وهو يقول بقلق  : 

=ملك إنتي مراتي يعني وجودي معاك هنا لا هو عيب ولا حرام أوعديني انك لو حسيتي بأي تعب تندهي عليا على طول  . 


هزت ملك رأسها وهي تقول بخجل  : 

=حاضر يا قاسم أوعدك لو تعبت هندهلك على طول. 


غادر هو حتى لا يزيد من حرجها وهو يقول بتأكيد : 

= أنا واقف مستنيكي برة  . 


واغلق الباب من خلفه في حين قامت ملك بخلع ملابسها الممز”قة والغارقة في المياة ونزلت الى حوض الاستحمام المملوء بالماء الدافئ والرغوة المعطرة والاملاح التي تساعد في طرد الآلآم من الجسد. 


أغلقت ملك عينيها بألم وجسدها المكدوم يلامس المياة ثم شعرت بالراحة بعد مرور القليل من الوقت والمياة تدبل جروحها لترجع رأسها للخلف وتتذكر برعب اللحظات السيئة التي مرت عليها لترتعش برعب ودموعها تتساقط بقوة وهي تتخيل ما كان سيحدث لها ان لم ينقذها قاسم في الوقت المناسب..


 انسابت دموعها بشدةحتى استفاقت على صوت قاسم القلق وهو ينادي عليها من الخارج  : 

= ملك .. ملك انتي كويسه ردي عليا  . 


لتجيب بارتعاش  : 

= أنا كويسه يا قاسم وهخرج حالا. 


لتقوم بغسل جسدها وشعرها سريعا ثم تجفيفهم وهي تنظر حولها فلا تجد ما يمكن ارتدائه لتقول بحرج من خلف باب الحمام  : 

=قاسم .. انا مش لاقيه حاجه ألبسها هنا. 


قاسم بمرح  : 

=وإيه المشكله عادي. 


ملك بصدمة  : 

=انت اتجننت  ! 


قاسم بمرح وهو يمد يده لها بشورت قصير وتيشرت من ملابسه وهو يقول  : 

=لا يا ستي انا مش مجنون ولا حاجه اتفضلي إلبسي دول... 


فتحت ملك جزء صغير من الباب ومدت يدها اليه تناولت منه الملابس ثم اغلقت الباب سريعا وسط صوت ضحكاته الساخره منها. 


ارتدت ملك الشورت الاسود وفوقه التيشرت الابيض الذي يصل لركبتيها وخرجت لتجد قاسم مازال يقف امام باب الحمام بملابسه المبتلة بالمياة وهو يتأملها وهي ترتدي ملابسه وتلف شعرها بمنشفه قطنية قصيرة. 


شعرت ملك بالخجل من تطلعه الشديد بها وقالت وهي تنظر للاسفل بتوتر : 

=انا جهزتلك الحمام ادخل خد شاور قبل ماتاخد برد. 


نظر قاسم لملابسه الغارقة بالمياة بسخرية وهو يقول بتهكم : 

= عندك حق انا هدخل اخد شاور دقايق وراجعلك. 


دخل قاسم للحمام وغاب بداخله لدقائق وعاد ليجد ملك تجلس على مقعد وهي غارقه في النوم وهي تضم ساقيها بيديها وتريح رأسها على ساقيها  . 


إتجه قاسم لملك يحملها لداخل الفراش وهو يحكم الغطاء من حولها ويقول بحنان  : 

=ملك ..ملك فوقي يا حبيبتي. 


فتحت ملك عينيها بتعب وهي تقول بما يشبه البكاء  : 

=أنا تعبانة أوي وعاوزة أنام. 


رفع قاسم ملك وهو يجلس خلفها يحيطها بحنان من كل اتجاة وهو يقول ويقبل وجنتها برقة  : 

= كلي بس الساندوتش الصغير  ده واشربي كوباية اللبن وبعدها هسيبك تنامي زي ما انتي عاوزه. 


ملك باعتراض طفولي  : 

= بس انا مش جعانه انا عاوزه انام  . 


قبل قاسم وجنتها بحنان وهو يقول بصرامة مفتعلة  : 

=بطلي دلع يا ملك وكلي يلا. 


فتحت ملك شفتيها بطاعة وبدأت في تناول الطعام من بين يديه وهو يتحدث معها ويحاول ان يضحكها حتى ينسيها التجربة السيئة التي تعرضت لها حتى إطمئن لتناولها الطعام ليضع كوب اللبن الفارغ جانبا وهو يقبل جبينها ويقول بتملك  : 

=نامي يا حبيبتي ومتخافيش انا جنبك ومفيش حاجه تقدر تأذيكي  . 






نظرت ملك إليه بحب وشعور بالأمان يغلفها لتقول بندم  : 

=أنا أسفه على كل اللي حصلك بسببي انا عارفه انك عرضت حياتك للخط”ر النهاردة علشاني ودي حاجه عمر ماحد عملها ليا. 


مرر قاسم يده عليها بحنان وهو يبتسم بتملك  : 

=بطلي جنان دا اللي يحاول بس يلمس شعره منك هيبقى أخر يوم في عمره. 


ليتابع بجدية وهو يرفع وجهها اليه  : 

=انتي بتتأسفي على المشكله اللي حصلت مع ال….* اللي كان بيته”جم عليكي و مش شايفك ندمانة على محاولتك الهرب مرتين في يوم واحد  ! 


إبتلعت ملك ريقها وهي تقول بتوتر  : 

=أنا مش ندمانه على هروبي منك مرتين لاني ماقدرش أعيش العيشة دي تاني  .. ماقدرش أعيش مع مراتك وانا عارفة كمان ان وجودي معاك هو لمجرد الانتقام مقدرش أكمل كده يا قاسم. 


ابتسم قاسم وهو يقول بهدوء  : 

=يعني هتحاولي تهربي مني تاني. 


صمتت ملك دون ان تجيب وهي تشك في قدرتها عن الابتعاد عنه وتشعر ان بعدها عنه هو والموت سواء بالنسبه لها.. 

الا ان قاسم ابتسم بتفهم وهو يمد يده لعلبة صغيرة أنيقة موضوعة بجوار الفراش وهو يقول بحنان : 

=اه دي هدية كنت جايبها ليكي و المفروض كنت اديتهالك بعد ما نسافر بس طالما مفيش سفر وانتي مصممه على الهرب يبقى لازم أديهالك دلوقتي. 


شعرت ملك بقلبها يدق بسعادة وحزن في نفس الوقت وهي تتطلع للسوار الفضي الانيق والمرصع بحبات من الماس الصغيرة. 


شهقت ملك وهي تتحسس السوار الرائع باعجاب

في حين تناوله قاسم وهو يقبل باطن معصمها برقة ووضعه في يدها وهو يتأمله بإعجاب ويقول بجدية  : 

=وبكده ضمنا ان ملاكي متقدرش تهرب مني ولا تروح اي مكان الا لما اكون عارف مكانها فين بالظبط  . 


نظرت ملك له وللسوار بدهشة وهي تقول بتوتر  : 

=تقصد إيه ! 


إحتضنها قاسم ببرود وهو يسحب الغطاء حولهما ويهمس بجانب أذنها بجدة  : 

=أقصد ان الاسورة الشيك اللي في ايدك دي تبقى إسورة إلكترونية هتحددلي مكانك بمنتهى الدقة وهتديني انزار لو بعدتي عن المكان اللي انا محدده ليكي حتى لو بمتر واحد بس.. 


نظرت ملك له بدهشة وهي تحاول خلع السوار من حول يدها وهي تقول بغضب  : 

= إنت إتجننت انت فاكرني مسجونة عندك قلعني البتاعة دي فورا... 


قاسم ببرود وهو يتابع محاولاتها الفاشلة لخلع الاسورة من يدها  : 

=متحاوليش تقلعيها ايدك هتتعور وبرضه مش هتعرفي تقلعيها. 


نظرت ملك اليه بألم ودموعها تتساقط : 

=إنت بتعمل كده ليه انا مبقتش فهماك  ! 


قاسم وهو يستلقي مرة أخرى  : 

=انا بعمل كده لانك مراتي واللي مش هسمح تبعد عني ابدا الا لما انا اللي أقرر ان أبعد عنها.. 


نظرت ملك له بلوم ودموعها تتساقط  : 

=كل ده علشان لسه عاوز تكمل انتقام مني مش كده..! 


قاسم بصرامة وهو ينظر لها بتحدي : 

=إحسبيها زي ما تحسبيها بس انا مش هسمح باللي جرى النهاردة يتكرر مرة تانية. 


ضر”بته ملك وهي تبكي وتقول من بين شهقاتها  : 

=انا بكرهك يا قاسم بكرهك وبكره اليوم اللي شفتك فيه  . 


سحبها قاسم له وهي تقاومه وهو يهمس في أذنها برقة ويده تمر على ظهرها بحنان متملك  : 

=وأنا كمان بكرهك .. بكرهك بكل نفس جوايا بس برضه مش هتبعدي عني ياملك ..

   إنتي ملكي وإنتهى الأمر …


_____________


♕ يتبع  ♕

♡ الفصل العاشر  ♡

•• زينب مصطفى 

#إنتقام_آثم🦋🖤


                   الفصل الحادي عشر من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×