رواية انتقام اثم الفصل السادس عشر 16 بقلم زينب مصطفي
إشتدت يد قاسم حول خصر ملك تدعمها وتمنعها من السقوط بعد ان اشتد الدوار برأسها وهي تستمع لقاسم يقول بتوتر :
= انتي لسه حاسه إنك تعبانه تحبي نجيبلك دكتور والا أوديكي المستشفى.
هزت ملك رأسها بتوتر وهي تجيب بصوت مرتعش حرصت على ان تخرجه مغاير لطبقة صوتها :
= لا مفيش داعي انا هروح البيت ارتاح شويه وهبقى كويسه.
ابتسم قاسم وهو يقول بجدية :
= طيب اتفضلي معايا انا هوصلك لبيتك في طريقي.
ملك باندفاع :
= لا ملوش لزوم … أانا هاخد تاكسي يوصلني على طول و البيت اساسا مش بعيد يعني ملوش لزوم تعب حضرتك.
قاسم بابتسامة رصينة :
= تعبك راحه يا مدام ناهد .. انا سمعت عنك قد ايه انتي موظفة مجتهدة في شغلك واكيد اللي حصلك ده بسبب ضغط الشغل عليكي .. يبقى اقل شئ نعمله نوصلك بيتك عشان ترتاحي.
ثم نظر لمدير المكتب وهو يقول بتأكيد :
=ولا إيه !
نظر له مدير المكتب بدهشة لاهتمامه المبالغ فيه بموظفة صغيرة يراها لاول مرة الا انه أكد على كلامه فورا :
=طبعا يا فندم .. عندك حق.
ليوجه حديثه لملك الواقفة وهي تشعر بالحيرة والخوف الشديدان :
=اتفضلي إنتي يا مدام ناهد رواحي واعتبري النهارده أجازة .
استسلمت ملك وخرجت برفقة قاسم وهي تشعر ان رأسها قد توقف عن العمل.
فتح قاسم باب سيارته الامامي لها ووقف ينتظرها حتى جلست بتوتر على المقعد ثم اغلق الباب وهو يشير لسائقه بإنه هو من سيقود السيارة.
ركب قاسم سيارته وقادها بهدوء ثم إلتفت إلى ملك وهو يقول برصانة:
= عنوان بيتك إيه..!
ملك بتوتر خائف !
= إيه..
قاسم بهدوء وصبر :
= عنوان بيتك يا مدام ناهد عشان أقدر أوصلك.
إبتلعت ملك ريقها بتوتر وهي تفكر ان تكذب عليه وتعطيه عنوان خاطئ الا انها تذكرت ان الشركه التي تعمل بها لديها عنوانها الصحيح مع رقم تليفونها وذلك حتى يستدعوها في اي وقت يحتاجوها فيه خارج ساعات العمل ، لتقرر إعطائه عنوانها الحقيقي حتى لا تثير شكوكه ان اكتشف بأي طريقة انها قد كذبت عليه واعطته عنوان خاطئ عن عمد .
لتبدء في إعطائه العنوان بصوت مغاير لصوتها وهي تشعر بالتوتر والخوف يستولي عليها.
إبتسم قاسم وهو يقول بهدوء :
= ياه ..هو ده عنوانك ..دا انتي ساكنة في مكان بعيد أوي.
ملك بتوتر وهي تنظر للاسفل و ترفض النظر اليه :
= بعيد ..بعيد عن إيه !
قاسم و هو يتأملها وهي مازالت ترفض النظر إليه :
= أقصد بعيد عن مكان الشغل طبعا.
رفعت ملك عينيها اليه وهي تقول بغضب تولد من شدة خوفها منه :
= ما أنا قولت لحضرتك اني هركب تاكسي وإنت إللي أصريت توصلن….
الا ان صوتها تلاشى وصمتت وهي تشاهد في عينيه نظره لم تستطع ان تفهمها تلاشت فورا وهو يقول بهدوء وكأنه يمتص غضبها :
= عندك حق انا فعلا مكنتش اعرف ان عنوانك بعيد كده .. وعشان كده أنا هكلمك بصراحة .
توترت ملك واستولى الخوف عليها مجددا وهي تتوقع انه قد اكتشف كذبتها الا انه قال بمرح هادئ :
= في الحقيقة انا ماكلتش حاجه النهاردة وحاسس اني جعان جدا وحاسس ان انتي كمان زيي مكلتيش حاجه وعلشان كده تعبتي وببساطة كنت عاوز اقترح عليكي نتغدى سوى.
نظرت ملك اليه بدهشة غاضبة :
= ايه..
الا انه تابع وهو يتجاهل غضبها الواضح :
= طبعا انا اقترحت عليكي الاقتراح ده وانا متأكد انك مش هتفهميني غلط لانك .. يعني قد والدتي في السن وأكيد مش هتشكي في طلبي ده او تفهميه غلط ..
ليتابع بمرح وهو يتوقف امام احد المطاعم الفاخرة :
= إتفضلي وصلنا..
نظرت ملك بغضب من نافذة السيارة تتأمل المطعم الفاخر لتقول بتوتر :
=انا.. انا متشكرة أوي يا قاسم بيه انا مش جعانة حضرتك ممكن تنزل تتغدى وانا هاخد تاكسي وهاروح.
قاسم بابتسامة متأنية :
=إيه ده إنتي عارفة إسمي كمان كويس دا انا كنت لسه هعرفك بنفسي.
ارتبكت ملك وهي تقول بتقطع :
=أصلي .. سمعت .. سمعت زمايلي بيقولو اسم حضرتك قدامي.
ابتسم قاسم بتفهم :
=اكيد طبعا مكان صغير زي ده لازم كل حاجه بتحصل فيه تبقى معروفة للكل.
ليتابع بهدوء :
=طيب يلا اتفضلي معايا علشان نتغدى.
هزت ملك رأسها برفض :
=انا قولت لحضرتك اني مش جعانة اتفضل انت.
قاسم وهو يدير السيارة مرة اخرى :
=كده .. يبقى خلاص انتي كده هتضطري تعزميني على الغدا عندك في البيت.
شهقت ملك بخوف وهي تتخيل رؤيته لطفلها عمر .. هل سينكر ابوته او يؤذيه ويؤذيها انتقاما لما يعتقد انها فعلته بحقه لتقول بتسرع !
=ايه… لا طبعا مينفعش..
قاسم بقسوة مفاجأة :
=مينفعش ليه !
ملك بتقطع متوتر :
=اصل ..اصل انا عايشة مع اختي لوحدينا وميصحش ندخل راجل غريب عندنا.
رفع قاسم حاجبه بدهشة :
=حتى لو الحد ده في سن ابنك !
ملك بارتباك وهي ترفض النظر اليه :
=اه طبعا حتى لو في سن ابني ميصحش برضه..
قاسم بابتسامه راضية وهو مازال يقود سيارته :
=عندك حق .. مينفعش اي راجل غريب يدخل البيت عندك.
تنفست ملك براحة وهي تراه يقود السيارهةفي اتجاه عنوان مسكنها الا انه توقف فجأة وهو يقول :
=لحظة واحدة هرجعلك حالا ..
ليتركها حائرة وهي تتابعه يدخل الى احدى البنايات الفخمه ويغيب لعشر دقائق.
قاومت ملك رغبتها الشديدة في فتح باب السيارة والفرار بعيدا عنه ليتغلب خوفها عليها فحاولت فتح باب السيارة لتجده مغلق اتوماتيكيا لتحاول مرة بعد الاخرى ان تفتحه الا ان محاولتها بائت بالفشل لتتعالى دقات قلبها بخوف وهي تراه يعود وهو يحمل في يده صندوق ورقي به بعض الشطائر والعصائر والمقبلات ليضعه بجانبها بداخل السيارة وهو يقول بأسف وهي تنظر اليه بارتياب :
=إتأخرت عليكي انا متأسف جدا بس يدوبك عملو السندوتشات وجبتها وجيت على طول.
ملك بتوتر :
=انت كنت قافل باب العربية عليا ليه !
قاسم بدهشة أسفة :
=ايه ده هي كانت مقفولة ..انا متأسف جدا اكيد قفلتها وانا ماشي بحكم التعود.
نظرت ملك اليه بارتياب وهو يتابع بهدوء :
=عموما الباب مفتوح دلوقتي .. لو عاوزه تنزلي اتفضلي..
ملك بتوتر :
=لا خلاص انا كنت عاوزه اخرج اقف جنب العربية اشم هوى لحد ما انت تيجي.
ابتسم قاسم بتفهم وهو يخرج بعض الشطائر والعصائر و يعطيها لها :
=طيب اتفضلي كلي وانا هقف أكل برة علشان تاخدي راحتك.
نظرت ملك للشطائر والعصير لتجدهم الانواع المفضلين لديها لتقول بارتباك :
=ايه ده..
ابتسم قاسم بهدوء وهو يتأمل ارتباكها الواضح :
=سندوتشات سي فود وعصير كوكتيل.
ليشير لطعامه :
=اصلي طلبتلك زيي ولاا تحبي اطلبلك حاجه تانية.
هزت ملك رأسها برفض وهي تقول بتوتر وقد شعرت بتشوش رأسها بالاضافة لتشوش مشاعرها التي تسيطر عليها بصعوبة :
=لا متشكره اوي كده كويس..
ابتسم قاسم وهو يقول بهدوء :
=انا هقف اكل برة وانتي كلي كويس وبلاش تتوتري اوي كده مفيش حاجه تخوف.
رفعت ملك وجهها بدهشة اليه وهي تقول بتوتر :
=تخوف .. وانا هخاف من ايه!
غادر قاسم السيارة وهو يقول بهدوء :
=أقصد ان مفيش داعي تخافي او تقلقي مني.. علشان يعني انا مديرك اتعاملي معايا عادي زي ما انا بتعامل معاكي.
تنهدت ملك براحة بعد ان استمعت الى تفسيره ووجدته يغادر السيارة ويقف بالخارج.
لتقوم برفع النقاب عن وجهها ومسح العرق الذي يغرق وجهها من شدة توترها وخوفها ثم نظرت للطعام الشهي الموضوع امامها وبدأت بتناول الطعام بدون شهيه الا انها وجدت نفسها تشعر بالجوع الشديد الذي يغذيه توترها وطعم الطعام الشهي لتمر دقائق وتجد انها قد انهت كل الشطائر والعصير وهي تفكر و دون ان تنتبه لتنظر لعلبة الطعام الفارغة وهي تقول باحراج :
=ياخبر انا خلصت الاكل كله هيقول عني ايه دلوقتي.
لتستمع الى دقات على نافذة السيارة وصوت قاسم يسألها ان كانت انتهت !
أسدلت ملك النقاب على وجهها بسرعه وهي تقول بتوتر :
=اتفضل انا خلاص خلصت ..
دخل قاسم الى السيارة وتناول منها صندوق الطعام الفارغ وألقاه في سلة القمامة الموضوعة بالخارج ثم قاد السيارة مرة اخرى.
ملك باحراج :
=انا متشكره على الغدى الاكل كان حلو أوي ..
لتتابع بحرج :
=انا مش عارفه انا خلصته كله ازاي مع اني في الاول مكنتش حاسه اني جعانة.
قاسم بابتسامة مرحة :
=ايه يا مدام ناهد انتي فكراني بخيل ولا ايه ..انا جايب الاكل علشان ناكله مش علشان نرميه وعموما يا ستي الف هنا وشفا .
ثم قاد السيارة بصمت جعل ملك تشعر بتوترها يقل بالتدريج حتى كاد ان يتلاشى الا انه فاجئها بالقول وهو مازال يقود :
=انتي عايشة مع اختك لوحدكم .. يعني اسمحيلي اسئل جوزك فين ولا انتي متجوزتيش..
فركت ملك يدها بتوتر وهي تجيب بصوت منخفض :
=أنا ..أنا منفصلة عن جوزي.
نظر لها قاسم مطولا ليقول بأسف وبصوت خفيض :
=هو إللي أكيد خسران..
ليعلو صوته وهو يقول :
=انا اسف يا مدام ناهد اني سئلت على حاجه متخصنيش.
الا ان ملك تجاهلت حديثه وهي تقول بتحدي وقد تحكمت غيرتها بها :
=و انت بقى متجوز ولا منفصل ولا لسه متجوزتش.
ابتسم قاسم بمرح وهو يرفع يده امام وجهها وتظهر بأصبعه دبله من الفضة العريضة وهو يقول :
=متجوز طبعا..
نظرت ملك اليه بصدمة وقد تجمعت الدموع في عينيها لتقول بعدم تصديق :
=إتجوزت..
لتحاول تدارك الامر والحديث مرة اخرى الا انها فشلت وهي تشعر بتشنج حنجرتها وهي على وشك البكاء.
لتسمعه يقول بهدوء وقد تغافل عمداً عن خطئها :
=انا متجوز من حوالي سنتين.
نظرت ملك له بدهشة وقد ادركت انه يتحدث عنها لتقول بدهشة وتقطع وهي تحاول ايستيعاب معنى حديثه :
=انت تقصد…قصدي…
الا انها تفاجئت به يقف امام منزلها وهو يقول بهدوء :
=وصلنا..
تلفتت ملك حولها وهي تقول بدهشة:
=ايه .. اه .. انا متشكرة اوي على تعبك معايا.
تأملها قاسم قليلا ثم ابتسم بهدوء :
=انا معملتش الا الواجب ..
ليتابع بجدية :
=اي حد في مكاني كان هيعمل اكتر من كده بس المهم خدي بالك من نفسك ولو حسيتي انك لسه تعبانة خدي اجازة بكرة .
ليتابع بتحذير جاد :
=بكرة بس اللي اجازة يا مدام ناهد والا هتلاقيني واقف على بابك وواخدك للشغل بنفسي.
نظرت له ملك بدهشة وتوتر وهو يتابع :
=احنا مش كل يوم هنلاقي موظفة مجتهدة ونشيطة زيك.
هزت ملك رأسها بموافقة ودهشة وهي تراه يغادر السيارة ويفتح بابها لها.
نزلت ملك ومرت من امامه وهي تستنشق رائحته بعمق وكأنها تريد اختزانها داخل رئتيها ثم اسرعت بدخول المنزل قبل ان تنهار في البكاء.
وقف قاسم يراقب دخولها للمنزل حتى اختفت من امام عينيه ليميل بذراعيه يستند على السيارة بتعب وقد انهارت الواجهة المتماسكة التي حاول وضعها امامها حتى لا تخاف وتهرب منه مرة اخرى.
تنهد قاسم بحزن وهو يجبر نفسه على الدخول للسيارة والابتعاد بها حتى لا يثير ريبتها وهو يقوم بالاتصال برئيس فريقه الامني ويعطيه عنوان ملك.
قاسم بصرامة وجدية شديدة :
=انا عاوز حراسة ومراقبة شديدة عليها عاوز اعرف هتعمل ايه قبل حتى ما تفكر تعمله وإعملي تقرير كامل عن الست اللي عايشة معاها تبقى مين وعرفتها ازاي وكويسه ولا لاء عندها ولاد اد ايه جوزها فين .. عاوز كل حاجه حصلت لها في السنة ونص دول قاضيتهم إزاي واتعاملت فيهم مع مين ..كل حاجه و أي حاجه حصلت لها و اي معلومة مهما كانت تافهة انا عاوز اعرفها.
ثم اغلق هاتفه وركن السيارة فجأه جانبا وهو يضع جبهته على المقود ويقول بتعب :
=اه يا حبيبتي حتى لما لقيتك مقدرتش اخدك في حضني ولا أطمنك ولا أطمن نفسي انك خلاص رجعتيلي.
ليتابع بتصميم :
=بس مش مهم .. المهم انك رجعتيلي من تاني ومهمتي دلوقتي اني أطمنك وأرجع اكسب ثقتك وحبك من جديد.
ثم قاد السيارة مرة اخرى وهو يقوم باجراء العديد من المكالمات الهاتفية ، لينتهي منهم ويتأمل بعشق صورتها الموضوعة في تليفونه المحمول :
=انا معاكي يا حبيبتي واحدة .. واحدة لحد ماثقتك ترجع فيا تاني وانتي اللي تعترفيلي ان ناهد دي ملهاش وجود.
ثم ابتسم و قاد السيارة مرة اخرى.
في نفس التوقيت..
جلست كاملة هانم بجوار نيرفانا في غرفة الاستراحةالتابعة للجناح الخاص بالانصاري الكبيرفي أحد المستشفيات الخاصة وهي تهمس بجدية بجوار اذنها :
=دي فرصتك نجاة مديرة الفيلا بلغتني ان الانصاري تعب بعد ما اتخانق مع قاسم علشان عاوزه يتجوز وينسى ملك ويبطل يدور عليها.
لتتابع بخبث :
=و إللي أنا متأكدة منه ان قاسم استحالة يغامر بصحة جده تحت اي ظرف من الظروف.
رفعت نيرفانا حاجبها بعجرفة :
=اه كده انا فهمتك ..يعني عوزاني أحط نفسي في الصورة.
كاملة بتأكيد :
=طبعا و لا عاوزه بعد كل التعب اللي تعبناه ده قاسم يروح ويتجوز واحدة غيرك.
لتتابع بكراهية :
=احنا ما صدقنا ينسى العقربة اللي اسمها ملك ويبتدي حياه جديدة مع واحدة مناسبة له ومن طبقته والواحدة دي لازم تكون إنتي.
لتتابع بغل :
=فاهمة يا نيرفانا قاسم لو اتجوز واحدة غيرك حياتي انا وانتي وحياة العز اللي عايشينه هتفضل متهددة خصوصا لو ملك ظهرت في الصورة لكن لو اتجوزك وخلفتي له الوريث اللي الانصاري هيموت عليه هيبقى ليكي مكانة تانية خالص...
لتتابع :
= مكانه محدش يقدر يهزها ولا حتى قاسم نفسه.
إبتسمت نيرفانا بعجرفة وهي تتجه الى غرفة الانصاري وهي تقول بثقة:
=متخافيش يا طنط قاسم مش هيتجوز غيري ولا هيكون له ولاد من حد غيري و دا وعد من نيرفانا هانم الدميري.
ثم دخلت الى الغرفة لتجد الانصاري الكبير بجانبه ممرضة تعطيه أدويته لتقوم برسم إبتسامة رقيقة على شفتيها وهي تقول برقة.:
=حمد الله على سلامتك يا جدو انا لما عرفت اللي حصلك قلقت عليك موت عامل ايه دلوقتي.
ابتسم الانصاري الكبير بمودة :
=الحمد لله يا بنتي بقيت كويس والدكاترة طمنوني وهخرج النهاردة بس مستني قاسم يجي علشان يخرجني.
دخل قاسم للغرفة فجأة وهو يقول بمرح :
=وأديني جيت أهوه وخلصت كل الاوراق وهتخرج من هنا حالا.
ليميل على يد جده يقبلها وهو يقول بحب وإمتنان :
=حمد الله على سلامتك يا جدي ان شاء الله أزمة ومش هتتكرر تاني.
ربت الجد على كتف حفيده بحب وهو يقول بجدية:
=لو عاوزني أقف على رجلي تاني ريحني و إسمع كلامي.
نظر قاسم لجده وهو يقول بجدية مماثلة :
=حاضر يا جدي هتجوز وهخلف زي ما انت عاوز .. بس على الاقل اديني شهرين اختار فيهم العروسة إللي تناسبني وأجهز نفسي للجواز.
الانصاري براحة:
=وانا موافق أستنى شهرين زي ما انت بتقول بس اعمل حسابك مش هستنى عليك اكتر من كده اه انا عاوز اشوف حفيدي بيتنطط حواليا قبل ما اموت.
قاسم بجدية :
=بعد الشر عليك بلاش تجيب سيرة الموت وانا اوعدك مش هحتاج اكتر من شهرين.
نهض الجد عن الفراش بسعادة وكأن المرض فارقه وهو يقول براحة :
=يبقى اتفقنا .. روحني على بيتي يلا انا حاسس اني خفيت خلاص.
ضحك قاسم وهو يحتضن جده براحة في حين ابتسمت نيرفانا بسعادة وهي تعد نفسها لتكون زوجة قاسم المختاره.
في نفس التوقيت..
جلست ملك على الفراش وهي تحتضن طفلها وتبكي بخوف في حين ام رجاء تنظر لها بتعاطف :
=انتي بتعيطي ليه دلوقتي مش قولتي انه شافك واتكلم معاكي ومعرفكيش.
ملك وقد انهمرت الدموع على وجهها.:
=انا خايفة ..خايفة على نفسي وعلى عمر منه مش عارفة ممكن يعمل ايه لو عرف اني خلفت ولد وكتبته بإسمه من غير ماهو يعرف..
ام رجاء بجدية :
=وفيها إيه لما يعرف .. هو انتي عملتي حاجه غلط .. إبنه و إتسجل بإسمه إيه الغلط في كده!
إنسابت دموع ملك وهي تحتضن طفلها برعب وحماية :
=مش هيصدق انه ابنه هيفكر انه ابن رأفت هو فاكر اني خونته معاه.
ام رجاء بحيرة :
=طيب مش يمكن عرف الحقيقة ..انتي مش بتقولي انك سيبتي له ورقة بتقولي له فيها على كل حاجه.
انسابت دموع ملك وهي تقول بحزن :
=انا حطيت الورقة تحت مخدته بس بعد اللي حصل الاوضه كلها اتكسرت واكيد الورقة ضاعت وسط اللي حصل ومشفهاش.
لتتابع فجأة بتصميم :
= أنا مش هروح الشغل ده تاني وهاخد ابني وهمشي من هنا.
ربتت ام رجاء على كتفها وهي تقول بجدية :
=بلاش كلام فارغ هتاخدي إبنك وهتروحي على فين ..اهدي كده وفكري كويس ..هو لو كان عرفك كان استنى عليكي والا سابك تمشي كده بسهولة ..وبعدين انتي وشك متغطي وصوتك واسمك متغيرين ده غير وشك اللي مغيره ملامحه بالبتاع ده اللي بتحطيه عليه.
لتتابع وهي تمسح دموع ملك بحنان :
=وبعدين كل اللي حواليكي عارفين ان اسمك ناهد وعندك فوق الستين سنة يبقى خايفة من ايه ..يلا شيخة قومي واطردي الوساوس دي من دماغك.
مسحت ملك دموعها وهي تحتضن طفلها بحنان وعقلها يفكر في مهرب من ورطتها الحالية ليرتفع فجأة رنين جرس باب الشقة .
نظرت ملك لأم رجاء وهي تحتضن ابنها برعب.:
=قاسم ..اكيد قاسم جه علشان اكتشف حقيقتي خدي ..خدي عمر خبيه مش مهم انا ..المهم ميوصلش لعمر و يئذيه.
ربتت ام رجاء على كتف ملك مهدئة :
=اهدي يا بنتي مش كده متخافيش دا تلاقيه حد من الجيران عاوز حاجه.
لتتابع بحنان :
=خليكي انتي هنا متخرجيش وانا هشوف مين.
ثم غادرتها للخارج احتضنت ملك طفلها النائم برعب وهي تحاول الاستماع لما يدور في الخارج.
وانتظرت دقائق حتى دخلت ام رجاء لها مرة اخرى وهي تقول بدهشة :
=في دكتور وممرضة برة جايين علشان يكشفوا عليكي .. بقولهم احنا مطلبناش دكاترة ومعندناش عيانين قالو ان قاسم بيه الانصاري هو اللي باعتهم علشان يكشفو على مدام ناهد.
نظرت ملك لها بدهشة مماثلة :
=باعت دكتور مخصوص علشان يكشف عليا ..انا مش فاهمه حاجه.
مطت ام رجاء شفتيها بتعجب :
=ولا انا فاهمه حاجه ..بس قوليلي اعمل معاهم ايه.
ملك بتوتر :
=ماشيهم ..قوليلهم اني بقيت كويسة ومش محتاجه دكتور.
ام رجاء بجدية :
=ماتخليهم يكشفوا عليكي وخلاص بدل ما ترفضي ونلاقيه داخل علينا بالدكتور.
شهقت ملك بتوتر وهي تتناول النقاب ترتديه على عجل :
=لا وعلى ايه دخليهم و خلينا نخلص.
دخل الطبيب غرفة ملك وطلب منها بعملية التمدد على الفراش ثم قام بالكشف عليها بدقة شديدة ثم اجرى لها عدة تحاليل سريعة بمساعدة الممرضة التي ترافقه.
ليقول بعملية :
=عندك أنيميا شديدة يا مدام ناهد وضعف عام وكمان ضغطك واطي اوي وده اللي بيسببلك الدوخة.
ثم ناولها ورقة مطبوعة بها نظام غذائي خاص بمرضى الانيميا وهو يتابع بعملية :
=امشي على النظام الغذائي ده وان شاء الله هتتحسني.
نظرت ملك له بدهشة وهو يغادر دون كتابة اي ادوية لها لتحاول استيقافة الا انه غادر قبل ان تستطيع التحدث معه
ملك وهي تحدث ام رجاء بغيظ :
=ايه الدكتور المجنون ده ..دا مكتبش روشتة ولا اي حاجه.
ام رجاء بمرح :
=مجنون زي اللي باعته .. يلا تعالي هاتي الواد عمر وادخلي ارتاحي انتي شوية.
احتضنت ملك عمر وهي تقول بحب :
=لا انا هأكله والعب معاه شويه انا مشفتوش من الصبح.
ام رجاء براحة :
=على راحتك انا هروح اعملنا كوبايتين شاي يعدلو دماغنا.
ثم تركتها وذهبت للمطبخ تعد الشاي في حين انهمكت ملك في اطعام صغيرها واللعب معه.
لتمر اقل من نصف ساعة ويرتفع رنين جرس الباب مرة أخرى.
نظرت ملك لإم رجاء بخوف وهي تندفع بابنها تخفيه في الداخل..
ليرتفع صوت ام رجاء تقول بمرح وهي تغلق باب الشقة :
=تعالي يا ملك متخافيش..دا جوزك باعتلك الدوا اللي الدكتور كاتبه ليكي..
نظرت ملك بدهشة للكيس الممتلئ بالادوية الذي تحمله ام رجاء بيدها :
= باعتلي دكتور مخصوص وبعدها باعتلي ادويه انا مش فاهمه حاجه !!
ام رجاء بمرح وهي تشير لكيس كبير اخر فتحته امامها :
=ده مش باعت علاج وبس لا دا باعت عسل بالمكسرات و حاجات تانية عمري ماشفتها ولا اعرف بتتاكل ازاي بس شكلها كلها علشان تعالج الانيميا.
لتضيف بمرح :
=بقى بذمتك ده واحد يتخاف منه ..طيب سيبيه وانا أتجوزه.
ارتفعت ضحكات ملك بالرغم عنها كما ارادت ام رجاء
لتصمت فجأة بتوتر وهي ترى رقم غريب يقوم بالاتصال بها.
ملك بتوتر :
= ألو…
لتمنع نفسها من الشهقة بصدمة وهي تستمع لقاسم يقول بهدوء :
=إزيك يا مدام ناهد عامله ايه دلوقتي !
ملك بتوتر :
=الحمد لله بقيت كويسة .. بس..
قاسم بحنان :
=بس ايه في حاجه مديقاكي !
ملك وهي تدعي الصرامة :
=لا بس حضرتك يعني… بعت دكتور وعلاج وأكل وده يعني غريب و ميصحش وانا مش فاهمة حضرتك بتعمل كل ده ليه.!
ابتسم قاسم وهو يقول بجدية مصطنعة :
= انا هفهمك ..انا عرفت ان انتي ومعظم اللي شغالين في الشركة ملكوش ورق ولا حقوق ولا تأمين صحي ولا اجتماعي وانا قررت اني اصلح كل ده وأئمن عليكم زي كل اللي شغالين عندي بس على اما ده يحصل مش معقول اسيب واحدة زيك من غير كشف ولا علاج لمجرد انها معندهاش تأمين.
ليتابع بحنان :
= عرفتي بقى انك ظلماني.
ابتسمت ملك بالرغم عنها وهي تشعر بالاشتياق اليه يتغلغل داخلها بشدة.
ملك بصوت مرتعش :
= انا مقصدش ..بس انا حسيت انها حاجه غريبة.
أغمض قاسم عينيه بشوق شديد يستمتع برنين صوتها داخل أذنيه ليقول بصوت عاشق بالرغم عنه :
= المهم خدي بالك من نفسك وخدي علاجك في وقته مظبوط علشان ترجعلنا الشغل من تاني ..اتفقنا.
ملك وقد تاهت في اشتياقها اليه لتقول بصوتها الحقيقي وقد نسيت ان تبدله :
= حاضر.
ابتسم قاسم بحنان وهو يقول بهدوء :
= تصبحي على خير يا مدام ناهد.
ملك بابتسامه حانيه وهي تغلق الهاتف :
=وانت من أهله.
لتبتسم بحنان وهي تحتضن الهاتف وتردد بحب :
=وإنت من أهله يا حبيبي.
الا انها شهقت برعب :
=يا نهار اسود هو انا نسيت اغير صوتي وانا بتكلم معاه.
لتعود وتهز رأسها بنفي :
=لا طبعا انا اكيد بيتهيئلي من كتر الخوف دا قافل معايا وهو بيقولي تصبحي على خير يا مدام ناهد .. يبقى اكيد انا اللي بيتهيئلي اني مغيرتش صوتي.
لتعود وتجلس بجانب طفلها وهي تقول بنفاذ صبر :
=انا هسيب كل حاجه على الله وإللي عاوزه هو اللي هيكون.
في نفس التوقيت..
استلقى قاسم على فراشه وهو يبتسم بعشق وهو يقول بحنان :
= المجنونة نسيت تغير صوتها .. هتفضل طول عمرها طيبة ومبتعرفش تغير من طبيعتها مهما حاولت.
ليتوقف قليلا وقلبه يطالبه ان يذهب من فوره اليها يطلب منها ان تسامحه على كل الاخطاء والخطايا التي قام بها ويأتي بها اليه يزرعها بداخله يحميها ويحبها ويغرقها بعشقه لها وحنانه عليها ويعوضها عن كل الاذى الذي تعرضت له في حياتها.
ليقرر القيام فعلا والتوجه اليها الا انه توقف فجأة وهو يعود ويجلس باحباط وعقله يعيد عليه كل ما تعرضت له من ظلم على يده وعلى يد ابن عمه المجنون ليقرر التريث حتى يحصل على ثقتها وحبها مرة اخرى.
ليرتفع فجأة رنين هاتفه بوجود تقرير وارد اليه .. فتحه قاسم بلهفة و قد تأكد انه التقرير الذي ينتظره و الخاص بملك.
لتمر عينيه بلهفة على كلمات التقرير وهو يشعر بالغضب من نفسه لتعرضها لكل هذه الصعاب وهي بعيدة عنه ، الا ان عينيه توقفت بجمود وهو يشعر ان قلبه قد توقف عن النبض من شدة الصدمة عندما ذكر التقرير انها كانت حامل وانجبت طفل صغير أسمته عمر.
لتتسع عينيه بذهول وهو يشاهد صورة للطفل يتبعها صوره من شهادة ميلاد الطفل و اسمه مكتوب في منتصفها …
( عمر قاسم محمود الانصاري )
___________________
♕ يتبع ♕
♡ الفصل السادس عشر ♡
••زينب مصطفى.
#إنتقام_آثم 🦋🖤