رواية انتقام اثم الفصل الحادي عشر 11 بقلم زينب مصطفي


 رواية انتقام اثم الفصل الحادي عشر 11 بقلم زينب مصطفي


♡ الفصل الحادي عشر  ♡ 


وقفت ملك في وقت متأخر من الليل بداخل غرفتها بفيلا قاسم بالقاهرة بجانب النافذه تنتظر وصول قاسم ونيرافانا من احدى السهرات العديدة التي أصبحوا يقضونها سوياً في الفترة الاخيرة. 


فمنذ عودتها من الاسكندرية و رفضها القاطع إعطائه حقوقه الزوجية رغم محاولاته العديدة في التقرب منها و التي رفضتها بشدة و إصرارها على طلب الطلاق  ،  و قاسم يتجاهلها نهائياً ويقضي اغلب اوقاته في العمل صباحاً والخروج برفقة نيرفانا في المساء. 


تنهدت ملك بألم و غيرة وهي ترى سيارة قاسم التي وقفت أمام باب الفيلا الداخلي وقاسم ينزل منها وهو يرتدي بدلة سوداء أنيقة   ،  ويقف قليلاً وهو يرفع رأسه باتجاه نافذة غرفةملك التي تراجعت سريعا للخلف وهي تختبئ خلف ستائر النافذة الصغيرة لتمر عليها لحظات من التوتر خوفا من أن يكون قد رأها   ،  الا ان غيرتها الشديدة تحكمت فيها وهي تعود من جديد للنافذة وتراه وهو يتجه الى باب السيارة الاخر يفتحه وتخرج منه بأناقة نيرفانا التي ترتدي ثوب سهرة رائع طويل من الحرير الأسود عا”ري الظهر تماماً  .. 


شعرت ملك وكأن قلبها يعصر من شدة الألم وهي تراه يميل عليها يحملها بين ذراعيه ويصعد بها لداخل الفيلا ونيرفانا ترفع رأسها إليه بعشق تحتضنه وهي تلف ذراعيها حول عنقه بدلال وقاسم يميل عليها و كأنه على وشك أن يقبلها. 


ليختفوا في الداخل وقاسم يغلق باب الفيلا من خلفه وعيناه تنظر مرة اخرى الى نافذة غرفتها. 


شهقت ملك بألم وهي تتراجع للخلف بسرعة ودموعها تسيل على وجهها بشدة وذهنها لا يريد ان يتوقف عن تصوير لها ما يحدث بين قاسم ونيرافانا حتى شعرت انها على وشك الجنون   ..  لتجلس أرضاً و تبكي بدون توقف وقلبها يكاد ان يتوقف من شدة الحزن و يدها تمتد وتسحب وسادة  صغيرة من على الفراش وضعتها على فمها تكتم بها صرخاتها التي خرجت منها مختلطة بدموعها وحرقتها ووجعها وهي تبكي بشدة حتى غلبها النوم وهي مستلقية على ارض الغرفة الباردة. 





في الصباح..


إستيقظت ملك و تقلبت في الفراش الدافئ و هي تشعر بصداع خفيف يستولي على رأسها لتعقد حاجبيها وهي تنظر للفراش بدهشة فأخر ما تتذكره انها نامت من شدة البكاء على ارض الغرفة لتستيقظ وتجد نفسها نائمة في الفراش و الغطاء الوبري الثقيل ملتف حولها لترفع عينيها للنافذة لتجدها ولدهشتها مغلقة هي الاخرى والستائر مسدلة فوقها. 


ملك بحيرة وهي تحاول اقناع نفسها  : 

=اكيد انا بردت امبارح فقومت نمت في السرير وقفلت الشباك ومش فاكرة علشان كنت منهارة .. اكيد ده اللي حصل ولا فيه عفريت معايا في الاوضة هو اللي عمل كده.. 


تنهدت ملك بحيرة  والدموع تتجمع في عينيها من جديد وهي تتذكر مشهد قاسم ونيرفانا الحم”يمي لتقع عينيها على السوار الانيق الذي وضعه قاسم في يدها لتحسس عليها وهي تقول بغضب  : 

=أنا لازم اقلع الزفت ده بأي طريقة حتى لو هقطع ايدي هقلعه وهمشي من هنا انا مش هعيش في الذل ده طول حياتي. 


ثم نهضت بغضب وانهاك وتوجهت للحمام للاستعداد ليوم عمل مرهق جديد ..


بعد مرور ساعتين. 


وقفت ملك بجانب مدبرة المنزل التي قالت بجدية  : 

=ملك روحي انتي لمعي الارضيات برة خلينا نخلص قبل نيرفانا هانم ما تصحى انتي عارفة اليوم ده مهم إزاي. 


هزت ملك رأسها بموافقة وإتجهت لغرفة السفرة وهي تقول بضيق  : 

=أنا اللي استاهل كل اللي بيجرالي كان لازم أبجح فيه وأصمم اني اكمل خدمة في الفيلا ماهو كان رافض اني ارجع اشتغل خدامة من تاني و اتخانق معايا بس انا اللي لازم اعاند في كل حاجه. 


لتتنهد بغضب من نفسها وهي تقول بتعب  : 

=بس انا كده دايما وش فقر .. فيها ايه لو كنت سمعت كلامه ووقفت شغل في الفيلا بدل البهدلة دي. 


لتنزل أرضاً وتبدأ في تلميع الارض وهي تشعر بالضيق والتعب ولم ترى قاسم الذي وقف أعلى الدرج يتابع باهتمام ملك المنحنية على أرض البهو الخشبية تلمعها بهمة وهدوء ويظهر على وجهها الشعور بالتعب والضيق. 


تجولت عيناه عليها بشوق لم يستطع كبحه وهو يتأملها في زي الخادمات الاسود والذي يصل لتحت ركبتيها بقليل

ويظهر جمال ساقيها وتناسقهم مما جعله يعقد حاجبيه بغضب  : 

=أنا مش قولت اللبس ده يتغير و معدتش تلبسه تاني  ! 


ليهم بالنزول للاسفل إلا انه توقف بغضب وهو يشاهد الطباخ الفرنسي الوسيم الخاص بالفيلا والذي قامت بتعيينه حديثا نيرفانا يتجه بهدوء الى ملك وهو يتحدث لها بالفرنسية ويمد لها يده يحاول مساعدتها على النهوض إلا ان ملك وقفت دون مساعدته وهي تتنهد بتعب  : 

=عربي .. اتكلم عربي عشان افهمك .. انا مبفهمش فرنساوي. 


ابتسم الطباخ بجاذبية وهو يحاول ان يتحدث العربية بصعوبة  : 

=أنا .. جهزت .. طئام الافطار .. ئشان نأكل سواا. 


تنهدت ملك بتعب  : 

=شكرا يا جاك بس أنا شبعانة ومش متعودة إني أفطر. 


شعرت ملك بالدهشة وهي تشاهد جاك يمد يده تجاهها يحاول ان يضع يدها في يده وهو يقول بالعربية بصعوبة  : 

= بس أنا .. حب إفطر مئاكي ملاك. 


اشتعلت د”ماء قاسم وهو يشعر بالغضب الشديد لينزل الى الاسفل وهو يقول بصرامة غاضبة  : 

=إنتو واقفين هنا بتعملو ايه..


ليتابع بغضب وهو يوبخ جاك الذي امتقع وجهه  : 

= وانت سايب شغلك وواقف تعمل ايه هنا  . 


جاك بارتباك وهو يتحدث العربية بطريقة غير مفهومة  : 

= أنا متأسف كتير .. انا داخل المطبك حالاً. 


لينسحب بسرعة ويترك ملك التي تقف بهدوء وتحدي أمام قاسم وقد اشتعلت عيناه بالغضب الذي تشعله غيرته عليها  : 

=وانتي سايبة شغلك وواقفة تتمسخري معاه ايه مش قادرة تعيشي من غير ما تجمعي المعجبين حواليكي ..  مش قادرة تعيشي محترمة  . 


نظرت ملك له وهي تقول بغضب  : 

=انا محترمة غصب عنك .. ايه فاكرني زيك بجمع عشيقاتي وبحطهم حوليا من غير خشا ولا ضمير. 


قاسم بتهكم وهو ينظر لها من اعلى الى اسفل بطريقة جعلت وجهها يشتعل احمراراً  : 

=وانتي ايه اللي مزعلك اوي كده ولا غيرانة ونفسك تنضمي ليهم بس مكسوفة تقولي.. 


ملك بغضب واستنكار متهور بسبب غيرتها الشديدة  : 

=أنضم ليهم  !

 .. انضم لجيش العشيقات اللي لاممهم حواليك .. أهو ده إللي مستحيل يحصل أنا اساسا بكرهك ومش بطيقك ولا بطيق انك تلمسني ومستنية اليوم اللي هتطلقني فيه بفارغ الصبر. 


نظر لها قاسم بغضب وهو يقول ببرود حا”د كالس”كين  : 

=بقى مستنية اليوم اللي هتطلقي مني بفارغ الصبر طيب خلينا نشوف ونتأكد من كلامك.. 


اتبع قاسم كلماته بسحبها من ذراعها اليه بعن”ف ثم جذبها خلفه بقسوة و اتجه بها الى غرفة مكتبه في حين حاولت ملك التخلص منه بعن”ف ومن يده التي تطبق على يدها بقسوة الا انها فشلت .. دفعها قاسم للداخل وهو يغلق بغضب باب غرفة مكتبه ثم اتجه اليها وهو يقول  : 

=ايه يا ملك هانم خايفة من ايه احنا هنعمل تيست صغير علشان نشوفك بتكرهيني قد إيه..


تراجعت ملك للخلف بخوف وهي تقول بتحذير  : 

= لو قربت مني هصوت وهلم عليك الفيلا كلها. 


قاسم بغضب  : 

=انا حذرتك قبل كده انك لو غلطي تاني هتشوفي وش مش هيعجبك .. بس الظاهر انك مصرة تشوفيه. 


واجهته ملك بغضب يماثل غضبه وهي تتراجع بخوف للخلف  : 

=انا مش خايفة منك .. ولما جدك يرجع هحكيله على كل حاجه وهخليه هو اللي يطلقني منك .. فأحسنلك تطلقني بدل ما تتفضح قدامه يا سا"دي يا بتاع الستات. 


انطلقت ضحكات قاسم العالية بسخرية وهو يتجه نحوها ببطء  : 

=بتهدديني .. هتحكي لجدو على كل حاجه تصدقي خفت وبرتعش .. إنتي هبلة كده طبيعي ولا الغيرة أثرت على عقلك. 


ملك بغيظ  : 

=انا مش هبلة ولا غيرانة .. وبعدين هغير من مين وعلى مين ..كلهم ستات مش محترمة وانت زيهم متفرقش عنهم حاجه. 


إقترب قاسم منها ببرود وهو يقول بتهكم  : 

=وإنتي بقى اللي محترمة يا ملك هانم ولا نسيتي تاريخك الاسود مع سامح .. ايه مش خايفة ان انا اللي احكي لجدو حبيبك عن كل مصايبك مع حفيده واللي وصلته للمو”ت  . 


نظرت ملك حولها بتوتر حتى وقع نظرها على س”كين من النحاس موضوعة كأنتيك على المكتب تناولتها ورفعتها بتهديد وهي تتراجع للخلف وهي توجهه نحوة و تقول بارتعاش  : 

=انا معملتش حاجه لسامح سواء صدقتني او مصدقتنيش ميهمنيش .. وابعد عني وسيبني اخرج من هنا احسنلك.. 


اقترب قاسم منها بهدوء في حين تراجعت ملك للخلف وهي توجه الس”كين نحوها بارتعاش  . 


لتجد يده تمتد سريعا وتمسك يدها التي تحمل الس”كين ويوجهها نحو صدره وهو يقول بهدوء  : 

=عاوزه تقت”ليني .. اتفضلي اضغطي على الس”كينة..


انسابت دموع ملك وهو تنظر برعب ليده التي تمسك يدها وتوجهها نحو صدره.. 


وهو يتابع بهدوء وهي تحاول سحب يدها من تحت يده  : 

= اضغطي خايفة من ايه .. مش انتي هترتاحي لو انا م”ت. 


ارتعشت ملك بخوف ودموعها تتساقط وهي تهز رأسها برفض. 


ترك قاسم يدها فجأة فرمت ملك الس”كين من يدها وهي تشعر انها على وشك الغياب عن الوعي. 


ليتلقاها قاسم بين ذراعيه وهو يحتضنها بتملك ويده تمر بحنان على رأسها وظهرها محاولاً تهدئة بكائها الذي تصاعد بشكل هيستري وهي تضغط وجهها في كتفه. 


رفع قاسم وجه ملك الغارق في الدموع اليه وقبل عينيها برقة وشفتيه تمر بحنان على دموعها تمسحهم .. حتى اقترب من شفتيها محاولا تقبيلهم  ..  إلا انها وفي اللحظة الاخيرة تذكرت مشهده في الامس وهو يحمل نيرفانا ويقبلها لتقوم بابعاده عنها بعن”ف وهي تقول بغضب  : 

=ابعد عني ولا فاكرني هنضم لطابور العشيقات بتوعك  . 


لتجري سريعا الى باب المكتب تحاول الخروج منه الا ان صوت قاسم البارد استوقفها وهو يقول بتحذير  : 

=ملك .. أخر مرة أشوفك واقفة تتكلمي مع جاك وإلا متلوميش غير نفسك. 


لتحاول ملك الاعتراض الا انها صمتت وهي ترى النظرة الغاضبة المرتسمة في عينيه لتقرر اتقاء شره وعدم الاعتراض على كلامه. 


بعد مرور ساعة ..


وقفت ملك في مطبخ الفيلا تلمع بعض الفضيات استعداد للحفل الذي سيقام في المساء .. حفل كبير يجمع علية القوم من المجتمع القاهري المخملي احتفالا بافتتاح مصنع ضخم جديد للحديد والصلب وإنضمامه لمجموعة الانصاري. 


تنهدت ملك بضيق وهي تلمع شمعدان من الفضة و تسترجع صدامتها التي لا تنتهي مع قاسم   ،  وقلبها الذي يتحطم وهي تراه يحيط نفسه بعشيقاته وبزوجته نيرفانا التي تعاملها بقسوة وكأنها عبده مسخرة لها. 


استفاقت ملك على صوت مدبرة المنزل تناديها بتعالي

= ملك اطلعي شوفي نيرفانا هانم هتفطر في السرير ولا هتفطر في الجنينة. 






تنهدت ملك بضيق  : 

=وليه انا اللي اطلع لها .. ما تخلي اي واحدة غيري تطلع تسألها. 


مدبرة المنزل بتعالي  : 

=دي أوامرها .. وانتي تنفذي اللي يتقالك ومن غير مناقشة اتفضلي اطلعي يلا وخلصينا. 


نظرت لها ملك بغيظ ثم تركتها وتوجهت لغرفة نيرفانا وهي تشعر بتصاعد التوتر داخلها و لكن ما يشعرها ببعض الراحة هو تأكدها من عدم وجود قاسم في الداخل فهو يجلس في غرفة المكتب في الاسفل من الصباح الباكر لمباشرة بعض الاعمال الخاصة به. 


تنفست ملك بعمق بغية تهدئة نفسها ثم دقت على باب الغرفة ولكنها لم تستمع لأي صوت في الداخل. 


لتتنفس بارتياح وهي على وشك المغادرة الا انها تفاجأت بصوت نيرفانا الناعس يدعوها للدخول. 


فتحت ملك الباب بهدوء ودخلت في حين تمددت نيرفانا في الفراش وهي تنظر لملك بشماته وهي تقول بتعالي : 

=واقفه عندك متخشبة كده ليه انطقي عاوزه ايه  ! 


تحكمت ملك بمشاعرها و رفعت رأسها بكبرياء وهي تقول بصوت جامد  : 

=تحبي تفطري هنا ولا في الجنينة. 


وقفت نيرافانا وتوجهت الى المرآة تنظر لجسدها العا”ري بغرورو تستعرض جمالها أمام أعين ملك الغاضبة وهي تقول بتعالي  : 

=هاتيلي الفطار هنا .. بس قبل ما تمشي جهزيلي الحمام الاول. 


شعرت ملك انها على وشك ضر”بها الا انها تراجعت وهي تصبر نفسها بالعد في سرها الى المائة حتى تهدء لتذهب الى الحمام وتبدء بتجهيزه  ..  لتتفاجأ بنيرفانا تدخل عليها الحمام وهي تقول بسخرية  : 

=في الاول والاخر خدامة وهتفضلي خدامة مهما حاولتي تعلي او تكبري هتفضلي برضه خدامة أخرها تجهز الحمام ليا او لقاسم اللي عاملك بالمعاملة اللي تستحقيها خدامه له

في السر"ير وخدامة ليا في البيت. 


نظرت ملك لها بغضب  : 

=انا عمري ما كنت خدامة في سر"ير حد سواء كان قاسم او غيره وان كان على خدمتي ليكم هنا في الفيلا ف ده انا مجبرة عليه وعيشاه غصب عني وقريب اوي هخلص منه. 


ضحكت نيرفانا بسخرية وهي تضر”ب ملك في كتفها باحتقا”ر  : 

=مجبره عليه .. انتي فكراني عبيطة وهصدق الكلام الفارغ اللي بتقوليه انتي عملتي كل حاجه وانتي قاصدة وكنتي فاكره ان قاسم طيب زي سامح وهتقدري تضحكي عليه .. بس هو طلع فاهمك كويس ودفعك تمن بصك لفوق ومحاولتك انك تتساوي بأسيادك. 


شعرت ملك بالد”ماء تتصاعد في رأسها ونيرفانا تشير لها بتكبر  : 

=بس في النهاية لا يصح الا الصحيح .. انا هحضر جنبه النهاردة وانا زي الملكة في اكبر حفلة بتتقام في البلد و إللي هيحضرها كل الشخصيات القيادية والمهمة في البلد وانتي هتحضري برضه .. بس كخدامة. 


لتتابع بتكبر وهي تشير لها بطرف إصبعها  : 

= روحي هاتي الفطار بسرعة علشان ألحق أستعد للحفلة. 


خرجت ملك من الغرفة وهي تشعر بد”مائها تفور من شدة الغضب  ، لتتوجه الى الاسفل وتحمل صينية الطعام و هي تقول لمدبرة المنزل بجمود  : 

=عاوزه تفطر فوق انا هاخد لها صنية الفطار. 


ثم صعدت بها الى الاعلى ودخلت الى غرفتها بهدوء وهي تتلفت حولها خشية ان يراها احد واخرجت شريط دواء ملين اخذت منه اربع حبات طحنتهم ووضعتهم داخل براد القهوة وهي تقول بغيظ  : 

= تستهلي ابقي وريني هتحضري الحفلة إزاي يا ملكة العقارب. 


ثم حملت صنية الطعام وتوجهت بها الى غرفة نيرفانا التي وجدتها تصفف شعرها امام المرآة 

لتقول ملك بجمود  : 

=الفطار ..


أشارت لها نيرفانا بتكبر دون ان تلتفت لها  : 

=حطيه عندك..


تركت ملك الصينية وخرجت وهي تقول بغيظ  : 

=عقربة تستهلي اللي هيجرالك. 


ثم ابتسمت بتشفي وهي تتجه للاسفل وتقول بسعادة : 

=حفلة سعيدة في الحمام يا ملكة العقارب. 


بعد مرور ساعة  . 


دخل قاسم للغرفه ليتفاجأ بصراخ نيرافانا التي انحنت وهي تمسك بطنها بقوة وهي تبكي  : 

=إلحقني يا قاسم بطني .. بطني هتتق”طع من الوجع. 


سندها قاسم بسرعة قبل ان تنهار أرضاً وهو يقول بقلق  : 

=مالك يا نيرفانا في ايه ..


=يطني .. بطني بتوجعني أوي .. إلحقني يا قاسم وهاتلي دكتور. 


ليتفاجأ بها تبعده عنها وهي تجري سريعا للحمام وتغلق الباب من خلفها  ، ليتحرك قاسم سريعا ويتجه نحو الهاتف ويطلب الطبيب لمعاينة نيرفانا. 


بعد مرور ساعة اخرى..


وقفت ملك في احدى الغرف تمسح الاتربة العالقة ببعض التحف وهي تشعر بحركة غريبه في الفيلا تحركت ملك على اطراف اصابعها لتستمع الى شخص في أواخر الخمسينيات يتحدث مع قاسم وهو يقول بعملية  : 

=مفيش داعي ننقلها المستشفى هي بعد ما تاخد العلاج ده هتخف وتبقى كويسة بس ياريت ترتاح ومتتحركش النهاردة. 


قاسم بجدية وهو يتحرك معه الى خارج بهو الفيلا  : 

=طيب الي جرلها ده كان سببه ايه..


الا انها لم تستطع سماع جواب الطبيب لتحركه مع قاسم لخارج الفيلا وضعت ملك يدها على فمها وهي تقول بخوف.: = يا نهار اسود انا نسيت خالص موضوع الحبوب اللي حطيتها لها في القهوة هي تعبت اوي ولا ايه  ! 


ليقاطع تأملاتها صوت قاسم الغاضب  : 

=ملك تعالي هنا..


اقتربت منه ملك بخوف  : 

=نعم …


جرها قاسم خلفه ودخل بها الى غرفة مكتبه واغلق الباب من خلفه ليقول بصرامة  : 

=انتي حطيتي ايه في الفطار اللي جبتيه لنيرفانا الصبح  ! 


ابتعدت ملك عنه بخوف وهي تقول بارتباك  : 

=محطيتش حاجه …


لتتابع بغضب كاذب  : 

=ايوه انا عارفه انت عاوز تلبسني مصيبة علشان تتخلص مني مش كده  ! 


قاسم بصرامة وهو يطاردها في الغرفة في حين ابتعدت ملك لاخر الغرفة وهي تحاول ان تجري بعيدا عن متناول يده  : 

=ملك لاخر مرة انتي حطيتي ايه لنيرفانا في الاكل كان هيمو”تها. 


ملك بتسرع  : 

= يمو”تها ده ايه دول حبيتين مسهل مش اكتر  .. 


شهقت ملك بخوف وهي تضع يدها على فمها تدرك زلتها. 


اقترب قاسم منها وهو ينظر لها بدهشة  : 

=عملتي ايه ..حطيتلها ملين في الاكل  ! 


تراجعت ملك للخلف وهي تقول بغضب طفولي وقد تجمعت الدموع بعينيها  : 

=ما هي اللي استفذتني قعدت تقول عليا خدامة وهي ملكة  . 


توقف قاسم وهو يقول بهدوء وهو يشير اليها  : 

=ملك تعالي هنا .. تعالي ومتخافيش. 


اقتربت منه ملك بتردد حتى اصبحت قريبة منه فمد يده سريعا ولف يديه حول خصرها يقربها منه وهو يمرر يده في خصلات شعرها الناعمة  : 

=بقى عملتي كده علشان قالتلك انك خدامة ولا عملتي كده علشان غيرانة منها  ! 


ملك باستنكار  : 

=وأنا هغير منها ليه..


قاسم وهو يلف يده حولها يقربها اكثر منه ويرفع وجهها اليه  : 

=علشان شفتيني وانا شايلها امبارح واحنا راجعين من السهرة  . 


حاولت الابتعاد عنه وهي تقول بغيرة  : 

=قصدك وانت بتبوسها .. بس عادي يعني ما هي مراتك وطبيعي ان يحصل بينكم كده. 


ضحك قاسم بحنان وهو يضمها اليه ويقول بهدوء  : 

=عموما لو عملتي كده علشان غيرانة او حتى علشان هي غلطت فيكي ف اللي عملتيه ده غلط وكان ممكن يتسبب لها في مشكلة صحية كبيرة وعلشان كده عاوزك توعديني انك متعمليش كده تاني..


هزت ملك رأسها بموافقه وهي تقول بصوت غير مسموع

=اوعدك اني معملش كده تاني  .. 


لتتابع بغضب  : 

=بس هي برضه تبطل تتكلم معايا من طرف مناخيرها وتبطل تقول عليا خدامة  . 


قاسم وهو يضع شعرها خلف أذنها بحنان  : 

=انا هكلمها وهخليها معدتش تقولك كده تاني بس انتي برضه اسمعي الكلام واقلعي اللبس ده وانسي موضوع انك تخدمي في الفيلا تاني .. اتفقنا  ! 


هزت ملك رأسها بموافقة وهي تقول بطاعة  : 

=اتفقنا..


قاسم وهو يمرر اصابعه على وجنتيها بحنان  : 

= ودلوقتي اطلعي أوضتك ارتاحي شوية وخدي شاور واستعدي للحفلة وانا هكلم دار الازياء اللي بنتعامل معاها تبعتلك فستان سهرة بكل مستلازماته. 


ملك بدهشة  : 

=ليه وهو انا هحضر الحفلة  : 


قاسم وهو يضمها اليه ويقول بتهكم  : 

=طبعا هتحضري الحفلة يعني يرضيكي ابقى متجوز اتنين وفي الاخر احضر الحفلة لوحدي. 


ليتابع وهو يمرر اصبعه على شفتيها بشغف  : 

=وبعدين انتي المسئولة عن تعب نيرفانا يبقى العدل انك تحلي محلها وتقومي بدورها. 


نظرت ملك اليه بخوف وهي تقول بارتباك  : 

= وهحضر بصفتي إيه ..


قاسم بجدية وتصميم  : 

=بصفتك ملك هانم مرات قاسم بيه الانصاري ولا انتي عندك اعتراض. 


ملك بارتباك  : 

=بس..


قاسم بجدية  : 

=مفيش بس .. ويلا اطلعي علشان تلحقي تستعدي. 


هزت ملك رأسها وهي تقول بطاعة  : 

= حاضر. 

لتتوجه الى غرفتها تحت نظرات قاسم العاشقة. 






في المساء


نظرت ملك للفستان الذي بعثته دار الازياء إليها بإنبهار بلونه الذي يتدرج من البنفسج للاحمر اللامع والمصنوع على شكل ورده متفتحة. 


لتبدء في ارتدائه بعد ان وضعت مكياج للوجه متقن و صففت شعرها وتركته منساب خلف ظهرها بأناقه لتتأمل النتيجة النهائية برضا وتتفاجأ بوجود قاسم الذي وقف خلفها يتأملها بعشق. 


ابتسمت ملك برقة وهي تقول بخجل :

 =إيه رأيك..


قاسم وعيناه تمر عليها بحب  : 

=زي القمر ..


ملك بسعادة  : 

=الفستان حلو أوي يجنن .. بس... 


لتتوقف فجأة عن الكلام ويقترب قاسم منها باستفهام  : 

=بس ايه في حاجه لسه نقصاكي  ! 


ملك وهي تبتسم بارتباك  : 

=لاء .. بس انا يعني كنت خايفة .


لف قاسم يده حولها باحتواء وهو يقول بجدية  : 

=خايفة من ايه يا ملك قولي! 


تجمعت الدموع في عين ملك وهي تقول بانكسار  : 

=خايفه لتكون الحفلة دي جزء من خطة جديدة انت بتجهزها للانتقام مني. 


ضمها قاسم اليه وهو يقول بحنان  : 

=انا عارف انك خايفة مني بس صدقيني الحفلة دي ملهاش اي علاقة باي نوع من انواع الانتقام ..


ليتابع بحنان وهو يدرها باتجاه المرآة : 

=ودلوقتي خليني البسك الطقم ده علشان جمال الفستان يكمل. 


نظرت ملك بدهشة للعلبة رائعة الجمال التي فتحها قاسم امام عينيها ليظهر طقم من الياقوت المرصع بحبات الالماس رائعة الجمال ليبدأ في تقبيل عنقها بعشق ثم وضع عقد الياقوت حول عنقها ثم يتناول يدها يقبلها برقة وهو يضع خاتم الياقوت به ثم يتوقف قليلا وهو ينظر لملك بحب ثم يقوم بخلع الاسوارة التي وضعها في السابق في يدها  للتجسس عليها ويضع بديلا عنها اسورة من الياقوت والماس ثم يقبل باطن معصمها برقة وهو يقول بحنان  : 

=دلوقتي بقيتي جاهزة ..


اندفعت ملك تحتضنه بسعادة وهي على وشك البكاء  ،  ليحتضنها قاسم وهو يمرر يده بحنان على ظهرها

ثم وضع يده حولها واتجه معها للاسفل. 


في نفس التوقيت ..


غادرت نيرفانا الفراش ووقفت خلف الباب وهي تتابع قاسم وهو يحتضن يد ملك ويتجه بها للاسفل لتقول بكره  : 

=بقى كده واخد الخدامة ونازل بيها الحفلة  .. طيب يا قاسم لما اشوف انا ولا انت  ! 


لتبدء بالاتصال بشقيقها رأفت الذي اتاها صوته وهو يقول بملل  : 

=عاوزه ايه بتتصلي ليه دلوقتي ! 


نيرفانا بقسوة  : 

=انا موافقة على الخطة اللي قلتلي عليها .. بس بشرط تنفذها النهاردة  ،  انا مش هطيق اشوف البت دي في الفيلا بعد كده. 


رأفت بتفكير  : 

=خلاص سهليلي دخولي الفيلا وسيبي الباقي عليا .. بس المهم تبقي قد كلامك لان اللي هنعمله مش سهل. 


نيرفانا بقسوة  : 

=قولتلك انا هنفذ كل اللي هتقوله .. انا هستناك عند بوابة الخدم كمان اربع ساعات تكون الحفلة خلصت و علشان ادخلك من غير حد ما يشوفك. 


ثم اغلقت الهاتف وهي تقول بكراهية : 

= واخيراً هخلص منك نهائي يا ملك ..


في الاسفل ..


شعرت ملك وكأنها تطير من شدة السعادة فقاسم يقدمها لكل المتواجدين في الحفل على انها زوجته و حبيبته ويتعامل معها بمنتهى الرقة والحب وهو يتحرك في الحفل و يحتضن يدها بتملك وكأنه يرفض بعدها ولو ثواني عن عينيه لينتهي الحفل ويتجه بها لغرفتها وهو يقول بعشق  : 

=تصبحي على خير يا حبيبتي. 


ليميل على شفتيها يقبلهم برقة تحولت دون ان يشعر لشعور جارف بالعشق والتملك .. وملك تشعر بقلبها وكأنه يريد ان يغادرها ليسكن بين ضلوعه. 


فتح قاسم باب غرفتها وهو يقول بحنان: 

=تصبحي على خير يا حبيبتي ..


الا ان يدها تشبثت به تستبقيه ليرفع عينيه اليها بعشق ليحملها ويضعها على الفراش.


شهقت ملك وهي تقول بخوف  : 

=انا كنت عاوزه أقولك حاجه الاول  ،  الا انه تجاهلها وهو يستولي على شفتيها .


في نفس التوقيت ..


وقفت نيرفانا وهي تقول لرأفت بقسوة  : 

=اعمل اي حاجه وخلصني منها والفلوس اللي انت عاوزها هتكون بكرة الصبح في حسابك في البنك. 


رأفت بكره  : 

=عرفيني انتي بس مكان أوضتها وسيبي الباقي عليا .. انا بيني وبين قاسم تار وملك دي هتكون اول مسمار في نعشه  . 


نيرفانا وهي تشير لغرفة ملك  : 

=استنى ربع ساعة وبعدين اطلع لها على اما انفذ اللي اتفقنا عليه ثم تركته وتوجهت الى غرفتها  . 


في هذه الاثناء .. 


قاسم بصدمة  : 

=إزاي ..انتي لسه عذراء ..طيب وجوازك من سامح والحمل اللي سقطيه ..كل ده ازاي فهميني  ! 


ارتعشت ملك بخوف ودموعها تتساقط بالرغم عنهاوهي تقول بارتعاش : 

=انا .. انا كنت هقولك. 


نظر قاسم لها بدهشة وهو يحدث نفسه بذهول  : 

=تقوليلي ايه ..ان كل ده كان كذب..! 


ليتابع بغضب من نفسه  : 

=انا كان لازم افهم ومن نفسي .. كل حاجه كانت بتقول انك محدش لمسك قبل كده. 


ليقول فجأة وهو يلاحظ خوفها الواضح  : 

=البسي هدومك .. وتقعدي تحكيلي كل حاجه من غير اي كذب انا عاوز دايرة الكذب اللي محاوطه نفسك بيها دي تنتهي انتي فاهمة  ! 


هزت ملك رأسها بموافقة وهي تقول بضعف  : 

=حاااضر. 


لينطلق فجأة صوت خبطات على الباب و صوت نيرفانا يقول بتعب  : 

= الحقني يا قاسم انا تعبانة اوي. 


ارتدى قاسم ملابسه بسرعة وهو يقول لملك  : 

=البسي هدومك انا راجعلك حالا. 


فتح قاسم باب الغرفة ليتلقى نيرفانا التي تدعي فقدان الوعي بين ذراعيه. 


في حين ارتدت ملك ملابسها بسرعة ودموعها تتساقط بالرغم عنها فهي تشعر بنفور قاسم الشديد منها فبالتأكيد يشعر انها خدعته وعندما يعلم بحفلات التعذيب التي كان يقيمها سامح لها مع العديد من ….. سيشعر بالنفور منها و سيشعر انها لا تصلح لتكون زوجته وان تحمل اسمه.. 


=ملك...


التفتت ملك برعب للخلف لتجد رأفت يقف على باب الشرفة وهو يقول بثقة  : 

=ملك انا جيت علشان اهربك انا عارف ان قاسم حاجزك هنا غصب عنك. 






تراجعت ملك برعب للخلف وهي تقول بخوف  : 

=قاسم مش حاجزني هنا غصب عني انا قاعده هنا برضايا. 


رأفت بغضب  : 

=انا عارف انك بتقولي كده علشان خايفة منه بس متخافيش انا اقدر احميكي منه كويس. 


تراجعت ملك بخوف للخلف لتتفاجأ بدخول قاسم فجأة للغرفة لتضيق عينيه وهو يقول لرأفت بقسوة  : 

=انت بتعمل ايه هنا  ! 


رأفت بتحدي  : 

=جاي ازور حبيبتي واخدها معايا عندك مانع...! 


قاسم بقسوة  : 

=انت اتجننت ولا القمار والخمرة لحسو دماغك  ؟ 


رأفت بغضب وهو يشهر سلاحه في وجه قاسم  : 

=تعالي يا ملك جنبي متخافيش منه.. 


نظر قاسم الى ملك التي تنظر للسلا”ح في يد رافت برعب وهو يقول بصرامة  : 

=ملك اخرجي برة الاوضة. 


الا ان رافت رفع يده وهو يوجه سلا"حه الى رأس قاسم وهو يقول بغضب  : 

=لو ملك خرجت برة الاوضة او مجتش هنا جنبي وخرجت معايا حالا الرصا"صة دي هتزين دماغك  . 


صرخت ملك برعب واندفعت تقف بجوار رأفت وهي تبكي.: 

=لا يا رأفت انا جايه معاك. 


قاسم بغضب  : 

= ملك..


اندفعت ملك تتشبث بذراع رأفت تحاول اثنائه عن قت”ل قاسم وهي تقول ببكاء  : 

=ملكش دعوة بينا انا بحب رأفت وعاوزه اروح معاه..


لتترجاه ودموعها تتساقط خوفا على قاسم  : 

=يلا بينا نمشي من هنا ..انا جايه معاك. 


نظر لها رأفت بانتصار وفي نفس اللحظة تحرك قاسم يريد ان يأخذ السلا”ح منه وتنطلق الرصاصة لتصيب قاسم ويقع غارقا في دما"ئه وسط صرخات ملك التي شقت سكون الفيلا . 


وهي تصرخ بجنون  : 

=قاسم … قاسم لا... 


ليعاجلها رأفت بضر”بة قاسية من ظهر سلاحه افقدتها الوعي ليحملها بين ذراعيه وهو يقول لنيرفانا التي تقف على باب الغرفة شاحبة الوجه  : 

=لو ما”ت .. هتقولي ان ملك هي اللي قتلته.. 

ولو عاش سيبيه ليا انا هتصرف معاه وهدفعه تمن اللي عمله معايا اضعاف مضاعفة. 


ليبتسم وهو يشاهد رقعة الد”ماء التي تتسع حول قاسم  : 

=بس شكله كده ما”ت وشبع مو”ت .. وملك هتشيل الليلة. 


لتنطلق ضحكاته بجنون وهو يحمل ملك ويقفذ بها من الشرفة.. 


___________


♕ يتبع  ♕


•• زينب مصطفى.

#إنتقام_آثم 🦋🖤


                     الفصل الثاني عشر من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×