رواية الفتاة التي تسكن اللوحة الفصل الثالث 3 بقلم اسماعيل موسي
&. 3.$
لطالما تمنيت أن أكون موسيقى متسكع يحمل عوده بين يديه، يدخن لفافات التبغ بشراهه لامبالى بالحياه، واحد من شخصيات كانديرا
شخص لا يمتلك الاختيار يحركه مؤلف بائس
لم يكن هناك بد، خدمت نفسى بنفسى سحبت حلة طعام نظيفه ومشيت ناحية الساقيه وملأتها بالماء، ظهر الرجل من عريش الساقيه وتابعنى بتركيز، قلت السلام عليكم
قال وعليكم السلام، انت غريب؟
تسمرت لحظه، انا فاكر ان الراجل ده شافنى امبارح ولوحلى بأيده اكيد عارف انى غريب، كتمت غيظى وقلت ايوه غريب
داعب الرجل لحيته وغمغم كلنا غرباء، تسكن هذا ألبيت؟
مش عارف ليه حسيت ان الراجل ده هو الغريب مش انا
المفروض انه من أهل القريه وعارف كل حاجه فيها وشايفنى لسه خارج من جوه ألبيت ، رغم كده طاوعت عقلى وقلت ايوه، انت لسه شايفنى خارج من البيت ليه بتسأل؟
رفع الرجل بصره ناحيت شجرة التوت التى ترتعش فروعها
وقال انا بشوف ناس كتير خارجه من البيت ازاى هعرف مين ساكن جواه
أشعرتنى كلماته بالخوف والغموض، تركت حلة الميه وقربت منه، انا ساكن من امبارح مشفتش اى شخص خارج من البيت
انت شفت حد غيرى؟
رمق الرجل قرص الشمس الذى قارب على الغروب واولانى ظهره، وراح يجمع أغراضه وهو يقول انا لازم امشى
كنت اتخنقت من كلامه وشلت الحله ومشيت وسمعت بيهمس، متنساش ذكر الله يا انسان
داخل المنزل، نظفت نفسى، وكان الوضع هاديء ولم تمر بى أحداث ملحوظه
خدت سهرتي علي سطح البيت ونزلت زهقان شغلت الموسيقى وقريت شويه في كتاب بعد كده نمت
تاني يوم الصبح قابلني عم حارس قالي اسف يا بني البنت اعتذرت تجيلك امبارح!
قلتله لا سيرا جت وعملت كل حاجه
قالي سيرا مين؟
قلتله سيرا البنت الشابه دي
قالي معرفش حد بالاسم ده تلاقيها واحده من اياهم
سألته اياهم مين؟
قالي في بنات كتير من غير شغل، البلد هنا فقيره، بيلفو على البيوت لحد ما يلاقو حد يخدموه
تلاقيها بت من بنات الناحيه البحريه انا هروح اشوفها النهرده
قلتله ماشي
خلصت شغل ورجعت على البيت، لقيت الباب مفتوح، ناديت علي سيرا محدش رد
وسط الصاله تحت اللوحات لقيت عم حارس مرمى علي الأرض قاطع النفس وعنيه مبحلقه في الصور فوقيه
قعدت اهزه واحركه لكنه كان مات، اتصلت بالاسعاف والشرطه، عاينو المكان، الطب الشرعي قال الوفاه نتيجة صدمه فجائيه وقفت القلب
مكنش فيه شبهه فمرضتش اجيب اذكر اسم سيرا خالص
شالوه ومشيو وقعدت انا وحدي افكر سيرا ما جتش ليه النهرده.
كان يوم ممل زاده الفكر العابس ضبابيه ولم تفلح حركاتي بخلق حاله نفسيه جديره باسعادي.
يفكر الانسان في ما يحبه وما يكرهه حتي يقتلنا الانتظار ولن نحصل الا علي الوجع في النهايه صديق دائم غير مرحب به.
حضرت اكل وسبته على الترابيزه ملمستهوش، قلت يمكن سيرا تيجي دلوقتي ناكل سوا، برد الاكل وسبته مكانه
دخنت عشرة لفافات تبغ حتي اشتكي صدري، اخذت نفسي للسطوح قعدت وحطيت رجليه على ترابيزه واطيه اراقب الشارع والحقول.
مضي الوقت ولم تظهر سيرا، لعنت نفسي لتعلقي السريع بها، كان وقت عصر الشمس مالت تجاه الغرب وادركت ان سيرا لن تأتي اليوم.
سمعت صوت في الطابق التحتاني، نزلت بسرعه، لقيت قطه كبيره سوده واقفه فوق السفره بتاكل الاكل الي سبته
سبتها تاكل وقعدت على الكنبه
بعد ما خلصت اكل قربت القطه مني ودخلت وسط اقدامي
لمستها مخفتش
شلتها وحضنتها، انتي اسمك كيرا ماشي؟
بصتلي القطه طبعا متكلمتش، كانت مستسلمه بطريقه غريبه
شلتها وقلتلها تعالي نطلع فوق نشوف غرفه ننام فيها.
فتحت اول غرفه قبل ما ادخل رجلي القطه زمجرت ونطت علي الأرض
قلتلها ايه مش عجباكي؟
نشوف غرفه تانيه؟
مشت القطه ورايا، تلت غرف مرضيتش تدخلهم
الغرفه الرابعه بتبص علي الحقول وفيها شرفه واسعه اول ما فتحت الباب القطه دخلت.
قررت انام في الغرفه دي بس الفضول دفعني اشوف باقي الغرف، سبت القطه مكانها ومشيت ناحية اول غرفه كانت نضيفه وفيها سرير صغير، فتحت خزانة الملابس لقيت هجوم أطفال كتيره، ازاي محدش فكر يتخلص من الهدوم دي؟
حطيت ايدي اشيل الهدوم سمعت زمجرة كيرا برا الباب
سبت كل حاجه في مكانها ومشيت ناحية القطه كيرا، جريت ونزلت السلالم نزلت وراها.
السفره اختفت!
كل الاكل والطباق مكنتش موجوده، وقفت لحظه فى مكاني
مش عارف ايه الي حصل.
دخلت المطبخ لقيت الاطباق مغسوله ومترتبه في مكانها.
قلت في نفسي بدأنا؟
دا اكيد عمل أشباح المنزل، اتبرجلت وخفت، حسيت ان لازم اسيب البيت وأخرج شويه
بره في الصاله كانت كيرا وقفه نفس المكان الي مات فيه عم حارس بتبص للوحه فوقيها بتركيز
لوحه غريبه لوش اول مره اشوفه، مكنش امبارح انا متأكد
ملامحه مزعجه.
رجل بدقن كبيره، وشه ابيض، شعره اصفر وراه في الصوره فيه قبر جنب شجره.
انا شفت الشجره دي بس مش متذكر فين؟
زحف الليل وغرس انيابه السوداء في صدر النهار فرحلت انواره مستسلمه لفيض الظلام.
عملت شاي وقعدت اسمع موسيقى وكيرا جنبي كنت علي وشك النوم لحد ما سمعت خبط على الباب
كانت أول مره حد يخبط عليه، عاشان كده قمت بسرعه افتح الباب.
كانت فيه بنت صغيره ولطيفه واقفه وسط الجنينه ناديت عليها مردتش، قلت متخفيش تعالي؟
مردتش برضك
دخلت بسرعه جيبت ستره شتويه تقيله لان الجو كان برد جامد وطلعت تاني كانت الطفله بدأت تمشي
مشيت وراها، شعرها طويل بيجر على الأرض وراها كنت شايفه في ضوء مصابيح البيت
كنت بعيد عنها فكانت بتقف لحظه، تبص عليه وتمشي تاني
أبطأت سيرها حتي كنت على بعد خطوات منها، استدارت خلف البيت، شفت الشجره الي كانت في الصوره في الصاله
كانت ماشيه ناحيتها
جسدي بداء يرتعش لكن كملت مشي وراها تحت الشجره فيه قبر عليه رخامه كبيره البنت فجأه دخلت جوه القبر
واختفت.
وقفت في مكاني ابص حوليه، قلبي هينط من مكانه
أتقدم خطوه وارجع خطوه
لحد ما لمست الرخامه عاشان احركها حسيت بتلج قشعر كل جسمي.
الرخامه تقيله اووي مقدرتش احركها
دا عفريت يا اسماعيل، اه والله عفريت انت مستنى ايه؟
سبت كل حاجه وجريت على البيت .
دخلت البيت جري على غرفتي، رميت نفسي تحت البطانية وجسمي كله بيرقص من الخوف، بصيت لايدي كان فيها شعر
بداء جسمي يهدي شويه لحد ما قدرت انزل الطابق الأرضي
كنت ناوي اعمل فنجان قهوه
كيرا وقفت في المكان التي مات فيه عم حارس تاني كانت بتبص لنفس صورة الراجل الي للصدفه كانت تحركت من مكانها، كانت مايله على الجانب الشمال
بس كان فيه حاجه مفزعه لاحظتها ملامح الرجل تغيرت، وشه كله غضب وتوعد.
محاولتش المس الصوره ولا ارجعها مكانها، جسمي مكنش مستعد لحاجه زي دي
عملت فنجان القهوه وطلعت غرفتي على طول، قفلت الباب من جوه وكيرا معايا.
نمت قبل الفجر نوم قلق كان فيه حلم سيء وصوت صراخ مرعب جاي من القبر الي اختفت فيه البنت
مش بس كده ان شفتها جوه القبر متكوره على نفسها، ايدها علي وشها بتصرخ من الرعب.
قمت من النوم كلي عرق لقيت كيرا واقفه ورا الباب، قلت انا اسف حبستك معايا تلاقيكي جعانه وعطشانه.
كان الصبح طلع اول حاجه عملتها بصيت ورا البيت ملقيتش
قبر ولا حاجه مفيش غير الشجره نفسها
انا بمشي وانا نايم ولا دا حلم ولا ايه ؟
كان عندي اسأله كتيره لسيرا اول ما اشوفها، عشان كده رحت الشغل
#الفتاه_التى_تسكن_اللوحه