رواية فاطمة الفصل الخامس 5 الجزء الثاني بقلم الكاتبة المجهولة
فاطمة. الجزء الثاني. 5
اللهم صل علي محمد
دخلتا سويا للمدرج، مبكرا فما زال ربع ساعة علي ميعاد المحاضرة، و جلستا في أول المدرج في المنتصف
فاتن: إنما أنت ليه استعجلتي علي الجواز، يا بنتي انت لسه صغيره.
فاطمة: كله نصيب، عقبال ما أفرح فيكي.
فاتن: و ليه جوزك ميوصلكيش، بدل أبيه عز.
فاطمة بارتباك: عادي، هو ملوش في المشاوير.
قاطعهما أحمد: معلش يا قمر انت و هي، دا مكاني.
نظرت فاطمة لفاتن، التي ردت فورا: ليه كاتب عليه اسمك أن شاء الله.
حسين: و لا يهمك يا قمر، خليكوا زي ما انتم و المكان يساعنا كلنا
فاتن: و أنا مالي متقعد في أي حتي هو حد منعك
فاطمة و هي تقف و نلم أشيائها: لا، أنا حرجع ورا، مش بحب اصلا أقعد ادام، اتفضلوا اقعدوا براحتكم
فاتن صوتها علي: و أنا مفيش حد يقدر يطلعني من مكاني.
فاطمة: بالله عليكي، يالله ، مش عاوزين مشاكل.
أحمد، و هو ينظر لفاطمة: أصدك أن احنا بتوع مشاكل.
فاطمة و هي تبعد نظرها عنه: لو سمحت بكلم زميلتي، متدخلش بأي شكل من الأشكال بينا و خرجت و اتجهت للاعلي حيث آخر المدرج: يالله يا فاتن
اللهم صل علي محمد
صعدت خلفها فاتن، و جلس حسين و أحمد: أنا متغاظ اوي، إيه لوح التلج دي.
معتز: و انت عاوز إيه، مش سابتلك المكان
أحمد: يييه، و انت جيت امتي.
معتز: انا شفت الحوار من أوله.
حسين: سيبك منه، و منها، خلينا في مني، البت حتموت عليك، انت عملت فيها إيه.
ضحك أحمد: ههههه، و حياتك، كلها مقابلة كمان و لا اتنين بالكتير و نضرب ورقتين العرفي.
حسين: يا واد يا جامد، بس أنا اجمد منك، أنا و صاحبتها حنكتب انهاردا.
أحمد: أنا بفكر أحول للمعهد بتاعهم، البنات هناك فري خالص.
اللهم صل علي محمد
ضحك اثنتيهما بصخب، بينما عند فاطمة و فاتن
فاتن بعصبية: أنا مش بحب السلبية دي.
فاطمة: دي مش سلبيه، دا بعد عن المشاكل، و شكلهم مش محترم
اللهم صل علي محمد
فاطمه ده مش ضعف ولا سلبيه احنا جايين نتعلم دول شباب شكلهم مش كويس اخلاقيا
منار بغيظ: انا حاسه برده اني مش مستريحه كان نفسي ارد عليهم الرد المناسب
فاطمه: وبعد ما تردي رد المناسب هتكسبي ايه بعد كده
منار ا: نت مش حاسه ان ده ضعف
فاطمه : انا مش شايفه ان ده ضعفه بالعكس ساعات الصمت بيكون في قوه مثلا وقفت قصادهم وتحديتوا بعض واتخانقتوا ايه اللي هيحصل بعد ماهتتفرجي عليكي الطلبه وتعملي مشكله وطالب زي ده واضح ان هو مشفرق معاه يتعرضلك ليه اعرض نفس اأتعامل معاه ما اضمنش ممكن يمد ايده طب انا ليه طالما ممكن اتجنب كل ده. دا رايي وانت حره بعد كده
اللهم صل علي محمد
دخل دكتور بدر دكتور كبير في السن، و بدأ شرح المحاضرة، و كانت فاطمة تدون بنشاط، أما فاتن، فغضبها من الموقف و انها تنازلت بسهولة كما تظن، جعلها لم تنتبه لأي شيئ، انتهت المحاضرة، و فوجئت بها فاطمة تلملم أشيائها و تمشي بصمت دون أن تعير فاطمة أي اهتمام. تعجبت فاطمة من تصرفها و لكنها لملمت أشيائها أيضا، و اتجهت للدكتور تسأله بعض الأسئلة التي دونتها.
الدكتور: لا دي أسئلة كتيرة ، انت تيجي معايا المكتب، و نتناقش فيها.
فاطمة: لو حتعب حضرتك، اخليهم وقت تاني.
دكتور بدر: لا أنا بحب الطالبات النشيطة، يالله ورايا. ذهبت فاطمة بصحبته، و دخلت معه مكتبه، جلس في مكانه بتعب، و أشار لها أن تجلس أمامه.
بدر: ها يستي، اتفضلي اسالي، ابتسمت فاطمة و بدأت تسأل و هو يجيبها و يتناقش معها. حتي انتهت.
فاطمة: أنا مش عارفة اشكر حضرتك ازاي.
بدر بابتسامة: عاوزة تشكريني صحيح، اي حاجة تقف معاكي سواءا في تخصصي او غيره، تجيني علطول.، أنا شايف فيكي دكتورة كبيرة.
فرحت فاطمة و ابتسمت ابتسامة أنارت وجهها: حضرتك عظيم أوي.
خبط الباب و دخل رياض: السلام عليكم ورحمة الله، إيه يا بابا حضرتك، قطع كلامه عندما وجد فاطمة تجلس أمامه بابتسامتها، المشرقة.
اللهم صل علي محمد
رياض: معرفش عندك حد، وقفت فاطمة علي استحياء: طب أستأذن أنا.
بدر: إوعي تنسي اللي قلتلك عليه، يا جميلتي.
فاطمة باستغراب: مين؟ أنا فاطمة.
بدر: أنا حر، و بحب اسمي، كل واحد بالاسم اللي يستحقه، شايفة الواد رياض دهه، أنا مسميه، الغلس، عشان مش بيرضي يخليني أشرب قهوة زي ما انا عاوز و يقولي حترفعلك الضغط.
أحرجت فاطمة: أكيد عشان خايف علي حضرتك. بعد إذنكم، و خرجت، و عين رياض معها.
بدر و قد لاحظ نظرات رياض لفاطمة: هاه وصلت لحد فين، و بعدين خلاص انا حجزت أبلك.
رياض و هو يجلس أمامه: حجزت إيه.
بدر: جميلتي اللي عينك حتطلع عليها.
رياض: اممممم، طب احنا نسأل ماما و نشوف رأيها. و خصوصا بأه لما تعرف، ان دكتور القلب الكبير يعاكس بنات الجامعة.
بدر بمكر: انت خليتها بنات دي جميلتي بس، و بعدين لما أمك تشوفها، حترحب بالموضوع. انت مش سامعها كل شوية تقولي اتجوز.
رياض: دا هزار بس يا بوس، إنما حكلمهالك دلوأتي و نشوف الجد، و أخرج تليفونه.
بدر: طب أمشي يا بن المدايقة ، شوف المحاضرة اللي وراك. وقف رياض و هو يضحك بانتصار و يعدل لياقته: أيوه كدا يا بوس.
بدر بهزار: طب الحساب يجمع، ثم اوقفه و هو خارج: متنساش تسلملي علي جميلتي.
نهاية اليوم و هي خارجة من الجامعة، لوحدها لأن فاتن لم تعد معها، وقف أمامها معتز: أنا بحييكي بجد. علي موقفك انهاردا في المدرج، و خلي بالك منهم، لأنهم كدا رخما، و لو احتاجتي أي حاجة، أنا تحت أمرك.
فاطمة: شكرا لزوقك، و انا اتصرفت عادي، و بحاول قدر الإمكان البعد عن المشاكل. بعد اذنك و تركته و انصرفت
اللهم صل علي محمد
وجدت عز ينتظرها بالخارج، و هو يتحدث مع فاتن. فتقدمت منهما: السلام عليكم ورحمة الله.
عز فقط رد: و عليكم السلام ورحمة الله. مين ضايكم في الكليه.
فاطمة: مفيش حاجة حصلت، الموضوع عادي خالص، مش مستاهل، كل دا
اللهم صل علي محمد
ردت لها بتعجب: انت قصدك ، إني تافهه و بكبر المواضيع.
صعقت فاطمة من أسلوبها، ثم نظرت لعز: أنا اتأخرت علي ابراهيم، يالله بينا، ركبت في الخلف، و فاتن ركبت بالأمام. و لا تحدث إحداهكا تأخري
وصلت شقتها و عملت روتينها اليومي و جلست بجوار ابراهيم الصامت، تحكي له تفاصيل يومها
في منزل رشاد و هم يجلسون علي مائدة الطعام
أم رشاد: طب والله أنا بحييها فاطمة دي، بنت عاقلة بصحيح، أنا مش بحب اللي عاملة نفسها جريئة و تطول لسانها من غير لازمة. شكلها مسالمة أوي.
رشاد: إلا مسالمة، تخيلي يا أمي لو تشوفيها جميله و طالبة جامعية، حتبقي دكتورة، تخيلي إنها متزوجة من ابراهيم ابن عم عز، متأخر عقليا.
تركت فاتن المعلقة من يدها بصدمة: انت بتتكلم جد.
رشاد: آه والله زي ما بقولك كدا.
فاتن: و إيه غصبها علي كدا
رشاد : تخيلي بسأل عز قال هي راضية و مبسوطة.
فاتن: لا دي وراها إن.
رشاد: إيه خلاك متحاملة عليها كدا.
فاتن: مش بحب اللي بيعملولي فيها المثاليين دول. و أنا أهو و انت اهو، ان ما طلع قصة جوازها فيها إن.
أم رشاد : حرام عليكي يا بنتي، ليه كدا، دا انت امبارح بس كنت طايرة بيها.
فاتن: مش عارفة من ساعة موقغ الشباب دا و أنا مش طايقاها
نرجع لفاطمة و ابراهيم، و هما يجلسان أمام التلفاز و يحتسيا العصير خبط الباب و فتحت الخادمة
و كانت نيفين: هاي، أنا قلت آجي أقعد معاكي، بدل ما انا قاعدة لوحدي
اللهم صل علي محمد
فاطمة بابتسامة: نورتينا، هاتي عصير يا وفاء
جلست بجوار فاطمة: هو ابراهيم لسه مش بيتكلم، نظرت له فاطمة بحزن: للأسف لا
نيفين: و يفرق معاكي يعني، أعتقد كدا أحسن.
نظرت سريعا لابراهيم، خشية ان يسمع و تجرح مشاعره، ولكنها وجدته سارحا و مبتسما لفيلم الكارتون الذي بالتلفزيون
فاطمة: ليه بتقولي كدا، إيه رأيك ان ابراهيم وحشني صوته أوي.
نيفين: سوري يعني، متزعليش مني، بس عشان عقله و كدا، هو انت فعلا بتحبيه.
فاطمة بحزن و اسي: أنا عمري ما جربت حب بالمعنى اللي تقصديه قبل كدا، لأن كل همي كان دراستي، بس من أول ما اتجوزته بعتبر نفسي مسئوله عنه، بعتبره حته مني ، مش متخيله انه يبعد عني، تسميه إيه بأه، مش عارفه
اللهم صل علي محمد:
نيفين: يعني معقولة تنسي أنوثتك، حاجتك لحد يحبك، حاجتك لحضن يديكي الأمان.
فاطمة: مفكرتش في كل اللي بتقوليه، أو مش مديه نفسي فرصة افكر في حاجة زي كدا، بس مش لازم الإنسان ينعم بكل النعم عشان يحس بالرضي، أو مش لازم نمشي الدنيا تبعا لهوانا. لأن الهوي دايما بيدي فرصة و مدخل للشيطان.
نيفين: انت مثاليه أوي.
فاطمة بابتسامة: بصي في دعاء بحب ادعيه دايما في كل وقت، اللهم ارضني بما قضيت لي و عافني فيما ابقيت، حتي لا أحب تعجيل ما أخرت و لا تأخير ما عجلت. بحس بعديه بالرضا عن كل حاجة في حياتي حلوها و مرها.
صمتت نيفين قليلا : يعني المفروض اني استسلم و ارضي بوضع انا مش راضية عنه وحياه. و اعيش طول عمري مخنوقه.
فاطمة: لا متحسيبهاش كدا، آمني ان دا اختيار ربنا ليكي، و ربنا لن يضيعك، و اللي عنده دايما الأفضل.
رن تليفون نيفين: ألو، أيوه يا عز، أنا عند فاطمة، أنا جايه
فاطمة: خليه ييجي و نتعشوا سوا.
نيفين: فاطمة بتقولك تعالي نتعشى سوا، تمام ، سلام.
أغلق عز الهاتف مع نيفين و هو متخوفا، ماذا تفعل عند فاطمة و ما غرضها.
اللهم صل علي محمد
ثاني يوم في الجامعة: و فاطمة داخلة المحاضرة تعمد حسين ان يظهر فجأه أمام فاطمة و هي داخلة من باب المدرج، لتخبط فيه و تكاد ان تقع فيمسكها من وسطها ممثلا إنقاذها، و لكنها فهمت انه تعمد هذا و تعمد لمسها و التحرش بها، فبدون اي كلمة، صفعته علي وجهه صفعة مدوية صمت عندها الجميع، علي دخول دكتور رياض: إيه اللي بيحصل هنا.
اعتدلت فاطمة في وقفتها و هي تحاول كتم دموعها: الدكتور دا بيتحرش بيا
حسين: دا جزاكي اللي لحقتك قبل ما تقعي.