رواية سيد القمر الاسود الفصل الثالث عشر 13 بقلم زينب مصطفى

رواية سيد القمر الاسود الفصل الثالث عشر 13 بقلم زينب مصطفى

 

دخل عمر إلى بهو الفيلا وهو يشعر بتعب وإرهاق شديد  يسيطران على سائر أنحاء جسده وقد تجاهل النظر عن عمد إلى المبنى الصغير المتطرف الموجود في الحديقة والذي تقيم فيه حبيبة بناءاً على تعليماته..


وتوجه إلى الدرج محاولاً الصعود بسرعة إلى غرفته والإستسلام للنوم خوفاً من أن يضعف ويذهب إليها

ليوقفه صوت جدته الغاضب  : 

= عمر  .. انا عايزه اتكلم معاك. 


إلتفت عمر إليها ليجدها تجلس بتحفز على إحدى المقاعد وهي تستند على عصاها.. 


ابتسم عمر بإرهاق وإستدار إليها ثم مال على يدها يقبلها بحب وإحترام  : 

= مساء الخير يا جدتي إيه اللي مصحيكي لحد دلوقتي.. 


الجدة بغضب شديد وهي تضرب عصاها في الأرض وتقف في مواجهة عمر  : 

= اللي مصحيني الغلط اللي هيخلي سيرتنا على كل لسان. 






عقد عمر حاجبيه بحيرة  : 

= انتي بتتكلمي عن إيه انا مش فاهم!! 


الجدة بغضب  : 

= بقى مش فاهم ياعمر .. تقدر تقولي عروستك فين .. مرات عمر بيه الرشيدي حفيدي نايمة فين  !! 


تنهد عمر بفروغ صبر وهي تتابع بغضب شديد  : 

= انا أقولك .. مراتك نايمة تحت في مبنى الخدم ..


ثم ضربت عصاها بالأرض بغضب شديد  : 

= إيه الجبروت ده يا عمر .. انت إستحالة تكون حفيدي اللي انا ربيته على إيدي واللي علمته يكره الظلم وميفتريش بقوته على حد .. تقوم أول ما تفتري .. تفتري على مراتك إيه خلاص خدت اللي إنت عايزه منها وأكتفيت ولما جيلان رجعت ندمت وقررت تطلعها من حياتك  !! 


ثم تابعت بحزم شديد  : 

=المهزلة دي لازم تنتهي .. مراتك تنام في أوضتك وتتعامل بالإحترام اللي تستحقه مرات عمر الرشيدي. 


عمر بجدية  :

=اللي بيحصل بيني وبين حبيبة جيلان ملهاش دخل بيه  ،  وانا مش عيل صغير علشان حد يعلمني أعامل مراتي إزاي  ،   حبيبة هتفضل هناك لحد ما أقرر انا هعمل معاها إيه .. وده نهاية الكلام تصبحي على خير يا جدتي. 


الجدة بغضب : 

= بقى كده يا عمر حتى كلامي مبقاش له قيمة ولا فارق معاك ..


ثم تابعت بعناد وغضب شديد  :

= طبب لو مراتك مانمتش النهاردة في أوضتها انا هسيبلك الدنيا كلها و هاروح أعيش في بيتي اللي في البلد .. انا مرضاش بالظلم   ،  واللي انت عملته فيها ده إفترى .. هستنى إيه .. هستنى لما تموت من الظلم والقهر .. دي مخرجتش من أوضتها طول اليوم ولا رضيت تاكل أي حاجة من الزعل حرام عليك. 


توتر عمر عند سماعه بإمتناعها عن تناول الطعام ليقول بحدة  : 

= تاكل ولا متاكلش هي حرة  ،  إيه هو انا مانع عنها الأكل ولا هي لسه صغيرة وعايزه اللي يأكلها في بوقها. 


ثم تابع بتجهم  : 

=بلا دلع فارغ وإنتي كمان يا جدتي روحي نامي وشيلي من دماغك حكاية إنك تسيبي الفيلا و تروحي تقعدي في البلد لواحدك  لأن ده مش هيحصل .. انا طالع انام تصبحي على خير ..


ثم ترك جدته وصعد بغضب على الدرج تتابعه جدته التي نظرت إليه بخيبة أمل ثم ذهبت إلى غرفتها وهي تقول برجاء  : 

= يارب يهديك لمراتك يا عمر ويبعد عنك الحرباية اللي اسمها جيلان .. انا مش عارفة إيه اللي فكرها بينا بعد السنين دي كلها  ،   ثم توجهت إلى الفراش وحاولت الخلود للنوم وهي تقوم بالدعاء لحفيدها وزوجته بصلاح الحال بينهم..


في نفس التوقيت ..


دخل عمر بغضب إلى الحمام الملحق بجناحه بعد أن نزع ملابسه و ضرب بنفاذ صبر بضع أزرار على الحائط أمامه  ،  لينطلق شلال من المياة الحارة من فتحات متعددة  ،  ليقف تحتها بغضب وهو يكتم أنفاسه عدة دقائق  ،  ثم ضرب الأزرار مرة أخرى بعنف فتحولت المياة من حارة إلى مثلجة  ،  في محاولة منه لتهدئة نفسه وتجاهل حديث جدته الحاد معه وخاصة حديثها عن إمتناع حبيبة عن تناول الطعام..


سحب عمر منشفة كبيرة لفها حول خصره وجفف جسده بأخرى صغيرة  ،  ثم إرتدى بنطال قصير قطني كحلي مريح وقميص قطنى أبيض إستعداداً للنوم  ، ليلفت نظره مائدة صغيرة بجانب النافذة مرصوص عليها عدة أنواع

من الطعام الشهي والساخن واللذيذ. 


نظر عمر للطعام بتفكير وقال بغضب  : 

= نفسي أفهم مكالتش لحد دلوقتي ليه إيه بتضغط عليا ولا عايزه تعيش دور المظلومة قدام جدتي ..


ثم تابع بحدة  : 

= بلا دلع فارغ .. خليها تعمل اللي هي عايزاه .. لو عايزه تموت من قلة الأكل حتى هي حرة . 


ثم رفع الغطاء عن أحد الأطباق إستعداداً  لتناول الطعام فهو الآخر لم يتناول أي طعام منذ الصباح الباكر..


ليجده طبق متنوع وشهي من اللحوم الساخنة ..

فتناول الشوكة وإلتقط بها قطعة لحم صغيرة محاولاً أكلها   ،  إلا إنه أبعدها بنفاذ صبر وعقله يذكره بإلحاح بحديث جدته عن حبيبة وإمتناعها عن تناول الطعام. 


فتنهد بغضب معيداً الغطاء مرة أخرى دون أن يتناول منه  شيء .. 


وهو يقول بغضب شديد غذاه شعوره أنه لن يستطيع النوم أو تناول الطعام وهو يدرك أنها تنام بعيداً عنه حزينة وجائعة  :

= الغبية .. ماشي يا حبيبة .. خليني أتكلم معاكي وأحط النقط على الحروف وأخلص من الدلع ده خالص.. 


ثم خرج بغضب من الجناح وإتجه الى المبنى الذي تنام فيه حبيبة وهو يتوعدها بعقاب رادع ..


بعد أقل من خمس دقائق. 


وصل عمر إلى غرفة حبيبة فوجدها مظلمة و فارغة .. فشعر بإنقباض قلبه وقد سيطر عليه شعور قوي بالخوف عليها  ،  

فإندفع للخارج يبحث عنها بجنون   ،  وقد صور له عقله وخوفه الشديد عليها أن صادق قد توصل إليها وأذاها.. 


لينظر حوله وهو يبحث عنها بتوتر شديد.،  فلم يجد أي أثر لها فإستدار بسرعة ونادى على حرسه الخاص الذي إلتفوا حوله بتوتر وهو يقول بغضب وتوتر شديد  :

= حبيبة فين .. مراتي راحت فين .. مش موجودة في أوضتها .. إيه في حد دخل الفيلا وخدها وأنتم واقفين زي التيران مش حاسين.. 


نادر بتوتر  :

= إهدى بس يا عمر بيه وإطمن حبيبة هانم مخرجتش من هنا ..  إحنا مراقبين الفيلا كويس أوي ومفيش نملة تقدر تدخل ولا تخرج إلا بإذننا. 


سحب عمر نادر من قميصه بعنف شديد وقال بحدة  : 

= نملة إيه وزفت إيه .. بقولك مراتي مش موجودة في أوضتها .. عارف لو كان جرالها حاجة ساعتها مش هيكفيني فيها حياتكم كلكم. 


نادر بهدوء محاولاً إمتصاص غضبه  :

= إهدى بس ياباشا و أكيد هنلاقيها  ،  الفيلا كبيرة ويمكن تكون في أي مكان فيها  . 


ثم أشار لرجاله بالإنتشار بحثاً عن حبيبة وهو يقول بصرامة

= واقفين كده ليه روحو إقلبوا المكان ودورو عليها ..


نظر إليه عمر بغضب إلا أنه تركه وركض إلى الحديقة الخلفية ثم حمام السباحة يبحث عنها بجنون وعقله يصور له أبشع السيناريوهات .. ليتمتم بخوف وغضب  :

=حرام عليكي يا حبيبة انا عمري ما عرفت الخوف إلا لما عرفتك. 


ثم تابع بغضب حارق  :

= والله يا صادق الكلب لو كان لك يد في إختفائها ما هيكفيني فيك إن أسلخ جلدك وإنت حي.. 


قبل قليل ..


وقفت حبيبة تنظر من نافذة المطبخ تتابع بفضول

تجمع عمر الغاضب برجال حراسته.. 


لتقول بدهشة : 

= هو بيزعق لهم كده ليه .. أكيد عملوا حاجة مش عجباه.. ربنا يكون في عونهم دا شكله يخوف أوي ..


ثم تركت النافذة وتوجهت إلى الحوض مرة أخرى وبدأت في جلي الأطباق وهي تقول بتعب  :

= بكرة هخليهم يعلموني غسالة الأطباق دي بتشتغل إزاي بدل تعب القلب ده.. 


لتتفاجأ بأحد رجال الحراسة يدخل عليها وهو يركض ثم إبتسم بسعادة وهو يأخذ نفسه براحة  :

=حبيبة هانم إنتي هنا .. دا إحنا قالبين الفيلا عليكي برة. 


حبيبة بدهشة  :

=قالبين الفيلا عليا انا .. طب ليه .. كنتم عايزين مني حاجة  ! !


إبتسم الحارس بود وهو يشير لها بالإنتظار .. ثم أخرج جهاز إتصال لاسلكي وقال بإرتياح   :: 

= أيوه يا نادر بيه بلغ عمر باشا إني لاقيت حبيبة هانم وهي موجودة معايا هنا في المطبخ.. 


نادر براحة  :

= طيب خليك معاها وانا وعمر بيه جيين ليك حالا.ً..


حبيبة بدهشة  : 

= هو في إيه .. انا مش فاهمة حاجة؟ !


إبتسم الحارس لها بود دون النظر لها وهو يجيبها  : 

=مفيش حاجة يا هانم دا سوء تفاهم مش أكتر  .. 


لتتفاجأ بعد أقل من دقيقة بعمر يدخل بتوتر إلى المطبخ برفقة نادر وهو يكاد ينفجر من شدة الغيظ والغضب  ، 

إلا أنه تنفس براحة وعينيه تتفحصها بخليط عجيب من القلق والراحة الشديدة بعد أن إطمئن لسلامتها. 


تراجعت حبيبة للخلف وهي تقول بتوتر :  

=في إيه إنتوا بتبصولي كده ليه  ! !


نظر عمر لنادر بإعتذار وهو يتجاهل الرد عليها   :

= معلش يا نادر سامحني انا أعصابي باظت لما ملقتهاش في أوضتها إفتكرتها إتخطفت. 


ثم تابع وهو ينظر لها بغضب  :

= مكنتش أعرف إنها واقفة في المطبخ بتنضف الساعةإتنين بليل ..


نادر بهدوء  :

= ولا يهمك يا باشا أنا عاذرك و عارف الضغط اللي إنت فيه و المهم عندنا إن حبيبة هانم كويسة و بخير ..


ربت عمر على كتفه بهدوء  :

=طيب روح إنت وأشكرلي الرجالة وإصرف لهم شهر مكافأة على تعبهم معايا..


إبتسم نادر بهدوء  :

= شكراً يا باشا .. وتصبحوا على خير. 


ثم غادر بهدوء برفقة الحارس الآخر وتركهم وحدهم.. 


تقدم عمر بغضب من حبيبة التي تراجعت للخلف وهي تقول بخوف  :

=في إيه .. إنت بتبصلي كده ليه ..انا عملت إيه دلوقتي..


إلا إنه تجاهل الرد عليها وهو يتقدم منها بخطر  ،  لتتفاجأ به يسحبها من ذراعها يجرها خلفه بصمت غاضب وهي تقاومه بعنف محاولة إبعاده عنها تكاد تركض وهي تحاول مجاراة خطواته السريعة الغاضبة ..


وهو يسحبها من خلفه بغضب أثار غيظها  ،  فحاولت مقاومته وركل قدمه بغضب و هي تنزع ذراعها من يده وتقول بغيظ  :

=سيب إيدي .. انت واخدني ورايح بيا على فين!! 


إلا إنه تجاهلها وهي تتحدث بغضب وصوت عالي  ،  تدفعه بعيداً عنها رافضة الصعود معه إلى الأعلى.. 


حبيبة بغضب  : 

=سيب إيدي بقولك .. أحسن أصوت وألم عليك الفيلا كلها ..

ثم صرخت بغيظ بعد أن تجاهلها  :

=سيب إيدي أحسنلك يا عمر  !!!! 


توقف عمر فجأة ثم ترك يدها وقال ببرود  :

= بس كده…حاضر…


ثم رفعها فجأة فوق كتفه وصعد بها للأعلى وسط مقاومتها الشديدة التي تجاهلها وهو يدخل بها إلى جناحه و يغلقه جيداً من خلفه   ،  ثم إستدار وألقاها بإهمال فوق الفراش..


فحاولت النهوض عن الفراش بغضب إلا إنه أشار لها بغضب صارم أخافها  :

=متتحركيش أحسنلك ..


ثم تابع بغضب شديد ولده شعوره بالخوف الشديد من فقدها  :

=ممكن عرف إنتي كنتي بتعملي إيه في المطبخ الساعة إتنين بليل  !! 


حبيبة بتوتر  :

=كنت ..كنت جعانة فحضرتلك العشا وبعدين نضفت المطبخ ورايا من الحاجات اللي وسختها وأنا بطبخ. 


هز عمر رأسه بحيرة  : 

= إيه…. يعني إيه كنتي جعانة فحضرتيلي العشا .. انا أفهم اللي جعان بياكل مش بيحضر لغيره العشا  !! 


إعتدلت حبيبة في جلستها وهي تنظر له بكبرياء  :

=كنت بعمل بلقمتي زي ما إنت قلتلي طبختلك العشا وطلعته هنا و غسلت الأطباق ونضفت المطبخ ورايا كمان   ،  أظن ده تمن كفاية أوي قصاد ساندوتش جبنة وكوباية شاي هتعشى بيهم..


مرر عمر يده في شعره بغضب يكاد يذهب عقله وهو يقول بصدمة  : 

=انا أكيد فهمت غلط .. عيدي اللي إنتي قولتيه تاني كده..


حبيبة بتحدي  : 

= إيه اللي مش واضح في كلامي إشتغلت ونضفت قصاد أكلي زي ما إنت طلبت مني. 


صرخ بها بغضب مجنون  : 

= انا طلبت منك تمن لأكلك .. انا قولتلك ماتكليش إلا لما تشتغلي  !! 

 

ثم تابع بعدم تصديق  : 

=يعني إنتي من الصبح رافضة تاكلي علشان مشتغلتيش..


حبيبة ببرود  :

= أيوه طبعاً انا مشتغلتش فمكلتش ومعييش فلوس أشتري أكل من برة وعلى بليل حسيت إني دايخة وجعانة جداً فعشان كده..






أكمل لها عمر بحدة  :

= عشان كده عملتيلي عشا ونضفتي المطبخ ..آه ..طبعاً نسيت .. وده طبعاً قصاد ساندوتش الجبنة العظيم وكوباية الشاي اللي هتتسبب في إفلاسي اللي هتتعشي بيهم مش كده  !! 


ليصرخ بها فجأة بطريقة أفزعتها  :

= إنتي بقى مجنونة ولا عايزة تجننيني معاكي ولا عايزة مني إيه بالظبط  !!! 


تراجعت حبيبة بخوف للخلف  : 

= انا مش فاهمة إنت زعلان ليه دلوقتي .. انا بنفذ اللي إنت طلبته مني.. 


عمر بغضب  : 

= لا وإنتي مطيعة وبتسمعي الكلام أوي .. إشمعنى دلوقتي اللي جريتي ونفذتي الكلام بالحرف..


حبيبة بعناد  :

= مش إنت اللي قولت…


قاطعها عمر بغضب  : 

= أيوه انا اللي إتنيلت وقلتلك وانا برضه اللي بتنيل وبقولك دلوقتي إنسي كل الكلام الفارغ اللي انا قلته ..


عقدت حبيبة حاجبيها وهي تقول بتجهم  :

=يعني إيه  !! 


سحبها عمر من ذراعها من الفراش لتجد نفسه تقف في دائرة ذراعيه  ،  وهو يقول بنفاذ صبر  : 

=يعني يا حبيبة إنتي مش عايشة في معسكر تعذيب حرمينك فيه من الأكل وممنوعة فيه من إنك تاكلي إلا بعد ما تشتغلي وتدفعي تمنه..


حبيبة بغضب  :

=بس انا مش هاكل هنا إلا لما أدفع تمن أكلي شغل أو فلوس..


ثم تابعت بحدة  :

=ولعلمك انا مش هشتغل خدامة في الفيلا زي ما إنت طلبت مني .. انا من الأول ماكنتش بشتغل هنا خدامة علشان أخدم دلوقتي .. وإن كان على تمن أكلي وعيشتي هنا فانا هدفعه فلوس كأني عايشة في لوكاندا أو شقة مفروشة.. 


إقترب عمر منها وهو يستدرجها بخطر  : 

= كده .. وهتدفعي تمنه منين انا عارف إنك زي ما بتقولي معكيش فلوس. 


حبيبة بكبرياء  : 

=لا ما انا خلاص لقيت شغل وهبتدي فيه من بكرة. 


جز عمر على أسنانه وهو يبتسم إبتسامة مزيفة  :

=كده وهتشتغلي إيه بقى .. فرحيني  ! !


حبيبة بتحدي  :

= هبيع هدوم وإكسسورات أون لاين  ،  يعني شغلي كله بالتليفون أبلغ أوردرات وكده .. وليا نسبة على المبيعات..


ثم تابعت بحدة بعد أن شاهدت علامات الإستهجان على وجهه  :

=وعموماً متقلقش محدش هيعرف إن انا مراتك لأني هشتغل بأي اسم مزيف. 


عمر بهدوء خطر  : 

=وإنتي لقيتي الشغل العظيم ده إزاي  ؟ 

 

حبيبة بحدة  :

=عادي يعني واحدة من اللي بيبيعوا إتصلت بيا على الموبايل بتاعي وعرضت عليا أشتري منها هدوم وإكسسورات والكلام جاب بعضه  ،  فلما عِرفت إني بدور على شغل عرضت عليا إني أشتغل معاهم في التسويق ..


أغمض عمر عينيه بغضب وقال بصرامة أخافتها  : 

= هاتي تليفونك..


حبيبة بترقب : 

= ليه! 


صرخ عمر بها فجأة بغضب  : 

= بقولك هاتي تليفونك من غير أسئلة كتير. 


حبيبة بإرتباك  :

=مش .. مش معايا .. الظاهر سيبته في الأوضة تحت. 


عمر بغضب  :

=حبيبة بطلي كدب وهاتيه بدل ما أخده منك بالعافية ..


أخرجت الهاتف من جيبها و أعطته له وهي تقول بتردد  :

=طيب بس قولي عايزه ليه  ! !


أخذ منها الهاتف وقال بجدية  : 

= فين الرقم اللي كان بيكلمك  ! !


حبيبة بتوجس : 

=ليه.. 


عمر بغضب أفزعها  : 

=هو مفيش على لسانك غير كلمة ليه من غير ليه .. فين الرقم .. خلصيني!! 


ففتحت الهاتف ..  وأظهرته له وهي تقول بإرتباك  : 

=هو ده بس إنت عايز الرقم في إيه..


أشار لها بالصمت ثم إبتعد عنها وذهب للشرفة  ،  ثم قام بإجراء إتصال هاتفي مع أحد الأشخاص لتمر عدة دقائق وعاد وهو يقول بصرامة شديدة  : 

= هترد عليا أمتى  ؟ 


ثم صمت قليلاً يستمع لمحدثه ثم قال بجدية  : 

= خلاص يبقى انا مش هنام إلا لما ترد عليا. 


ثم أغلق هاتفه ووضع هاتف حبيبة بداخل إحدى الأدراج وأغلق عليه جيداً. 

 

حبيبة بغيظ : 

= إنت بتحط التليفون في الدرج وبتقفل عليه ليه لو سمحت رجعلي تليفوني .. انا مش هعرف أشتغل من غيره..


عمر ببرود  : 

=طول ما إنتي هنا مفيش تليفونات لما تحبي تكلمي حد إبقي عرفيني وانا أديكي تليفوني تتكلمي منه. 


وضعت حبيبة يديها في خصرها بغضب  : 

=ليه في السجن وإنت السجان ولا إيه.. انا عايزه تليفوني هو الحاجة الوحيدة اللي بتسليني هنا وكمان شغلي كله هيبقى من عليه. 


عمر بحدة قاطعة  : 

=عارفة يا حبيبة لسالك تكة واحدة معايا وهحققلك أحلامك وأخليكي تعيشي السجن بحق فبلاش تستفذيني.. 


ثم سحبها من ذراعها فجأة و ألقاها بداخل الحمام وهي تصرخ بإستغراب  : 

=في إيه .. إنت بتعمل كده ليه  ؟ 


لتتفاجأ به يلقي في وجهها قميص قطني وشورت قصير خاصين به وهو يقول ببرود  : 

قدامك خمس دقايق تاخدي فيهم دوش وتخرجيلي برة. 


ثم تابع بتحذير  : 

=لو منفذتيش اللي انا قلته بسرعة وفوراً   ،  هدخل أديكي دش بنفسي وعلى فكرة انا مبهزرش..


تراجعت حبيبة للخلف بخوف إلا أنها قالت بشجاعة  :

= إسمع يا عمر بيه انا مش لعبة في…


أشار لها عمر بالصمت وهو يقول بغضب يحاول السيطرة عليه  : 

= إسمعي انتي تدخلي تاخدي دوش وبعديها تتعشي وتنامي من غير ما أسمع منك ولا كلمة وإدعي ربنا إن اللي انا متوقعه ميكونش صحيح عشان ساعتها هخلي ليلتك سودة وهوريكي السجن والسجان على حق. 

 

حبيبة برفض  :

=هو انت بتتكلم عن إيه انا مش فاهمة منك حاجة إنت كل شوية برأي  ،  وتقول قرارات وتغيرها والمفروض إني أنفذها من غير تفكير..






ثم تابعت بحدة  :

= انا مش هنام معاك هنا لو السما إطربقت على الأرض .. وهشتغل وهادفع تمن اأكلي ونومي ..


لتتابع بإرتباك وحزن  :

=وعلى فكرة بلاش ضميرك يأنبك علشان قولتلي كده .. انا أصلاً واخدة على كده طول عمري .. طول عمري مسئولة عن نفسي وعن مصاريفي ومفيش حاجة حصلت علشان تغير الوضع ده. 


إقترب عمر منها وقال بصوت هادئ  :

= لاء فيه .. انتي بقيتي مراتي ومسئولة مني ولحد ما نخلص من بعض والرابط اللي ما بينا ده يخلص هتفضلي مسئوليتي ودلوقتي إتفضلي أعملي اللي قلتلك عليه..


ثم أكمل وهو يراها على وشك الإعتراض مجدداً  : 

= وقبل ما تعترضي انا مش بعمل كده عشانك ولا علشان خاطر خايف على مشاعرك اللي متهمنيش ولا حتى ضميري بيأنبني زي مابتقولي  ،  بمنتهى البساطة انا بعمل كده علشان جدتي اللي هددت إنها هتسيب الفيلا وتمشي لو إنتي نمتي تحت في الجنينة.. 


ثم تابع بتهكم  :

=بتقول إني بفتري عليكي متعرفش إن الكيوت اللي خايفة على مشاعرها حاولت تقتل حفيدها ودلوقتي إتفضلي أعملي اللي طلبته منك انا مستنيكي برة. 


ثم غادر وتركها تحاول منع دموعها من النزول إلا أنها فشلت وغرقت في نوبة قوية من البكاء.. 


بعد قليل خرجت وقد إرتدت ملابسه التي أظهرتها بمظهر طفولي ومثير في آن واحد   ،  ببنطال عمر الأزرق القصير الذي يصل لبعد ركبتها بقليل وقد ربطته بقوة وفوقه قميصه الأحمر القطني الواسع الذي يصل لمنتصف ركبتيها وقد لفت على شعرها بمنشفة صغيرة تخفيه بها عن عينيه  ،  وقد ظهر على وجهها وعينيها الإحمرار والتورم من أثر البكاء. 


نظر عمر لها بندم وقد أثار مظهرها الباكي مشاعره فإقترب منها ومرر أصابعه بحنان على وجنتيها ثم قال بلطف  : 

=تعالي عشان تتعشي إنتي مكلتيش حاجة من الصبح. 


هزت حبيبة رأسها برفض وقالت بصوت متعب ومبحوح من أثر البكاء

=انا خلاص مش عايزه آكل .. انا هروح أنام. 


رفع عمر المنشفة عن شعرها ومرر يده بإفتتان في خصلات شعرها السوداء المبلولة وقال بحنان  : 

= مفيش نوم إلاّ لما تتعشي الأول تعالي ناكل انا وإنتي .. انا مكلتش حاجة من الصبح واليوم كان طويل ومتعب وحاسس إني ميت من الجوع. 


ثم أضاف بمرح  :

=وبعدين الأكل اللي إنتي طبخاه شكله حلو أوي ولا إنتي حطالي فيه حاجة وخايفة تاكلي منه. 


نظرت له حبيبة بصدمة ثم إنهارت في موجة قوية من البكاء وهي تدفعه بغضب بعيداً عنها  : 

= انا .. انا مش كده إرحمني من كلامك ده أو مشيني من هنا .. انا مبقتش متحملة حرام عليك .. طلقني يا عمر .. وسيبني وملكش دعوة باللي هيحصلي انا عايزة أموت وأرتاح. 


ضمها عمر إليه وحاول تهدئتها وهو يقول بندم  :

= انا مقصدش انا كنت بهزر معاكي وعشان أثبتلك أهوه شوفي ..


ثم تناول قطعة من الطعام ووضعها في فمه  :

= أهو يا حبيبتي شوفي..


ثم رفعها بين ذراعيه وأجلسها فوق ساقه وهو يضمها بحماية وعشق شديد ويده ترفع وجهها الباكي إليه  ،  في حين تمر شفتيه على وجنتيها تلتقط دموعها وتمسحها بحنان. 


ثم همس لها  : 

=خلاص بقى يا بيبة انا آسف تعالي ناكل سوى ولا خايفة طبخك يكون وحش وميعجبنيش.


عقدت حبيبة حاجبيها وقالت بطفولية أثارت مشاعره الملهوفة عليها  :

=على فكرة انا بطبخ حلو جداً ..

 

مرر عمر إصبعه على شفتها وقال بحنان  : 

=طيب خلينا ندوق طبخ الأميرة بيبه كده. 


ثم بدأ في إطعامها بيده وهو يحتضنها بشدة كأنه يتمسك بلحظة غير حقيقية .. يعلم كما تعلم أنها لحظات مسروقة و لن تدوم للأبد ..


إبتسم عمر بحب لها وهو يمسح بقايا الطعام عن شفتها السفلية وقد إقترب بشغف من شفتيها وهو على وشك تـ*قبيلها  ،  إلا أن إرتفاع صوت رنين هاتفه جعله يتراجع وهو يبتسم لها ويجيب على الهاتف بجدية  :

= ألو .. أيوه يا حسن انا معاك اتكلم.. 


عقد عمر حاجبيه ثم أبعد حبيبة عنه بغضب وهو ينهي المكالمة. 


تراجعت حبيبة للخلف بخوف وتوتر وهو يتصل بنادر بغضب شديد  :

= أيوه يا نادر عايزك تجيبلي كل المعلومات عن واحدة اسمها كامليا محمد البيومي  ،  مشاركة صادق أبو الدهب في شركة تسويق وعلاقات عامة  ،  عايزك تجيبلي ملفها وملف شركتها الأسود كله ..


ثم أغلق الهاتف وهو يقول بغضب  :

= ورحمة أمي لأعملهم عبرة لمصر كلها. 


ثم إلتفت بغضب إلى حبيبة التي تراجعت للخلف وهي تقول بخوف  :

= في إيه يا عمر ما إنت كنت كويس  ؟ 


جذبها عمر من ذراعها بغضب ألصقها به  : 

=بفكر يا حبيبة أعمل فيكي إيه أقتلك وأخلص من مصايبك ولا أسلمك ليهم بإيدي وأرتاح من غبائك ..

 

حبيبة بخوف   :

=هو .. هو في إيه بس  ! 


إنفجر عمر بها   :

= لا ولا حاجة الشركة الاي كنتي هتشتغلي فيها من ورايا طلعت شركة دعارة مقننة صاحبتها تبقى كامليا بيومي اللي سمعتها زي الزفت واللي تبقى في نفس الوقت شريكة صادق بس في السر..

 

حبيبة برعب  : 

=يا مُصيبتي السودة والله ما كنت أعرف حاجة من اللي انت بتقوله ده... 


ثم تابعت بخوف  :

= وبعدين انا إستحالة كنت هعمل حاجة زي دي .. دا انا لو كنت بس شكيت فيهم كنت سبتهم على طول. 


عمر بتهكم  :

= بجد .. لا كده طمنتيني .. مش بقولك إنك غبية وسازجة .. هما مش محتاجين منك إنك تشتغلي معاهم  ..كل اللي محتاجينه هو إنك تمضي عقد الشغل وكام صورة ليكي وإنتي داخلة وخارجة من شركتهم المشبوهة وساعتها هتبقى فضيحة  ،  يعني حتى لو كنتي معملتيش حاجة مجرد وجودك وسطهم هيتاخد ضدك وهيسوء سمعتك خصوصاً وإنتي مش محتاجة الشغل و متجوزة واحد من أكبر رجال الأعمال في مصر. 






جلست حبيبة على طرف الأريكة وهي تقول بضياع  :

=وانا كنت هعرف منين ده كله .. انا إفتكرته شغل عادي ومعرفش إنه هيبقى وراه مصيبة زي دي  !! 


عمر بغضب  : 

= ليه متعرفيش إن فيه حيوان اسمه صادق بيحاول يوصلك بأي تمن  ،  المفروض بمجرد ما واحدة كلمتك في التليفون وعرضت عليكي شغل كنتي تقوليلي على طول مش تصدقيها على طول من غير حتى ما تشكي فيها  !! 

 

حبيبة بإرتباك  :

=طيب دلوقتي انا هعمل إيه .. دي إتفقت معايا إني لما انزل القاهرة أقابلها علشان أمضي العقد وأستلم الشغل..

أتصل بيها أقولها اإي عرفت كل حاجة ولا أرمي الخط بتاعي وأغيره ولا مكالمتي معاها دي ممكن تعمل بيها حاجة  !! 


نظر عمر لها بغضب ثم خلع قميصه وألقاه أرضاً وإتجه للفراش وأستلقى عليه وهو يقول ببرود  :

= معرفش .. مشكلتك وحليها لواحدك انا مليش دعوة بالموضوع ده ..انا راجل ليا اسمي وأخاف على سمعتي ومحبش اسمي يجي في حاجات زي دي. 


ثم أغلق الضوء وتركها تجلس على طرف الأريكه تفكر بخوف..

  

بعد مرور ساعة... 


تابع عمر بعينين نصف مفتوحة حبيبة التي تجلس وهي تضم ساقيها تفكر بخوف في المصيبة الجديدة التي وجدت نفسها متورطة بها ..


فطبعاً عمر لن يتدخل فهي بالنسبة له زوجة مؤقتة مجبر عليها   ،  لا تعني له شئ  ؛ فحياتها وموتها بالنسبة له سواء.. بل هي تشعر أن موتها سيحل له جميع مشاكله ويجمعه بجيلان  .. بحبه الحقيقي. 


لتهمس فجأة بيأس شديد  :

=يارب أموت وأرتاح.. 


ثم إنهارت فجأة في نوبة بكاء قوية وهي تكتم صوتها خوفاً من أن يسمعها.. 


ليتنهد عمر بتعب وهو يقول بهمس  :

=كفاية عليها أوي كده..


ثم تابع بغضب  :

=كان لازم أعمل كده علشان تفهم إن كل تصرف غلط هتعمله هيكون له تمن وتفكر كويس قبل ما تتصرف. 


ثم إتجه إليها وحملها بهدوء بين ذراعيه وإتجه بها للفراش ومددها عليه ثم إستلقى بجانبها وهو يضمها إليه بحماية. 


حبيبة ببكاء  :

= عمر انا خايفة أوي ومش عارفة أعمل إيه ..

 

مرر عمر يده على وجهها يمسح دموعها وهو يقول بمكر  :

= معاكي حق تخافي .. الموضوع مش سهل خالص .. بس اكيد بكرة لما تفكري كويس هتلاقي حل. 


إنسابت دموع حبيبة وهي تقول بخوف حقيقي  :

=بس انا والله ممضتش على حاجة وكل اللي عملته إني قلتلها إني موافقة إني أشتغل معاهم ..تفتكر هي ممكن تأذيني بالمكالمة دي..


نظر لها عمر مطولاً ثم ضمها إليه بقوة وهمس لها بحماية  : 

= متخافيش يا حبيبة مفيش حد يقدر يأذيكي طول ما انا عايش ..انا إتصرفت وخلاص الموضوع في حكم المنتهي بس ده مايمنعش إني لازم أردلهم الضربة بضربة أقوى منها عشان يحرموا يقربوا لحد يخصني. 


إنسابت دموع حبيبة براحة وقالت بإرتجاف  :

=طيب ليه قولتلي إنك مش هتتدخل ..


قبل عمر عينيها وزاد من ضمها بقوة وحماية وإمتلاك بين ذراعيه  ،  وهو يهمس في أذنها بحنان  :

=دي كانت قرصة ودن صغيرة علشان نفكر قبل ما نتصرف ..


ثم قبل أذنها برقة ويده تمر في خصلات شعرها الناعمة  بشغف وحب حتى غرقت في النوم ليقول بحنان وهو يضمها بتملك إليه  :

=نامي يا حبيبتي نامي .. و متخافيش انا عمري ودنيتي كلها فداكي...


♕ يتبع ♕ 

♡ الفصل الثالث عشر  ♡ 🦋

#سيد_االقمر_الأسود 🖤

🖇 •زينب مصطفى •


             الفصل الرابع عشر من هنا

بعد انتهاء رواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×