رواية سيد القمر الاسود الفصل الرابع عشر 14 بقلم زينب مصطفى
فتحت حبيبة عينيها بتعب لتجد نفسها مستلقية في فراش عمر وهي تنام بأمان بين ذراعيه ، فتملكها شعور بالإرتباك والصدمة وذهنها يعيد عليها كل ماحدث لها سابقاً فأغمضت عينيها بألم وهي تهمس لنفسها بإستنكار :
= انا ليه ما مشيتش لحد دلوقتي .. وبعمل إيه في سرير واحد بيكرهني ويحتقرني وإتجوزني غصب عنه .. كفاية أوي لحد كده المفروض أختفي وأبعد بعيد عن كل الوجع والتعب ده..
لتغمض عينيها وهي تهمس بألم :
=بس انا خايفة .. خايفة أوي أمشي وصادق ده يأذيني وعمر الوحيد اللي بيقدر يحميني منه ..
ثم إبتسمت بوجع :
=انتي هتكدبي على نفسك كمان يا حبيبة .. انتي ممشتيش عشان مش بس خايفة من صادق ليأذيكي لا ..انتي بتحبي عمر وبتعشقيه .. بتعشقيه حتى وإنتي عارفة ومتأكدة إنه بيكرهك و بيحتقرك وبيحب واحدة تانية غيرك برضه مش قادرة تبعدي عنه وتسيبيه..
ثم تابعت بتصميم
=يبقى على الأقل أبعد عنه وأحط حدود ما بينا كفاية وجع و لعب بمشاعري لحد كده ..
فحاولت رفع ذراعه التي تحيطها بتملك و الإنسلال بهدوء خارج الفراش..
إلا إنها تفاجأت بيده تشتد من حولها تمنعها من التحرر وتعيدها مرة أخرى إلى أحضانه وهو يقول بهدوء :
=رايحة على فين إحنا لسه الفجر والصبح لسه مطلعش..
حبيبة بإرتباك :
=هروح أنام هناك على الكنبة.
مرر عمر يده في خصلات شعرها وهو يقول بحنان :
=ليه .. المكان هنا مش مريحك .. تحبي أخليهم يغيرو السرير ولا نغير الجناح خالص!
حبيبة بتوتر :
=لا الجناح كويس .. والسرير مريح وكل حاجة بس انا هرتاح هناك أكتر وعلشان إنت كمان تعرف تنام وترتاح في سريرك.
ضمها عمر إليه أكثر وهو يـ*قبل عنقها بحنان ويزيد من قوة ضمها إليه :
= مين قالك إني مش مرتاح بالعكس دا أول يوم أنام فيه كده بعمق وراحة ..
تململت حبيبة وهي تحاول الإبتعاد عنه :
=معلش خليني أروح أنام هناك أحسن.
ابتعد عمر قليلاً عنها ثم أضاء نور الغرفة ونظر إليها بعبوس :
=في إيه يا حبيبة ..مالك ! !
إبتعدت حبيبة عنه وجلست وهي تقول بتوتر :
=مفيش حاجة .. انا بس قلقانة وعايزة أعرف مصيري معاك إيه ..انا متلخبطة إنت شوية تعاملني كويس وشوية تعاملني وحش وانا حقيقي تعبت..
اعتدل عمر جالساً هو الآخر ..ثم قال بجدية :
= مش عارف .. دي الحقيقة وبمنتهى الصراحة ..مش عارف هعمل معاكي إيه ؟
ثم أضاف بجمود :
= المفروض كنت طلقتك من أول ماسمعت بالصدفة من شريف كل اللي عملتيه .. لا مش طلقتك بس .. المفروض كنت نهيتك خالص وعملتك عبرة زي ما بيقول قانوني اللي انا عايش بيه.. بس انا معملتش كده أو عشان أكون أكتر صدق معاكي مقدرتش أعمل كده .. لحد عندك وقوانيني كلها بتتكسر ومبقدرش أنفذها ..
ثم تابع بغضب من نفسه قبل أن يكون منها :
= لا انا قادر أنسى وأسامحك على خيانتك ، ولا انا قادر أعيش معاكي طبيعي زي أي إتنين متجوزين..
سالت دموع حبيبة وهي تقول بألم :
= بس انا عندي الحل .. الحل انك تسيبني أمشي وتنساني وتعيش حياتك مع اللي بتحبها بجد.
عمر بتعب :
= و إن كانت اللي بحبها خانتني يبقى إيه الحل !
حبيبة بإرتعاش :
= سامحها وعيش حياتك معاها هي بتحبك والكل شايف كده ..
نظر لها عمر بدهشة وهي تتابع بألم :
=يمكن جيلان تكون قبل كده سابتك وإتجوزت واحد غيرك وإنت إعتبرت دي خيانة ..بس هي رجعت ليك وندمانة فبلاش تعاقبها وتعاقب نفسك معاها..
تحولت نظراته من الدهشة إلى الصدمة وهو يضحك بقوة ويتراجع للخلف مستنداً على الوسائد ثم قال بتهكم أثار غضبها :
= حقيقي كل مرة بتبهريني لدرجة مببقاش عارف أرد وأقولك إيه ..
مسحت حبيبة دموعها وهي تنظر له بغضب :
=ممكن أعرف إنت بتضحك على إيه دلوقتي ..
عمر بتهكم غاضب :
=ما هو الكارثة إنك فعلاً مش فاهمة انا بضحك ليه.. بس أقولك خليكي كده أحسن وخلينا نوصل لحل يريحنا إحنا الإتنين.
تجمعت الدموع في عيون حبيبة مره أخرى وهي تقول بإبتسامة مرتعشة :
=الحل سهل نتطلق وانا همشي وإنت تكمل حياتك مع اللي تحبها.
أغمض عمر عيونه وهو يستمع لها بتعب وعقله وقلبه يتصارعان بداخله ، فقلبه يريد مسامحتها وبدأ حياة جديدة معها ، وعقله يرفض مطالب قلبه بل وينكرها عليه وينكر حبه وعشقه لها ، ويطالب بإبعادها بل ومعاقبتها على كل الجرائم التي إرتكبتها بحقه ..
عمر بجدية :
= إسمعي يا حبيبة انا عندي حل لكل اللي إحنا فيه..
ثم تنحنح وهو يشعر بثقل كلماته عليها وعلى نفسه :
= انا يمكن مبحبكيش وبحب واحدة تانية زي ما إنتي بتقولي .. بس الحقيقة إن انا كمان عندي إفتتان بيكي .. والإفتتان ده مش هيروح إلا لما نمارس حياتنا الزوجية زي أي إتنين طبيعين ، شهر إتنين لحد ما أزهق ولعنة الإفتتان دي تروح ساعتها بس هقدر هطلقك وانا مرتاح وهسيبك تمشي..
ثم تابع بجدية :
= وأوعدك إني قصاد ده هحميكي من صادق و من أي حد يحاول يتعرضلك بأذى وهديكي كمان فلوس تقدري تبتدي بيها حياتك من جديد.
نظرت له حبيبة بإرتباك وإبتلعت ريقها وهي تقول بتوتر :
=مش فاهمة حاجة .. إنت تقصد إيه بكلامك ده..
تنهد عمر بنفاذ صبر ثم قال بجدية :
= بالبلدي كده .. راجل اللي هو انا .. عايز ست وعنده رغبة فيها .. الست دي اللي هي إنتي وعايزها وراغبها جامد جداً كمان .
حبيبة بصدمة
= عايزني إزاي يعني وإنت مبتحبنيش وبتحب واحدة تانية ! !
عمر محاولاً الظهور بمظهر بارد :
= وإيه المشكلة رجالة كتير زيِّ وعادي جداً بيحبوا واحدة وبيرغبوا في واحدة تانية .. والطريقة الوحيدة للخلاص من المشاعر دي إننا منقاومش الرغبة دي ولا نحاربها ، وبعد شهر إتنين تلاتة بالكتير شعلة الرغبة بتنطفي وكل واحد بيروح لحاله ويشوف حياته .. وده اللي إحنا هنعمله..
إنتفضت حبيبة واقفة بغضب وذهول :
=طيب وانا ابقى إيه لما أوافق على حاجة زي كده..
سحبها عمر من ذراعها وأوقعها على الفراش بجانبه ، ثم أحاطها بذراعيه وقال بهدوء ويده تتلمس شفتيها برقة :
= تبقي مراتي ..وأي حاجة هنعملها مع بعض في الشهرين تلاتة دول ..حلال
حاولت حبيبة نزع يده بعيداً عنها وهي تقول بغضب :
=يعني عايزني في حياتك لمدة مؤقتة علشان ترضي رغبة عندك وبعدين هترميني وتطلقني وتقولي حلال ! !
عمر ببرود :
= أيوه يا حبيبة حلال .. على الأقل حلال أكتر من محاولتك قتلي علشان الفلوس و حلال أكتر من شغلك هنا جاسوسة لصالح أعدائي..
ثم ضغط على ذراعها بقوة وهو يقول بغضب مكتوم :
= وحلال أكتر وأكتر من تمثيلك الحب عليا بأمر من إللي بعتوكي هنا.
إنسابت دموع حبيبة وهي تقول بألم شديد :
= الكلام ده مش مظبوط في حاجات كتير إنت فاهمها غلط..
ترك عمر ذراعها وهو يقول بقسوة :
=غلط ولا صح دي حاجة مبقتش تهمني .. المهم موافقة على كلامي ولا لاء .. وقبل ماتتكلمي إعرفي أن انا هنفذ كل طلباتك من غير مناقشة لأني تعبت ، يعني لو رفضتي هطلقك وفوراً ، بس بطلاقك مني هتعتبر حمايتي مرفوعة عنك ، يعني صادق أو غيره هيقدرو يوصلولك وبسهولة ، وإفتكري برضه إن أقل حاجة عملوها اإنهم بمكالمة تليفون صغيرة كانو هيلبسوكي قضية دعارة .. ودا غير إنك هتخرجي من هنا بشنطة هدومك يعني من غير فلوس أو أي حاجة تساعدك في حياتك الجاية.
ثم تابع بقسوة شديدة :
= وبرضه لازم تعرفي قبل ما توافقي إن جوازنا هيبقى لمدة محددة انا اللي أقررها ، وأظن إنها مش هتتعدى شهرين تلاتة هنعيش فيهم حياة طبيعية زي أي زوجين وبعدها كل واحد يروح في طريقه..
ثم تابع بجدية شديدة :
=وفي شرط تاني و ده أهم شرط عندي مفيش حمل ولا خلفة ولا أي حاجة ممكن تربط مستقبلنا ببعض .. يعني قبل ما ألمسك هتروحي لدكتورة تديكي حاجة تمنع الحمل ..
إنسابت دموع حبيبة وهي تستمع إليه يكمل بقسوة :
=انا عارف إن اللي بقوله ده يمكن يكون صعب عليكي أو تحسيه ظلم أو إهانة لكرامتك ، بس الصراحة. مابينا في المرحلة دي مهمة علشان لما توافقي تبقي عارفة انتي بتوافقي على إيه بالظبط..
اغمضت حبيبة عينبها التي إنسابت الدموع منها وهي تقول بألم :
=كفاية يا عمر .. انا فهمت .. بلاش تجرح فيا أكتر من كده.
عمر بجدية وهو يحاول تجاهل النظر لدموعها :
=انا مش عايز اأجرح فيكي انا بقولك على الوضع اللي هيكون مابينا .. جواز طبيعي زي أي إتنين بس من غير حقوق الزوجة الطبيعية .. يعني أحب جيلان أو غيرها أخرج مع دي أو أسهر مع دي ميخصكيش .. و طبعاً برجع أأكد عليكي مفيش حمل ولا خلفة لأن لو حصل فرد فعلي مش هيكون كويس..
حبيبة بوجع :
=يعني هتعمل إيه أكتر من كده !
عمر بصرامة أخافتها :
= لا هعمل كتير واللي هعمله مش هيعجبك .. لأن ساعتها مش هيبقى قدامك غير خيارين ، يإما تنزلي الحمل ده أو يكمل بس ساعتها هاخده منك ومش هتشوفيه تاني ..
شهقت حبيبة وهي تقف و تبتعد عنه بخوف :
=وانا إيه إللي يجبرني على كده دا الموت بالنسبالي أهون .. انا هلم هدومي وماشية حالاً ومش عايزة منك حاجة.
عمر بهدوء
= طيب قبل ما تمشي ياريت تسمعي المكالمة دي وبعديها قرري ..
ثم فتح ميكروفون هاتفه وأسمعها مكالمة مسجلة بينه وبين نادر رئيس حرسه
عمر :
= ألو .. أيوه يا نادر عملت إيه!
نادر بثقة :
= روحنالها في الفيلا بتاعتها و إتعاملنا معاها وطلع فعلاً صادق أبو الدهب هو اللي عاطيها أمر بالإتصال بمدام حبيبة علشان يعملها فضيحة … بس مش بشوية صور ليها وهي داخله وخارجة من الشركة المشبوهة بتاعة كاميليا البيومي عشان يعملوا شوشرة على سمعتها زي ما كنا فاهمين.
عمر بترقب غاضب :
= أومال ايه..
نادر بجدية :
= كانت هتخليها تسلم أوردارت وتغريها بمرتب عالي وبنسبة على المبيعات وبعدين هتوديها لأكتر من شقة وكل ما تدخل مكان تصورها لحد ما تجمع لها صور لدخولها لأماكن كتير مشبوهو وفي الآخر ..
ثم تابع بحرج :
= آسف في اللي هقوله .. هيخدروها و.. و.. ويعني حضرتك فاهم .. وبعدين يبلغوا عنها بوليس الأداب وهناك هيبعتوا لجهات التحقيق صورها وهي داخلة وخارجة من أماكن مشبوهة كتير علشان التهمة تثبت عليها والفضيحة تبقى أكبر.
عمر بغضب شديد :
= هي حصلت يا ولاد الكلب .. طب إسمعني وأعمل اللي هقولك عليه……..
ليضغط عمر مغلقاً الهاتف دون أن يسمعها باقي المكالمة ..
وقفت حبيبة تنظر له بذهول والدموع تسيل من عينيها التي تتسع بصدمة شديدة من شدة الرعب وهي تصرخ بإنهيار :
= إنتوا بتعملوا فيا كده ليه .. انا عملت إيه لكل ده .. حرام عليكم .. إنت وصادق وشريف وعصمت .. كلكم بتعذبوا فيا .. كل واحد فيكم بينهش فيا علشان يحقق مصلحته .. لكن انا مش مهمة عندكم .. أتعذب .. أموت.. أتحرق مش مهم .. المهم تحققوا اللي إنتم عازينه وبس..
إقترب عمر منها وقد ألمه رؤيتها وهي تنهار أمامه باكية ، فحاول إحتضانها وهو يشعر أنه قد قسى عليها كثيراً :
= حبيبة إهدي وإسمعيني ..
نفضت حبيبة يده بعيداً عنها وهي تقول بغضب :
=انت اللي تسمعني .. انا موافقة يا عمر .. موافقة عشان أخلص من كل اللي انا فيه ده .. مش مهم أخسر شهرين تلاتة من حياتي بس المهم أكسب اللي باقيلي منها وانا بعيدة عنك .. بس انا كمان ليا شروط .. و أولها إنك تبعد إيدك دي عني و متلمسنيش .. إلا بعد ما آخد وسيلة لمنع الحمل لأن انا اللي مش عايزة أخلف منك ولا عايزة أربط حياتي بواحد قاسي وأناني زيك.
تنفس عمر محاولاً السيطرة على غضبه :
=حبيبة خدي بالك من كلامك انا ساكت ليكي بس علشان خاطر انا عارف قد إيه إنتي مصدومة من كلامي.
حبيبة بوجع وتحدي :
=لا قلبك حنين أوي .. عموماً متزعلش أوي كده إحنا بنتكلم بصراحة علشان لما كل حاجة تخلص ميبقاش فيه مشاكل .. وعشان كده انا عايزة بعد طلاقي منك أخرج برة مصر خالص بعيد عنك وعن صادق وعن الكل ومش مهم فلوس انا أقدر أشتغل وأصرف على نفسي المهم أبعد عن هنا..
عمر بتردد :
=هنشوف .. لما نيجي لوقتها نبقى نقرر..
حبيبة بغضب :
=لا دا أهم شرط عندي يإما يتنفذ .. يإما خلاص نتطلق دلوقتي وكل واحد يروح لحالة .
وقف عمر يتأمل نظراتها الباكية والمتحدية قليلاً ثم أجاب بغضب :
وهو يسايرها وينوي عدم تلبية مطلبها :
= موافق .. ودلوقتي إتفضلي إرجعي للسرير ونامي .. الصبح هيطلع وإحنا لسه منمناش..
إتجهت حبيبه للأريكة ونامت عليها وأجابت بغضب وهي تسحب الغطاء فوق رأسها وجسدها :
= انا هنام هنا لحد ما أروح للدكتورة بكرة .. أظن حقي.
عمر بغضب وهو يشعر أنها تطعن فيه وفي رجولته كلما تتحدث عن رفضها الإقتراب منه إلا بعد أخذها وسيلة لمنع الحمل وكأن ما تقوله ليس شرطه هو من البداية :
=بطلي جنان و سيبي الكنبة وتعالي نامي على السرير وانا مش هقربلك متنسيش إن ده شرطي انا من البداية.
إلا إنها صمتت وهي تعطيه ظهرها وتغلق عينيها إستعداداً للنوم .. مما أثار غضبه وجعله يتجه للفراش ويستلقى عليه بغضب وهو يطفئ إضائة الغرفة قائلاً :
= إنتي حرة ..تصبحي على خير ..
ثم أغلق عينيه بغضب محاولاً النوم .. لتمر أكثر من نصف ساعه حاول فيها النوم إلا إنه فشل وهو يشعر بإفتقاده لها بين ذراعيه..
فهب واقفاً فجأة وإتجه إليها وحملها فوق ذراعيه ووضعها بالفراش هو يقول بغضب محاولاً إخماد مقاومتها الشديدة له :
= هتسكتي وتنامي هادية ولا أستغل الساعتين تلاتة دول معاكي في حاجة تانية طالما كده ولا كده صاحيين..
زادت مقاومة حبيبة أكثر وهي تقول له بغضب شديد ويدها تضربه بشدة في صدره وذراعيه :
= قولتلك متقربليش .. إتفاقنا لسه مبدأش ..انا مش الجارية اللي إنت شاريها وبينا إتفاق لازم تحترمه ..
حاول عمر السيطرة على غضبها وهو يقيد يديها الإثنان فوق رأسها و يقول بغضب :
= إهدي ياحبيبة وبطلي حركة و جنان ونامي.
صرخت به حبيبة بغضب شديد :
= قلتلك إبعد عني ومتقربليش إلا لما أروح للدكتورة بكرة وآخد حاجة لمنع الحمل .. مش ده كان إتفاقنا.
لا يعرف لماذا أصابت مرة أخرى كلماتها الغاضبة ورفضها الشديد له كبريائه و كرامته بشدة وكأنها ليست كلماته أو شروطه التي طالبها هو بها..
هزها عمر بغضب ثم ترك يديها وإبتعد عنها وهو يقول بغضب :
= إخرسي وروحي نامي في المكان اللي يعجبك ..
إلا إنها لم تستمع لكلماته أوتستوعبها لشدة غضبها منه ، فعندما شعرت بتحريره ليديها فاجأته بهاجمتها الشديدة له ضرباً وركلاً وهي تصرخ فيه بغضب :
= انا بكرهك إبعد عني .. مش طايقة إنك تلمسني .. إبعد بقى.
سيطر عمر عليها مرة أخرى وهو يقيد ذراعيها مرة أخرى للأعلى مستنكراً بغضب :
= إيه ..انتي بتقولي أيه..
حبيبة وعينيها تلمع بدموع الغضب والتحدي :
= اللي سمعته .. إيه فاكرني هخاف منك..
نظر عمر لها بغضب تحول لتهكم :
=طيب خلينا نشوف إنتي بتكرهيني قد إيه !
ثم بيده الأخرى شق بغضب القميص الرجالي الذي ترتديه نصفين ثم نزعه عنها بسرعة شديدة ..
فصرخت به بخوف وخجل وهي تحاول إبعاده عنها فلا تستطيع ..
فتساقطت الدموع من عينيها وهي تقول برعب :
= إبعد عني .. انت إتجننت اللي إنت هتعمله ده اسمه إغتصا*ب ..
جالت يد عمر على جسد*ها برقة ورغبة شديدة بعد أن نزع باقي ملابسها عنها وهمس بتوعد أمام شفتيها المرتعشتين :
= الإغتصا*ب ده لما تكوني مش موافقة ، بس أوعدك كلها دقيقتين بالظبط وهتترجيني مبعدش عنك..
إرتعشت حبيبة بخوف :
= عمر ..
مال عليها عمر محتضناً لها ومـ*قبلاً لشفتيها بشغف وعشق شديد :
= ششش سيبي نفسك ليا ومتخافيش يا حبيبتي..
ثم زاد من إحتضانها بعشق وتملك شديد ، وقد ذابت معارضتها وإختفت أدراج الرياح ..
بعد مرور شهر ..
وقفت حبيبة في اليخت المملوك لعمر وهي تنظر للبحر تائهة في أفكارها الحائرة ، فبالرغم من إتفاقها المخزي الذي أبرمته مع عمر على عيش حياة زوجية طبيعية لمدة محددة من الشهور تنتهي بإنتهاء رغبته بها ، إلا أنه لم يقرُبها إلا مرة واحدة وتحت ضغط غضبه الشديد منها ، فحتى بعد ذهابها للطبيبة وتركيبها وسيلة لمنع الحمل ، إلا أنه تجاهلها بشدة وأصبحت تعاملاته معها يغلفها البرود و التجاهل..
فيبدو ان الشغف الذي تحدث عنه إنتهى قبل أن يبدء .. ويبدو أن الفراق أصبح أقرب مما تتصور .. حتى وجودها هنا على اليخت فهو للتغطية على وجود جيلان معه و منعاً للقيل والقال ..
تنهدت حبيبة وهي تحاول بغضب عدم النظر لجيلان التي تضحك بإغراء وهي ترتدي ثوب سباحة أحمر اللون من قطعتين لا يخفي شيء تقريباً ، و تسبح بكسل وإغراء في بركة السباحة المقامة فوق اليخت مع عمر الذي يسبح هو الآخر بكسل بعد أن قطع بركة السباحة أكثر من مرة بقوة ذهاباً وعودة.
فهمست حبيبة بغيرة وغضب :
= قلة أدب ومسخرة ..
فأشار لها عمر وهو يضحك بمرح :
=حبيبة تعالي عايزك ..
إقتربت حبيبة منه وهي تتوقع أن يدعوها مرة أخرى للسباحه معهم ..فهو طلب منها السباحة معه أكثر من مرة إلا إنها رفضت وبشدة لأنها لا تجيد السباحة وتخاف من إحراجها أمامه وأمام جيلان التي تسبح بمهارة شديدة …
إلا إنه قال بإستفزاز :
= قولي للطباخة تجيب كاسين عصير فريش هنا ..
ثم تابع بإستفزاز أكبر :
= أو هاتيهم إنتي ..
نظرت حبيبة له بغضب :
= ليه فاكرني الخدامة اللي إشترتها من سوق العبيد .. ماتروح تطلب إنت ولا خلي عروسة المولد اللي جنبك هي اللي تطلب..
عمر ببرود :
= إظبطي لسانك أحسنلك وروحي هاتي العصير.
مررت جيلان يدها على عضلات ذراعيه بإغراء وقالت برقة مصطنعه :
= خلاص يا بيبي .. انا عارفة طلبك كويس و هاروح أجيبلك العصير بنفسي..
أحمر وجه حبيبة بغيرة وهي تشاهده يبتسم لها برقة ثم يلف يده حول خصرها بتملك وهو يقول ببرود متحدياً لها أن ترفض طلبه :
= لا خليكي إنتي .. حبيبة هي اللي هتروح تجيب العصير .. انا شايف إنها مش عايزه تعوم ولا تعمل أي حاجة غير إنها تقعد تبص للبحر .. فخلينا نشغلها بحاجة تسليها ..
ثم همس لحبيبة بصوت خفيض متحدي :
= روحي هاتي العصير يا حبيبة بدل ما أخليكي تتطبخيلنا الغدا والعشا بإديكي الحلوين دول ..
نظرت حبيبة له بغضب ثم قالت بحنق :
= بس كده حاااضر ..
عمر بتهكم :
= شاطورة يا بيبة..
ثم تابعها بتسلية وهي تتجه للداخل ، رجعت بعد دقائق بصنية فضية اللون وعليها كأسين كبيرين من عصير المانجو المثلج ..
فابتسمت له برقة وهي تنحني لإعطائه كأس العصير و تقول برقة :
= العصير يا بيبي.
مما أثار ريبته .. إلا إنه لم يتوقع جرئتها عندما رمت محتويات الكأس البارد فوق رأسه وهي تقول بغضب :
= ها العصير طعمه حلو يا بيبي !
ثم حاولت التراجع للخلف بسرعة إلا أن يده كانت أسرع و هو يتشبس بقدمها ثم يجذبها بقوة إلى داخل المسبح..
صرخت حبيبة بخوف وهي ترتطم بالمياة تحاول التنفس والسباحة بعيداً عنه ، إلا أنها فشلت عندما وجدته بجانبها يجذبها معه بقوة إلى أسفل المياة ..
فحاولت مقاومته بقوة والسباحة للأعلى لإلتقاط أنفاسها ، إلا أنها فشلت وهو يمسك كتفيها بقوة ويده تضغطها لأسفل تجبرها على المكوس معه تحت الماء ..
حتى شعرت بنفاذ إحتمالها على البقاء بدون أكسجين وبأنها ستموت لا محالة فأغلقت عينيها التي تسيل منها الدموع برعب مستسلمة لقدرها ..
إلا أنها وفي اللحظة الأخيرة وجدته يرفعها معه للأعلى وهو يربت بقوة على وجنتيها منبهاً :
= حبيبة خدي نفسك..
فشهقت بقوة وهي تسعل بشدة تحاول إلتقاط أنفاسها بفزع ..
في حين ربت هو مهدئاً على ظهرها و هو يقول بصلابة :
= إهدي .. إهدي وخدي نفسك بالراحة ..خدي نفسك بالراحة .. أيوه كده.
بعد ثواني قليلة إنتظمت أنفاسها فنظرت له بغضب :
= إنت مجنون .. إنت كنت هتموتني ..
ليرتفع صوت جيلان فجأة وهي تقول بغضب وغيرة :
=خلاص سيبها بقى يا عمر دي شكلها يا حرام مبتعرفش تعوم.
إبتسم عمر بتسلية و سحب الحجاب عن رأس حبيبة وألقاه لخارج بركة السباحة وهو يقول بإبتسامة مرحة :
= مبتعرفش تعوم يبقى أعلمها..
ثم تراجع للخلف قليلاً تاركها تتخبط في المياة وكأنها على وشك الغرق إلا أنها وجدت يده تسندها من الخلف وصوته يقول بهدوء :
= سيبي نفسك للماية وهي هترفعك .. متخافيش..
فنظرت إليه بإرتباك ووضعت يدها على صدره العاري تتشبث به بخوف وإرتباك .. وهو يقول ببرود :
=بقى بتكبي عليا العصير يا بيبة .. الظاهر انا دلعتك زيادة عن اللزوم..
حبيبة بتوتر وهي تستشعر الخطر من كلماته الباردة فقالت بخوف :
=عمر إنت .. إنت هتعمل إيه..
أشار عمر لجيلان بالخروج من المياة وهو يقول بمرح :
= إطلعي غيري هدومك و تعالي علشان نتغدى..
ثم إبتعد عن حبيبة وهو يقول بمكر :
=يلا يا بيبة أخرجي إنتي كمان وتعالي علشان نتغدى..
تشبثت حبيبة بيده وقالت برعب :
= عمر متسبنيش هنا لواحدي انا مبعرفش أعوم ومش هعرف أخرج من حمام السباحة لواحدي.
سحب عمر يده منها ثم قال بمرح زائف :
= اللي تعرف تكب العصير فوق راسي ومتخافش تقدر تخرج لواحدها من حمام السباحة.
إرتعشت حبيبة وهي تحاول الوقوف بصعوبة في الماء ثم صرخت برعب :
=عمر متسبنيش انا آسفة بس متسبنيش هنا لواحدي..
إلا إنه تجاهلها وهو يشير لها دون أن يلتفت إليها وذهب إلى غرفته للإستحمام وإرتداء ملابسه إستعداداً لتناول الغداء برفقة جيلان ..
إلا إنه توقف بجوار إحدى الخادمات وقال لها بهدوء :
= عشر دقايق وروحي لحبيبة هانم ساعديها تخرج من حمام السباحة .
ثم توجه بهدوء إلى جناحه يستحم ويستعد لتناول طعام الغداء .
في نفس الوقت ..
أشارت جيلان للخادمة وقالت بتعالي :
= عمر بيه كان عايز منك إيه !
الخادمه بإحترام :
=كان عايزني أساعد حبيبة هانم في الخروج من حمام السباحة.
جيلان بقسوة :
=طيب روحي إنتي شوفي شغلك وإنسي الكلام اللي هو قالهولك..
الخادمة بخوف :
= إزاي بس يا هانم دا أقل حاجة هيطردني..
جيلان بخبث :
= إنتي هتقولي إنك روحتي تساعديها وهي زعقت فيكي ورفضت إنك تساعديها .. وإنك روحتي تبلغي عمر بيه لقتيه في الحمام وإستنيتي لحد ما خرج وبعديها بلغتيه على طول ..
ثم تابعت بإبتسامة خبيثة :
=ومتخافيش انا هأكد على كلامك وهقول إن انا شفتها وهي بتزعقلك وبترفض مساعدتك.
ثم أضافت وهي تقول بتكبر :
= ومتخافيش هحليلك بوقك و هخليهم يزودوا مرتبك .. بس إنتي أول ما تشوفيه تقوليله على طول إنها رفضت مساعدتك علشان يصدق كلامنا.
إبتسمت الخادمة وهي تقول بطمع :
= أمرك يا هانم ..
إبتسمت جيلان وهي تقول بخبث :
= لا خلاص روحي إنتي هاتي الغدا أصل نفسي إتفتحت على الأكل.
ثم إرتفعت ضحكاتها بلهو..
مرت أكثر من نصف ساعة وهي تقف وسط الماء لاحول لها ولا قوة ، تنظر حولها بخوف تحاول التقدم للأمام ببطئ فلا تستطيع من شدة الخوف ..
ومشهد الشمس الغاربة أمامها على الرغم من روعته إلا أنه أصابها بمزيد من الرعب .. دموعها تتساقط وذكرى أخرى سيئة تهيمن عليها ..
" صوت شيخ يتلو القرآن بخشوع ونساء يتشحون بالسواد وبكاء و عويل يملاءان المكان .. وبينهم يرتفع صوت زوجة عمها الحاقد وهي تصرخ في زوجها بغضب :
=البت دي مش هتدخل بيتي .. دي نحس وقدمها قدم شوم وخراب إتسببت في موت أمها وأبوها وهما بيحاولوا ينقذوها من الغرق .. وانا مش هستنى لما تيجي تنحسني انا
ولا ابني وتتسبب في موت حد فينا.
عم حبيبة برجاء :
= يا ولية خلي في قلبك رحمة دي عيلة صغيرة وملهاش غيري..
زوجة عمها بغضب :
=وديها في أي داهية مليش دعوة الميتم يتفض وأرميها في أي ملجأ ولا مؤسسة .. ولا إحدفها في البحر تلحق بأمها وأبوها أهي تستريح وتريح ..
ثم تابعت بجبروت :
= ويكون في معلومك قدامك يومين تنفذ اللي بقولك عليه وإلا إنت كمان ملكش قعاد هنا..
ثم أطاحت بحبيبة التي تبكي أرضاً وهي تقول بغضب :
= أوعي يا بت من سكتي .. أصلها كانت نقصاكي إنتي كمان..
ثم خرجت إلى المعزيين وهي تبكي وترسم ملامح الحزن على وجهها ببراعة .. "
عادت حبيبة إلى الواقع وهي تشعر ببرودة شديدة على الرغم من دفئ الجو من حولها ، وكأن دمائها تحولت إلى ذرات من الثلج .. وعقلها يردد جملة زوجة عمها الغاضبة دون توقف :
= (إحدفها في البحر تلحق بأمها وأبوها أهي تستريح وتريح).
وشبح بعيد لوالديها وهم يحاولون إخراجها من البحر الذي إشتدت أمواجه ، وذلك بعد دخولها إلى البحر خلسة ومحاولة العوم وتقليد والدها الذي كان سباح ماهر..
ووالدتها تصرخ بخوف تحاول إنقاذ اإنتها من الموت المحقق ووالدها يغامر بالسباحة داخل الموج الهائج محاولاً إنقاذ طفلته الوحيدة من الموت..
شهقت حبيبة بوجع ودموعها تنساب ووجهها يشحب بشدة فأصبح في شحوب الموتى وهي تشعر بتيبس أطرافها وعقلها يهئ لها أن بركة السباحة تتسع وتكبر وأن الماء يعلو بها حتى كاد أن يغطي على رأسها ووجها ، و لكن الحقيقة هي أن ساقيها قد أصابهم الوهن وجسدها يغرق للأسفل دون أن يشعر بها أحد..
فحاولت الصراخ بفزع ولكن صوتها أصبح محبوس بداخلها يخرج كالهمهمات الغير مسموعة وهي تبتلع الماء بقسوة ..
فإختنقت بشدة وهي تحاول المقاومة دون فائدة فأغلقت عينيها بإستسلام وهي تستمع لصوت زوجة عمها تقول بقسوة وإلحاح :
= (إحدفها في البحر تلحق بأمها وأبوها أهي تستريح وتريح).
♕ يتبع ♕
♡ الفصل الرابع عشر ♡ 🦋
#سيد_القمر_الأسود 🖤
🖇 •زينب مصطفى •