رواية سيد القمر الاسود الفصل السابع عشر 17 بقلم زينب مصطفى


 رواية سيد القمر الاسود الفصل السابع عشر 17 بقلم زينب مصطفى


في صباح اليوم التالي.. 


قادت جيلان سيارتها إلى إحدى الأماكن المتطرفة على حدود القاهرة والتي يقع فيها مبنى قديم وشبه  مهجور فشعرت إنقباض قلبها بخوف..


فحاولت التراجع إلا إنها وجدت الطريق قد قطع بإحدى السيارات ونزل منها رجل في بداية الأربعنيات من عمره.. أنيق الملبس إتجه بثقة إلى سيارتها وفتح بابها ثم جلس بجانبها وهو يقول بجدية  : 

= رجعتي في كلامك ولا إيه يا جيلان هانم شايفك بتحاولي تمشي قبل ماتقابليني.


جيلان بتكبر وهي تحاول ألا تظهر خوفها منه  :

= وهاجي ليه لو انا خايفة ..الموضوع كله إني لقيت المكان فاضي وشكله مهجور فقلت أكيد انا غلطت في العنوان..


صادق بتهكم  : 

=لا مغلطيش ولا حاجه والدليل انا هنا أهو قدامك. 


جيلان بضيق  :

= طيب ممكن تقولي انت جايبني هنا ليه! 


صادق بجدية  :

=علشان إحنا أهدافنا واحدة ولو إتحدنا مع بعض أكيد هنحقق أهدافنا دي بسرعة. 


رفعت جيلان حاجبها بتهكم  :

= إزاي بتقول إن أهدافنا واحدة ..  إنت عايز تدمر عمر الرشيدي .. بس انا لاء انا عايزة أتجوزه مش أدمره..


تراجع صادق للخلف وهو يشعل سيجارة ويقول بتهكم  :

=برضه أهدافنا واحدة لأن طول ما الرشيدي قوي وغني ومسيطر مش هيتجوزك ولا هيفكر يتجوزك .. يبقى الحل إنك تتعاوني معانا علشان نضعفه ونرجعه للصفر من تاني وأكيد لما كل المال والسلطة اللي بين إيديه دي ينتهوا هتدخلي إنتي وتلحقيه وتعملي نفسك القلب الطيب اللي هيسنده وقت أزمته وإنتي فاهمة الباقي طبعاً  . 


صمتت جيلان قليلاً تدير الكلام بداخل رأسها ثم قالت فجأة  :

=وحبيبة ..


ضحك صادق بتهكم   :

=حبيبة مين اللي شاغلة نفسك بيها يا جيلان هانم إيه مصدقة إن الرشيدي ممكن يبص لواحدة زي دي .. دا أكيد بيتسلى بيها شوية علشان صنف جديد عليه ولما يزهق هيرميها. 


جيلان بقسوة  :

=حتى لو كان الكلام ده صحيح انا برضه عايزه أخلص منها..


صادق ببرود :

= بصي يا جيلان هانم انا حافظ الرشيدي أكتر من نفسي وعارف إنه بيتسلى وإني لو عملت فيها أي حاجة دلوقتي هفتح على نفسي باب جهنم وعلشان كده بقولك إصبري وهو اللي هيطردها برة حياته بنفسه .. بس أوعدك إن لو الرشيدي فضل متمسك بيها حتى بعد ما يكون خسر كل حاجة انا بنفسي اللي هخلصلك عليها .. ها قولتي إيه !


جيلان بإرتياح  :

=موافقة … بس انا ممكن أساعدك إزاي..


صادق بجدية شديدة  :

=عمر الرشيدي شركته في فرنسا داخلة في مناقصة كبيرة  لو كَسبِتها هتنقله نقلة كبيرة أوي مش على مستوى مصر بس لا دا هيبقى على مستوى عالمي .. يعني هيبلعنا هنا ومحدش هيقدر يقف قصاده. 


جيلان بثقة  :

= اه انا كده فهمت إنت عايزني أساعدك إنه يخسر المناقصة دي..


صادق بصرامة  :

= بالعكس انا عايزك تساعديني إنه يكسبها بس بالأرقام بتاعتي انا مش بتاعته هو..


عقدت جيلان حاجبيها بعدم إستيعاب  : 

=يعني إيه مش فاهمة  !






صادق بجدية  :

= المناقصة دي لو كسبها بالأرقام بتاعته اللي هو حاسب فيها مكسبه وخسارته هيكسب منها أرقام خرافية .. لكن لو الأرقام دي إتبدلت بأرقام تانية وإتبعتت للشركة الفرنسية صاحبة المناقصة بأرقام من عندنا إحنا .. والمناقصة رسيت عليه  ،  ساعتها هيخسر اللي وراه واللي قدامه لأنه مش هيقدر يسدد اللي إلتزم بيه وهيغرق في غرامات وتعويضات وقضايا هتخلص عليه وتريحنا منه. 


صمتت جيلان قليلاً ثم قالت  :

=وانت عايزني أساعدك إزاي  !


صادق بصرامة  :

=هديكي فلاشة هتحطيها في اللاب بتاع عمر وده طبعاً لما تتأكدي إن المناقصة هتتبعت من عليه  .. الفلاشة فيها فيروس هيمحي ملف المناقصة اللي عمر منزله و هيحط مكانه أرقامنا إحنا وهيبعته مباشرتاً للشركة المنظمة للمناقصة علشان ميقدرش يغير أو يبدل أي حاجة وعلى أما ياخد باله هتكون كل حاجة إنتهت في دقايق..


جيلان بجدية  :

= وانت إيه اللي عرفك إن عمر هو اللي هيبعت المناقصة من على جهازه ما ممكن مدير فرع شركته في باريس هو اللي يبعتها. 


صادق بحسم  :

= مستحيل حد يبعت ملف مناقصة ضخمة زي دي وهتحدد مصير شركاته غير عمر هو مش غبي علشان يسيب مستقبله بين إدين حد غيره. 


ثم تابع بملل. :

=انتي بس نفذي اللي بقولك عليه وكل حاجة هتبقى زي ما إحنا عايزين وأكتر. 


ثم فتح باب السيارة وهو يقول بتحذير  :

= الكلام اللي قولناه دلوقتي لو حد خد خبر بيه وخصوصاً عمر هيبقى فيها موتك .. إحنا مبنهزرش. 


ثم تابع بجدية  :

= هتصل بيكي كمان أسبوع علشان أسلمك الفلاشة .. وانتي في الوقت ده حاولي تدخلي أكتر في حياة عمر وشغله علشان يبقى وصولك لجهاز اللاب توب بتاعه أسهل .. سلام يا حلوة. 


ثم تركها تجلس وهي تفكر بقلق وذهب إلى سيارته وقادها بسرعة تاركاً المكان..


في نفس التوقيت..


بعث عمر الذي لا يزال غاضباً منها برسالة نصية مقتضبة لحبيبة يطلب منها إرتداء ملابسها والإستعداد لمرافقة ديما لشراء أثاث المنزل الجديد..


إبتسمت حبيبة وهي تشاهد الملحوظة التي تركها في آخر الرسالة التي أرسلها. :

= إلبسي حاجة محتشمة وغطي شعرك كله دا لو عايزة تحافظي على حياة اللي حواليكي ..


قبلت حبيبة الرسالة وهي تقول بمرح  :

=مجنون .. بس بموت فيك. 


ثم دخلت إلى غرفتها وإرتدت ملابسها التي حرصت أن تكون غاية في الحشمة حتى تتفادى إثارة غضبه. 


في نفس التوقيت..


توقفت ديما بسيارتها أمام البناية التي تسكن فيها حبيبة  وتناولت هاتفها وأجرت مكالمة منه وإنتظرت قليلاً ثم قالت بهدوء  :

=جيلان هانم انا خلاص وصلت ..


جيلان بتكبر :

= إعملي زي ما إتفقنا حسسيها إنها فلاحة ومبتفهمش في الذوق متديهاش فرصة إنها تختار ولو إختارت أي

حاجة حسيسيها نها مبتفهمش وإن ذوقها بيئة  وزبالة  .. إستفزيها ببرود لحد ما تغلط فيكي وبعديها…


إبتسمت ديما بخبث وهي تجيب مع جيلان في صوت واحد  :

=هاروح أشتيكيله وأعيط له ببرائة من تصرفات مراته المغرورة. 


إبتسمت جيلان بإرتياح  :

= برافو عليكي ..وليكي عندي لو نفذتي اللي انا عايزاه مظبوط هخليكي تعمليلي ديكورات القرية السياحية الجديدة بتاعتي وهعرفك على ناس تقال هتعملي معاهم شغل كتير ومربح. 


إبتسمت ديما وهي تقول بعملية  :

= طيب إقفلي إنتي دلوقتي لأن الحرس إبتدوا يقلقوا علشان مبنزلش من العربية..


ثم أغلقت الهاتف وإتصلت بحبيبة وقالت بمرح  :

= حبيبة هانم ..انا مستنياكي تحت. 


حبيبة بحماس  :

=انا جاهزة ثواني وهكون عندك. 


بعد قليل جلست حبيبة بجوار ديما التي قالت بتكبر وبطريقة إندهشت لها حبيبة  :

= إحنا هنروح جاليري مشهور أوي ويعتبر أكبر جاليري في مصر عنده قطع موبيليا زي التحف بالظبط فياريت متتكلميش إنتي معاه علشان يعني .. متبانيش جاهلة قدامه. 


نظرت لها حبيبة بغضب  :

=جاهلة ..انا جاهلة .. إنتي بتتكلمي كده ليه !! 


إبتسمت ديما ببرود وهي تقف أمام جاليري ضخم وفي غاية الأناقة  :

=انا مقصدش جاهلة بالمعنى اللي فهمتيه انا أقصد .. جاهلة بقيمة الحاجة اللي موجودة في الجاليري. 


ثم تابعت بخبث  :

= يعني علشان متكسفيش نفسك..


ثم غادرت السيارة وهي تبتسم بإنتصار  ، في حين تبعتها حبيبة لداخل الجاليري وهي تغلي من شدة الغيظ ..


تأملت حبيبة المعروضات التي وجدتها جميلة ولكن لا تناسب ذوقها وتفاجئت بديما تختار أكثر من قطعة دون أن تستشيرها حتى وصلت إلى آخر طاقة تحملها وهي تراها تشتري فراش خاص بغرفة النوم .. وهي تقول بتكبر  :

= حلو السرير ده كنت عايزه معاه….


إلا أن حبيبة قاطعتها بغضب مكتوم  :

=ديما لو سمحتي انا عايزة أكلمك..


تجاهلتها ديما وهي تشير إليها بطرف يدها بإستفزاز  :

=بعدين .. إيه مش شيفاني مشغولة..


حبيبة بغضب  :

=بقى كده طيب..


ثم تركتها وبحثت عن بائع آخر فلم تجد فالكل مشغول بخدمة ديما التي تعتبر زبون هام ودائم للجاليري فإتجهت إلى مالك المعرض ودخلت إلى غرفة مكتبه فنظر إليها بتساؤل  :

= أيوه يا فندم كنتي محتاجة حاجة؟ 


إبتسمت حبيبة وتوجهت إليه وهي تدعي الثقة وقالت بإبتسامة مهزوزة  :

= انا مرات عمر بيه الرشيدي صاحب مصانع الحديد والصلب .. أكيد حضرتك عارفه .. وكان عندنا شقة كنت عايزة أفرشها مودرن بس مش لاقيه حد أتعامل معاه الظاهر بيخدموا عميلة برة ..


هب مالك الجاليري وإتجه إليها سريعاً وهو يقول بلهفة  :

= إتفضلي يا هانم انا بنفسي اللي هخدمك…


تبعته حبيبة بإرتياح وهي تشعر بصحة القرار الذي إتخذته بشراء ما يلزمها بنفسها وتجاهل ديما وسط ثناء صاحب الجاليري على حسن إختيارتها..


إقتربت منها ديما وهي تقول بغضب  :

= إنتي بتعملي إيه  ! 


نظرت لها حبيبة بتحدي وقد أدركت خطة ديما بإستفزازها  :

=زي ما انتي شايفة بشتري الموبيليا اللي محتجاها. 


ديما بغضب  : 

=وانا هنا بعمل إيه لما إنتي واقفة تنقي وتختاري..


حبيبة بإستفزاز  : 

= تصدقي انا كمان مش عارفة إنتي هنا بتعملي إيه ..


ثم تركتها وتبعت مالك الجاليري الذي تجاهل ديما وأهتم بعرض مفروشاته على حبيبة ..  مما تسبب في إثارة غضب ديما التي قالت بتوعد وبصوت مرتفع  :

=طيب انا هكلم عمر بيه وأشوف رأيه إيه في اللي بيحصل دهو. 


إبتسمت حبيبة بتحدي وهي تلتفت إليها وتتحدث في الهاتف بدلال  :

= أيوه يا حبيبي انا إشتريت حاجات تجنن عيزاك تيجي تتفرج عليها وتساعدني وانا بفرشها. 


ثم تابعت وهي تضحك برقة  :

= آه… وهات معاك كمان غدا أصل انا مش هعرف أعمل غدا لينا النهاردة ..


إبتسم عمر وهو يدرك أنها تحاول إثارة غضب أحد من حولها إلا أنه أجاب بمرح  :

= أمرك يا حبيبة هانم ساعة بالكتير وهكون عندك..


إلا إنه تفاجأ بها تهمس بغضب مكبوت  :

= وخلي الصفرا اللي إسمها ديما دي تمشي من هنا وإلا وربنا هجيبهالك من شعرها وسط المحل ومش هيهمني فضايح ولا غيره ... ثم أغلقت الهاتف في وجهه. 


نظر عمر للهاتف وهو يردد بدهشة  :

= صفرا .. وهتجيبها من شعرها ثم إستغرق في الضحك حتى دمعت عيناه..


ليتفاجأ بديما تتصل به وهي تمثل الإنهيار  : 

= عجبك كده يا عمر بيه حبيبة تهزئني وتتجاهلني وتبهدلني بالشكل ده  !


عمر بهدوء  : 

= بالراحة بس يا ديما هي عملت فيكي إيه ..


ديما ببرائة مزيفة :

=أبداً زعلت إن انا إخترت لها موبيليا إستايل لأنها أقيم وهي مصممة على المودرن.. وإعتبرت إني انا كده بشكك في ذوقها..


إعتدل عمر في جلسته وهو يقول بصرامة: 

= إسمعي يا ديما أولاً هي إسمها حبيبة هانم مش حبيبة.. 


=ثانياً انتي رايحة معاها تساعديها في إختيارتها مش تختاري بدالها وإختيارتها دي ليها الأولية  والأهمية يعني زي ما تكوني بتتعاملي معايا بالظبط. 


إبتلعت ديما ريقها وهي تقول بتوتر خوفاً من فقد عملها المربح معه  :

=مفهوم طبعاً يا عمر بيه وانا آسفة ليك ولحبيبة هانم ولو حبيت انا ممكن أعتذرلها حالاً..


عمر بجدية  : 

= مفيش داعي للأسف وتقدري تروحي  ..  حبيبة هانم إختارت كل اللي محتجاه خلاص ..


ديما بتوتر  :

=حا…حاضر. 


ثم أغلقت الهاتف وعقلها يؤنبها على غلطتها الفادحة فهي قد إختارت الوقوف مع جيلان التي تمثل الجهة الخاسرة وعادت حبيبة  التي تشعر أنها ستخسر الكثير بسبب عداوتها. 


بعد مرور ساعة ..





وقف عمر بجانب حبيبة يتابعون العمال الذين يقومون برص قطع الموبيليا المغلفة بأوراق تحميها من التلوث في أماكنها التي حددتها لهم حبيبة حتى إنتهوا وقال عمر بهدوء  :

= هتشيلي الورق ده بنفسك دلوقتي ولا بلاش تتعبي نفسك وأجيبلك أحسن حد ينضفلك الشقة..


إلا إنه تفاجأ بها تخلع حجابها والفستان الذي ترتديه لتظهر برمودا قديمة كانت ترتديها أسفل الفستان وقالت وهي تبتسم بمرح  : 

=لا إحنا هندهن الأول..


عمر بدهشة  :

=هتدهني إيه  !


فتحت حبيبة أحد علب الدهانات الجاهزة وقالت وهي تتأمل عمر بتقييم  :

=روح غير البدلة دي شكلها غالية أوي و خسارة تبوظ وألبس بيجامتك اللي كنت سايبها هنا هتلاقيها مغسولة ومتطبقة في دولابي..


عمر بدهشة  :

= نعم يا أختي انتي عيزاني أدهن الحيطة .. انتي إتجننتي ولا إيه..


إلا إنه ولدهشته… وجدها تلف يديها حول عنقه وتقول بدلال آثر قلبه  :

= عشان خاطري يا ميرو ..انا نفسي نعمل كل حاجة هنا مع بعض. 


عمر بدهشة  :

=ميرو..


حبيبة برقة  :

=إمم


إبتسم عمر وهو يضمها إليه وهو يقول بحنان  :

= ضيعتي الهيبة خالص يا ست حبيبة  .. 


ليتابع بحنان ويده ترفع الشعر عن عينيها ويضعه برقة خلف أذنها  : 

=بس مش مهم كله فداكي ..


ثم تابع بمرح  :

=يلا خليني أغير هدومي وأشوف أوامر ست بيبة إيه..


ثم دخل إلى الغرفة وسط ضحكات حبيبة الرقيقة وخرج بعد قليل وقد إرتدى بيجامته وبدأ في دهن الحوائط بمساعدة حبيبة التي كانت تعطيه الأوامر  ،  فيتمرد عليها إلا إنه سرعان ما يتراجع وينفذ كل ما تطلبه إذا شعر ولو قليلاً بأنها حزينة  ،  لأنه لم يستجب لها و يستجب مباشرتاً بعد قبلة رقيقة منها على وجنته..


لتمر الدقائق بينهم ما بين ضحك ولعب بالألوان والدهانات وحملها فوق كتفه ليجعلها تدهن الأجزاء العلوية من الحائط .. ثم يدعي أنه سيلقيها أرضاً فتصرخ .. فيلقيها فعلاً لتتلقاها ذراعاه ثم يـ*قبلها بجنون وسط إعتراضتها التي تذوب وسط قُـ*بلاته .. حتى إنتهوا وقد أغرقوا بطبقات متعددة من الدهانات والألوان..


فصرخت بإعتراض وهي تجد نفسها محمولة فوق كتف عمر الذي دخل إلى الحمام و فتح صنبور المياة التي إندفعت وأغرقته وأغرقتها وهي تصرخ بإندفاع  :

= عمر إنت بتعمل إيه.. 


سحب عمر القليل من سائل الإستحمام وفرك به ذراعيها ووجها حتى تخلص من الدهانات التي تغرق وجهها وهو يقول بعشق  : 

=  أيوه كده. 


ثم رفعها من خصرها وقربها منه بتملك شديد والمياة تندفع من حولهم تغرقهم برذاذها ثم قـ*بلها بلهفة ورقة شديدة قـ*بلات صغيرة متتالية جعلتها تستجيب له وهو يعمق من قُـ*بلاته التي جعلته على وشك دخول جنتها  .. إلا إن إرتفاع رنين جرس الباب جعله ينتبه ويبتعد عنها على مضض وبغضب شديد .. ثم مرر يده على وجنتها التي تشتعل خجلاً

ثم قال بغضب شديد جعلها تضحك على الرغم منها  :

=بتضحكي .. ماشي..


ثم تنهد وهو يقول بفروغ صبر  : 

=اما أروح أشوف مين الغلس اللي بيرن على جرس الباب ده .. وانتي متطلعيش برة بالشكل ده. 


ثم ذهب وفتح الباب ليجد نادر يهمس بحرج  :

= اناآسف يا عمر بيه بس كان لازم تعرف فيلا جيلان هانم إتعرضت للسرقة وهي إتعرضت لمحاولة قتل وهي عندك في القصر دلوقتي ومنهارة. 


عمر بجدية: 

= كويس إنك قولتلي دقايق هغير هدومي وهاجي معاك..


نادر بحرج :

=طيب انا هستناك تحت في العربية. 


دخل عمر إلى حبيبة التي وقفت تجفف شعرها وقال بتوتر. :

= معلش يا حبيبتي انا عندي إجتماع مهم وكنت ناسي إنه النهاردة. 


ثم سحبها إليه وقبل وجنتها برقة  :

= ادخلي كملي الدوش بتاعك وإتعشي ونامي وكفاية عليكي شغل لحد كده وانا الصبح هبعتلك إتنين من الخدم ينضفولك الشقة ويعملوا كل اللي انتي عيزاه. 


ثم قبلها بعد أن إرتدى ملابسه بسرعة أثارت ريبتها فقالت بغيرة لم ينتبه لها  :

=هو الإجتماع ده بخصوص الديكورات والتجهيزات ولا حاجة تانية. 


فأجاب وهو يقبل وجنتها  :

= آه .. فعلاً بخصوص الديكورات أسيبك انا دلوقتي وهبقى أكلمك بالليل لو فضلتي صاحية. 


ثم تركها وغادر   ..  تركها ونيران الغيرة تشتعل بداخلها وهي تتخيل أنه تركها لمقابلة ديما .. فسالت دموعها وهي تقول بغضب  : 

= هو حر يقابل اللي هو عايز يقابلها وانا هزعل ليه يعني ..ثم إنهارت في البكاء.. 


بعد مرور أربعة وعشرين ساعة.. 


إرتفع رنين جرس باب شقة حبيية التي كانت تطعم القط وتلاعبه. 


حبيبة بلهفة : 

= معقول يكون عمر..


فأقتربت من الباب ونظرت من خلال الثقب لتجد أحد رجال الأمن وبرفقته شابة شقراء في بداية العشرينات من عمرها. 


تنهدت حبيبة بغضب وفتحت الباب بعد أن إطمئنت لوجود الحارس الأمني..


الحارس بإحترام  :

= الأستاذه مرام صاحبة القط وكانت…


إلا أن مرام قاطعته وهي تمد يدها بمرح لحبيبة  : 

= كنت بدور عليه وهموت من القلق بس عرفت إنك لاقيتيه فصممت أطلع أخده وأشكرك بنفسي علشان خدتي بالك منه. 


إبتسمت حبيبة وهي تقول بود  : 

= طيب إتفضلي خدي معايا فنجان شاي .. لحد ما يخلص فطاره.. أصل لسه حطاله الأكل دلوقتي .


إبتسمت مرام وهي تدخل مع حبيبة وتقول بمرح  :

= مش عايزة أشغلك كفاية نينو واللي عمله أكيد سببلك قلق إمبارح .. بس أعمل إيه بيحب الخروج و مخليني ألف وراه في كل حتة. 


أشارت حبيبة للحارس بالإنصراف وهي تقول بتحدي  : 

= إتفضل انت آنسة مرام هتقعد معايا شوية ..


ثم أغلقت الباب بسرعة وهي تشاهد إرتباك الحارس ..


 إبتسمت لمرام وهي تقول بود  :

= تحبي نقعد في الصالون ولا تطمني على نينو الأول..


مرام بمرح : 

= لا نينو الأول طبعاً ..هو فين المجرم الهارب ده !


ضحكت حبيبة وهي تقول بمرح  : 

= في المطبخ بيفطر ولا على باله ..


ثم أشارت للمطبخ  : 

= تعالي معايا من هنا. 


دخلت مرام للمطبخ ثم إندفعت تحمل القط وتعانقه بحنان :

=كده يا نينو تخليني أقلق عليك. 


إبتسمت حبيبة وهي تصب كأسين من العصير وتضعهم فوق صنية  :

= تعالي نقعد في الصالون برة .


تبعت مرام حبيبة إلى بهو الشقة  ثم جلست وهي تداعب القط وعينيها تتأمل المكان بإعجاب شديد في حين تابعت حبيبة بإهتمام  :

= شكله كده بيزهق من الحبسة في البيت إبقي خرجيه علشان ميهربش منك كل شوية. 


قبلت مرام القط وهي تقول بأسف  :

= انا كنت بخرجه على طول بس للأسف الأيام دي بأسس لشغل جديد انا وناس أصحابي وعلشان كده مشغولة ومبقتش أخرجه زي الأول ..


قدمت حبيبة لها كأس العصير وهي تقول بإهتمام  :

=شغل إيه..


ثم تنحنحت بحرج  :

=أسفة إني بسأل بس…


قاطعتها مرام بمرح  :

=وآسفة ليه دا انا بحب أتكلم عن شغلي جداً ..شوفي بقى انا وصاحبتي وأخوها قررنا نفتح شركة ديكور .. ياسر بيصمم وانا مسئولة المشتريات وصاحبتي سارة هتمسك الحسابات .. يعني شركة صغيرة على قدنا وإن شاء الله تكبر وتبقى أكبر شركة ديكور في البلد..


ثم تابعت وهي تقف و تتأمل المكان بحماس  :

=وبمناسبة الديكور .. مين مهندس الديكور الشاطر اللي إختارلك الموبيليا و عملك الديكور الروعة ده! 


إبتسمت حبيبة بمرح  :

= انا محبتش أستخدم مهندس ديكور فأنا اللي إخترت ونفذت كل حاجه هنا. 


رفعت مرام حاجبها بدهشة وهي تقف تتأمل المكان بإعجاب شديد  :

=مش معقول أي حد هيشوف تناسق الموبيليا والألوان هيقول إن مهندس ديكور هو اللي مصممها. 


ثم تابعت بإندفاع  :

=طيب ممكن تفرجيني على بقية الشقة أكيد مش هتقل جمال عن هنا..


ثم شهقت بخجل  : 

= معلش سامحيني زمانك بتقولي إيه المجنونة دي بس انا دايماً كده مندفعة ومبفكرش قبل ما أتكلم..


حبيبة بود وهي تقف وتشير لأحد الغرف  : 

= لا أبداً بالعكس كلامك ده فرحني جداً .. تعالي أفرجك بقية الشقة. 


ثم أخذتها بجولة في باقي غرف الشقة ومرام تشاهد بحماس شديد  : 

= انتي فعلاً ذوقك حلو أوي ومميز و لولا إني عارفة إنك ممكن تقولي عليا مجنونة كنت طلبت منك تيجي تشتغلي معانا. 


إبتسمت حبيبة بمرح وهي تتصور أنها لا تتحدث بجدية وتجاملها  : 

=وانا موافقة . . ها .. أجي أستلم الشغل إمتى !


صرخت مرام بحماس  : 

= بجد موافقة تشتغلي معانا .. خلاص انا هكلم ياسر وسارة وأتناقش معاهم في كل حاجة وأتصل بيكي النهاردة بالليل ..  بس تسمحيلي أصور المكان علشان يصدقوني لما أقولهم انتي شاطرة أد إيه !


حبيبة بدهشة  :

=انتي بتتكلمي بجد .. يعني حقيقي عايزاني أشتغل معاكم .. انا فكراكي بتهزري ..


مرام بحماس  :

=طبعاً بتكلم بجد وانا متأكدة إنك هتبقي إضافة لينا كمان..


ثم أخرجت هاتفها وبدأت في تصوير المكان من حولها بحماس حتى إنتهت وهي تعطي الهاتف لحبيبة  :

= سجليلي نمرتك وانا هرن عليكي بالليل وهتفق معاكي على كل حاجة. 






إبتسمت حبيبة بسعادة وهي تسجل رقم هاتفها على هاتف مرام ثم قالت بشك  :

=عموماً حتى لو زمايلك موافقوش إني أشتغل معاكم فمش مشكلة كلميني برضه علشان انا إرتحتلك ونفسي نبقى أصحاب. 


إبتسمت مرام بثقة وهي تحمل قطها وتتجه لباب الشقة  : 

= يا بنتي انا ليا نظرة بقدر بيها أكتشف المواهب اللي زيك من أول نظرة وهما عارفين كده كويس..وعموماً انا هكلمك بالليل وهعرفك إحنا إتفقنا على إيه. 


إبتسمت حبيبة بأمل وهي تقبل القط بحنان وتودعها وتغلق الباب من خلفها..

ثم جلست وهي تبتسم بأمل وإن كان واهي .


في نفس التوقيت..


إتصل عمر بحبيبة التي كانت تروي بعض النباتات في شرفة شقتها. 

إبتسمت حبيبة برقة ثم اجابت وهي تدعي الضيق  :

=ألو…


عمر بحنان  : 

=صباح الخير يا حبيبي عاملة إيه النهاردة! 


حبيبة بتبرم  :

= كويسة الحمد لله.. إيه خلصت إجتماعاتك المهمة مع الست ديما ولا لسه.. 


ضحك عمر بمرح وهو يدرك غيرتها  :

= إجتماعاتي مع ديما مبتخلصش بس انا مشفتهاش النهاردة. 


حبيبة بغيرة وغضب  : 

=بجد .. طب ومشفتهاش ليه إيه موحشتكش! 


عمر بحب  : 

=لا .. الحقيقة إنتي اللي وحشتيني وهتجنن وأشوفك ..


حبيبة بغضب  : 

=والمفروض بقى إني أصدق كلامك ده .. وإنت بقالك يوم بحاله مشفتنيش ولا حتى عبرتني بمكالمة واحدة.


ثم تابعت بإرتباك  :

=انا مبقولش إني عيزاك تكلمني ولا إني حتى مهتمة بس بعرفك إن كلامك كله كدب. 


عمر بحنان  : 

=أولاً انا مبكدبش عليكي إنتي فعلاً وحشاني وهتجنن وأشوفك واللي منعني إني أجيلك إمبارح إني كنت

في المستشفى بعمل شوية فحوصات وأشعة .


شهقت حبيبة بخوف  : 

=ليه مالك في إيه؟ 


عمر بهدوء  : 

=مفيش حاجة انا كويس والأشعة والتحاليل كلها كويسة .


حبيبة بخوف ولهفة وقد سالت دموعها بغزارة دون أن تدري  : 

=يعني إنت كويس ..طيب إنت روحت تعمل أشعة وتحاليل ليه أكيد كنت حاسس إن فيه حاجة تعباك.


تأمل عمر عبر شاشة الهاتف وجهها الباكي وهي تجلس بإنهيار وخوف إلى أحد المقاعد .. ليقول بحنان  :

= حبيبة انا كويس مفيش حاجة تخليكي تعيطي بالشكل ده  ،  الموضوع إني بحس بصداع شديد بقالي فترة والدكتور طلب الأشعة دي علشان يتطمن والحمد لله كل حاجة كويسة والموضوع طلع إرهاق مش أكتر..


صمتت حبيبة قليلاً ثم إنهارت في البكاء فجأة وهي تقول بإنهيار  : 

=انا السبب .. أكيد الضربة اللي انا ضربتهالك هي اللي عملت فيك كده. 


حاول عمر تهدأتها إلا إنه فشل وهي تزداد في البكاء ..

حتى قال فجأة وقد شعر إنه لا يستطيع سماع صوت بكائها أكثر من ذلك  :

=حبيبة انا جايلك عشر دقايق وهكون عندك بس إنتي إهدي مفيش حاجة حصلت لكل ده. 


إلا إنها لم تستمع إليه بعد أن ألقت هاتفها أرضاً وهي غارقة في موجة من الندم و البكاء والخوف الشديد عليه ..


بعد قليل وصل عمر إلى شقة حبيبة وقام بضرب الجرس عدة مرات بإلحاح حتى إستجابت إليه وفتحت الباب لتُفاجِئه بإلقاء نفسها بين ذراعيه التي ضمتاها بلهفة وحب وهو يغلق الباب من خلفه ويقبل عينيها ووجهها بعشق وهو يقول بحنان  : 

=  أنا كويس يا حبيبتي مفيش حاجة دول شوية إرهاق من الشغل مش أكتر.


ضمته حبيبة بلهفة إليها وقلبها يكاد ينفطر من شدةخوفها عليه وهي تقول ببكاء  : 

= يا ريتني كنت مـو*ت قبل ما أعمل فيك كده ..


رفع عمر وجهها إليه وهو يقول بغضب شديد  : 

= أوعي أسمعك تقولي كده تاني .


ثم مسح دموعها وهو يقول بحسم وتركيز حتى تستمع إليه وتستوعب كلماته  :

= انا كويس ..وده مجرد صداع من الإرهاق في الشغل مش أكتر وإنتي ملكيش دخل فيه .


هزت حبيبه رأسها إيجاباً وهي تتأمل ملامحه بلهفة  ،  لتتفاجأ به يقول بعشق شديد وهو يميل على شفتيها يُـ*قبلهم بشغف  :

=وحشتيني أوي يا حبيبتي .. ومش عايز أشوف أبداً دموعك دي تاني .. دموعك دي بتقتلني .


تجاوبت معه حبيبة بلهفة وعشق يغذيها خوفها وقلقها الشديد عليه وهو يمرر يده بلهفة على جسد*ها و يضمها أكثر وأكثر إليه وشفتيه تتجول بعشق على وجهها وحنايا عنقها فإ*رتعشت بإستجابة بين ذراعيه   ..  فرفعها بين ذراعيه وتوجه بها إلى غرفة النوم ووضعها على الفراش وهو مازال يُـ*قبلها بعشق يضمها إليه بتملك شديد ويده تنز*ع عنها ثيا*بها وهو يقول بحب وعشق  : 

= بحبك يا حبيبة ومش قادر أبعد نفسي عنك أكتر من كده.. 

ثم مال على شفتيها يُـ*قبلها بحرارة ولهفة  . 


إرتعشت حبيبة بخوف شعر به فقال بحنان  :

= متخافيش يا حبيبتي انتي مراتي .. مراتي قدام ربنا وقدام

الناس ومفيش عندي أغلى منك. 


ثم ضمها إليه بتملك وهو يُغرقها ويغرق معها في جنة صغيرة خاصة بهم وحدهم..


بعد مرور بعض الوقت..


إستلقت حبيبة بإرهاق بين ذراعي عمر الذي ضمها بتملك وحنان شديد ويده تمر برقة في خصلات شعرها الناعمة ترفعها بحنان عن وجهها وهو يقول بحب  :

= ها مش ناوية ترحميني من العذاب ده وترجعي تنوري بيتك من تاني. 


حبيبة بتردد  :

=بس..


عمر بحنان  : 

=بس إيه يا حبيبي إتكلمي. 


حبيبة بصوت خافت  :

= بصراحة مبحبش القصر بتاعك بحسه كئيب كأنه معرض للتحف أكتر من إنه بيت. 


صمت عمر قليلاً ثم قال  : 

=يعني إنتي إعتراضك على الفرش والديكورات مش على المكان نفسه. 


حبيبة بتوتر  :

= بصراحة آه ..


عمر بحسم  :

=خلاص .. غيري اللي انتي عيزاه وبالطريقة اللي تحبيها دا بيتك ومملكتك وكل اللي انتي عيزاه هيتنفذ المهم عندي تكوني مرتاحة ومبسوطة. 


إبتسمت حبيبة بإرتياح وهو يقبل وجنتها بحنان  :

= ها يا حبيبي خلاص هترجعي تنوري بيتك من تاني.. !






إبتسمت حبيبة وكادت أن تجيب إلا أن إرتفاع صوت رنين هاتفه منعها من الكلام فقالت برقة  :

= تليفونك .. بيرن شوف ليكون في حاجة مهمة .


دفن عمر شفتيه بداخل تجويف عنقها وهو يقول برقة  :

=سيبك منه مش عايز أكلم حد. 


حبيبة بقلق مع إرتفاع رنين الهاتف بإلحاح  :

=لا شوف مين .. أصل انا بقلق ليكون في حاجة مهمة.


تنهد عمر بإستسلام ثم مال على ملابسه الملقاة بجانب الفراش وأخذ هاتفه  ثم أجاب بإقتضاب وهو ينظر لحبيبة بتوتر  : 

= أه ..

=لا مش فاضي ..

=لا إتغدي انتي انا هتغدى مع حبيبة  .. مفيش مشكلة .. زي ما قولتلك قبل كده البيت بيتك وانا خليت نادر يعاين الفيلا وهيعين سكيورتي ..ونظام أمنى كامل عشان تبقى متطمنة.


ثم أغلق الهاتف وهو ينظر بتوتر لحبيبة التي إبتعدت عنه وهي تقول بجمود  :

= دي جيلان مش كده.. 


عمر بهدوء  :

= أيوه.


حبيبة وهي على وشك البكاء  :

=هي رجعت تعيش معاك في القصر تاني! 


عمر مبرراً بعقلانية  : 

=الفيلا بتاعتها إتعرضت للسرقة إمبارح وهي خافت ترجع تعيش فيها من غير أمن أو حراسة وكلها أسبوع بالكتير ونادر هيأمنلها حراسة كويسة وترجع تعيش في فيلتها من تاني.


صمتت حبيبة دون أن ترد فإقترب منها عمر وهو يقول بحنان   :

= إسمعيني يا حبيبتي دي حاجة مؤقتة بس..


قاطعته حبيبة بغضب وهي تنفض يده بعيداً عنها وهي تصرخ بعنف  :

= إطلع برة .. انا مش عايزه أشوف وشك تاني كفاية لعب بمشاعري وحياتي .


حاول عمر تهدئتها وهو يقول بجدية  :

= انا مبلعبش بيكي وصدقيني وجودها في القصر عندي غصب عني .. مجرد صديقة ملهاش حد إتعرضت لموقف صعب فبحاول أقف جنبها لا أكتر ولا أقل. 


إنتفضت حبيبة ونهضت عن الفراش وهي تلف ملائه حول جسدها وهي تقول بغضب  :

=قصدك عشيقة مش صديقة.


ثم تابعت بإهتياج  : 

=بس انا اللي أستاهل كل مرة بتعمل معايا كده ومبتعلمش .. ترفعني لسابع سما وترجع تهبدني على الأرض تدوس على كرامتي برجليك وأرجعلك مع أول كلمة حلوة منك .. أصلاً .. تلاقيك .. تلاقيك متفق معاها علشان تتصل بيك هنا وتستهزئوا بيا .. مش كده  !


نهض عمر عن الفراش وإرتدى ملابسه وهو يقول بغضب يحاول السيطرة عليه  :

= انا هعمل نفسي مسمعتش الكلام الفارغ اللي إنتي قولتيه دلوقتي .. مش عمر الرشيدي اللي هيتفق على مراته مع واحدة تانية علشان يستهزء بيها أو يهين كرامتها ولآخر مرة بقولك إمسحي الأوهام دي من دماغك .. جيلان مجرد صديقة وبس .. وإنتي مراتي وحبيبتي ومفيش غيرك في حياتي وانا مش هخاف منك يا حبيبة علشان أكدب عليكي أو أمثل الحب .. لو فيه أي علاقة بيني وبين جيلان أو بحبها زي ما بتقولي هقول وهعلن ده .. مش هخاف لا منك ولا من غيرك .


ثم تابع بصرامة  : 

= انا عمر الرشيدي يا حبيبة لو كنتي نسيتي .. مش عيل مراهق بعمل مؤمرات وتفاهات زي اللي إنتي بتقوليها ياريت تفتكري إنتي بتتعاملي مع مين قبل ما تتكلمي كلام فارغ ملوش لازمة .. وتكبري وتِقَدَّري إني بحاول أبني علاقتنا من تاني .. بس إنتي اللي بتهديها بمنتهى البساطة مع أول خلاف بينا وكأني بفرض حبي عليكي أو مليش قيمة عندك .


ثم إتجه لباب الغرفة وهو يقول بغضب  : 

= جيلان هتقعد عندي لحد ما فيلتها تتأمن انا مش هتخلى عنها علشان غيرة فاضية وأوهام ملهاش أساس.


ثم تركها وغادر دون أن ينظر للخلف في حين إنهارت حبيبة في البكاء وهي تتوعده أن تسقيه من نفس كأس الغيرة المر التي يسقيها منه..


♕ يتبع ♕ 

♡ الفصل السابع عشر ♡ 🦋

#سيد_القمر_الأسود 🖤

🖇 •زينب مصطفى •


- نزلت الفصل دلوقتي عشان بالليل في صلاة التراويح 🥰

كل عام وأنتم إلى الله أقرب .. رمضان كريم علينا وعليكم يارب ❤


               الفصل الثامن عشر من هنا

بعد انتهاء رواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×