رواية مملكة تارتين الفصل الثالث 3 بقلم اسماعيل موسي
#مملكة تارتين
٣
رأى الطفله نائمه على شاطيء النهر، محتضنه ركبتيها بيديها
لم يصدق عينيه، دق قلبه بقوه وشعر بالسعاده للحظه قبل أن يمتعض، تحول لهيئته البشريه حتى لا يرعبها، انت؟ انت؟
فتحت الطفله عيونها برعب قبل أن تبتسم، عمى؟ همست وهى تنهض من مكانها، اخبرتك ان ترحلى من هنا؟
قالت الطفله بحزن، ليس لدى مكان اذهب اليه، عائلتى ميته، قتلها رجال الملكه
صمت سامور دقيقه يفكر، عمرها ربما ١٢ عام، كيف نجت من المذبحه؟
تستطيعى السير؟
اجل يا عم
رافق سامور الطفله لجحره، رأيتك تمشين تجاه الشمال ماذا حدث؟
قالت الطفله سرت تجاه الشمال فعلا لكن صوت النهر وصل اذنى
انا احب النهر وحضرت هنا ونمت، ارجو الا تكون غاضب منى
همس سامور انقذها النهر المقدس، لولا النهر لكانت وليمة الضباع
من احضرك هنا يا فتاه؟
قالت لا أعرف يا عم، وجدت نفسى فى بيتك ولا اعرف كيف وصلت
العجوز اللعينه توقعنى فى المشاكل كعادتها، ترك الطفله نائمه
وذهب لكوخ العجوز
عندما لمحته المرأه العجوز قالت سامور لماذا انت غاضب لهذا الحد؟
صرخ سامور، اخبرتك ان لا تتدخلى فى حياتى، لماذا احضرتى الفتاه لبيتى
قالت المرأه حراس الملكه يبحثون عن الأطفال فى كل مكان لم أجد مكان أمن سوى جحرك
صرخ سامور، فى الصباح خذى الفتاه تعرفين ان سامور لا يتدخل فى مشاكل البشر
قالت المرأه اعتبرها اختك، طفلتك
لا أرغب بطفله وليس لدى اخوات
اعتبرها خادمتك اذآ، تلميذتك، علمها يا سامور قد تكون المختاره
انتى امرأه مجنونه، الم تلحظى هيئتها، فتاه نحيله ضعيفه
كيف تكون المختاره؟
انت لا تعرف المستقبل يا سامور، عاصرنا انا وانت مذابح كثيره، ظلم فادح، ربما هذه الفتاه تحمل السلام إلى روحك
قلت لك فى الصباح خذى الفتاه، ليس لدى اى نيه لرفقه من البشر
ثم قصد بيته فى رضا وسعاده، سيتخلص من الطفله ويرتاح ضميره
لكن العجوز لم تحضر فى الصباح ولا حتى فى المساء
شعر سامور بالقلق، ليس من عادت العجوز ان تتأخر
رغم كل شيء سامور يعتبرها مثل والدته، ذهب سامور لكوخ العجوز وجده محترق متحطم
قفز داخل الدمار وجد المرأه مذبوحه ميته محترقه
حراس الملكه صرخ سامور ولم يتمالك نفسه وراح يبكى بحرقه
كان هناك أكثر من عشرين كوخ محترق، لازال البعض يصرخ بأطراف محترقه،
تتبع حراس الملك طفله فى عمر الثانية عشر، اخبرتهم العيون انها كانت داخل القريه
ابتعد عن الكوخ، أصبحت الطفله مسؤليته الأن ماتت العجوز وهى تحاول أن تحميها
لكن سامور لا يستطيع مواجهة جند الملك، لازالت آثار السياط على جسده، سامور لم يولد مستذئب، كان طفل عادى نجى من مذبحه، ظل ايام ملقى فى أرض الغابه حتى تعفنت جراحه، يذكر سامور عندما اوشك على الموت الذئب الضخم الذى قضم عنقه، كان ذئب ملكى يحيط به حراسه ولم يراه سامور مره اخرى
منذ ذلك الحين سامور مختفى فى الغابه، مبتعد عن المشاكل
لكن المشاكل حضرت لبيته ماذا بإمكانه ان يفعل
ايقظ الفتاه وامرها ان تستعد للرحيل، اذا حضر جند الملك لن يستطيع أن يحميها، عليه ان ينقلها خلف معاقل الضباع حيث الأرض الحره هناك فقط يمكنه ان يتركها وهو مطمأن عليها
عبر السبخات الميته، صعد جبل الظلام ويده فوق قلبه، الجبل الذى لا يترك احد حى فوق قمته، غمرهم ضباب كثيف حجب الرؤيه واضطر سامور ان يخيم فوق سطح الجبل لانه لا يعرف وجهته
كان هناك ظلام حالك والريح تعصف وتزعق لا أحد يعرف ما يسكن جبل الظلام
لم يعبره اى شخص ليحكى عن ذلك
قبل منتصف الليل سمع صوت مرعب يحوم فوق الجبل، احد الوحوش الغامضه التى تسكن الجبل
احتضن سامور الطفله أمرها ان تغمض عينيها، لا تتحركى من مكانك مهما حدث
تحول سامور لذئب ضخم ووقف فوق الصخره كان الوحش يتشمم رائحة البشر حتى اقترب من مخباء الطفله
قفز سامور فوق الوحش وحاول ان يقضم رقبته لكن الوحش تخلص منه وقذفه بعيد عنه
نهض سامور واشتبك مع الوحش لكن الوحش قضمه من ظهره وطوح به تحت الجبل
صرخت الطفله عندما رأت سامور يتدحرج من فوق الجبل
اقترب الوحش من الطفله وكشر عن انيابه ثم اطلق صرخه قويه والتصق لعابه بوجهها ثم غرس انيابه فى ذراعها وحملها فى فمه وقفز مبتعد داخل الضباب