رواية مملكة تارتين الفصل الثاني 2 بقلم اسماعيل موسي
#مملكة تارتين
٢
كان القمر يتوسط السماء ينشر اشعته الفضيه فوق أوراق أشجار السحلاب والافيس والباتونج والرمياس، والغابه غارقه فى الظلام عندما خرج من جحره، وجد طفله نحيله ممدده على الأرض تلفظ انفاسها الاخيره، تحركت غريزته الحيوانيه
انه بالفعل جائع يحتاج لطعام لكن كبريائه منعه ان يأكل صيد سهل، وضع الطفله بين ساقيه العملاقتين وحدق بها بعيونه الكبيره، مجرد طفله صغيره على وشك الموت
دفعها بساقه تدحرجت على الأرض، ماذا على ان أفعل بها سأل نفسه؟
اذا كنت لن التهمها لن اتركها تموت، شعر بالضيق فهو لا يحب البشر، ققز قفزه عملاقه مبتعد عنها اخترق الغابه بسرعة الريح والعصافير تهرب أمامه، قطف أكثر من زهره بفمه قبل أن يعود مره اخرى، نظر إلى الفتاه يقاوم رغبته بقتلها
ثم تحول لشاب نحيل وجميل الوجه، حمل الطفله وادخلها جحره، مددها على الارض، طحن الزهور ودهن بها جراح جسدها ثم خرج للصيد، لم يعود الا قريب الصبح وجد الفتاه نائمه، تحول لهيئته البشريه ونام.
قبل أن تغرب الشمس فتحت الفتاه عيونها، عيون جميله حزينه، حاولت أن تحرك جسمها، همس لا تتحركى عظامك مكسوره، قرب من فمها شربة ماء، امضغى هذه العشبه
مضغت الطفله العشبه بطاعه وهى تقول شكرا يا عم
انت أنقذت حياتى، أدار لها ظهره وغط فى النوم حتى انتصف الليل، عندما حرك جسده كانت الطفله ملتصقه به، ارتعش جسده وقفز من مكانه كان على وشك ان يصرخ لكنه لمح براءة الطفله التى ترقد جواره، راح يتأملها دقيقه، شعر بقلبه يدق ويتحرك، مستحيل همس فى نفسه ثم ترك جحره وخرج
لم يعد للجحر قضى ما تبقى من ليلته ونهاره فوق الجبل
فكر عندما أعود ستكون الطفله رحلت
منتصف الليله التاليه عاد لبيته وجد الطفله نائمه فى ماكنها
انتابه الغضب، لماذا لم ترحل؟
انها مجرد طفله همس قلبه الطيب، اتركها حنى تشفى
ربما لم تتناول طعام منذ يومين لابد انها جائعه، لم يستغرق وقت طويل حتى اصطاد أرنب برى قام بشيه على الحطب
ثم ايقظ الطفله، تناولى طعامك يا فتاه
مسحت الطفله وجهها وتناولت طعامها فى صمت وهدوء وخجل، شكرآ يا عم
قال فى سره هذه الطفله لا تعرف إلا تلك الكلمه، لماذا لا تثرثر مثل بقية الأطفال؟
فى الصباح سترحلين من هنا، انا لا أرغب برؤيتك فى بيتى
هل فعلت شيء اغضبك يا عم +؟
لست عمك، ولا يهمنى من فعلتيه او من فعل بك ذلك، عندما افتح عينى أجدك رحلتى
توقفت الطفله عن تناول طعامها ورقدت على الأرض وراحت تبكى بصمت
قبل أن تستيقظ الطفله فى الصباح مع وصول أشعة الشمس
كان هو قد استيقظ ويراقبها بطرف عينه
نهضت الفتاه، اقتربت منه، قبلت جبهته وهمست شكرا يا عم
شكرا لكل ما فعلته من اجلى ثم غادرت الجحر واصبحت فى الغابه لا تعرف إلى أين تذهب
استدارت برأسها أكثر من مره قبل أن تسير تجاه الشمال
ليس هذا الاتجاه همس فى سره، ابتعدى عن الضباع، خطت الفتاه بخطوات بطيئه فى طريقها واختفت عن نظره
ستموت، همس ضميره، تركتها لتموت لماذا طببت جراحها؟
الضباع لا ترحم
صرخ اختارت قدرها، هذا ليس من شأنى
همس ضميره، حكمت عليها بمصير اسواء من الموت لماذا فعلت ذلك؟
لم أفعل شيء
حاول النوم بلا فائده مع كل اغماضه لعيونه كان يرى الطفله والضباع تمزقها وتلتهمها
من يستطيع مواجهة الضباع؟ لا أحد
الملكه شانوخه تغذى الضباع بجثث البشر واجساد اللصوص والمحكوم عليهم بالإعدام ومعارضيها، الضباع فى هذه المملكه أقوى المخلوقات
على كل حال انها ميته الان وليست فى حاجه لتقاسى مزيد من الألم
راح يتملل يمين ويسار حتى غفى ونام، فتح عينيه على صداع، كان يشعر بغضب لا يعرف سببه، احس انه يرغب الانتقام من نفسه ثم خرج تجاه الغابه بالعاده يبتعد عن مناطق الضباع لكنه تلك المره وجد نفسه يتجول على مقربه منهم كان يرغب برؤية ما حدث للطفله، لماذا أوقع نفسى فى المشاكل؟
كان هناك صراع بين قلبه وعقله يدور داخله، فى النهايه قفز تجاه النهر بكل قوته وسرعته وغضبه كان على وشك ان يقفز فى الماء عندما رأى