رواية لم يكن تصادف الفصل الرابع 4 بقلم زينب محروس
أحمد بزعيق مماثل:
- ايوه صح، أنا مش بس معجب بيها، أنا بحبها.... ايوه أنا بحب يارا و مش هحب غيرها في حياتي و بطلي تجيبي سيرة الجواز بقى.
في الوقت دا كانت يارا واقفة عند باب الشقة و سمعت كلامهم، فبسرعة جريت ع السلم و طلعت لشقتها، و مسمعتش والدة أحمد قالت بغضب:
- أنت سامع نفسك بتقول ايه! فاهم كلامك! دي مرات اخوك يعني زيها زي نورا بنت عمك و زي فريدة أختك.
أحمد باعتراض:
- لاء هي مش زيهم، أنا حاولت اشوفها زي اختى بس مقدرتش، مقدرتش و الله.
اتكلمت والدته بصدمة:
- يعني ايه مقدرتش؟! يعني ايه؟؟ ما احنا في الأول قولنالك اتجوزها و أنت رفضت ايه اللي اتغير دلوقت؟!
احمد بتوضيح:
- اللي حصل اني مكنتش اعرفها، مكنتش شوفتها قبل كدا لكن لما شوفتها حبيتها.
أمه اتكلمت بصوت مبحوح و هي بتحرك أيدها برفض و قالت:
- لاء أنت محبتهاش، أنت محبتش يارا.... أنت حبيت جمال يارا.
أحمد بتكشيرة:
- لاء أنا بحب يارا مش هتفرق عشان ايه بقى، و مش عايز غيرها في حياتي.
والدته ضربته بالقلم و رفعت أيدها في وشه و قالت بتحذير:
- أول و آخر مرة اسمعك بتقول الكلام ده أنت فاهم؟ انت كدا بتتعدى الأصول و بتتجاوز حدودك، و من النهاردة المكان اللي تكون يارا فيه أنت متقعدش فيه..... أنت سامع؟ و اعمل حسابك هتتجوز سارة بنت خالتك و رجلك فوق رقبتك.
يارا في الوقت دا كانت واقفة قدام باب شقتها بعد ما افتكرت إنها نسيت المفتاح تحت في شقة العيلة، و لكن معاها فونها فقررت تتصل على مريم و تحكيلها اللى حصل، كان باين عليها قد ايه هي مبسوطة بالكلام اللي سمعته، ضربات قلبها كانت سريعة و وشها بيضحك تلقائي.
اتصلت على مريم اللي ردت عليها وقالت:
- حماتك بتحبك يا يارا، تعالى اتغدى معانا.
يارا تغاضت عن كلامها وقالت بسعادة:
- أحمد بيحبني يا مريم.
مريم بصدمة:
- نعم!! أحمد مين؟ ايه الكلام اللى بتقوليه ده!
يارا بتوضيح:
- و الله أحمد بيحبني يا مريم، سمعته من شوية و هو بيقول لمامته....... أنا مش عارفة اعمل ايه، بس أنا فرحانة.
مريم اتكلمت بصدمة و استغراب:
- فرحانة! فرحانة بإيه؟ طب و جوزك....... أحمد اللي بتتكلمي عنه دا يبقى ابن عمه، و بعدين حتى لو أحمد دا واحد غريب، أنتي متزوجة و لازم تحترمي نفسك و تحترمي وجود عمر في حياتك.
يارا باعتراض:
- بس انا و عمر جوازنا مش حقيقي، و هو عارف إني بحب أحمد و مقالش حاجة.
مريم باندفاع:
- عمر مقالش حاجة عشان شخص محترم، و احترمك و قدر مشاعرك فمن واجبك إنك تقدريه و تحترميه حتى لو كان جوازكم مش حقيقي.
يارا باقتناع:
- طب يعني المفروض أعمل ايه؟
مريم قالت بجدية:
- تجنبي التعامل مع أحمد على قد ما تقدري، و بلاش تعطيه فرصة يتكلم معاكي، و عرفيه ميجيش ياخدك تاني من الجامعة....... و نصيحة مني بلاش تضيعي عمر من إيدك..... عشان صدقيني أنتي اللى هتخسري مش عمر أبدًا.
بالفعل بدأت يارا تنفذ كلام صاحبتها، و مبقتش توافق تركب مع أحمد عشان يروحها من الكلية، و بقت لما يدخل المطبخ عامل القهوة تسيبه و تطلع من المطبخ لحد ما هو يخلص، و هو بدأ يلاحظ التهرب ده لكنه معلقش.
بعد ما مر الأسبوع الثالث عمر نزل إجازة، و لما وصل البيت كانت العيلة كلها موجودة فسلم عليهم كلهم، و اكتفي بإنه يسلم على يارا بالإيد بس، و هي مكنش فارق معاها وجوده أساسًا و هو حس إنها مش ملهوفة عليه أو حتى مبسوطة بوجوده.
اجتمعوا كلهم سوا على الغدا، ف والدة أحمد قطعت الصمت لما وجهت كلامها ل عمر و قالت:
- عمر يا حبيبي، أنت هتفضل علطول كدا اسبوع هنا و تلاتة في القاهرة.
عمر ابتسم و رد عليها بود:
- مع الأسف يا ماما هدى، الشركة رافضة تشغلني في الفرع اللي هنا، فهفضل كدا علطول.
هدي باقتراح:
- طب ما تخليك هنا و تشتغل مع ابوك و عمك في المصنع و اهو تبقى وسطينا.
عمر رفض بهدوء و قال بحب:
- لاء أنا حابب شغلي، و بعدين البركة في أحمد بقى واخد باله من بابا و عمي.
أحمد تدخل في الحوار و قال:
- الله ما تسبيه يا ماما براحته، هو اكيد مش درس خمس سنين هندسة و محضر ماجستير عشان يقعد يشتغل في مصنع أعلاف!
هدى بصت لابنها بتحدى و قالت:
- أنا بقول علشانه، يعني حتى فى جوازه اخد أسبوع واحد بس إجازة و ملحقش يقعد مع مراته.
أحمد جز إلى سنانه بضيق، في حين اتكلم وائل والد عمر و قال:
- بالحق يا عمر، مش كنت بتقول هتاخد يارا تعيش معاك في القاهرة.
عمر بص ليارا اللي قاعدة جنبه و عيونها في طبقها و قال:
- أنا فعلاً قولت كدا، بس يارا لسه قدامها سنة في الدراسة.
هدي باقتراح:
- و ماله يا ابني ما تنقلها تكمل كليتها في القاهرة، مش هي أصلا في الترم التاني؟
يارا اتكلمت و قالت باعتراض:
- لاء يا طنط، أنا حابة افضل هنا مع صحابي و كدا كدا الدراسة بدأت و مش هينفع انقل دلوقت.
باليل كانت يارا قاعدة في الصالون بتتفرج ع التلفزيون، ف عمر جابلها عصير و عمل لنفسه قهوة و دخل قعد جنبها، و هو بيقول بابتسامة:
- ممكن اقعد معاكي شوية؟
ابتسمت و قالت بترحاب:
- طبعًا أقعد.
عمر عطى لها العصير و شرب من قهوته و بعدين سألها:
- عاملة ايه؟
- الحمدلله بخير
- الدراسة كويسة؟ في أي مشاكل أو حصل معاكي حاجة زعلتك في غيابي؟
- لاء الحمدلله كل الأمور تمام.
عمر حس إنها بتختصر في الرد، فقال:
- طب كويس، يا رب دايما كل أمورك تكون بخير، عمومًا لو محتاجة اي حاجة عرفيني.
حركت دماغها من غير ما تتكلم و هو قام و سابها، دخل المطبخ كب القهوة في الحوض و غسل الفنجان، و دخل لاوضته و قفل كل النور و نام ع السرير و هو حاطط ساعد ايده اليمين على عيونه اللي مغمضة.
كان مهموم و بيفكر في الوضع البائس اللى هو عايش فيه، ايوه صح هو مكنش عايز يتجوز يارا عشان بيحبها، كان كل اللي يهمه إنها تكون شخصية كويسة و محترمة و يرتاح لوجودها، و هو فعلاً حس بارتياح غريب تجاهها من كلام اهله عليها حتى من قبل ما يشوفها او يعرف شكلها، و لما قعد معاها شاف فيها البيت و البنت اللي هيبقى مطمن في وجودها، و بالرغم من إن كلامها معاه كان قليل في أول الخطوبة إلا أنه انجدب لهدوئها و خجلها، و بعد ما كان مبسوط و طاير بجوازهم لسابع سما جت هي و هدمت فرحته و نزلته لسابع أرض.
اتنهد بحزن و قام و هو مقرر يتصل على ابن عمه و اخوه الكبير و صاحبه المُقرب أحمد، عشان يقعد معاه شوية، بدل ما هو قاعد لوحده كدا و دماغه هتنفجر من التفكير.
كانوا قاعدين يلعبوا بلايستيشن في الشقة الأرضية، بعد ما كل العيلة نامت، ف عمر رمى الدراع من إيده بضيق لما خسر قصاد أحمد في اللعبة، في حين إن احمد ضحك و قال بمرح:
- مش من عوايدك يعني! دي تالت مرة تخسر النهاردة.
عمر ابتسم غصب عنه و قال:
- يلا اهو سيبتك تكسب مرة...... ما انت بتخسر علطول.
أحمد لاحظ ابتسامته المهزوزة فسأله باستغراب:
- مالك يا عمر أنت كويس؟
عمر غمض عيونه بوجع و قام و هو بيقول:
- انا كويس بس مصدع شوية، هطلع بقى عشان أنام، تصبح على خير.
مر أربع أيام و عمر و يارا كلامهم قليل، و عمر كان بيقضى أغلب وقته مع مع أحمد في المصنع، عشان خايف يكون وجوده في البيت مزعج ل يارا.
كان راجع بالليل بعد سهره مع أحمد في لعب البلايستيشن، أول ما فتح بابا الشقة كانت يارا قاعدة في الصالة و بترسم ع السفرة و قدامها لوح كتير و باين عليها الإرهاق و التعب، فسألها باهتمام:
- الساعة واحدة يا يارا؟ صاحية لحد دلوقت ليه مش عندك كلية الصبح؟
ردت عليه بضيق:
- عايزة أنام و الله بس اللوح دي المفروض تتسلم بكره كلها، و اللوحة اللي في إيدي دي مش عارفة اظبطها و لسه في واحدة كمان.
عمر قرب منها و هو بيتفقد اللوح و بعدين قال:
- خلاص ركزي أنتي ع اللوحة اللي في ايدك و أنا هعمل دي.
يارا قالت بسرعة:
- لا لاء مش عايزة اتعبك معايا، ادخل انت نام.
عمر أصر إن هو اللي يعمل المخطط اللي باقي، و بالفعل اخد اللوحة و دخل اوضته و بدأ يرسم و بعد ساعة خرج عشان يعطيها اللوحة، لقاها نايمة و مكنتش كملت اللوحة اللي معاها، فشدها بحرص من تحت دماغها عشان متصحاش و سهر هو كمل المخطط، و راجع كل المخططات اللي هي كانت خلصتهم و لما أتأكد منهم، قفل اللوح و شالها بهدوء و دخلها أوضتها و غطاها، و بسرعة كان خارج من الأوضة عشان ميسمحش لنفسه يتأمل في ملامحها، معتقدًا إنه بكدا هيكون بيخدها لأن طالما هي مش حباه ف حتى ملامح وشها مش من حقه يشوفها.
اسبوع الإجازة خلص، و عمر سافر القاهرة تاني و في أول يوم من سفره، اتأخرت يارا في دخول المطبخ بعد الغدا على ما أحمد يخلص القهوة، و لما شافته خارج من المطبخ قامت هي دخلت ترتب المطبخ، لكن و هي شغالة أحمد رجع دخل المطبخ تاني بحجة إن القهوة بتاعته اتكبت و هيعمل غيرها، فكانت يارا هتخرج من المطبخ، فأحمد مسكها من إيدها و منعها تخرج، فهي بصتله بضيق و قالت:
- ممكن تسيب إيدي؟
أحمد قال بهدوء:
- هسيب إيدك بس متخرجيش.... عايز اتكلم معاكي شوية.
يارا بجدية مزيفة:
- مفيش بينا كلام.
أحمد قال باندفاع:
- انا بحبك.....
يارا بصتله بصدمة و قلبها بيدق بسرعة، مكنتش متوقعة إنه ممكن يعترف ليها بحاجة زي كدا و هي متزوجة من ابن عمه، فهو كمل و قال:
- أنا بحبك، و أنتي عارفة كدا، صح؟؟؟.
يتبع............
بقلم زينب محروس.
#الفصل_الرابع
#لم_يكن_تصادف