رواية لم يكن تصادف الفصل الخامس 5 بقلم زينب محروس
- انا بحبك.....
يارا بصتله بصدمة و قلبها بيدق بسرعة، مكنتش متوقعة إنه ممكن يعترف ليها بحاجة زي كدا و هي متزوجة من ابن عمه، فهو كمل و قال:
- أنا بحبك، و أنتي عارفة كدا، صح؟؟؟.
قالت بتوتر و هي بتبعد نظرها عنه:
- انا معرفش حاجة.
أحمد بجدية:
- باين عليكي جدًا إنك بتكذبي، و بلاش تقولي مش عارفة عشان أنا عارف إنك عارفة و سمعتي كلامي أنا و ماما.
يارا بضيق مصطنع:
- لاء أنا مسمعتش كلام حد، و ياريت متتكلمش معايا في حاجة تاني.
- يوم ما مرات عمي بعتتك تندهي لماما عشان الغدا روحتي فين؟
يارا قالت بلغبطة:
- أنا..... أنا طلعت شقتي اجيب حاجة الأول و لما نزلت خبط ع الباب بس محدش رد فعرفت انكم تحت..... و بعدين هو في ايه هو تحقيق!
كانت هتخرج لكنه مسك إيدها جامد، فحاولت تشد أيدها منه لكنها فشلت و قبل ما حد فيهم يتكلم دخلت هدى اللي قربت منهم و مسكت ايد أحمد و بعدته عن يارا و هي بتقول بحزم:
- هو أنا مش قولت الموضوع دا يتقفل بقى؟
أحمد بضيق:
- ماما بعد إذنك متتكلميش، دي حاجة تخصنا.
هدى بصتله بغضب و قالت بتهكم:
- ت.....ايه يا عنيا؟! تخصكم؟ أنت و يارا مفيش حاجة تجمعكم، و الحاجة الوحيدة اللي تخصكم سوا هو عمر.... عمر اللي هو ابن عمك و جوزها.... أنت فاهم؟!!
زفر بضيق و سابهم و خرج، في حين التفتت هدى ل يارا اللي واقفة خايفة و مصدومة من الموقف و قالت:
- يارا يا بنتي متزعليش، و بلاش تقولي لحد عن اللي حصل عشان ميحصلش مشاكل و أنا عارفة هتعامل معاه ازاي و وعد مني مش هخليه يقرب منك تاني.... أنا آسفة و الله و بعتذر نيابة عنه.
يارا حركت دماغها بموافقة من غير ما تتكلم، ف هدى طبطبت على كتفها و سابتها و طلعت علطول على شقتهم و اول ما دخلت لقت أحمد قاعد في الصالة فقربت منه و قالت بتحذير:
- دي آخر مرة اشوفك بتتكلم فيها مع يارا.
أحمد باستنكار:
- و دا ليه بقى؟
هدى بغضب:
- هو ايه اللي ليه؟! هو أنت عايز تفضحنا و لا ايه؟ اللي أنت بتعمله دا غلط لا الدين بيقول كدا و لا الشرع يسمح باللي أنت بتعمله.
أحمد بعصبية:
- ملكيش دعوة بحياتي، أنا حر في تصرفاتي.
هدى باعتراض:
- حر دي لما تكون بتتصرف صح، لكن لما تكون بتغلط يبقى من حقى اتدخل و اوجهك و لو مسمعتش كلامي بالذوق هتسمعه بالعافية و هتنفذه و رجلك فوق رقبتك.
أحمد بتهكم:
- يعني ايه يعني؟
هدى بصرامة:
- يعني هتتجوز سارة بنت خالتك، و اعمل حسابك يوم الجمعة هنروح نقرأ الفاتحة.
أحمد باعتراض:
- لاء مش هتجوز سارة طبعًا، هو الجواز بالغصب!
هدى بإصرار:
- معاك أنت هيبقى بالغصب، و اقولك على حاجة.....هنروح نطلبها النهاردة و نقرأ الفاتحة و مش هنستني يوم الجمعة.
تاني يوم كانت مريم واقفة قدام قاعة المحاضرة و مستنية يارا اللى خرجت و هي مضايقة، ف مريم قالت بمرح اول ما شافتها:
- ها يا ستي الدكتور كان بيكافأك عشان أنتي الوحيدة فينا اللي عملتي المخطط صح؟
يارا بسخرية:
- ايوه بس مكافأة كلها تأنيب ضمير.
مريم باستغراب:
- تأنيب ضمير! ليه؟ هو مش المخطط صح؟
يارا بتوضيح:
- هو المخطط سليم، بس المشكلة في الزاوية اللي هو قال عليها من شوية.
مريم بتذكر:
- مش دي الزاوية اللي قال محدش ياخد باله منها غير حد دارس معماري كويس؟
- ايوه هي.
مريم سألتها بشك:
- يعني عرف إن عمر هو اللي رسم المخطط؟
يارا بضيق:
- هو ميعرفش مين اللي عملها، بس كمان متأكد إن مش أنا و قعد يزعقلي بقى عشان مشتغلتش بإيدي و إني كدا مهملة و كلام من دا يعني.
مريم حاولت تهديها وقالت:
- طب يا ستي خلاص روقي كدا، طب ما أنا متهزأة في المخطط بتاع المرة اللي فاتت و قدام المدرج كله كمان، فعادي يعني.
قبل ما يارا ترد سمعت فونها بيرن برقم عمر، فاستقبلت المكالمة فورًا فهو قال:
- السلام عليكم يا يارا.... عاملة ايه، طمنيني عليكي؟
ردت عليه باقتضاب:
- الحمدلله بخير.
عمر حس بضيقها في الكلام فقال بتوضيح:
- أنا فاكر إنك قولتي تصحيح اللوح بيظهر بعدها بأسبوع، ف اتصلت عشان أطمن عليكي و أشوف الدكاترة قالوا ايه على اللوح.
يارا باندفاع:
- أنا مضطرة اعيد اللوحة تاني بسبب حضرتك.
عمر باستغراب:
- بسببي انا! ليه؟
يارا اتكلمت بضيق و بصوت عالي نسبيًا:
- ايوه بسبب حضرتك و تدخلك فى اللي ملكش فيه، أنا قولتلك يومها مش عايزة مساعدة لكنك أصريت، و بسبب الزاوية اللي انت عدلتها بعد ما أنا نمت هعيد أنا المخطط كله تاني.
عمر باعتذار:
- أنا آسف و الله، كنت عايز اساعدك بس.
يارا بغضب:
- و ادي آخرة مساعدتك، شكرًا يا سيدي، بما أنك اطمنت عليا و ع اللوح هقفل بقى.
نطقت آخر كلمة و قفلت السكة في وشه من غير ما تعطيه فرصة يرد عليها و من غير حتى ما تطمن عليه.
مريم كانت واقفة و سامعة كل الحوار، فبصت ل يارا باستغراب و كانت بتحرك دماغها بأسف وقالت بخفوت و صدمة:
- أنتي ايه اللي حصلك؟ أنتي مكنتيش كدا يا يارا؟ ازاي تتكلمي مع جوزك بالاسلوب ده؟ دي شكرًا اللى كان المفروض تقوليها عشان ساعدك؟!!
يارا بتهكم:
- و هي فين المساعدة دي! أنا بسببه دلوقت مجبرة اعيد لوحة عايزة حوالي تلت أو أربع ساعات عشان تخلص، يبقى فين المساعدة؟!
قالت مريم بدفاع عن عمر:
- انتي زعلانة على لوحة واحدة من ضمن خمسة! طب ما انتي قولتي إن في مخطط هو اللي عمله لوحده من الالف للياء، و أنتي اللي قولتي بلسانك إنه صحح الغلط اللي في المخططات اللي عملتيهم، و جيتي دلوقت و مسحتي تقفيلك الدرجات في الأربعة عشان الدكتور طلب منك تعيدي واحدة! مع إن الدكتور لو كان شاف الأخطاء التانية كان هيطلب منك تعيدي رسم الخمسة مش بس واحدة!
يارا بضيق:
- هو انتي بتدافعي عنه كدا ليه؟ انتي صاحبتي و لا صاحبته!
مريم بتوضيح:
- انا بدافع عنه عشان انتي بتظلميه و هو صابر و ساكت، حتى الزعيق مش بيزعقلك و أنتي سايقة فيها و نسيتي إنه وافق يتجوزك و يساعدك رغم علمه بإنك مش بتحبيه و دي حاجة مفيش رجل يقبلها على نفسه، و عشان صاحبتك و خايفة عليكي بنبهك لأسلوبك اللى اتغير و طريقتك و تفكيرك اللي هيخربوا عليكي جوازك، و هتضيعي واحد محترم و كويس زي عمر من إيدك.
يارا بعصبية:
- انتي كل شوية تقولي هيضيع من إيدك هيضيع من إيدك! يا ستي ما يضيع هو يعني آخر راجل ع الأرض! و أصلا هو مش فارق معايا، و جوزانا دا مؤقت و كل واحد هيروح لحاله.
مريم بصتلها بعدم تصديق وقالت بحزن:
- يارا انتي اتغيرتي خالص! انتي بقيتي أنانية و مش مهتمة بحد غير نفسك!
يارا بتهكم:
- أنا أنانية! أنا لو انانية مكنتش اتجوزت واحد مبحبوش عشان خاطر أهلي. أنا لو فعلًا بهتم بنفسي كان زماني مع الشخص اللي حبيته بدل ما انا عايشة و بتعذب كدا!
مريم حركت دماغها بيأس و قالت:
- خلينا نمشي يا يارا، الكلام دا ميتقالش هنا لو حد سمعنا ممكن تحصل مصيبة بسبب الكلام ده.
لحسن الحظ مكنش في أي طلبة حواليهم و لا حد سمع كلامهم، و كل واحدة رجعت البيت و هي زعلانة من التانية، أول ما يارا دخلت البيت سمعت هدى بتزرغط، فقربت منهم و هي بتسأل باستغراب:
- في ايه؟ فى اخبار حلوة و لا ايه؟
قربت منها حماتها و اللي اسمها سمية و قالت بضحك:
- ايوه يا يارا يا حبيبتي، أخيرًا أحمد انفكت عقدته و قرر يتجوز.
الخبر وقع عليها زي الصاعقة، اتجمدت في مكانها و هي بتنقل نظرها بين أفراد العيلة، لحد ما انتبهت لصوت هدى بتقول:
- أنا روحت البارح أنا و ابو احمد و طلبنا إيد سارة بنت أختي و إن شاء الله هنروح النهاردة و هناخد أحمد عشان يقعد مع سارة شوية.
يارا حاولت تبتسم بصعوبة و قالت بثبات مزيف:
- بجد.... طب ألف مبروك.
هدى ردت عليها بحب:
- الله يسلمك يا حبيبتي.
يارا ابتسمت ببهتان و قالت:
- بعد إذنكم هطلع أريح شوية عشان مصدعة.
سمية بحنية:
- اتغدى الأول يا حبيبتي و بعدين اطلعي.
يارا رفضت تتغدى، و كان الوحيد اللى ملاحظ زعلها و صدمتها هو أحمد اللى بدأ يشك إنها هي كمان بتكنله مشاعر، أما يارا طلعت شقتها و بمجرد ما قفلت الباب قعدت وراه و بدأت تعيط و هي بتندب حظها و التوهان اللي هي فيه، مبقتش عارفة تعمل ايه؟ مش قادرة تحب عمر و لا قادرة تنسى أحمد و في نفس الوقت مش عارفة تكون معاه بسبب جوازها من عمر، بدأت تندم و تلوم نفسها عشان طلبت من عمر يتمم جوازهم لمدة سنة، و اهو فى خلال السنة دي أحمد هيضيع منها و هيتجوز واحدة غيرها.
حسمت أمرها و وقفت و هي بتقول:
- لاء انا مش هدمر حياتي بسبب خوفي من المجتمع و خوفي من نظرة الناس، أنا هقول لأحمد إن جوازي أنا و عمر مزيف و إننا كلها سنة و هنطلق...... أنا مش هاجي على نفسي تاني.
يتبع......
بقلم زينب محروس.
عايزة اقول إن تصرفات أحمد و يارا غلط جدًا و مينفعش اللي هما بيعملوه، و ميصحش حد يعمله على أرض الواقع لأن دا مخالف للدين و الأخلاق، بس ياريت تكملوا باقي الأحداث للآخر.
#الفصل_الخامس
#لم_يكن_تصادف