رواية لم يكن تصادف الفصل العاشر 10 بقلم زينب محروس
بس أنا موافقة.
كان دا صوت يارا اللى اتكلمت و هي واقفة على باب الأوضة، ف ياسر قال:
- موافقة ايه! هو انتي هبلة؟
يارا بجدية:
- لاء مش هبلة، بس أنا كمان بحب أحمد و عايزاه، و ياريت توافقوا.
ياسر بصلهم بشك و قال:
- يبقى دا سبب الطلاق؟ و عشان كدا عمر رفض يتكلم!
يارا بلامبالاة:
- ايوه دا سبب الطلاق.
صلاح قام و قرب منها و هو بيبص ل ياسر و بيسأله بعدم تصديق:
- هي أختك قالت فعلاً اللي أنا سمعته؟
قبل ما اخوها يتكلم ردت يارا:
- ايوه أنا قولت كدا، سبب طلاقي من عمر هو حبي لأحمد و عمر عارف كدا كويس.
بمجرد ما أنهت كلامها، حست بالكف اللى نزل على وشها بعصبية من صلاح اللى قبل ما تشرع بدماغها كان لاحقها بالكف التاني، و قال بعصبية:
- و كمان بتقوليها في وشي من غير اي خجل و لا حياء!
قالت يارا بجمود:
- و هو المفروض إني اسكت و ادمر حياتي!
بصلها صلاح بخذلان و قال بعصبية:
- لاء، المفروض فعلاً إنك تتربي من أول و جديد، بعد ما سودتي وشي و حطتيه في الأرض.
صلاح ضربها تاني بالكف، و كل دا تحت عين أحمد اللى متحركش يدافع عنها، ف ياسر شده من طوقه و قال و هو بيسحبه برا الشقة:
- هو أنت لسه واقف، ملكش مكان في بيتنا، و لا عندنا بنات للجواز.
خرجت والدة يارا من المطبخ على صريخها و حاولت تبعد صلاح عنها من غير ما تفهم في ايه.
أما أحمد فرجع البيت و هو متعصب، و كانت العيلة كلها مجتمعة على سفرة الغدا، و لما دخل هو متكلمش و لا حد اهتم بيه و كلمه، و بالرغم من إن عمر زعلان منه و حاسس بغدر و خذلان، لكنه محبش إن أحمد يحس إن العيلة واخدة جنب من ناحيته، فقال لمرات عمه اللي قاعدة جنبه:
- ماما هدى اندهي ل أحمد ياكل معانا.
قبل ما هدى ترد، سبقها أحمد و قال بعصبية و حقد:
- يا ريت الطيبة الزايدة اللى عندك تبطلها، و بلاش تظهر نفسك مثالي عشان أنت مش كدا.
اتدخلت نورا و قالت بغضب:
- و هو مين حضرتك عشان تحكم على شخصيته سواء كان مثالي و لا لاء؟ واحد غدار زيك أصلا المفروض ميكونش عنده الجرأة يتكلم مع عمر أو حتى ترفع عيونك في وش حد من العيلة، و ياريت أنت اللى تبطل الحقد اللي عندك ده..
أحمد بغضب:
- أنا عمري ما هبطل أحقد عليه طول ما هو مدمر حياتي.
عمر شاور لأخته عشان متتكلمش، و سأل هو أحمد بترقب:
- طب و هو أنا دمرت حياتك ازاي؟
أحمد باندفاع:
- بسبب حضرتك لا العيلة هنا هتوافق على جوازي من يارا، و اهلها كمان مش موافقين، و دا كله بسبب حضرتك.
عمر اتدخل في الموضوع و قدر إنه يقنع العيلتين بجواز أحمد من يارا، و طلب من الجميع إنهم يتعاملوا طبيعي و لا كأن في أي حاجة حصلت، و كأن يارا هيكون دا اول دخولها للبيت...... و بعد ما حضر خطوبتهم قرر إنه يرجع القاهرة و يستقر هناك و ميرجعش غير في المناسبات.
بعد مرور سنة و نص، كان عمر قاعد في مكتبه و بيشتغل على مشروعه الخاص بعد ما اقنع والد علاء بيه، و وافق إنه يستثمر في المشروع بشرط إن شريكه يوافق عليه.
الباب خبط و دخلت مريهان اللى بقت قريبة جدًا من عمر بحكم شغلهم سوا، حطت فنجان القهوة قدامه و قالت:
- اتفضل يا هندسة، عملتها مخصوص عشانك.
عمر بصلها و قال بمرح:
- المرة دي عايزاني أقنع علاء بإيه؟؟
ابتسمت بسعادة وقالت:
- لاء هي المرة دي مش عايزاك تقنع علاء بحاجة.
بصلها بحيرة و قال:
- لاء كدا في حاجة غلط، انتي مبتعمليش قهوة عشاني غير لو عايزاني اقنعه بحاجة!
اتكلمت مريهان بإحراج و قالت:
- بصراحة المرة دى عايزة اقنعك أنت.
عمر شرب من القهوة و سألها:
- تقنعيني بإيه؟
مريهان قالت و هي بتضغط ع الكلمات:
- ممكن تاخدني معاك و أنت راجع بكره عند أهلك؟
عمر ابتسم و قال:
- تنوري و الله، بس ممكن أسأل عن السبب؟
مريهان بتوضيح:
- بصراحة كدا في واحدة صاحبتي من نفس المنطقة اللى أنت عايش فيها اسمها سلمى و كانت بتدرس معايا هنا في جامعة القاهرة بس انا سافرت أكمل دراسة برا و لما رجعت كانت الكلية خلصت و هي أصلا متزوجة ف هي مش عارفة تيجي تشوفني فاتفقت معاها ان انا اللى هروح ازورها.
قال عمر بود:
- و الله بالنسبة لي مفيش مشكلة، بس شوفي رأي والدك و علاء الأول.
مريهان بحب:
- أنت عارف انهم بيحبوك و بيثقوا فيك، و موافقين بس علاء قالي استئذنك الأول و اشوف رأيك لو مفيش إزعاج يعني.
عمر ابتسم و قال:
- لاء مفيش إزعاج خالص، جهزي نفسك هنتحرك بكره الساعة سبعة إن شاء الله.
مريهان بمرح:
- ماشي يا عم عمر، يلا علي بركة الله.
عمر ضحك و قال:
- عم! و الله أنا خايف تغلطي قدام باقي الموظفين و تناديني بدون تكليف و ترمي برستيچي ع الأرض.
مريهان ضحكت و قالت:
- لاء متقلقش، أنا آخرى أشيل التكليف قدام علاء بس.....و قدام عيلتك طبعًا.
قالت جملتها الأخيرة بمشاكسة و سابته و رجعت تكمل شغلها، أما عمر فشرد و هو بيفكر فيها و إزاي قدرت تهون عليه حزنه و تخرجه من دوامة الوجع اللي تسببت فيها يارا، من لما عرفت بموضوع طلاقه و إنه كان بيحب مراته و هي بتحاول دايمًا تخرجه من حالة الاكتئاب اللي كان على وشك يقع فيها، و دا طبعًا كان بمساعدة علاء اللي كان بيستغل كل الفرص عشان يهون على صاحبه و بالفعل قدر عمر بمساعدتهم يتخطى حبه ل يارا و بقت بالنسبة له مش أكتر من كونها مرات أحمد اللي مازال بيعتبره زي اخوه، لكن بردو علاقتهم مش ممكن ترجع معاه زي الأول.
في بيت العيلة كان الكل مستني وصول عمر بفارغ الصبر و الكل متحمس عشان يشوف الضيفة اللي معاه، و يارا مكنتش أقل منهم في التفكير بخصوص البنت اللي عمر طلب من والدته ترتب شقته عشانها.
عمر كان واقف قدام الباب بعد ما رن جرس الدور الارضي، و لما بص جنبه ملقاش مريهان، فبص وراه لقاها واقفة بتستخبي فيه، فسألها باستغراب:
- مالك؟ واقفة ورايا ليه؟
مريهان بخجل:
- أنا محروجة اوي.
عمر ضحك و قال بمشاكسة:
- لاء أنا مش متعود عليكي كدا! اظهري الشخصية الفرفوشة اللى جواكي و رجعي الشخصية الخجولة دي مكانها تاني.
مريهان بصتله بغيظ طفولي و قالت:
- تقصد ايه يا عم عمر؟! أنت شايف اني مش بتحرج؟
عمر خبط على راسه و قال:
- عم تاني! مفيش فايدة فيكي! مش قولتلك بلاش كلمة عم دي قدام حد.
مريهان بمشاكسة:
- لاء هقول براحتي، عاجبك و لا لاء؟
عمر ضحك و قال بهزار:
- عاجبني يا مري، بنت صاحب الشركة بقى و مقدرش ازعلك.
ضحكت بانتصار و قالت:
- ايوه كدا يا عم عمر.
قبل ما عمر يرد، الباب اتفتح و ظهرت يارا ببطنها البارز بسبب إنها في آخر شهور الحمل.
يتبع ........
بقلم زينب محروس
#الفصل_العاشر
#لم_يكن_تصادف