رواية خادمة القصر الفصل الخامس عشر 15 الجزء الثالث بقلم اسماعيل موسى
#خادمة_القصر
15
هبط الفهرجى والد ادم درجات سلم السرداب الحجريه التى بدت كأنها اثريه، مر بين الجدران المنقوشه بلغات غريبه، امتد السرداب أمامه أكثر من عشرين متر قبل أن يقطع طريقه باب حجرى مزروع فى الطريق، حرك الفهرجى يده وتملس الباب الصخرى، كان متأكد ان السرداب لا يمكن أن ينتهى بتلك الصوره، عاد ادراجه بسرعه،لف حول صور القصر وكما توقع وجد مدخل اخر، نفس الدرج الصخرى والممر وبعد مسيره قصيره قطع طريقه نفس الباب، كان الباب يقطع السرداب نصفين ولم يتمكن الفهرجى من معرفة السبب، وفكر انه ربما سجن سرى من ايام المماليك او العثمانين، كان السرداب فارغ، لا شيء فيه مما دفع الفهرجى لعدم الشك واكتفى بما توصل اليه، تم زرع أشجار حول السرداب، اعتبره الفهرجى غير موجود ونسى أمره، انشغل الرجل فى تجارته والزراعه من أجل تأمين مستقبل ابنه، وكان ادم الصغير يكبر بطريقه رائعه، وكل يوم يزداد حب والده له والذى كان يحاول تعويضه عن فقد والدته،
ذات ليله وكان عمر ادم حينها أربعة عشر عام لاحظ والد ادم طاقه ضوئيه تنبعث من باب القبو، الوقت كان منتصف الليل، الفهرجى الذى كان يمتلك قلب ميت توجه قاصدآ باب السرداب المضيء، نزل الرجل الدرج الصخرى وهو يسير بين كتله من الضوء الأبيض ولاحظ ان الحروف على المحفوره على جنبات السرداب تلمع وتبرق، الباب الذى كان يشطر السرداب نصفين مفتوح، وهياكل عظميه مبعثره على الأرض، تقدم الرجل مبهور بالمشهد الخارق الذى يراه لأول مره فى حياته، السرداب ممتليئ بصناديق مزركشه، ترك الفهرجى قنديل الزيت الذى يحمله وعبر من الباب المفتوح
ارتج السرداب واحدث صوت مثل الذى أحدثه فى اول مره وفى لمح البصر اختفى والد ادم وعاد السرداب كما كان
فى صباح اليوم التالى عندما بحثو عن الفهرجى لم يجدو له اى أثر، قنديل الزيت كان فى مكانه، صناديق الذهب والنقود أيضآ، بكى ادم كثيرا داخل السرداب، ظل ليالى طويله ينام داخل السرداب ينتظر عودة والده، لكن والده لم يظهر مره اخرى، كرهه ادم السرداب واقسم ان لا يمس النقود ولا الذهب ترك كل شيء كما كان وإنشاء حديقه فوق السرداب وأغلق بابه، سرداب كوهين عندما يفتح لابد أن يبتلع انسان.
فى اليوم التالي طهرت المرأه الطيبه القصر بالقرأن والادعيه والابخره، لم تترك ولا مكان حتى ذكرت اسم الله فيه حتى تأكدت من رحيل الشر تماما، حينها شهقت ديلا وعطست وبدت كأنها انسانه أخرى، كأنها كانت فى غيبوبه واستعادة وعيها، لم تفهم كيف حضرت لفيلا محسن الفهرجى ولا حتى ما تفعل هناك، لم تتوقف عن الصراخ بأسم ادم، حملت طفلها وحاولت الهرب، لكن محسن الفهرجى قام بحبسها، لا يسمح لها بالهرب، كان الرجل وصل لمرحله لا يمكنه فيها التخلى عن ديلا، ديلا لم تعد فقد زوجته بل كل حياته، حاول أن يلاطفها فى البدايه لكن ديلا لم تتوقف عن الصراخ ولم يجد بد من تهديدها بقتل ادم والطفل، اجبرها على السكوت وان لا تذكر اسم ادم مره اخرى اذا كانت مهتمه بسلامته، لم تكن ديلا مستعده لفقد ادم مره اخرى، كانت تعرف ما يستطيع محسن الفهرجى فعله، لكنها لم تكن تعرف القوه الجديده التى امتلكها ادم، قوة الحق.
اسماعيل موسى
تواصل ادم مع محسن الفهرجى وحاول ان يحل مشاكله معه لكن الفهرجى ثار وغضب، هدده بالقتل، السجن، بمعارفه من الشرطه وكبار الدوله، وكان ادم خطط لكل شيء تلك المره ولم يترك امر واحد للصدفه، سينتزع ديلا وطفله من محسن الهنداوى بالقوه اذا لزم الأمر، رفع أدم قضيه على محسن الهنداوى يتهمه فيها بحبس ديلا واختطافها، طلب وقوف ديلا تمام القضاء لتقول كلمتها، وكان محسن الهنداوى من جهته استعد لكل السيناريوهات، عزل ديلا عن طفلها وحذرها اذا فتحت فمها لن ترى طفلها مره اخرى
وكان متوقع ان يكون ادم حاضر يوم الجلسه، حضر محسن الهنداوى مع حراسه وظل ينتظر ادم حتى بدأت الجلسه
كان ينظر لديلا بسخريه ويهمس، تخلى عنك مره اخرى
وشعر بالسعاده، ديلا ستظل معه مدى الحياه، وكان ادم يصارع الوقت للعثور على ادم الصغير وزع حراسه على أكثر من مكان فتش كل متر عنه وكان الطفل كأنه اختفى من على وجه الأرض، وقفت ديلا امام القاضى تستمع للمرافعه وهى تدعو الله ان ينقذها ويعيد إليها زوجها، قبل أن يقصد قاعة القضاء عرج ادم على فيلا شاهنده، اقتحمها وهناك وجد الطفل، لم يفلح حراس شاهنده فى إيقافه، القوه كانت إلى جوار ادم والمال، احتضن ادم طفله وهو يهمس فى اذنه، يؤسفنى يا صغيرى ان أخبرك ان لم شملنا سيكون فى قاعة المحكمه، وانطلق باقصى سرعه نحو المحكمه