رواية كارمن الفصل الثامن 8 بقلم ملك ابراهيم


 رواية كارمن الفصل الثامن 8 بقلم ملك ابراهيم


البارت الثامن.


رمقته بقوة واجابت عليه بحقد:

- المقابل اني احرق قلبك واجوزها لغيرك، انا مستحيل اسمح لبنتي انها تدخل عيلتكم اللي متشرفتش بيا. 


حدق بها بصدمة، لا يصدق انها تحاول الانتقام منه بهذه الطريقة! توقفت عن الحديث للحظات قليلة ثم اضافة بنبرة ساخرة:

- والعيلة اللي متتشرفش بيا ويجبروني على الطلاق وكمان كانوا عايزين يلبسوني قضية.. انا مستحيل ادخل بنتي للعيلة دي. 


وقف من مكانه وهو يحدق بها بصدمة، استرخت في جلستها واضافة ببرود:

- نورتنا يا حضرة الظابط.. كان نفسي تحضر كتب الكتاب وتكون شاهد على عقد الجواز. 


رمقها بغضب وذهب مسرعًا من المنزل لكي لا يفقد اعصابه اكثر ويفعل شئ بها ويندم عليه لاحقًا، لا يصدق انها أم وتحمل بقلبها مشاعر الأمومة! كيف تفكر في تدمير حياة ابنتها مقابل الانتقام منه! 


خرج من المنزل واغلق الباب خلفه بقوة، اغلقت كارمن باب غرفتها وهي تبكي بانهيار بعد استماعها الي حديث والدتها مع رشيد وتأكدت من استحالة زواجهما. 


جلس بداخل سيارته تمان وهو في اشد حالات الغضب، لا يمكنه التخلي عن كارمن وتركها لمصير مظلم تتحكم به والدتها، اغمض عيناه يفكر في سبب قانوني يستطيع من خلاله إنقاذ كارمن من انتقام والدتها. لم يجد أمامه سوى أمر واحد فقط، نظر أمامه وهمس الي نفسه بحزن:

- للاسف مفيش قدامي غير الحل ده. 


اخذ هاتفه لكي يتحدث إلى كارمن. 


كانت كارمن تبكي بانهيار بداخل غرفتها، استمعت إلى صوت هاتفها، اخذت الهاتف ونظرت الي اسمه وهي تبكي، كانت تعلم بما سيخبرها به، من المؤكد انه سيتخلى عنها بعد حديث والدتها معه. ضغطت علي زر الرد ويديها ترتجف بشده. 


استمع الي صوت شهقاتها بالبكاء وهي تتحدث اليه وتعتذر منه على حديث والدتها معه، صوتها الباكي قطع نياط قلبه، حاول تهدأتها وتحدث اليها بنبرة هادئة:

- كارمن حاولي تهدي واسمعيني كويس. 






اجابته بانهيار وهي تبكي بشدة:

- مش هقدر اسمعها منك يا رشيد، انا عارفه ان حكايتنا انتهت، بس ارجوك متزعلش مني وافتكرني دايما عشان انا مش هقدر انساك. 


لم يستطيع تحمل ما تمر به الان، كم تمنى لو كانت معه الان ويستطيع معانقتها بقوة لكي يطمئنها ويخبرها انه لن يتركها مهما فعلت والدتها. تحدث اليها بقوة في محاولة ان يخبرها بما يريد قوله:

- كارمن اسمعيني.. انا مش هتخلى عنك وانتي مش هتكوني لراجل تاني غيري وده وعد مني. 


سكن جسدها قليلاً عقب استماعها الي حديثه، حاولت استيعاب ما قاله الان! شعر بهدوئها وبدأ يشرح لها ما يقصده بهدوء:

- كارمن.. انا عايز اقولك قبل أي كلام ان اللي انا بفكر فيه دلوقتي ده غلط، وغلط كبير كمان، وصدقيني لو كان قدامي حل تاني انا اكيد مكنتش هفكر في الحل ده. 


استمع الي صوتها الضعيف تسأله بقلق:

- ايه الحل ده؟


تنهيدة حزينه خرجت من صدره وهو يفكر كيف يخبرها، التقط نفسً عميق واخبرها بتوتر:

- الحل الوحيد اننا نتجوز. 


شهقت بصدمة وهي تستمع اليه، لا تصدق ما قاله الان، لم يعطيها فرصة للتفكير واضاف بقوة:

- كارمن صدقيني هو ده الحل الوحيد ومفيش اي حل تاني هقدر امنع بيه جوازك غير الحل ده. 


وقفت وهي تجفف دموعها وتحدثت اليه بقلق:

- بس احنا هينفع نتجوز ازاي وماما؟


اجابها بقوة:

- مامتك عايزة تدمر حياتنا في انتقام احنا ملناش ذنب فيه، احنا لازم نتجوز يا كارمن ونكتب كتابنا قبل يوم الخميس. 


جلست فوق الفراش بحزن وخفضت وجهها ارضًا وتحدثت بخوف:

- مش عارفة يا رشيد بس انا خايفة اوي. 


استمع اليها بحزن، صمتت قليلاً ثم اضافة ببكاء:

- بس لو ماما غصبتني اتجوز الراجل ده انا هنتحر. 


خفق قلبه بقوة من شدة الخوف عليها، تحدث اليها بلهفة:

- مش عايز اسمعك بتقولي كده مرة تانيه، كارمن انا مقدرش اعيش من غيرك، واللي انا بفكر فيه دلوقتي صدقيني لمصلحتنا احنا الاتنين، مامتك عايزة تنتقم من عيلتي ومش فارق معاها انها تدمر حياتك! وعيلتي رافضين علاقتنا بسبب مامتك.. احنا دلوقتي لازم نختار وبسرعه، يا اما نبقى ضحايا للعداوة اللي بينهم دي ونخسر بعض وحياتنا تدمر.. يا اما ناخد القرار ونتجوز ونحطهم قدام الامر الواقع. 


صمتت قليلاً تستمع الي حديثه وتفكر به، التقط انفاسه لكي يهدأ قليلاً واضاف بهدوء:

- كارمن.. انا عايز اسمع رأيك دلوقتي.. موافقه تتجوزيني؟ 


شعرت بحيرة شديدة، تزاحمت الافكار بعقلها، لم يكن بالسهل عليها التفكير واخذ القرار بهذه السرعه، لكن الامر لا يحتمل التفكير اكثر، هي تحبه وتثق به وهو ايضا يحبها، لا يمكنها الزواج من رجل اخر، عليها اخذ القرار دون تردد. تنهدت بحزن واجابته بصوت مبحوح:

- انت عندك حق يا رشيد، انا موافقة. 


تنفس براحة وتحدث بتأكيد:

- تمام يا حبيبتي.. يبقى لازم نروح للمأذون ونكتب كتابنا في اقرب وقت، والأفضل لو يكون بكره. 


شهقت بتوتر قائلة بفزع:

- بكره!!


اجابها بتأكيد:

- مفيش وقت يا كارمن.. مامتك اتفقت مع العريس ان كتب كتابكم يوم الخميس.. يعني بعد خمس ايام من النهاردة! 


خفق قلبها بخوف وتحدثت بتوتر:

- خلاص اللي تشوفه يا رشيد.. قولي اعمل ايه وانا هعمله. 


استمع الي صوتها بحزن، شعر بخوفها وتوترها، لكن ليس بيديه حل اخر، تحدث اليها بتأكيد:

- احنا هنستنا لبكره، واول ما مامتك تخرج من البيت انتي تجهزي نفسك وتكلميني ومتنسيش تجيبي معاكي البطاقه الشخصيه بتاعك وانا هاجي اخدك ونروح للمأذون نكتب كتابنا. 


ارتجف جسدها بخوف وتوتر وهي تستمع الي حديثه ونبرة صوته القوية الجادة وهو يأكد عليها ما عليها فعله في الغد، تحدثت اليه بصوت منخفض ضعيف:

- حاضر يا رشيد، هكلمك بكره اول لما ماما تخرج من البيت. 


شعر بحزنها وتحدث اليها بهدوء:

- انا مش عايزك تزعلي يا كارمن.. صدقينى لو كان في ايدي حل تاني كنت عملته. 


تلألأت عيناها بالدموع مرة اخري وهي تجيبه بتأكيد:

- انا مش زعلانه يا رشيد.. انا خايفه من اللي هنعمله ده. 


استمع الي حديثها بحيرة، هو ايضا لا يشعر بالراحة لما ينوي فعله، لكنه لن يتركها تتزوج من غيره وتقع ضحية لانتقام والدتها، تحدث معها بهدوء لكي يحاول تخفيف حزنها وتوترها:

- متخافيش يا حبيبتي من اي حاجة وصدقيني كل ده هيعدي.. المهم اننا نبقى مع بعض. 


أومأت بالايجاب وهي تستمع الي حديثه وتفكر في القادم بخوف. 


********

اليوم التالي.. 

ذهبت والدة كارمن لكي تشتري بعض الثياب الجديدة لها حتى ترتديها يوم عقد قران ابنتها. 


انتظرت كارمن قليلاً حتى تأكدت من ذهاب والدتها وقامت بالاتصال على رشيد لكي تخبره. 


لم ينم رشيد منذ ليلة آمس، سهر طوال الليل حتى الصباح يرتب كل شئ مع صديقه المقرب خالد، واتفق مع صديق اخر له لكي يكون شاهدًا على عقد الزواج مع خالد واتفق مع مأذون شرعي قريب من منزل كارمن، وأكد عليه ان يكون على استعداد في اي وقت. 


اخبرته كارمن ان والدتها ذهبت من المنزل، دقائق قليلة وكان رشيد يقف بسيارته امام منزلها، خرجت من المنزل وهي تشعر بالخوف الشديد، ركضت الي سيارته وصعدت بداخلها وجلست بجواره وجسدها يرتجف بشدة ووجهها شاحب مثل الموتى. 


لاحظ رشيد توترها وشحوبها، حدق بها بعمق وتحدث اليها بهدوء:

- انا عارف انه قرار صعب.. بس مفيش قدامنا غيره. 


أومأت برأسها بالايجاب وتحدثت اليه بصوتها الرقيق:

- انا عارفه يا رشيد، وبصراحة طول الليل بفكر في حل وفعلا ملقتش غير الحل ده. 


ابتسم لها بحنان وتحدث اليها بتأكيد:

-  صدقيني يا كارمن انتي عمرك ما هتندمي على القرار ده. 


ابتسمت وأومأت برأسها وتحدثت بخجل :

- وانا متأكده اني عمري ما هندم. 


ابتسم بسعادة وهو يستمع الي حديثها ويعلم كم هي تثق به، قام باشغال محرك السيارة وانطلق بها الي مكتب المأذون الشرعي، كانت تجلس بجواره وتفرك بيديها بخوف وتوتر، تريد العودة إلى منزلها والتراجع عن هذا القرار المصيري المخيف، لكنها تعلم ان في انتظارها زواج اجباري من رجل يكبرها بكثير وحياة صعبه وانتقام ليس لها ذنب به. 







توقف رشيد بسيارته امام مكتب المأذون الشرعي وترجل من السيارة واخذ كارمن وتقدم بها إلى داخل المكتب. 


كان اثنان من اصدقاءه في انتظارهما بالداخل ومن بينهما خالد صديقه المقرب، اخذ المأذون هوية كلاً منهما وقام بتسجيل البيانات واتمام عقد الزواج بينهما بالشرع. انتهى المأذون من عقد القران وبارك لهما. 


ابتسم رشيد بسعادة وهو ينظر الي كارمن، لا يصدق ان حبيبته اصبحت على اسمه، لا يمكن لاحد بعد الان تفريقهما، ولا يحق لرجل اخر النظر اليها. 


اخذها من يديها بعد ان شكر اصدقاءه وذهبوا بعد توقيعهم شهود على عقد الزواج، تحدث الي المأذون وآكد عليه سرعة توثيق عقد الزواج. 


خرج معها من مكتب المأذون وهو يمسك بيديها ولا يريد تركها، فتح لها باب السيارة وصعدت بداخلها وجسدها يرتجف وقلبها يخفق بقوة شديدة، صعد هو الاخر بداخل السيارة وجلس بجوارها، يريد ان يتحدث معها ويخبرها بأشياء كثيره لكنه لا يعلم من اين يبدأ الحديث. 


نظرت اليه كارمن وهي لا تصدق حتى الان ما حدث، لا تستوعب انها اصبحت زوجته، تحدثت اليه بتوتر:

- هو احنا كده اتجوزنا فعلا؟! 


ابتسم بسعادة وتحدث اليها بشغف:

- طبعاً يا حبيبتي.. انتي دلوقتي بقيتي مراتي رسمي. 


خجلت كثيرا وخفضت وجهها، استرسل لها عقلها الكثير من الأسئلة، رفعت وجهها مجددًا وتحدثت اليه:

- يعني اللي احنا عملناه ده مش غلط يا رشيد؟ 


نظر اليها وهو يقود السيارة واجابها:

- الغلط لو كنتي اتجوزتي الحاج مطاوع اللي والدتك اختارته!


شهقت بصدمة وهي تتذكر مطاوع الذي جاء من اجل الزواج منها، كيف لرجل بعمر الخمسين ان يفكر بالزواج من فتاة في العشرين من عمرها. اغمضت عيناها وهي تتذكره عندما رأته بمنزلهم. تحدثت الي رشيد بصدمة وهي تصف له شعورها عندما رأت مطاوع:

- انا مش عارفه كنت ممكن اتجوز الراجل ده ازاي.. مش قادرة انسى شكله اول ما شوفته، راجل عجوز واقرع وتخين وعنده كرش كبير وبيشرب القهوة بصوت مزعج جدا، وماما بتقولي ده عريسك! 


ضحك رشيد وهو يستمع الي وصفها لمطاوع وهي تخفي عيناها ولا تريد ان تتذكره اكثر، صمت قليلاً ثم تحدث اليها بفضول:

- طب انتي كنتي بتفكري تتجوزي واحد شكله ايه؟ 


فتحت عيناها وهي تستمع الي سؤاله وتفكر به، نظرت اليه وهو يقود السيارة ويتحدث اليها وهو ينظر الي الطريق أمامه، تأملته بعمق، لأول مرة تتأمله عن قرب، كان وسيمً للغاية، طويل القامة، صاحب جسد رياضي قوي، شعره اسود ويصففه للأعلى بطريقه رائعه، عيونه سوداء حادة. تنهدت من قلبها واجابته بصوت رقيق وهي تتأمله بنظرات عاشقه وتوصفه دون ان تشعر:

- كنت بفكر انه يبقى طويل وجسمه رياضي ومعندوش كرش طبعاا.. 


صمتت للحظات قليلة وتأملت شعره الاسود واضافة بصوت ناعم:

- ويكون شعره اسود.. وعيونه سود وحلوين... 


شعر بنظراتها اليه وصوتها الرقيق وهي تصف كيف تراه بعيناها، كان يتعمد اظهار انشغاله بالقيادة لكي تتحدث على راحتها، نظر اليها ورأى بعيناها نظرات عاشقه وهي تتأمله عن قرب، خجلت منه وخفضت وجهها سريعاً، توقف بالسياره على جانبي الطريق، نظر اليها وامسك يديها ورفع وجهها لكي يستطيع رؤية عيناها وتحدث اليها بشغف:

- كارمن ممكن تبصيلي. 


رفعت عيناها ببطئ ونظرت اليه بخجل، كانت يديها ترتجف بين يديه، قرب يديها من شفاتيه وقبلها برقه، ارتجف جسدها بالكامل واخذت يديها سريعا من بين يديه:

- ليه جسمك كله بيرتجف كده؟ 


لم تجيب على سؤاله. خفضت وجهها في خجل. تأملها بنظرات عاشقه، اراد الاقتراب منها اكثر لكنه تراجع عن الفكرة حتى لا تخف منه، يعلم انها لا تستعب انها اصبحت زوجته حتى الان، ارتبكت كثيراً من نظراته وابتعدت عنه قليلاً وتحدثت اليه بتوتر:

- هو المفروض احنا هنعمل ايه بعد كده؟ 


ابتعد هو الاخر واعتدل علي مقعده ونظر امامه يفكر ثم اجابها:

- اول حاجة انا لازم اشتري بيت مناسب نعيش فيه وطبعا ده هياخد وقت.. بس انا هحاول الاقي بيت في اسرع وقت ممكن. 


أومأت برأسها واردفت:

- وماما هقولها ايه؟ وعيلتك.. هتقولهم ازاي؟


تنهد بأرهاق وهو ينظر امامه واجابها:

- بلاش حد منهم يعرف دلوقتي.. خلينا لما الاقي شقة ونكون جاهزين وانا هبلغهم بنفسي. 


حدقت به وتحدثت بتوتر:

- طب والعريس اللي ماما عايزة تجوزني ليه ده؟.. دا فاضل اربع ايام والمفروض هيجي عشان يتجوزني؟ 


نظر اليها بقوة واردف بانفعال:

- هيتجوزك ازاي وانتي مراتي! خليه بس هو او غيره يقرب منك وشوفي انا ازاي هندمهم على اليوم اللي اتولدو فيه. 


ارتجف جسدها من انفعاله وصوته الغاضب، نظرت اليه بخوف وتحدثت بصوت منخفض:

- ما هما مش عارفين اننا اتجوزنا. 


لاحظ خوفها منه ومن انفعاله الزائد امامها، حاول السيطرة على انفعاله وتحدث اليها بهدوء مصطنع:

- متقلقيش يا حبيبتي.. انا هحاول اجهز شقة بسرعه وهاجي اخدك من بيت مامتك والدنيا كلها هتعرف اننا اتجوزنا. 


أومأت برأسها وهي تنظر اليه بخوف، ابتسم اليها لكي يصالحها علي انفعاله معها وتحدث اليها بمشاكسه:

- انتي عارفه انك المفروض من الليله دي تنامي في حضني. 


احمرت وجنتيها بشدة ونظرت اليه بصدمة، ضحك وهو ينظر اليها واضاف بنبرة مرحة:

- بس مفيش مشكله كلها يومين تلاته بالكتير وتنامي في حضني ووقتها مش هسيبك تبعدي عن حضني ابداا. 


خجلت كثيرا من حديثه ونظرت امامها بصدمة وتحدثت اليه بارتباك:

- رشيد انت لازم توصلني البيت دلوقتي حالاً.. اكيد ماما هترجع البيت دلوقتي وهتبقي مشكله لو رجعت وملقتنيش. 


ابتسم وهو يتابع ارتباكها وخجلها الشديد منه، اعاد تشغيل محرك السيارة وهو ينظر اليها بعشق... ✋. 


عاد من ذكرياته وهو بداخل الشقة التي اشتراها قبل اربعة اعوام. كل شئ هنا يذكره بها، خيانتها له تمزق قلبه حتى الان، سهام من نار تحرق قلبه وروحه كلما تذكرها. 


اخذ يحطم كل شئ بالمنزل، لا يريد ان يتذكرها بعد الان، نيران تحرق قلبه، لا يستطيع تهدأتها، اخذ كل شئ وحطمه على الارض بقوة، اراد لو يحطم قلبها كما حطمت قلبه دون ان تطرف لها عين. 


جلس ارضً بعد ان حطم كل شئ حوله، اصبح اثاث المنزل متناثر ومحطم فوق الارض بطريقه فوضويه، نظر الي الخراب حوله! هكذا اصبحت حياته بعد ما فعلته به، اصبح كل شئ بحياته محطم ومتناثر، لذا لا يشعر بالغرابه وسط هذا الخراب. اغمض عينيه بتعب، يتمنى لو لم تزوره بأحلامه كما تفعل كل ليله. فقط يريد رؤيتها وهي تتألم وتتعذب وتندم على ما فعلته به. أخذته افكار كثيرة في الانتقام منها، فتح عينيه وهو ينظر امامه بقسوة ويتوعد لها بأقصى العذاب. 


*******

صباح اليوم التالي.. 

استيقظت كارمن باكرًا لكي تذهب إلى العنوان الذي اعطاها ايها مدير المطعم لكي تقوم بالتجهيزات والتخديم في حفل ميلاد ابن زوجها السابق، لم تستطيع النوم طوال الليل؛ كانت تتساءل بداخلها؛ كيف ومتى تزوج؟ ومن هي زوجته؟


الكثير من الأسئلة تزاحمت بأفكارها، لكنها اليوم ستجد الرد. يمكنها رؤية زوجته اليوم ورؤية ابنه ويمكنها معرفة متى تزوج وانجب طفل. 







حاولت تجاهل تلك الافكار والنظر الي الحاضر، رشيد كان زوجها بالماضي واليوم اصبح زوج لأمرأة اخري ولا يحق لها التفكير به حتى الان. انتهت سريعاً من ارتداء ثيابها قبل ان تستيقظ والدتها.


اخذت حقيبة يدها بهدوء وقبل ان تخرج من الغرفة استوقفها صوت والدتها:

- كارمن.. قبل ما تمشي سيبي فلوس عشان اشتري سجاير. 


التفتت تنظر الي والدتها بصدمة وتحدثت بزهول:

- ماما انتي لسه شاريه علبتين امبارح!.. 


اقتربت من والدتها عدة خطوات وهي تضيف بحزن:

- يا ماما انتي كده بتموتي نفسك بالبطئ. 


زفرت والدتها ببرود وتحدثت اليها بانفعال:

- ده على اساس ان صحتي فارقه معاكي! 


حدقت بها كارمن قائلة بصدمة:

- طبعا يا ماما صحتك فارقه معايا وتهمني!


ضحكت والدتها بنبرة ساخرة وتحدثت:

- اللي اعرفه انك لو خايفه على صحتي صحيح كنتي على الاقل ترحمينا من الفقر ده وتسمعي كلامي وتستغلي جمالك اللي هيضيع على الفاضي! 


نظرت الي والدتها بصدمة واردفت بغضب:

- لو سمحتي يا ماما بلاش نتكلم في الموضوع ده تاني. 


اقتربت من الفراش واخرجت بعض النقود من حقيبتها ووضعتها فوق الفراش واضافة بحزن:

- دي كل الفلوس اللي معايا ومفيش معايا غير اجرة التاكسي اللي هيوصلني شغلي. 


لم تهتم والدتها بأمرها وتجاهلتها ببرود، اغمضت كارمن عيناها بتعب واستغفرت ربها وخرجت من الغرفة لكي تذهب إلى عنوان شقة رشيد. 


******'

بعد اقل من ساعة. كانت كارمن بداخل سيارة اجرة تنقلها الي عنوان شقة رشيد، توقفت السيارة امام البرج السكني الذي يضم عدد كبير من الشقق الفخمة، ترجلت من السياره وهي تنظر إلى البرج بحزن، استرسل لها عقلها؛ هل من الممكن انه تزوج بنفس الشقة التي كانت تجمعهما بعد الزواج؟ هل ستعمل گـ خادمة اليوم بداخل شقتها السابقة!


توقفت بتردد تفكر ماذا عليها ان تفعل الان، نظرت الي حقيبتها الفارغة من النقود بعد ما اخذت والدتها كل النقود التي اكتسبتها من عملها، وعليها الان العمل مجددا لكي تحصل علي نقود اخري. 


التقطت انفاسها وهي تحاول إظهار القوة لكي تستطيع متابعة عملها بمنزل رشيد وزوجته. 


صعدت الي الدور السادس ويأخذها الحنين إلى الماضي، كان منزلها بالماضي ومسكنها الأمن، توقفت امام باب الشقه وعيناها تتلألأ بالدموع وهي تحاول التقاط انفاسها بقوة لكي لا تسمح لدموعها بالانطلاق خارج عيناها حسرة وندم على ما تعرضت له من خسارة حبيبها وخسارة حياتها معه، لا تصدق انها عندما تطرق على الباب الان ستخرج زوجته وترحب بها، اصبحت الان غريبه عنه وعن منزلها، هذا المنزل الذي عاشت به اجمل واسعد ايام حياتها. 


رفعت يديها المرتجفه وطرقت على الباب بتوتر، كانت في صراع كبير مع دموع عيناها، تحارب تساقط الدموع من عيناها بصعوبه. طرقت عدة مرات متتالية ولن يأتي اليها ردً من الداخل، وقفت تطرق على الباب بقوة حتى يئست من وجود احد بالمنزل وكادت ان تذهب، لكن صوت فتح الباب استوقفها، التفتت تنظر الي من فتح الباب.....


يتبع...✍️

رواية_كارمن

الكاتبة_ملك_إبراهيم


                 الفصل التاسع من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×