رواية حرم الفهد الفصل الخامس 5 الجزء الثالث بقلم سميه احمد
#حرم_الفهد_أسطورة_العودة.
#الجُزء_الثالث
#البارت_الخامس
دخل «داغر» بسُرعة وشاف «فيروز» مُغمي عليها شالها براحة ودخلها وحطها عليَّ السرير وبدأت تفوق تدريجيًا، قعدت جنبها«غرام» وحضنتها بخوف وقالت بعياط:
_مالك يا قلب ماما خضتيني عليكِ.
حاولت تسيطر عليَّ دُموعها والخُوف اللِّي جواها وقالت بأرتباك:
_أنا كويسة يا حبيبتي دُوخت شوية بس مش أكتر...
ملحقتش تكمل كلامها ودخل «فهد» وتعابير وشهُ باين عليها الخوف والقلق، قال بفزع وخُوف:
_مالها فيروز...
قرب من «فيروز» وضحكت لـ«فهد» وقالت بهُدُوء:
_مَنا قُدامك أهو يا بابا، تعبت شوية بس مش أكتر.
أخدت نفس عميق وغمض عيُونهُ بأطمئنان وحضنها وقال بأبتسامة:
_ألف سلامة عليكِ يا روبانزال.
ضحكت لـ«فهد» وبصت لعُيونهُ وقالت بهزار:
_برضو مُصمم تقول الأسم ده!
ضحك الكُل وقال «داغر» بتأكيد:
_أنتِ مش بس روبانزال، أنتِ فراشة، وكُل حاجة جميلة بيحبوها الأطفال.
رمشت بعُيونها كتير وقالت بغرور وهزار:
_جوهرة والله جوهرة عندكوا في البيت لا تُقدر بثمن.
***
فونها رن وخرجت تُرد برا، وقفت قُدام باب الشقة ومرة واحدة اتحط منديل عليٰ فمها، ووقعت بين إيدهُ، شالها وخرج بيها من الباب الخلقي للعمارة.
لمح «عُمر» غياب «ماسة»دور عليها وسأل بس الكُل كان بيقول انها فيّ أُوضتها خبط عليَّ الباب مرة وأتنين وتلاتة ومكنش فيّ اي رد فعل، بدأ الخوف بتسرب لقلبهُ، وفتح الباب مرة واحدة وكُل حاجة مترتبة زي ما هيا، خمن إنها في التواليت.
وقف قُدام الباب وفضل يخبط قال بصوت مليان خوف وقلق عليها:
_ماسة... ماسة ردي عليا أنتِ جواه... ماسةةةة....
وبعد تخبيط كتير قرر يفتح الباب وللأسف برضو ملقاش ليها أي أثر، طلع يجري بفزغ وراح ناحية «داغر» وصرخ بخوف:
_ماسة مش موجودة بدور عليها مش لقيها.
قام «فهد» وقال بصدمة:
_أُختك فين يا عُمر.
هزر رأسةُ وهو مش عارف يقول أي، وقعت «غرام» عليَّ الكنبة وبدأت تترعش وجسمها يتنفض جري عليها «فهد» بُسرعة وقعد قُدام.
حاوط وشها بين كُفوفة وقال بحنية:
_غرام حبيبي خُدي نفس عميق وخرجية بهُدوء.. حبيبتي أهدي ماسة أكيد فوق السطح أنتِ عارفة هيا بتحب تقعد لوحدها أوقات.
قالت بِبكاء وصوت عالي نوعًا ما:
_بنتي فين يا فهد؟! ارجوك هاتلي ماسة.
أخذها «فهد» فيّ حضنهُ وهمس:
_أرجوكِ متضعفيش، لو أنتَ وقعتي مش هعرف أقوم بلاش تحسسيني بالعجز أرجوكِ، عايز «غرام» اللِّي بحبها وهفضل أحبها.
بدالتة«فهد» الحُضن وأنهارت، بعد شوية هديت وخرج «فهد» وكان كُل الشباب بيدور عليها وبيفرغوا كاميرات المخارج والمداخل.
أفتكر«داغر» كاميرات الباب الخلقي للعُمارة
***
فتحت عُيونها تدريجيًا وقامت بفزع خافت وبدأت تتنفس بُسرعة جريت ناحية باب الغُرفة كان مَقفول بالمُفتاح فضلت ترزع بأيديها الأتنين ورجليها وهيا بتصرخ بصوت عالي وبتعيط بأنهيار.
قالت بأنهيار وبُكاء:
_خرجوني من هنا.... إنتو مين؟!..... أرجوك سبني أمشي.
فضلت عليَّ الحالة دي أكتر من تلات ساعات، ولكن كُل محاولاتها باتت فاشلة، أُرهقت وتعبت وقعدت فيّ مُنتصف الغرفة ضمت رجليها لصدرها، وبقت بتبكي بطريقة هيسترية، أتفتح باب الغرفة ببُطئ، رفعت رأسها بفزع وخوف، رجعت لورا بخُوف قالت بشفاتين مُرتعشة:
_أنتَ مين؟!!! خطفتني ليه؟!
رفع الشال الأسود عن وشهُ، وتُرك المجال للغة العُيون، وقفت ورجليها بتخبط فيّ بعض بسبب أرتباكها، حاولت تنظم أنفاسها وتتنفس طبيعي قالت وهيا بتحاول تتنفس بصعُوبة:
_أنتَ أكيد مش فيّ وعيك تعمل كده! هتروحني صح، بابا هيدمرك رجهني البيت وإلا.
ضيق عُيونه وقال بتحذير:
_وإلا؟!!!
زعقت بصوت مالي:
_خرجني من هنا بقولك، أنتَ فاكرها سايبة، راجع بعد خمس سنين وفاكر إن هنسا وهسيب الأيام تعدي ده بِبُعدك يا «يوسف».
قرب منها كام خطوة ومبقاش بينهُم سوا مسافات لا تُذكر همس بنبرة أسف:
_حقك عليا.
قالت بخفوت وصوت بُكي وعتاب فيّ آن واحد:
_بعد أي، أعتذارك هيفيد بـ أي دلوقتي مبقاش فايد بحاجة صدقني كإنك متكملتش، جاي تعتذر بعد خمس سنين سبتني فيهُم لدماغي كتر خيرك والله ملوش لازمة.
قربت خطوة منهُ وبدأت الدموع تتكون فيّ عيناها همست بنبرة صوت حزينة:
_عارفة السؤال اللِّي كُنت بسألوا نفسي علطول، كان نفسي ألقي أجابة تنهي أي حاجة جوايا.
هز رأسهُ وقال بتسأل:
_أي هو؟!
أطلقت العنان لدُموعها وقالت بنبرة عتاب:
_ليه؟! ليه يا «يوسف»؟! ليه بجد؟!...
أتنهد وقال بخفوت:
_أنا ذات نفسي مش عارف ليه؟! كُنت غبي مخبيش عليكِ وحمار علشان سبتك، بس القلب مش شايف غيرك، ليه بشوفك فيّ الكُل، ليه صوتك بيتردد جوا دماغي كُل شوية، أحنا الأتنين محتاجين نعرف الأجابة، يظهر أن ليه ملهاش نهاية.
مسحت دُموعها بكف إيديها رجعت بصت لعيُونهُ:
_لو فكرت فيا مرة واحدة بس، لو كُنت حابتني زي ما بحبك مكناش هنسأل بعض السؤال ده، احنا حياتنا عبارة عن كلمة«ليه» أسئلة كتير جوانا وبنرجع نقول أصل «ليه»، من حقنا كبشر نلقي جواب، بس يظهر إن العنوان ضاع والجواب ميعرفش عنواينّ، وأنا بين الأتنين لا قاردة اسأل واقول «ليه» ولا قادرة أقول الجواب، أنا مُبعثرة بين هنا وهناك.
رجع بظهرهُ قال وهو مازال بصرهُ موجهة ناحيتها:
_هنأجل المُناقشة بينا علشان يظهر إن مفيش فايدة وهسيبك لحد ما تهدي ووقتها نتكلم.
جريت ناحيتهُ وضربتهُ علىٰ صدره وقالت بغضب:
_مفيش كلام بينا وهتخرجني من هنا وترجعني مكان ما جبتني.
هز رأسهُ بأسف شديد:
_مع الأسف مفيش خروج من هنا غير علىٰ القاعة بتاعت فرحنا غير كده مفيش منو.
خرج بسُرعة وقفل الباب بالمُفتاح صرخت بغضب، وبعدها أتسطحت علىٰ السرير.
***
عمت حالة من الهرج والمرج قُدام عُمارة عيلة البحيري، الكُل كان بيدو بطريقة عشوائية عن ماسة البحيري وكإن الأرض أنشقت وبلعتها بعد مرور أكتر من خمس ساعات كُل مُحاولاتهم فيّ أنهُم يلقوها كانت فاشلة بدأت خيوط النهار تتسرب، ويطلع النهار، قعد «عُمر» علىٰ رصيف الشارع وحطت إيدو علىٰ وشهُ بخيبة، طبطب علىٰ كتفهُ «ليث» وقال بحُب أخوي:
_مش هنهدا ونعقد غير وهيا بينا، مش هنعتب عتبة البيت غير وهيا وسطنا وصوت زعيقها مالي البيت.
أبتسم بأمتنان وبص قُدامهُ بفراغ، خرج «فهد» من المسجد بعد الشباب بنص ساعة كانوا قعدين فيّ الشارع جنب بعض، وقف قُدامهُم وقال بأبتسامة:
_مالكوا شايلين طاجن ستكوا ليه.
بصوا الشباب لبعض بذهول من أبتسامة «فهد» وطريقة كلامهُ، وقف «عُمر» وقال وهو بيحط إيدو علىٰ جبين «فهد»:
_بابا أنتَ كويس ولا سُخن ولا اي.
ضرب «فهد» إيد «عُمر» وقال بصرامة:
_ولد أحترم نفسك.
سأل«داغر» وملامح وشهُ كانت لا تُبشر بالخير نهائي قال بنبرة صوت رخيمة:
_أي سبب تغيير حضرتك معني كلامك وأبتسامتك إنك عارف حاجة عن «ماسة» وإلا كان زمانك قالب الدنيا فوقاني تحتاني.
رفع حاجبهُ وقال بمكر:
_بيقولوا أبن الوز عوام، وعيبك إنك فاهمني وفاهم دماغي، كلامك صح يا بن فهد البحيري، أطلع البيت وأطمن.
قرب «داغر» من «فهد» وقال بمكر:
_ولو اللِّي في دماغي صح وحضرتك سكت وسبت الدنيا والمركب تمشي فَـ هخربها علىٰ الكُل.
أستقام ومشي بغرور وطلع بيتهُم، طلع «فهد» وراه هو و«آيان» و«إياد» و«أسر» و«غيث » و«زين» و«عُمر».
***
ضرب جرس البيت أحترامًا لحرمت البيت حتي لو كان بيتهُم بس فيّ ضيوف، فتحت «فيروز» وقال بلهفة:
_لقتوها صح؟!
طبع قُبلة علىٰ جبين«فيروز» وقال وهو بيبعدها عن الطريق علشان يعدي:
_اسألي بابا هو معاه كُل الأخبار.
بصت فيّ طيفهُ وهمست بعدم فهم:
_بابا وهيفهمني؟!! ومعاه كُل الأخبار هو فيّ أي؟!
=مفيش حاجة يا حبيبتي أخوكِ مكبر الموضوع بس و«ماسة» فيّ أمان متخفوش.
طلعت«غرام» بتجري من أُوضتها لما سمعت صوت «فهد» قالت بلهفة وخوف:
_طمني يا «فهد».
حط إيدو علىٰ كتفها وقال بأبتسامة:
_مفيش حاجة «ماسة» جو البيت مكنش مساعدها إنها تبقي بخير فَـ راحت تبات عن «فايا» صاحبتها وهترجع بعد يومين.
ضيقت عُيونها وسألت بأستفسار:
_وأنتَ من أمتي بتسمح لحد من بناتك يباتو برا البيت وكمان يومين «فهد» أنتَ مخبي عليا اي بظبط؟!
هز رأسهُ بقلة صبر:
_يا حبيبتي مدام«ماسة» وهتكون بخير ومرتاحة فَـ أنا وقتها هبقي مبسوط.
محدش كان مُقتنع بكلام «فهد» الكُل كان عارف إن فيّ لُغز فيّ أختفاء «ماسة» بس محدش عارف غير «فهد» واللِّى زاد الأمر شك كلام«داغر» علامة أستفهام موجودة.
الكُل أنسحب بهدُوء، كُل واحد أحد عائلتهُ ومشي، أخد نفس عميق وبص علىٰ «فيروز» وهيا واقفة مربعة إيديها، و«عُمر» اللِّي بيتاوب وهيموت وينام و«غرام» اللِّي كان واضح علىٰ ملامح وشها الأستغراب والدهشة، أنسحب «عُمر» ودخل أوضتهُ، خرج من جيبة البنطلون سلسلة علىٰ هيئة وردة، بصلها بحُب وأبتسم بهيام همس بينهُ وبين نفسهُ:
_يحن إليها الورد، كيف لا يحن لموطنه، يليق بها الورود والحُب.
رمها علىٰ الكومدينو وبدل ملابسهُ لأخرة مُريحة ورمي نفسهُ علىٰ السرير بأرهاق.
_«ماسة» مش عند صاحبتها يا بابا وكلام حضرتك مش داخل دماغي نهائي.
رفع حاجبهُ وقال بأبتسامة مكر:
_والله؟! جاية تشغلي دماغك عليا يا أندج أيدج أنتِ.
رفعت إيديها كأعتراض وقالت بصرامة:
_لو سمحت يا بابا مسمحلكش تقول عليا كده أنا آنسة ناضجة كبيرة و واعية وبأخد قراراتي بنفسي وعندي19سنة مش فيّ كيجي.
حط إيدو فيّ جيب البنطلون وقال بنفس الأبتسامة ورفعة الحاجب:
_لا مهو واضح إنك ناضجة وواعية وبالنسبة لقرارتك اللِّي بتاخديها فَـ أنا مش شايف ولا قرار عدل ده أنتِ قرارتك مدرمة حياتك نامي يقلبي.
مسكت خصلة من شعرها وحطتها ورا آذنيها وقالت بغرور:
_القرارات الغلط هيا اللِّي بتعلمنا أزاي نأخد قرار صح بعد كده.
قهقهة بقوة وقال من بين ضحكاتهُ:
_والله؟! أُمال بترجعي تختاري نفس القرارات الغلط تاني ليه مش المفروض تتعلمي منها؟!
هزت رأسها وقالت بأقتناع تام:
_منا براجع علىٰ الغلط علشان مغلطتش تاني.
هز رأسهُ وهو بيحاول يكتم ضحكتهُ:
_منا واخد بالي والله ياقلبي.
***
فيّ مُستشفي الكيان تحديدًا مكتب «عُمر البحيري» كان فيّ صوت طرقات خافتة علىٰ الباب قال وهو مازال باصص علىٰ الورق اللِّي قدامهُ:
_اتفضل.
قالت وهيا بتحاول تظهر قوتها:
_غرفة العمليات جاهزة يا دكتور مش فاضل غير حضرتك بس.
رفع رأسهُ من علىٰ الورق أبتسم بخبث وقال بمكر:
_احنا ولاد عم يا جوري عيب لما تقوليلي يا دكتور.
غمضت عُيونها وقالت بصرامة:
_ولاد عم لما نبقا فيّ البيت حضرتك برا الشُغل لكن هنا علاقتي معاك الدكتور والمدير بتاع المُستشفي غير كده مفيش بيني وبينك أي صلة، عند أذنك.
خرجت ورزعت الباب وراها بغضب، غمضت عُيونها وهمست لنفسها وهيا مدية ظهرها لباب المكتب:
_عاش عليا والله.
=هو عااش فعلًا بس مش قُدامي يا دكتورة جوري.
برقت وكإن اتدلقت عليها ماية ساقعة لما سمعت صوت «عُمر» لفت بتوتر وقالت بضيق:
_تعرف تسكت بجد، نقطتنا بسكوتك علشان صوتك مُزعج.
مشيت وهيا بتتمني الأرض تنشق وتبلعها وهو مازال فيّ حالة ذهول من قلة ذوقها.
***
_للمرة المليون برن ومش بيرد اروح أخطبهُ يعني ده اي قلة الذوق دي.
سمعت صوت باب المكتب بيتفح لفت وقالت بعصبية:
_مش قولت محدش يدخل الزفت....
سكتت لما شافت«زين» قُدامها، قالت بغضب:
_برن علىٰ حضرتك بقالي خمستلاف ساعة علشان الانترفيوم متأجل علشان خاطر البية، مش علشان حضرتك هتستلم الادارة مكان ماما غرام تفكرها اللوكاندا الخاصة بحضرتك، هنا فيّ قانون ماشي علىٰ الكُل وحضرتك مش أحسن مننا ولا مولود فيّ بؤقك معلقة ذهب.
رمي الفون والمفاتيح علىٰ المكتب ببرود وقال:
_تعرفي تخرسي بجد أخرسي، وبعدين أنتِ مالك وبتزعقي ليه، وأتفضلي اطلعي برا.
برقت بصدمة وهيا بتنقل بصرها ناحية الباب وناحيتهُ:
_أنتَ شخص قليل الذوق ومش مُحترم نهائي.
قعد علىٰ الكُرسي وفتح اللاب ببرود وقال وهو بيشتغل:
_سبتلك الأحترام اطلعي علشان مكرهكيش فيّ اليوم اللِّي فكرتي تشتغلي فيه.
أول مرة متعرفش ترد علىٰ حد وتجرحهُ بالكلام أول مرة حد يقدر يهنها بالطريقة دي، مش هيا «إسراء» اللِّي بتأخد حقها، خرجت بهدُوء وهو مازال مكمل شُغل.
***
كانت ماشية فيّ شارع وهيا بتكلم «فيروز» لمحت رائد صديق «داغر» ومعاه بنوتة عُمرها لا يتعدا الـ18.
_وانا اللِّي قولت عليه مُحترم ومتربي عشرة مرات ده مشفش بربع جنية تربية وبتاعت ستات.
سمعتها«فيروز» وهيا بتكلم نفسها وقالت بعدم فهم:
_أنتِ بتكلميني أنا ولا بتكملي مين.
شافها «رائد» وأبتسم أبتسامة جانبية مشيت بسُرعة وهيا بتكلم نفسها ونسيت إن«فيروز» علىٰ الخط.
***
_وبعدهالك يعني أنتِ مش هتأكلي؟!
=قولتلك خرجني من هنا مش عايزة أطفح.
قال بأستفزار:
_ليه كده يا قلبي؟!
بصت عليه بضيق:
_أنتَ بنأدم رخم كده ليه متسبني اتنيل اروح.
قام وقال وهو ماشي ناحية باب الأوضة:
_لما أسلوبك يتعدل وقتها هيبقي فيّ كلام تاني.
***
بعد مرور ست ساعات فيّ أوضة العمليات خرجت «جوري» هيا و«عُمر» و«روز» دكتورة من نفس سن «عُمر».
قالت «روز» بحُب لـ«عُمر»:
_بجد مشفتش حد شاطر زيك، العلمية اي حد بيعملها بتأخد أقل حاجة 10ساعات أنتَ عملتها فيّ أقل من 6ساعات، واووو بجد.
بصتلها «جودي» وقالت بغيظ:
_متصلي علىٰ النبي يا حبيبتي أحسن يروح ميت.
شهقت بخوف:
_بعد الشر عليه، أتفائلي يا دكتورة.
رفعت حاجبها «جودي» وقالت بحقد:
_واللِّي يشوف خلقتك يتفائل.
مشيت سابتهُم وهيا هاين عليها تمسك«عُمر» ترنوا علقة، غيرت هدومها وخرجت من المُستشفي توقف تاكسي، وقتها كان خارج «عُمر» وهو لابس تشيرت نص أبيض علىٰ بنلطون جينز أسود علىٰ شوز أبيض، شافها وأبتسم بمكر وراح ناحيتها.
_يلا أوصلك.
لفت وقالت بضيق:
_مُتشكرة هروح لوحدي.
اتنهد بضيق:
_يبنتي أتزفتي امشي قُدامي علشان أوصلك كده كده انا رايح اقابل اخوكِ مش علشان سواد عُيونك.
أتاففت بضيق من أسلوبهُ:
_سلامة نظرك شايف محرم معانا وجاي واقف معايا بصفتك مين ما تروح ولا تشوف هتروح فين؟!.
شاور ناحية العربية وهو بيضغط علىٰ أسنانهُ بعصبية:
_روحي أركبي بدل ما ازعلك.
أنتهت أخر ذرة صبر عندها وقالت بعصبية وصوت بُكي:
_بقيت فارقة معاكَ دلوقتي يعني، ما من يومين كُنت وحشة وجودي الفاشلة وغيرو كتير دلوقتي بقيت متشافة، مش عايزة أي مُساعدة منك ولو أخر واحدة فيّ الدنيا عُمري ما هطلبها منك افضل أموت ولا إنك تساعدني يا «عُمر» وياريت تسبني فيّ حالي لحد ما فترة التدريب تخلص وانا وقتها همشي من نفسي من المخروبة دي.
مشيت وهيا شايلة الجاكت علىٰ إيديها وهو فضل باصص فيّ طيفها بحُزن أتنهد وأخد نفس عميق وهو بيحاول يلقي تفسير لأسلوبهُ معاها بس الأكيد أنهُ بيحبها بس فين الحُب فيّ إنك تجرحها وتهين كرامتها ومشاعرها.
***
_يا سلام يا «فهد» بيه بعد جواز 30سنة افتكرت إني بحب النوم، اي الجديد يا حبيبي منا كده من أول جوازنا.
أبتسم بحُب وقال:
_لا منا عارف من بدري بس بنكشك.
بعدت عنهُ وقالت بضيق:
_طب أبعد كده.
مسك إيديها قبل ما تقوم وقال وهو بيحاول يكتم ضحكتهُ:
_اصبري بس يا حبيبي الكلام اخد وعطا.
=أنتَ بذات ميتأخدش منك لا حق ولا باطل.
_والله طب ما كُنت حلو من شوية وحبيبي ومعرفش أي، دلوقتي بقيت ظالم.
=يوووه يا فهد أعملك اي ما أنتَ اللِّي بتخرجني عن شعوري.
_سلامة شعورك يا قلبي.
=بطل هبد يا حبيبي بقيت تعك فيّ الكلام الفترة الأخير صحصح كده وركز معايا.
قال وهو باصص علىٰ عُيونها:
_ده أنا مش مصحصح ومركز بس ده انا مبحلق كمان.
ضربتهُ علىٰ صدره بخجل:
_بطل قلة أدب وأحترام نفسك.
قهقهة علىٰ كلامها بقوة، بصت عليه بهيام وقالت بحب:
_بعيُونك حنين بسكُوتك حنين لو بعرف حبيبي بتفكر بمين؟!
قال بنبرة صوت حنُونة:
_وهو فيّ غيرك واخد عقلي ومسيطرة علىٰ قلبي.
سندت إيديها علىٰ الأريكة وقالت بعشق دفين:
_وأقوله حبيبي، كٌل ما فيك حبيبي وحلو، صُوتك حلوٌ ..قلّبك حلوٌ، وحتّي لما تتعبني وأسهرلك، سهرك حلوٌ.«الأبنودي»
***
دخل المكتب الخاص بـ«فهد» وشاف «عشق» قاعدة، أستغرب وقعد علىٰ الكُرسي المُقابل ليها.
_أنتِ هنا بتعملي أي؟!
أبتسمت بحُب:
_هكون بعمل اي يا «داغر» خالو كلمني وقال أجي المكتب.
رجع ظهرهُ وقال بأستغراب:
_يظهر إن فيّ حاجة مُهمة.
رفعت كتافها ببرود:
_معرفش ربنا يجيب العواقب سليمة.
_يا ربّ.
دخل «فهد» المكتب وقعد علىٰ الكُرسي نقل بصرو بين «عشق» و«داغر».. وبعد حالة صمت قرر يتكلم.
_انا جايبكوا هنا علشان حاجة مسألة حياة أو موت.
اتقبض قلب«داغر» وقال بفزع:
_فيّ اي يا بابا.
خافت «عشق» وقالت بخوف:
_فيّ اي يا خالو.
أتنهد وقال بخفوت حزين كأن يتمني ميقولش الكلام ده نهائي بس هو مُجبر:
_«عشق» مطلوبة عند الوحش.
عقد «داغر» حواجبهُ بأستغراب:
_الوحش؟! الوحش مين؟!
ضرب علىٰ سطح المكتب بخفة وقال بجدية:
_رئيس أكبر تاجر أعضاء.
وقف «داغر» بطريقة همجية لدرجة ان الكُرسي وقع لورا ضرب بأيدو الأتنين علىٰ سطح المكتب وقال بعصبية شديدة:
_علىٰ جُثتي يحصل يقتلني انا الأول وبعدين يفكر يقرب منها، ده أنت اصفيهُم واحد واحد.
أترعشت«عشق»بخوف لما سمعت كلام «داغر» بص عليها «فهد» بطرف عينهُ وقال بهدُوء:
_مع الأسف مفيش قُدامنا حلول قالبين الدنيا عليها من أمبارح.
رمي كُل الحاجات اللِّي كانت علىٰ المكتب، علىٰ الأرض وزعق بطريقة هيسترية:
_يعني اي مفيش حلول ورحمة تيتا ما هيحصل ولو حد فكر يقرب منها ولا حتي يفكر فيها أنسفو من علىٰ وش الأرض.
وقفت«عشق» ونزلت دُموعها بخوف وهيا شايفة حالة«داغر»، أما«فهد» قاعد علىٰ الكُرسي مكانهُ ولا كأن حاجة حصلت، الكُل برا كان سامع كُل حاجة، مسح «داغر» وشهُ بغضب وعصبية شديدة.
وقف «فهد» وقال وهو باصص علىٰ«داغر»:
_مفيش قُدامك غير حل واحد مدام عايز تحميها وبتحبها وخاف عليها.
هز رأسهُ بعدم فهم وسأل:
_وأي الحل.
نقل بصرهُ بين «عشق»و«داغر» وقال بجدية وصرامة:
_تكتب كتابك أنتَ و«عشق» دلوقتي حالًا........
#سُمية_أحمد