جزيرة الضباب الفصل الثالث 3 بقلم ياسر عوده
لمعرفه ماذا حدث مع غازى يجب ان نعود لليله السابقه لنعرف الامر من بدايته .
لما انتشر خبر ثلاثه رجال هيغادرو الجزيره ، سعتها غازى فكر زى غيره، انا ليه مسبش المكان الغريب ده ، انا مش من اهل الجزيره ، وبسمع عنها كلام كتير يقلق ويخوف من لعنات مختلفه مره من البحر ومره فى المدافن غير علامه الدم على الابواب ، وكل ده ليه مدام فى فرصه للهرب ، خصوصا بعد مرور كام ساعه منذ خروج الثلاثه رجال سعتها غازى قرر يجرب حظه يمكن لما يخرج من الجزيره يفتكر هو مين وماضيه ايه .
المهم غازى استنى الليل لما يحل ، والضباب ينتشر فى القريه كلها ، وبعدين كان عامل لنفسه خطه ، مكنتش خطه اوى هى مجرد فكره ، هيروح للبحر ويشوف اى مركب من المراكب الموجوده ، وياخدها ويبحر بيها لاى مكان ، هيجرب حظه يعنى هيقدر يبحر بيها ولا ايه اللى هيحصل .
راح غازى ينفذ خطته ولما وصل للبحر شاف حاجه غريبه ، لما قرب من الشاطيء شاف ضوء ،طبعا الضباب مالى المكان بس فى ضوء موجود فقرب غازى من الضوء وهو خايف ، وكل لما يقرب الضوء بيوضح اكتر لغايه اخير عرف ايه هو الضوء ده ، كان القناديل المضيئه ، مصابيح كانت بتستخدم قبل الكهرباء ، وعلشان جزيرتنا مفهاش كهربا فكانوا بيستخدموا المصابيح اللى كانوا بيقولوا عليها قناديل .
شاف غازى اشخاص وقفين على الشاطيء ومعاهم قناديل ، مقدرش يحدد من هما الاشخاص دوول علشان الضباب ، وطبعا مكنش يقدر يقرب منهم زياده عن كده علشان ميشفهوش ، علشان كده فضل غازى واقف مستنى يشوف ايه اللى بيحصل .
فى الاول غازى كان شاكك انهم ناس من القريه فكروا زى ما هو فكر وقرروا يهربوا هما كمان ، بس هو كان منتظر يشفهم هيعملو ايه .
بعد وقت قليل حصلت حاجه تانى اغرب ، فى اضواء بتقرب من البحر ، مكنش فاهم ده ازاى ، كانت بتقرب من الاشخاص اللى منتظرين على الشاطيء ، وفهم بعديها غازى ان الاضاءه ديه اكيد ناس جيين من البحر بمراكب ،وسعتها فكر انهم جيين علشان يخدوا الناس اللى على الشاطيء ، وعلشان كده قرب غازى منهم بس بهدوء وحذر .
لما قرب غازى وسمع اصوتهم عرف اشخاص منهم ، مكنش متخيل ان اللى سمعه صح ، سمع صوت الحاج خلاف ، وكان منتظر ناس جايه من البحر ، والناس دى كانو غفر القريه ، وكان مع الحاج خلاف على الشاطيء شيخ الغفر عرابى ، وكان معاهم ابن شيخ الغفر وكان اسمه عزوز .
لما قرب الغفر بالمراكب ووصلوا للشط سعتها عرابى قالهم : ايه يا رجاله سبع ولا ضبع ؟
واحد من الغفر : سبع طبعا يا شيخ الغفر .
العمده : طيب يلا بسرعه ، حطوهم على الشاطيء ، علشان اهل البلد بكره الصبح يلقيهم .
الغفير : حاضر يا عمده .
عزوز : يلا يا عمده نرجع البيت انا تلجت من البرد .
العمده : يلا يا عزوز تعالوا على دارى .
غازى شاف الغفر بيحطوا جثث ثلاث رجاله على الشاطيء ، وسعتها فهم ان دوول هما الثلاثه اللى قرروا يسيبوا البلد ، طيب ليه الغفر قتلهم ، والعمده عارف كمان ، وسعتها كان جوه غازى اسئله كتير ، وكان عاوز ليها اجابه ، علشان كده قرر انه يروح ورا العمده وشيخ الغفر علشان يعرف ايه اللى بيحصل .
فعلا وصل غازى لبيت العمده ، كان العمده وعزوز وعرابى قعدين بره بيته ، بيتكلموا سوى وسعتها سأل عزوز ابوه عرابى وقاله :انا لغايه دلوقتى مفهمتش حاجه ، انتم طلبتم منى اكون معاكم ومعرفش ليه ومعملتش حاجه ، وكمان معرفش ليه بعتم الغفر يموت الثلاثه اللى خرجوا من البلد ، ما كنا نسبهم يخرجوا احنا مالنا .
عرابى : اسمع يا ابو مخ ضلم .... وساعتها قاطعه العمده وقاله : استنى انت يا شيخ الغفر ، انا اللى هفهمه .
بص يا عزوز ، انت عارف انى معنديش ولاد صبيان ، وانا وابوك ولاد عم ومن عيله واحده ، ومن بعدى وبعد ابوك انت اللى هتكون كبير البلد ديه ، علشان كده خدناك معانا وعرفناك اكبر سر فى العيله كلها .
مفيش حاجه اسمها وحوش فى البحر ، او حاجه اسمها لعنه بترجع الناس اللى بيخرجوا من الجزيره ، احنا اللعنه ديه ، واحنا اللى بنرجع الناس .
عزوز : طيب ليه يا عمى العمده ؟
العمده : الحكايه اصلها من مئات السنين ، ولازم تعرف اصلها علشان تعرف ان اللى احنا عملناه ملناش يد فيه ، وان ده ورث عليتنا وهيكون ورثك من بعدنا .
بص يا عزوز من مده كبيره اوى اوى ، ايام جدنا الكبير ، كانت العمديه فى الجزيره لعيلتنا زى ما هى دلوقتى ، جدنا الكبير كان يادوب عنده عشر سنين ، كان ابن العمده طبعا ، وكانت القريه بتعتنا معزوله زى دلوقتى ، بس مكنش فيها اى حاجه اسمها لعنه ، وفى يوم غريب ظهرت مركبه كبيره على شاطيء القريه ، ونزل منها اغراب ، كان اشكلهم مختلفه عننا ، كانوا جمال اوى حرمهم ورجالتهم حتى جمال ، ومنهم وحده كانت ايه فى الجمال ، ولما شافها ابو جدنا الكبير حضره العمده ، سعتها وقع فى عشقها من اول نظره ، وهى كمان حبته ، وطلب منها يتجوزها وتقعد بس هى مقدرتش تعيش فى البلد ، ولما اتحركت المركب ومشيت ، سعتها حضره العمده مقدرش يعيش وحببته مشيه من البلد ، سعتها قرر انه يخرج من البلد ويروح لحببته ، وده كان ضد عادات البلد وعادات العيله ، بس العمده مهموش غير حبه وبس ، وفعلا فى ليله خرج العمده بالليل والناس نايمه علشان يخرج من الجزيره وسعتها قابله ابنه جدنا الكبير والعمده قاله على اللى هيعمله ، وسعتها جدنا فكر فى حاله امه لما جوزها هيسبها ، وكمان اخواته ، وكمان اهل البلد اللى هيعملوا زى العمده ، وسعتها قرر جدنا الكبير انه يقتل ابوه علشان ينقذ كل اللى فكر فيهم .
جدنا الكبير غفل ابوه وطعنه اكتر من طعنه ، وبعديها قطع جسمه ورماه على الشاطيء ، وتانى يوم لما اهل البلد شفوه وجنبه المركب فهموا ان العمده كان هيخالف العادات وسعتها لعنه حلت عليهم ، واللى اكد الموضوع ان اى حد كان بيحاول يهرب كان جدنا يقتله والسر ده اتوارثناه من جدودنا لغايه لما وصل لينا ، واهوه انا قولتهولك علشان من بعدنا تقوم بالدور بتعنا يا عزوز .