رواية سيد القمر الاسود الفصل الخامس 5 الجزء الثاني 2 بقلم زينب مصطفي
شهقت حبيبة بخوف وهي ترى باب السيارة يُفتح عنوةً ويظهر على بابه عمر الذي أشار لها بغضب
= إنزلي …
صرخ السائق بغضب :
= إنت يا عم إنت بتعمل إيه .. إنت مجنون كنت هتضيعنا وتضيع العربية.
ثم تابع الصراخ بعنف وهو يراه يُخرج حبيبة الخائفة ويضعها بقسوة بداخل سيارته :
= إنت واخد الزبونة ورايح بيها على فين ! إيه اليوم اللي مش فايت ده .. إنت يا جدع إنت بتعمل إيه !!
إنت خاطفها ولا إيه؟
عاد عمر للسائق ورمي إليه بعض المال
وهو يقول بجدية :
= روح شوف حالك يا أسطى .. دي أمور عائلية ومتتدخلش فيها.
نظر السائق بذهول لكمية المال الكبيرة الملقاه بين يديه ، ثم نظر إلى سيارة عمر باهظة الثمن وإلى عمر الذي يظهر عليه معالم الثراء الشديد ثم قال بإرتياح :
= أنا آسف يا باشا مكنتش أعرف إنها مراتك وخفت يعني لتكون لا مؤاخذة خاطفها ولا حاجة!
ثم أضاف بسرعة وهو يتأمل المال بسعادة:
= بس طبعاً هيئتك وشكلك متقولش إنك كده أبداً .. أتفضل يا باشا طريق السلامة.
تجاهل عمر كلماته وعاد بغضب إلى سيارته وجلس بجانب حبيبة التي كانت تجلس بجواره ودموعها تسيل بصمت.
عمر بغضب بارد :
= إيه اللي ركبك العربية دي .. كنتي رايحة على فين!
إستمرت حبيبة في البكاء دون أن تجيبه..
عمر بغضب :
= ردي عليا وبعدين كملي عياط براحتك كنتي راكبة العربية ورايحة على فين !
ثم صرخ فيها بعنف بعد إستمرار صمتها
= ردي . . كنتي رايحة فين !!!
إنتفضت حبيبة بخوف وأجابت من خلال شهقاتها
=كنت .. كنت همشي وهسيب الشغل إرتحت.
عمر بغضب
= تقصدي بكلمة تسيبي الشغل إنك بتهربي مش كده ما هو اللي عملتيه ده مالوش إسم غير كده.
عقدت حبيبة حاجبيها بغضب وهي تزيل دموعها بإرتباك :
= وأهرب ليه و من إيه وبعدين أقعد و لا أسيب الشغل أنا حرة هو إنت إشترتني !!
جذبها عمر إليه من ذراعها وهو يقول بغضب يحاول السيطرة عليه :
= لا أنا مشترتكيش بس انتي ماضية على عقد ولازم تحترميه ، ولسانك الطويل ده أنا هعلمك إزاي تظبطيه وانتي بتتكلمي معايا.
سحبت حبيبة يدها منه بعنف وهي تقول بغضب
= عقد .. عقد .. كل شوية تقولي مضيتي على عقد .. أنا مضيت على عقد شغل مش مضيت على عقد بيع لحريتي ،
ثم اضافت وهي تمسح دموعها وتتظاهر بالقوة
= لو سمحت سيبني أمشي أنا مش عاوزة أشتغل عندكم تاني.
ضغط عمر على كف يدها بعنف حتى شعرت أن عظام يدها ستتحطم وهو يقول بغضب أعمى :
= كل اللي بتعمليه ده علشان حبيب القلب غيران ومش عاوزك تكملي شغل عندي مش كده !
نظرت حبيبة إليه بحيرة وقد نسيت حديثها الكاذب عن خطيبها الزائف ورغبته في تركها لعملها :
= حبيب القلب مين أنا مش فاهمة إنت بتتكلم عن إيه!
جذبها عمر إليه فجأة حتى أصبحت بداخل ذراعيه وهو يميل عليها ويده تلتف حول خصرها تضمها إليه حتى أصبحت ملتصقة به والغضب والغيرة تعمي عينيه
= بقى مش عارفة حبيب القلب مين .. شريف .. خطيبك ولا نسيتيه !!
إبتلعت حبيبة ريقها بتوتر خائف وهي تدرك خطئها وتحاول التخلص من ذراعيه التي تحيطان بها..
= آه شريف .. فعلاً أنا .. أنا عملت كده علشانه .. بس ..
لتشعر بالخوف يستولي عليها وعمر يتابع بسخرية سامة وشفتيه تمر بنعومة ورقة على وجنتيها الملطختان بالدموع كأنه يتذوقهم بشفتيه :
= مفيش بس .. وعموما أنا مبسوط إنك مش فكراه .
ثم مرر شفتيه برقة على شفتيها ويده تتحكم بقوة برأسها فجعلتها غير قادرة على الهروب منه وهو يقول بغيرة شديدة لم يستطع التحكم بها :
= بس أنا هاعلمك إن اسمه ميتنطقش على شفايفك من تاني ..
ثم إنقض على شفتيها فجأة معاقباً لها يـ*قبلها بقسو*ة شديدة يغذيها غيرته المدمرة عليها.
في حين حاولت حبيبة مقاومته و الهروب من بين ذراعيه فلم تستطع ودموعها تسيل بقوة وهي تشعر بيده تضمها بقوة إليه فلا تستطيع الفِكاك منها وقد تشباكت أصابعه في خصلات شعرها بعد أن وقع حجابها أرضا فجعلت الخلاص منه مستحيلاً .. ولكن مابدأ كـعقاب سرعان ما تحول إلى شغف وعشق جارف حَوَّل قـ*بلته إلى قـ*بله حانية رقيقة مُتَطلَّبة ، وقد سيطر عِشقه لها على كل مشاعره و جعله ينسى جميع قرارته الماضية وهو ينهال بشغف من بين شفتيها وكأن شفتيها تحملان إليه إكسير الحياة .
إرتعشت حبيبة بتأثر بين ذراعيه فضمها بعشق أكثر إليه ، وهو يدفن رأسه في عُـنقها يُـ*قبل بشغف وحنان الشريان النابض بقوة في عنقها ، ثم رفع رأسه إليها بحب وهو يمرر إصبعه برقة على وجنتيها الساخنتان ثم على شفتيها المتورمتان من أثر قـ*بلاته وهو يقول بتحذير :
= اسمه ميتنطقش على لسانك تاني ولا شفايفك تنطق بيه إنسيه .. إنسيه يا حبيبة وخرجيه برة حياتك وإلا مش هكون مسئول عن اللي هعمله.
تضاربت مشاعر حبيبة مابين الخجل الشديد والغضب و دموعها تنساب على وجنتيها وهي تقول بإرتعاش وتقطع من شدة الغضب ويدها تضرب صدره بعنف :
= إنت .. إنت بتقول إيه أنا مش فاهمة حاجة.
ثم تابعت بإستنكار وألم
=و إزاي تعمل فيا كده .. أنا مش فاهمة إنت فاكرني إيه !
ثم إنهارت بالبكاء وهي تقول بإرتعاش
= أنا مش كده فاهم .. مش كده.
إحتضنها عمر مرة أخرى بحنان وهي تحاول مقاومته وهو يمرر يده على ظهرها برقة مهدئاً
= أنا عارف ومتأكد إنك مش كده.
ثم أبعدها قليلاً عنه وهو يقول بتحذير ويده تمر على خصلات شعرها ترتبها بحنان ورقة خلف أذنها :
= أنا عارفك يا بيبة ويمكن أكتر من ما انتي عارفة نفسك .
وللمرة التانية بقولك إسمه متنطقهوش تاني سواء قدامي أو من ورايا .. تخرجيه من حياتك نهائياً .. وده آخر كلام عندي فياريت تنفذيه وبلاش تتحديني أحسنلك علشان ساعتها مش هبقى ضامن رد فعلي هيبقى إيه .
نظرت حبيبة إليه بدهشة وهي لا تستوعب معنى كلماته ، لتشعر بالغضب يستولي عليها من جديد وعقلها يعيد كلماته مرة تلو الأخرى ..
أيطالبها بالتخلي عن خطيبها المزعوم ومحوهُ من حياتها وهو في نفس الوقت سيعلن خطوبته على إبنة خالته ..
يسمح لنفسه بتقبيلها معاقباً لمجرد ذكرها اسم شريف أمامه ويهددها بمعاودة عقابها مرة أخرى بهذه الطريقة المهينة إن ذكرت اسمه أمامه مجدداً ..
لتصرخ فيه فجأة بعنف أثار دهشته
وهي تقول بغضب :
= إنت فاكر نفسك إيه .. ها .. فاكر إن أنا الجارية اللي إشترتها من سوق العبيد !!
إنت تأمر وأنا أنفذ مش كده !!
لتتابع بغيرة وغضب :
= هتعلن خطوبتك كمان يومين وفي نفس الوقت عاوزني أسيب خطيبي ومقولش اسمه كمان وإلا هـتعاقبني بطريقتك .. بطريقتك المقر*فة دي ؟!
ثم تابعت بتحدي غاضب
= إيه فاكرني ضعيفة وهسيبك تعمل فيا كده تاني .. طب .. شريف … شريف .. شريف .. ولما أشوف هتعمل إيه …. آااه .....
لتتفاجأ بعمر يجذبها مرة أخرى بين ذراعيه وهو يقول بنبرات عاشق تستولي الغيرة عليه :
= مش قُلتلك بلاش تتحديني ..!
ثم همس برقة على شفتيها
= عموماً خسارتك يا بيبة .. مكسب ليا ...
ثم إنقض على شفتيها يلتهمهم في قـ*بلة عاصفة أذابت رغماً عنها مشاعرها وأستولت على جميع حواسها..
♕ يتبع ♕