رواية نواضر الفصل التاسع 9 بقلم هبه عبد اللطيف


 رواية نواضر الفصل التاسع 9 بقلم هبه عبد اللطيف


قدرت في الليلة دي أنقذ أخواتي ولاد نعمة ومجاهد. لكن دخلت نفسي في حـ رب أو يمكن يكون ده قَدري.. 

رجع أبويا مجاهد من الغيط لقى حية كبيرة مرمية في أوضة مراته نعمة وعياله. 

اترعب من منظرها وجري يقلب في العيال لقاهم بخير، بص لي وعنيه مليانه مليون سؤال. 

لما لقى أمي نعمة بتتنفض وحاضنه ولادها من الرعب عليهم وهى بتقوله.. 

ربنا نجانا بسببها يا مجاهد، الله يعينها على اللي هتشوفه بعد كده. 


أمي نعمة كانت بتعيط وهى حضناني بكل قوتها وكأن قلبها حاسس باللي هيحصل قريب.. 

في الليلة دي العروسة بتاعتي اختفت ملقتهاش، تقدروا تقولوا كده دهموش سابني بأمر العشيرة أو أني كبرت!! 

كنت حاسه بجسمي بيتغير وأني بكبر زي بنات الانس لكن مختلفه عنهم يعني علامات البلوغ بتاعت البنات مفيش.. 

اه هتستغربوا ماهو بنات الجن مش بتحيض زي بنات الإنس 

عالم الجن لها حكمه وعلمه ومهما حد قالك أنه يعرف أسراره قوله لا أنت متعرفش حاجه. 



كنت بكبر وبردو أخواتي سعيد وسعد بيكبروا.. 

والغل والشر بردو بيكبر.. 

طلبه ابن عمهم وأمه مسعدة رغم كل اللي حصل رجعوا يخططوا تاني أنهم يخلصوا من عيال مجاهد بأي طريقة وبدون ما حد يشك فيهم.. 

في ليلة كنا قاعدين جوه الدار سمعنا صويت الحريم بره.. 

طلعت نبوية تجري تشوف ايه.. كانت أمي نعمة قاعدة بتأكل عيالها وأنا قاعدة على مصطبة في جنب قريبة منهم.. 

وعيال نبوية قاعدين جنبي، اللي بيلعب واللي بياكل واللي نايم.. 

أمي خافت وقالت: يا ساتر يارب يا ترى ايه الصوات ده فيه اي بس! 

رجعت نبوية ووشها عليه الحزن وقالت.. 

لا حول الله يارب.. 

نبوية ست غلبانه مش متعلمه فمتعرفش أنه الصح لا حول ولا قوة إلا بالله. 

كانت بتضـ رب كف بكف.. 

أمي قالت لها: فيه ايه انطقي يابت. 

نبوية قالت: الواد ابن عم شوادفي محيسن لقوه غـ رقان في الترعة... 



أمي خبطت بايدها على صدرها واترعبت وفضلت تنعي وتولول..

يا حُرقة قلب أمه اه يا ضنايا يا ابني 

ربنا يصبرها ويسقيها م الكوز البارد 

كانت تقصد تدعي لأم الولد أنها تشرب من كوباية الصبر يعني ربنا يصبرها بزيادة.. 

شويه أبويا مجاهد وصل ولقناه بيقول. 

البلد كلتها مقلوبه عشان ابن شوادفي محيسن.. 

بيقولوا النداهة سكنت الترعة من تاني وربنا يسترها.. 

اسمعي يا نعمة حسك عينك تسيبي العيال تغيب عن طرف عينك أنا بقولك أهو. 

أمي حضنت أخواتي وكانت خايفة.. 

عدى كام يوم وابتدت مسعدة مرات أخو أبويا مجاهد تيجي للدار تاني وعامله حبيبه، بقت تزورهم كتير وابنها طلبه رايح جاي ورا عمه وفي يوم لقيناها جايه بعد المغربية وشايله ومشيله ابنها حاجات كتير أوي. 

اشي لعب وحلاوه لأخواتي، واشي شال وجلابيه حرير ليا.. 

أنا كنت عارفه هى عايزه ايه بس سكت وقولت أتفرج على التمثيليه بنفسي.. 



لقيتها بتقول لأمي وأبويا: 

الواد طلبه يا أخويا عايز يتجوز وبصراحه قالي يا أماه أني لو لفيت البلد كلتها مش هلاقي زي نواضر بت عمي.. 

أمي بصت لأبويا والإتنين مكنوش مصدقين اللي بيسمعوه وأنا كنت جوه قاعتي سامعه وبضحك وأنا قاعدة ألاعب أخواتي.. 

دخلت نبوية جري عليا قال ايه تبشرني.. ماهي شايفه أني ضريرة وطلبه عريس ميتقالوش لأ.. 

ضحكت وقولت لها: عارفه يانبويه أنتي غلبانه أوي وعارفة أنك بتحبيني.. 

نبوية كانت عايزه تزغرط بس مسكت نفسها.. 

مسعدة كانت قاعدة تعد في محاسني وجمالي وأدبي وأخلاقي.. 

أبويا مدهاش كلمة وأمي مسكت العصاية من النص وقالت لها: 

طلبه ابننا وزينة الشباب.. 

مسعدة روحت هى وطلبه ولقيت أبويا بيندهني.. 

روحت لهم.. 

قولت لهم أنا عِلمت باللي حصل 



هو مش أنا كنت زمان بنت الحرام!! اللي مسعدة وابنها وجوزها الطفشان دلوقتي كان دايما يقولهالي!! 

أبويا قالي بزعيق: مسمعش الكلمة دي تاني أنتي بتي 

قولت له لأ يا آبا أنا مش بتك أنا ربنا كرمني أنك خلتني بتك بس أهلك دول وراهم شر كبير. 

مكنتش عرفتهم أنه مسعدة وطلبه وأبوه رتبوا قبل سابق يقتلـ وا عياله ولا إن مسعدة هى اللي سحرت لهم 

بس قررت بقى أنهي اللعبة دي طالما هم متعظوش من اللي حصل قبل كده 

اكتشفت المصيبة المدارية ورا أنهم يجوا يخطبوني وفعلا احساسي مخيبش.. 

بعدها بيومين لقيت عيل ابن جيرانا بقى يجي كتير يلعب مع أخواتي اللي بقى عندهم ٧سنين.. 

أنا شوفت الواد ده وراه شر بس هو ميعرفش. 


جه كالعادة ولقيته بدل ما بيلعب مع أخواتي جوه الدار فجأة سحبهم براه.. 

أمي كانت مشغولة هى ونبوية. 

أنا حسيت بنغزة في قلبي طلعت أحسس على طريقي ولقيت اخواتي اختفوا.. 

العيال ملهومش أثر.. 

سمعت صوت أمي مغازل في ودني.. 

الترعة يا نواضر الترعة.. 



أنا كنت بجري والناس مستغربة ازاي الضريرة دي بتجري.. 

الترعة كانت بعيدة شوية وقريبة من أرضنا احنا وعمي أبو طلبه. 

كنت بجري وأنا شايفه على مدد الشوف طلبه وهو ساحب العيال ناحية الترعة.. 

كنا ساعة القيالة بعد الضهرية وفي نهار صيف والناس نايمه.. 

جريت وأنا قلبي هيطلع من صدري.. 

كنت عرفت نية طلبة وأمه أنهم 

يرموا العيال في الترعة ويقولوا النداهة خدتهم.. 

طلبه بيبعد عني وبيقرب من الترعة بالعيال..

جيت أصرخ وأنادي صوتي اتحاش مني.. 

جريت حافية زي المجنـ ونة.. 

خلاص قربت منهم وفجأة طلبه مسك سعيد رماه في الميه وبعده سعد. 


جريت بصرخ وأنا سامعه مغازل بتقولي العصاية يانواضر العصاية يانواضر 

افتكرت عصايتي وفجأة لقيتها في ايدي ولقيتني برمي نفسي في المياه اللي شدت أخواتي. 



بحاول أقرب منهم العيال بتنزل لتحت هيموتوا.. 

روحت ماسكة في عصايتي وصرخت 

يا ستنا ست البحور ساعديني 

ابعدي النداهة وقربيني ومن الميه مكنيني.. 

كنت بكرر كلام مش مفهوم بلغة الجن لحد ما لقيتي بعوم وبغطس وبسرعة لحقت سعيد ومسكت سعد.. 

العيال كانت على وشك الموت.. 

لقيت جنية البحر ست البحور ظهرت تحت الميه وبكل قوتها زقتني على شط الترعة.. 

طلبه وأمه كانوا جريوا واتداروا في الغيط.. 

والبلد كلها كانت جت ورايا وأنا بصرخ 

محدش منهم عرف كنت بعمل ده ليه إلا لما لقوني واقعة على شط الترعة حاضنه اخواتي اللي بيصرخوا من الخوف.. 

أمي لما سمعت أني بجري وبصوت طلعت تجري زي المجانين هى كمان وقالت خلاص حد من عيالها مات.. 

كنت مرمية على الترعة بيهم، وأمي بتصوت مش شايفه حاجه من الزحمة 

وأبويا وقع من طوله.. 

لحد ما أهل البلد خدوني أنا وأخواتي على الركايب وصلونا. 



أمي وأبويا مفاقوش إلا لما لقوا عيالهم في حضنهم. 

أما أنا كان عندي مهمة تانية لازم أخلصها.. 

دخلت قاعتي غيرت هدومي وطلعت من باب الدار اللي ورا منغير ماحد يشوفني.. 

وصلت لدار مسعدة.. 

جيت من ورا شباك الصالة وشوفتها هى وطلبه. 

يا خرابي أدي شورتك الوسـ خة طول عمرك غـ بي زي اللي خلفك. 

قولت لك نسـ مهم ونخلص قولت لأ الترعة والناس هتفتكرها النداهة زي ابن شوادفي محيسن.. 

طلبه قال لها: أنا كنت أعرف منين ان بنت الحرام دي هتظهر كده وتاخود بالها. أنا هتجنن هى عرفت ازاي ومنين؟؟ 

مسعدة كانت قاعدة تخبط بايدها على صدرها شويه وعلى الحيطة شويه. 

اه ياناري حتى السحر محوقش فيهم ده أنا دافعة كيردان دهب في العَمل دِه 

طلبه قال: أنا اللي مطمني أنها ضريرة ومش شايفه مين اللي عمل العمله دي.. 

فجأة لقوني قدامهم.. 

مسعدة كانت هتتشل وطلبه مش قادر يقف على رجله. 



تفتكر أني ضريرة يا طلبه؟! 

تفتكري أني كده يا خاله مسعدة ومكنتش شايفه ابنك وهو بيرمي العيال وأنتي مدارية له في غيط الدرة؟؟ 

طلبه لسانه اتعقد ومسعدة هتموت من الرعب.. 

طلبه كان جنبه فاس لقيته بيتسحب بشويش عشان يمسكها وطبيعي هيخبطني يقتـ لني.. 

كنت بقرا أفكاره وهو بيفكر يخلص مني ويدفنـ ي ورا في الزريبة.. 

مسعدة قامت وحاولت تبين أنها مش فاهمه حاجه، كانت شايفه طلبه ابنها وهو ماسك الفاس وعرفت اللي ناوي عليه.. 

هى بتقرب وبتتكلم عشان تتوهني لحد ما تكتفني لابنها.. 

طلبه بيرفع الفاس وبدل ما هى تكتفني روحت بكل عزمي وقِوتي مخلياها بيني وبينه 

نزل بكل قوته بالفاس على راس أمه شقها نصين.. 

طلبه شاف المنظر مصدقش نفسه 

نزل على الأرض يمسك أمه لقى راسها وقعت منها في ايده. 

طلبه جت له أزمة قلبية وقع ميت 

بقوا جتتين جنب بعض.. 

جريت بسرعة ولفيت من ورا الدار ورجعت لدارنا زي ماجيت، دخلت قاعتي 



كنت قاعدة ساكته مبنطقش من صدمة كل اللي حصل. 

معداش ساعتين تلاته والصوات والدنيا اتقلبت.. 

مسعدة مقتـ ولة ابنها خلص عليها ووقع ميت.. 

أمي وأبويا دخلوا لي القاعة بعد ما قفلوا الدار كويس.. 

أبويا: طلبه وأمه اللي كانوا عايزين يقتـ لوا أخواتك يا نواضر؟! 

أمي: من حق الكلام اللي الواد سعد قاله ده يابتي!! 

كنت ضامه ايدي على رجلي وساكته وبعيط.. 

معرفش بعيط ليه؟؟ يمكن عشان عرفت اللي أبو الطيب الأبيض وأمي مغازل ناوين عليه..!؟ 



الفصل العاشر والاخير من هنا



تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×