رواية صائدة الرجال الفصل الرابع 4 بقلم ياسر عوده
بعد يومين من موت نبيل اتقدمت مراته ببلاغ لمديريه الامن عن اختفاء جوزها الدكتور المشهور نبيل ، طبعا البلاغ ده مختلف علشان هو حد معروف في الاوساط الراقيه ، ياما خدم عائلات كبيره ، فالبلاغ خد اهتمام بزياده ، والدنيا اتقلبت على نبيل .
ياسر باشا مكنش عارف يلاحقها منين ولا منين ، موضوع اختفاء الرجاله وموضوع البنت اللى اتقتلت بشكل وحشى سالى ، مكنش في تقدم ملحوظ في القضيتين ، واخيرا حضر ابو سالى وامها علشان يتحقق معاهم ، كان عادل هو اللى بيستجوبهم وياسر قاعد على كرسى بعيد مجرد مستمع .
عادل : استاذ فرج اخر مره شفت سالى كان امتى ؟
فرج : مش فاكر تقريبا اربع سنين ، هى كانت عايشه مع امها .
بص عادل لساميه وقالها : مدام ساميه بنتك سابت البيت ومشيت ، مشفتهاش تانى من سعتها ؟
ساميه : لا مشفتهاش .
عادل : ومشفتيش الفديوهات بتاعتها ؟
ساميه : لا انا معنديش وقت اتفرج على الكلام الفاضى ده .
عادل بص لفرج وقاله : وانت مشفتش فديوهات بنتك ؟
فرج : لا مشفتش .
عادل : ومفيش اى حد كلمك عنها مثلا يكون شاف الفديو بالصدفه .
فرج : لا محصلش .
عادى وهو بينفخ : هو انا ليه حاسس انكم مش زعلنين على بنتكم ؟
بصت ساميه لفرج وسكتت ، اما فرج فقال : اهى ماتت بعرها وفضايحها .
سعتها مقدرش ياسر يمسك نفسه ، قام من مكانه وقعد جنب عادل وسأل فرج وقاله : مين اللى قتل بنتك ؟
فرج : معرفش .
ياسر : طيب مش عاوز تعرف مين اللى قتلها ؟
فرج : وهيفيد بايه معرفته ، لو عرفته سعتها هى هترجع .
ياسر : وانت اصلا عوزها ترجع .
وبص ياسر لساميه وقالها : الاب ممكن يكون قاسى مع ان ده مش مبرر ، بس الام قلبها مابيطاوعهاش ، قوليلى قلبك طوعك ازاى ترمى بنتك ؟
ساميه : انا ست متجوزه ومش حره نفسى .
ابتسم ياسر وقال لعادل : غورهم يا عادل من هنا ، روحهم بيتهم ، مش ناقصه حرقه دم .
عادل لابو وام سالى : هتستلموا جثه بنتكم ، ولا مش عوزنها .
ساميه منطقتش بكلمه ، اما فرج فقال : انا مليش بنت اسمها سالى ، الحكومه تدفنها بمعرفتها .
ياسر لما سمع كلام فرج ، نسى نفسه ومتحكمش في اعصابه ، ومسك مسدسه وحطه في وش فرج وهدده وقاله : والله لولا ان خساره اودى نفسى في دهيه بسبب واحد زيك ، انا كنت ضربتك بالنار .
عادل قام من مكانه بسرعه واتكلم مع ياسر وقاله : ياسر باشا ايه اللى بتعمله ده ، اهدى لو سمحت .
ياسر : متخفش يا عادل مش هعمله حاجه ، وبص لفرج وساميه وقالهم : غوروا يلا انا قرفااان منكم .
ياسر اتأكد ان فرج ومراته ملهمش يد في اللى حصل لسالى ، هما اصلا لما صدقوا خلصوا منها ، مستحيل ينفذوا جريمه القتل والتعذيب اللى حصلت ، بس معنى كده ان الجانى لسه طليق وخطر على ناس تانيه .
نسيب ياسر ونروح لمكان تانى خالص ، عاوز اكلمك عن شخص مهم اوى في روايتنا ، عن زين باشا ، زين كان ضابط في الشرطه ، بس كان ضابط عنيف اوى ، اشتغل في ادارات كتير ، واخرها كان اداره مباحث الاداب ، كان بيتعامل مع اى مشتبه فيه بعنف ومش فارق معاه راجل او ست ، بس ده ميمنعش انه كان ضابط شاطر في شغله ، بس حصل حاجه معاه قلبت حياته كلها .
زين كان عنده اخت واحده بس ، عندها 18 سنه ، كان بيحبها اكتر من روحه ، وهى كانت بتحبه بس كانت بتخاف منه موت ، مكنتش بتقدر تقوله على اى حاجه ، واى حاجه عوزاها منه تطلبها من امها وهى تقوله .
اخت زين كان اسمها زهره ، بس مشكلتها انها من عشاق الافلام والمسلسلات الهندى ، ومؤمنه اوى بقصص الحب ، وده اللى خلها صيده ساهله لزميلها في الجامعه اللى اسمه علاء ، اوهمها انه بيحبها بجنوووون وهى كالعاده صدقته ، علاء بعد فتره اقنعها انه يتجوزها في السر ، عرفى يعنى ، في الاول زهره رفضت ، بس هو قدر يقنعها ووفقت على امل لما ينجح ويتخرج يتقدملها ويتجوزها بعد كده .
زهره كانت بتتقابل مع علاء في السر لمده سنه تقريبا ، وحصلت المصيبه وبقت حامل ، وسعتها طلبت منه يتقدملها ويتجوزها رسمى ، وطبعا علاء رفض بحجه ان ظروفه مش سامحه ، مع انه من عيله مرتاحه مديا ، ولما هددته انها هتقول لاخوها ، مع ان ده صعب يحصل لانها بتخاف منه اوى ، بس كانت حيله علشان تخوف علاء لانه ضابط شرطه ، وسعتها زهره اتصدمت لما علاء هدد زهره بانه هيفضحا بالفديوهات اللى مصورها وهى معاه في الشقه اللى كانوا بيتقابلوا فيها ، وهددها انه هينشر الفديوهات في كل مكان وعلى كل المواقع .
زهره مكنتش تقدر تستحمل الفضيحه دى ، كانت مرعوبه ، مش قدره تتخيل لو اخوها عرف اللى هى عملته هيعمل معاها ايه ، وده سببلها ضغط نفسى وعصبى شديد ، وبعد تفكير كتير ملقتش قدمها غير حل واحد بس علشان تتغلب على خوفها من اخوها ، وبعد ما سابت جواب حكت فيه كل حاجه حصلتلها ، رمت نفسها من بلكونه شقتهم من الدور الخامس ، وماتت زهره ، اختارت الموت على انها تواجه اخوها ، والصدمه كانت شديده على زين ، واشد على امها اللى مستحملتش اللى حصل وحصلتها بعد اقل من اسبوع وهى متحسره عليها .
موت زهره وكمان امها من بعديها كانت حاجه ميستحملهاش زين ، كل الى فكر فيه الانتقام ، وفعلا قدر ينتقم من علاء وقتله بطريقه تبان قضاء وقدر ، ومتوصلش حد للغز قتل علاء ، بس موت علاء مريحش زين ، خصوصا انه لقا الفديوهات اللى كانت متصوره لاخته ، ومقدرش يسامحها على اللى هي عملته ، حتى موتها مكنش عذر ليها يخليه يسامحها ، ومع الوقت قلب زين فضل يمتلىء بسواد الانتقام وفكر في اكتر من مره انه ينتحر بس منتحرش ، واخيرا وصل لفكره انه يقتل اى بنت عمرها من عمر اخته زهره وتكون بتفرط في شرفها .
زين كان بيحاول يختار بنات معينه علشان يطلع فيهم حقده وكرهيته ، وعمل لنفسه قائمه من الاسماء للبنات اللى مستسهله في تقديم نفسها للزبائن ، واول وحده بداء بيها كانت سالى .
زين فضل مده متابع فديوهتها على اليوتيوب والتيك توك ، وابتدى يعلقلها ويشغلها ، وبعدين كلمها فون وطلب منها انه يقابلها مقابل فلوس ، سالى طبعا وفقت وخدت العنوان من زين ورحتله .
الشقه اللى بعت عنوانها زين لسالى في مدينه من المدن الجديده ، مكان هادى وبعيد ومفهوش ناس وحركه كتير ، وراحت سالى وقابلها زين ، بس استغربت ان الشقه مفهاش عفش كتير يعنى يدوب سرير وتلفيزيون وتلاجه وبس ، وزين فهمها انه مزاجه كده .
سالى مكنتش عارفه هى مستنيها ايه ، والموضوع بداء لما ابتدى زين يتكلم بطريق تخوف وقال : كل وحده بتفرط في نفسها وتضيع اهلها معاها متستهلش انها تعيش وسط الناس ، اللى زيها لازم تموت ، بس قبل ما تموت لازم تتعذب وتتحاسب في الدنيا ، وتبقا عبره لغيرها .
سالى خافت من طريقه كلام زين ، بس توقعت انه بيهزر مثلا ، وحولت متبينش خوفها وقالت وهى مبتسمه : انت هتموتنى ولا ايه ؟
زين مردش على سالى ، وسعتها هى اتأكد انه بيتكلم جد وخافت اوى ، وفكرت تخرج جرى من الشقه ، وفعلا حولت تعمل كده بس زين كان اسرع منها ومسكها من شعرها وجرها وفضل يضرب فيها بالالام على وشها ويقول : ليه تعملى كده يا زهره ، ليه تعملى كده يا زهره ، كان بيكلم سالى على انها زهره اخته .