رواية عشق الذئب الفصل السادس 6 بقلم اسماعيل موسى
#عشق_الذئب
#الجزء_السادس
الوشوشات التى وصلتنى مع نسمات الريح من خلال أشجار الغابه ايقظت داخلى شجون قديم، الأحزان التى دفنتها منذ عقود انولدت فى لحظه، الحرب الوشيكه من أجل بشريه لا أعرفها، الهروب نحو المجهول.
قالت العرافه مارا، سترتحل من أرضك يا ايمير، ستقع فى حب بشريه
حينها ضحكت وقهقهة، قلت بسخريه انا أقع فى حب بشريه؟!
'ايمير' هزيل الرعد يحب بشريه؟ انت عرافه مخبوله
ابتسمت مارا الجميله وقالت، حينها تذكرنى يا ايمير!
اه من الوجع ،لا أخشى مواجهة رعد ولا ذئاب هرشين القنطاعين، لا يوجد ذئب يمكنه قتلى، لكن تلك البشريه شوكه فى ظهرى
من الذى ارسلها لكهفى؟ سؤال راح يحيرنى، الغابه لا ترد على تسأولاتى، لطالما كانت ارضى ملكى ولا يجروء ذئب على اختراقها
حتى هرشين الملك ذاته يعرف ذلك ولطالما شهد هذا المرج معارك بينى وبينه
هرشين اللعين، العجوز المتعالى المتغطرس ماذا سوف يفعل؟
سيرسل جيشه الضخم وانا وحدى ربما على أخيرآ بعد طول عداوه
ان اقابل تؤام قنزاح
كنت اعرف ان بيرى تنتظرنى داخل كهف سرمساح وكنت اعرف انها لن تستطيع النوم من الرعب والخوف
قفزت الصخور تجاه كهف سرمساح، وصلت مدخل الكهف كانت بيرى متمدده على الأرض جوار نار موقده.
بريئه وجميله غارقه فى النعاس، روحت اضحك، هذا الصغيره المشاكسه قالت لن استطيع النوم لكنها الأن ربما عالقه فى حلم
تمددت إلى جوارها بهيئتى البشريه أردت أن اشعر بحرارة جسدها
كنت اعرف انها لن تتمكن من رؤيتى كأنسان فأنا سريع التحول
وضعت وجهى نحوها، مسدت شعرها بخفه، ازاحت بيرى خصلت شعر هاربه على وجهها واستدارت مانحه اياى ظهرها
وضعت يدى حولها واحتضنتها، انتابتنى رغبه ملحه بضمها، عصرها، دغدغت عظامها لكنى خشيت عليها من قوتى واكتفيت بلمس عنقها الناعم العاجى، هذا الأمان الذى أشعر به وهى فى حضنى لا يمكن أن يكون امر عادى، انا ايمير أقوى الذئاب واشرسها أشعر الطمأنينه فى حضن بشريه؟ تحركت بيرى تثأبت والتصق جسدينا.
قبل الفجر إستيقظت، أحضرت طعام للإفطار وصنعت القهوه وايقظت تلك المتكاسله التى فزعت عندما رأتنى اجلس جوارها
قالت بيرى تيكا باكا توكا يا ذئبى الحامى
كشرت عن انيابى قمت بارعابها، لا تقولى ذئبى فأنا أملك ولا أملك
انا ايمير منتهى كل الأشياء
قالت لا تغضب، حسنا، انت لا تطاق بتلك العصبيه المفرطه
منذ الأن سأخاطبك بطريقه رسميه يا............. ذئبى ! وضحكت بيرى
يالى برائتها، كنت أظن أن العام مليء بالحمقى حتى قابلتك
قلت تناولى طعامك سوف نرحل
قالت بيرى إلى أين يا........ قائدى وغمزت بعينها
فكرت فى سرى، قائدى لا بأس بها ، سنرحل لقلعة انتياخوس
سألت بيرى لماذا؟
قلت بغيظ تغير جو، مزاجيتى تطالبنى بطقس بارد مثلج
عندك اعتراض؟
ابتسمت بيرى وشعرت ان مرج الزهور انتقل لوجهها وقالت هل يمكننى هناك اللعب بندف الثلج؟
صرخت، يا الهى، العالم كله مشتعل، الحرب على الأبواب وكل همك ان تلعبى بالثلج؟
تكدر وجه بيرى، منذ صغرى وانا أرغب باللعب بندف الثلج
ربما هناك يمكننى قذفك ببعضها؟
انت لا تشعرين بالورطه العالقين بها صح؟
التهمت بيرى الطعام ولماذا على ان اقلق وانا فى حمايتك؟
انا واثقه من قدرتك على حمايتى
قلت من الذى ارسلك لكهفى؟
قالت بيرى بلا مبلاه ذئبه عجوز أنقذت حياتى وطالبتنى بالاختفاء فى هذا الكهف
ذئبه عجوز ما مواصفاتها؟
وصفتها بيرى وعرفت انها مارا العرافه تختفى لاعوام طويله ثم تظهر لتورطنى
لم تنسى ابدا انى رفضت حبها
قد تنسى المرأه تسامح فى اى شيء إلا رجل كسر قلبها
انا مستعده، نهضت بيرى وهى تعدل ثيابها ثم نظرت إلى بخباثه وقالت يا قائدى لقد شعرت خلال نومى بجسد يلتصق بى هل كنت انت؟
قلت بغضب، انا، لا طبعا كنت بعيد عنك
قالت، خساره توقعتك انت، ربما كان حلم لكنه حلم جميل
قلت بربك يا بشريه كيف ارقد جوارك والتصق بك بتلك الهيئه العملاقه؟
انا مستذئب ضخم
قالت بيرى ضخم جدا جدا لكنى لا امانع اعرف انك لن تقضم رقبتى؟
قلت بمكر لا أعرف، رقبتك لذيذه جدا ربما على ان اتذوقها؟
اها، رمقتنى بيرى بغضب، اتعتقد أننى لا استطيع الدفاع عن نفسى؟
معى حرب حديديه قادره على شق معدتك جرب أن تقترب منى حينها ستعرف من انا!؟
قلت بسخريه اعرف، اعرف، جهزى نفسك سنرحل الأن
___________
اختفيت داخل الكهف لابدل ملابسى، كنت مندهشه من التغير الذى طال الذئب ايمير
يعاملنى برقه واناقه أخشى انه ينتوى أكلى
لم يصرخ فى وجهى ويرد على اسألتى الغبيه، هذا ما احبه فى الرجل ان يكون مسيطر وقوى ومتفاهم فى آن واحد
وضعت ملابسى القليله داخل حقيبه جلديه صغيره علقتها فى كتفى وارتديت بنطال يساعدنى على الركض
اذا كنت ساسافر مع الذئب ايمير اعلم ان انفاثى ستنقطع من الركض
ربما سأطالبه ان يحملنى على ظهره
او ان يحضر لى حصان برى، لما لا؟
ايمير ________ ورأيتها تبدل ملابسها، عيونى القويه تخترق الصخور وترى خلالها
لم اشيح بوجهى عنها، لم أستطع لم افلح
اعلم انها خيانه خسيسه لكن الأمر ليس بيدى
بيرى ______ انا جاهزه يا قائدى
رمقتها بطرف عينى، بنطالها، قميصها الأحمر، شعرها الذى ربطته جديله طويله ووشاحها الأزرق، كانت هائلة الجمال والجاذبيه
قفزت وانا اصرخ الحقى بى!!
ركضت بيرى خلفى منحدره من فوق الجبل وشعرها يرفرف خلفها
وكانت عيونى تحرسها، أمامها، خلفها، فوقها، تحتها، كلها
اركضى ياكسوله بتلك الطريقه سأبتعد عنك
بعد ربع ساعه من الركض انتهت بيرى، سقطت على الأرض
سيقانى لا تحلمنى انت ذئب متوحش قالت بنبره حزينه تعسه، انا مجرد فتاه بشريه كيف سألحق بك
ورغبت فى قضمها، ان اجعلها من ممتلكاتى، وتأخرت، لم أفعل ذلك الا حين طلبها
اجلسى هنا، سأحضر جواد من أجلك قلت وانا أبتعد عنها
صرخت بيرى خلفى اجعلها مهره فأنا اكره الذكور
أحضرت جواد لبيرى وانطلقنا مبتعدين عن الجبل والمرج الذي قضيت فيه معظم عمرى
راح الجو يصبح شديد البروده كلما توجهنا شمالا وهبت علينا عواصف شماليه مثلجه جعلت أجسادنا ترتعش من البرد
وجدت كهف يصلح للمبيت، كهف اعرفها خلال ترحالى
كنت أعلم أن على ان أبتعد عن هذا الكهف لكن بيرى كانت تموت من البرد
توغلت داخل الكهف وكان خالى، فكرت، ربما يحالفنا الحظ ونقضى ليلتنا فى أمان
اشعلنا النار حتى ندفيء أجسادنا، التصقت بيرى بشعرى وجسدى حتى نامت
تركتها نائمه وخرجت مبتعد عن الكهف كان على ان اوصل رساله لتؤام قنزاح ساكنى قلعة انتياخوس
القلعه العصيه على اى ملك ذئب منذ بداء الخليقه، كل الجيوش التى حضرت لغزوها تحطمت على جدرانها الضخمه العتيده
يحيط بها نهرين ويستحيل الوصول إليها سيرآ او حتى إقامة معسكر تحت أسواره كأنها ترفض كل معتدى عليها
تؤام قنزاح لدينا ذكريات سيئه مع بعضنا ، إذآ لم يقررا قتلى على ما فعلته بهما ستكون ملاذ آمن لبيرى
على طرف النهر كتبت رسالتى وحملتها الأمواج نحو قلعة انتياخوس
عندما عدت للكهف كنت متجمد، ارتعش من البرد، ارقدت جسدى الضخم حول النار حتى شعرت بالدفيء
بعد نصف ساحه إستيقظت بيرى
اغمضت عينى كأننى نائم
تسحبت بيرى بخفه ووضعت نفسها فى حضنى، بين اقدامى والتصقت بصدرى، كان جسدها بارد مرتعش من دفقات الريح المثلجه المندفعه داخل الكهف وتركتها تنعم بالدفىء
" ثم سمعته، سمعت صوته من فوق الجبل ...
يتبع في الجزء السابع