رواية اخر نساء العالمين الفصل الخامس عشر 15 الجزء الثاني بقلم سهيلة عاشور
Part 15
كانوا يجلسون على احدى الطاولات الصغيره بجانب احدى العربات المتنقله لصنع المأكولات المصرية الشعبيه وهي الفول والفلافل... كانت تضحك وتأكل بسعاده وخو يطالعها بتأمل فكانت ترتدى ملابس رياضيه باللون الاسود وحجاب من نفس اللون وهو يشاركها نفس الشيء
هبه بإبتسامه: اي هتفضل باصصلي كده... من الصبح وانت بتبصلي بصات غريبه مش ملاحظ انك من الصبح مركز معايا زياده
حسام بغمزه: يعني ورايا اي غيرك اركز معاه.... حاول تغيير الحديث حتى لا يخجلها: بس مكنتش اعرف انك هتبقى مبسوطه لما اكلك على عربية فول بس خلي بالك دا مش اي فول دا فول عمك مدني راجل من العصور الوسطى ما شاء الله عمره سنه انا مخدتهاش في المدرسه ولا في الشرطه
ضحكت بصخب حتى ادمعت عينيها وهو يتابعها بشعور جديد نوعا ما عليه ولكن لم يهتم فهو سعيد وهذا ما يهم.... قاطع لحظتهم رجل كبير السن ونحيل كثيرا يمشي محني الظهر وابتسم لهم فظهرت اسنانه الغير موجوده حيث كان فاقد لمعظم اسنانه وكان الكلام منه غير مفهوم بسبب هذا
العم مدني بحديث لم تفهمه هبه ولكن حسام بالطبع يعلمه: نورتنا يا باشا كل دا تغيب عننا.... موحشكش عم مدني
حسام بحب وهو يأخذ منه اكواب الشاي: والله وحشني واكلك وحشني وضحكتك الحلوه دي وحشاني خالص..... اي اخبار الجماعه عندك
مدني بحب: عايشين من خيرك وعلى حسك يا بني ربنا ما يحرمني منك..... انا لو حصلي حاجه هبقى مطمن اني سايب ليهم راجل لو كان عندي ولد مكنتش هحبه وامنه كده والله
هب حسام واقفا واخذه بين احضانه بحب صادق وفرق الجسد والطول بينهم واضح جدا.... ظل يربت علي ظهره بهدوء والرجل مستكين بين احضانه براحه وكأنه ولده حقا وكان غائب عنه ووجده
حسام بمرح: اي يا مدني هتلقبها نكد ولا اي... وبعدين انا كنت بقول الجماعه عاملين اي اقصد عاملين غداء اي وحشني اكل الست ام سلوى وحشني الشاي بتاع سلوى وعرفته البت الصغيره خديجه دي مشكله
مدني بضحك: بس كده دا انت تشرف وتأنس هيفرحوا بيك اوي وخصوصا لما يعرفوا انك اتجوزت دي الحاجه ام سلوى كانت لسه بتقلي ندورلك على عروسه
حسام بمرح وهو ينظر نحو هبه: وهي الجوازه هتدوم طالما انت دخلت فيها يا مدني هتبوظ
ضحك العجوز من قلبه وهو يربت على ظهر حسام بحب: ربنا يخليهم لبعض يا بني ويجعلها فتحة خير عليك يارب... يلا اقعد مع مراتك ولما تعوز حاجه ناديلي وانا هكلم ام سلوى دلوقتي تعمل تحسابها
رجع حسام يجلس مكانه وكل هذا وهبه تتابع ما يحدث بحب وتعجب من شخصيته التي تحمل الكثير هي لا تعلمه ومن الاساس لا يظهر عليه
حسام بإبتسامه: اي مالك
هبه: مستغرباك
حسام وهو يحتسي الشاي: لي مالي
هبه بصراحه: يعني الظباط بالعاده بيبقوا صعبين اوي .... وكمان بصراحه مش بيبان عليك انك ما شاء الله محبوب كده انت عرفت الناس دي كلها ازاي طول ما احنا ماشيين والناس تجري عليك تسلم وباين عليهم الحب مش مصالح يعني
حسام بإبتسامه اذابت قلبها: بصي يا هبه.... انا كنت ظابط مجتهد يعني زي ما تقولي كده مكنتش محتاج ناس مش تمام علشان اعرف اكمل واخد شهره ورتب يعني انا طبعي كده كنت بحب اخلص شغل وانزل وسط الناس نقعد ونتكلم واللي محتاج حاجه جوه الشغل وبره الشغل انا رقبتي سداده طبعا طول ما الحاجه دي حاجه في اليمين ولله ومش حاجه غلط او حرام.... بس من وقتها بقا وانا لقيت نفسي بعدين عاوف ناس كتير ومحبوب منهم ودي طبعا نعمه من ربنا... بس عم مدني غالي عليا انا بشكل خاص شويه من اول ما شافني وهو مكنش يعرف اني في كلية الشرطه ولا اي حاجة..... ثم اكمل بضحك: سألني انت سبت اهلك وبتعمل اي هنا وكده فا كنت بهزر معاه قلتله انا في كلية فنون جميله انت مش فاهمه كان فرحان ازاي بيقلي انا من زمان نفسي اشوف حد في الكليه دي علشان بنتي عاوزه تدخلها وعاوز اعرف بيطلعوا منها اي ولا بيعملوا اي وقعدت اشرحله عن الكليه وكام مبسوط اوي وكلم بنته وقلها انه موافق انها تدخلها.... انت مش متخيله يا هبه وهو بيقلها ابوكي في ظهرك يا سلوى اللي انت عوزاه يا حبيبتي المهم تكوني مبسوطه الراجل دا جميل وبسيط بشكل لدرجة انه يدخل قلبك بجد من غير حاجه وكنت كل ما اجي عنده ميرضاش ياخد مني فلوس وبعدها قلتله اني في كلية الشرطه واني كنت بهزر معاه بس لما لقيته فرحان مرضتش اك-سر فرحته اتفهم جدا.... وانا كنت ساكن في الشارع دا وقتها وبقيت بساعده كتير لما الحي يجي يشيل العربيه ومثلا في تقديم كلية ولاده وكده كنت بحسه طيب وفي حنيه كده زي بابا ومراته ست مفيش حد في طيبتها هتحبيها اوي يا هبه..... انا هقوم اساعده علشان نخلص ونروح اكل ام سلوى وحشني
هب من مكانه وهو يرتشف اخر محتويات كوب الشاي وحمل باقي طعامهم وتوجه ليغسل الاطباق ويقدم الطلبات مع العم مدني وهو يقدمه للناس بفخر ان هذا الشاب الصالح مثل ولده وحسام يقول بصدق وهو يقبل رأسه ان هذا لشرف كبير له.. وهبه تتابع هذا بتعجب وحب كبير لهذا الحسام فهي مع كل دقيقه معه تتقين تماما انها باتت تحبه لطالما حاولت ان تتهرب من هذا الاحساس بسبب وسواسها انه فقط اشفق عليها وساعدها مثلها مثل هؤلاء الناس ولا تفرق عنهم شيء ولكن قلبها يأبى هذا ويؤكد لها كم يحبه ويريده ويرتاح تماما في وجوده..... يضع الإطباق امام الناس وينظر لها ويبتسم ويغمز لها بتسليه لتضحك من قلبها بسعاده.....
**********************************
وسط سوق الحاره
كان مصطفي وكالعاده يتأفف من حمل المشتريات ويونس يهز رأسه بملل منه وهم يسيرون في اتجاه منزل احمد
مصطفي بنبره طفوليه: انا تعبت يا يونس... كفايا كده انت جيت السوق كله دي زياره ولا معونة الشتاء
يونس بنظره حاده: اتلم يا مصطفي هو انت عيل صغير..... وبعدين دا اقل واجب الواد تعبان وهيفضل مده في البيت لازم نعمل الواجب
مصطفي بتأييد: ماشي معاك حق... بس انا تعبت يا عم كفايا بقا
يونس بزفر: حاضر امشي انجر قدامي...
ساروا سويا في اتجاه منزل احمد والذي كان منزل بسيط ويبدو عليه القِدم دلفوا لمدخل المنزل المتهالك ومن ثم وقفوا امام الباب الصغير يدقعون عليه بخفه لتمر عليهم دقائق وتفتح لهم الباب سيده ليست بالكبيره كثيرا في العمر ويبدو عليه ملامح الطيبه فأبتسمت لهم بحب تأذن لهم بالدخول... دخلوا وهم وحنون رأسهم بإحترام ويسيرون خلفخا نحو الغرفه التي بها احمد وضعوا المشتريات جانبا ونظروا له ليجدوه يغطي نفسه بغطاء سميك ويغلق عينيه بإرهاق ويبدو عليه الاعياء.....
ام احمد: لي كده يا بني تتعبوا نفسكم.... خيركم سابق ومغرقنا
يونس بإحترام: دا خير احمد يا حجه... من اول ما اشتغل معايا وهو راجل وسداد واصيل دا خيره وشغله
مصطفي بصدق: الورشه من غيره وحشه... يريح كده ويرجع ينورها وسطنا
ام احمد بحب: يارب يا بني... ربنا يسمع منك لأحسن دا واجع قلبي عليه كان لازمته الحب والبهدله اللي جاتلنا من تحت راس الحب.... قلتله ياما يا بني مسمعش كلامي
قاطعها صوت السعال القوي من ابنها وهو يقول بملل: وبعدين معاكي يما بقا.... روحي اعملي للمعلمين حاجه يشربوها
نظرت له بيأس ومن ثم ضر-بت كف على كف وهي تسير نحو المطبخ وهم يلاحظون هذا بحزن عليه
مصطفي بمرح: اي يا عم احمد.... انت ناوي تريح في البيت ولا اي
احمد بسعال وهو يبتسم: يومين بس الحكه تهدى وانا هنزل على طول.... ثم اكمل بعبوث: انا مبحبش قعدة البيت دي اصلا بزهق وكمان امي مستلماني بقا
يونس بتفهم: امك وخايفه عليك وما حقها... ثم اني عندي ليك خبر هيفرحك
نظر له احمد بترقب ومن ثم اخبره بيونس بوعد المعلم حسن له مما جعل احمد يقفز من سريره وغو يصرخ فرحا وكان مصطفي ويونس ينظرون له بصدمه اهذا ما كان يرقد نائما امامنا الان
احمد بسعاده وهو يحتضن يونس بحب: ربنا يخليك ليا يا معلم.... ربنا يخليك مش عارف اقلك اي
مصطفي بمرح: طب وانا اللي اتعلقت علشان خاطرك مفيش حاجه ليا ولا اي
احتضنه هو الاخر بحب وجلسوا معه قليلا يحتسون الشاي ويضحكون سويا ومن ثم استأذنوت بأدب بعدما وعدهم احمد ان يصون تلك الفتاه ويعمل جاهدا من اجل ان يتمم زيجته بها....... يسيرون في الشارع في اتجاه الورشه من جديد فقرر يونس ان يتصل بزهره ولكن عندما ردت كان يبدو عليها التوتر الشديد
يونس بقلق: زهره حبيبتي في حاجه؟
زهره بتوتر: لا لا يا يونس متقلقش انا خلصت وجايه اهو... يلا سلام
ولكن قبل ان تغلق سمع صوت غليظ قريب منها يقول: فكرك انا هسيبك.... انت النهارده بتاعتي غلبتيني معاكي بس تستاهلي زي القمر يخربيتك