رواية اخر نساء العالمين الفصل الرابع والعشرون 24 الجزء الثاني بقلم سهيلة عاشور


 رواية اخر نساء العالمين الفصل الرابع والعشرون 24 الجزء الثاني بقلم سهيلة عاشور


Part 24


قاطعهم اصوات اصتدام نعل حذائها ذو الكعب العالي  بالارض فإذا بهم بنظرون في اتجاه هذا الصوت حتى تعتلي الصدمه والتعجب على وجوههم جميعا.... فكانت ترتدي فستان احمر اللون يضيق على جسدها بالكامل كما انه متحرر كثيرا حيث بها فتحة ظهر كبيره وايضا قصير للغايه كما انها قامت بتغيير شعرها المستعار بأخر اطول وذا لون اسود قاتم وبالطبع تضع الكثير من مستحضرات التجميل ولكن ازادت عليها لون احمر الشفاه فكان يطابق فستانها تماما.... نعم كانت جميله ومليئه بالأنوثه ولكن السن يحكم بالكثير من الأشياء وعلينا الاعتراف بهذه التحكمات والتغيرات وليس الوقوف امامها


مصطفي وهو متسع العينين: الحق يا عم... اديها قلبت سعاد حسني


حسام بغيظ: وبعدين معاك يا مصطفى..... انت مش هتسكت الا لما نبات كلنا في التلاجه النهارده


زهره بغيظ مما ترتديه وهذا بالطبع بدافع الغيره على زوجها: تعالي يا حسنات... انت هتتكسفي ولا اي دا احنا اللي في بيتك يا اختي


كتم الجميع ضحكاتهم بصعوبه على ردود افعال زهره فغيرتها تظهر جليه على وجهها سريعا... وخصوصا يونس الذي كان ينظر ارضا غاضا بصره وقد ابتسم بسعاده لحبها الظاهر له... اقتربت منهم حسنات تقدم لهم المشروبات واحدا تلو الاخر وعندما وصلت في مكان المعلم حسن والذي كان يتابعها بنظرات غريبه لا تعلمون اهي نظرات غزل ام شهوه رجل او اعا-قه فهذا الرجل دائما غير مفهوم... اما مصطفي كان حقا سيغشي عليه من الضحك عندما رأى حسنات تعطى له العصير وهي تلف وجهها في الجهه الاخرى وهي تمثل الخجل


مصطفي بضحك مفرط: لا انا كده هيحصلي حاجه النهارده..... مش قادر بجد


هبه بنظرات ذات مغزى: حسام... ما تشوف مصطفي هيفضحنى


حسام بحده: واد انت... ما تتلم بقا هو انت عيل صغير مش كده يا اخي وشك احمر وعينك بتدمع مش عارف تمسك نفسك


مصطفي بضحك: لا بصراحه


زفر حسام بضيق ومن ثم غمز بعينيه ليونس لكي ينهي هذه الجلسه سريعا فأمأ له الاخر بهدوء... ووجه نظره نحوهم وهو يتحاشى النظر لحسنات حيث كانت تقف منحنيه مما اظهر مفاتنها اكثر استغفر ربه ومن ثم نظر للمعلم حسن بإبتسامه هادئه كعادته


يونس: اي يا معلم مش نتفق بقا احسن نأخرك


حسن وهو يرتشف كوبه بصوت مسموع ومزعج للغايه قائلا بغزل غريب: وهو في احلى من كده تأخيره... طب تصدق بإيه يا باش مهندس


يونس بتعجب من طرقته الهادئه عكس العاده: لا اله الا الله يا معلم


حسن بغمزه غريبه لحسنات والتي اطلقت من بعدها ضحكه انوثيه عاليه وهي تضع يدها على فمها: دي اول مره احب قاعده كده... يا جمال يا حلاوه القاعده


زهره بضيق: صبرني يارب


هبه وهي تحاول تهدئتها: اهدي يا زهره... صبري نفسك


زهره بغيظ وهمس: انت مش شيفاها بتعمل اي.... واحنا مالنا اصلا بكل دا اهو عطله وخلاص


يونس بهدوء: الله يعزك يا معلم.... ثم اكمل بمرح: والله انا شايف القبول والاتفاق من الطرفين موجود يبقى نتوكل على الله ونحدد معاد الفرح ولا اي


قاطعتهم حسنات وهي تتحدث بدلال قاصده حسن به: متأخذنيش يا يونس يا اخويا بس انا ليا شروط


حسن بضحكه رجوليه صاخبه: ومالو يا جميل... اذا مكنش انت تتشرط امال مين يتشرط اؤمري


حسنات بدلال: ميأمرش عليك ظالم يا معلم... انت عارف يا اخويا ان جوزي المرحوم لما اتجوزني خدني كده سكوتي من غير ولا فرح ولا زفه ولا اي حاجه وانا بقا نفسي افرح ويتعملي فرح زي الناس


حسن بهدوء: ومالو.... احلى فرح واحلى فراشه من اول الحاره لأخرها


حسنات بأبتسامه: تعيشلي يا اخويا.... وكمان انا عاوزه اسكن في بيت لوحدي متأخذنيش بس انت متجوزش اتنين وانا دلوقتي اللي هبقى جايه عليهم والعيشه كده هتبقى صعبه معاهم


حسن بتأييد: معاكي حق... انا كمان كنت هعمل كده وليكي عندي البيت هكتبه بأسمك وكمان الدهب اللي نفسك فيه ومهرك ومؤخرك هيتحطوا بأسمك في البنك


تهلهلت اساريرها لرؤيتها انه يريد رضائها بكل الطرق وبالطبع هذا ارضى غريزتها الانوثيه المد-فونه منذ سنوات طُوال.....


حسام بإبتسامه: يعني كده متفقين ولا اي


قاطعهم صوت تلك الزغروده القويه التي اطلقتها حسنات بصوت عالي للغايه والكل لم يتحملوا كتم ضحكاتهم اكثر من هذا فإذا بهم بدخلون في نوبه من الضحك والتي ظلوا بها لدقائق طويله......


Back:


يونس بعمليه: طب يلا ولا اي... حسام وهبه فين اتأخروا ليه 


مصطفي: تعالي نطلع لو لسه منزلوش هطلع اجيبهم... يلا بس بسرعه 






امسك يونس يدها مجددا بحب وابتسامته المعتاده التي تجعله جذابا للغايه وسبقهم في الخطوات مصطفي وهو يفتح لهم الباب بطريقه مسرحيه مما جعلهم يضحكون عليه بشده... وعندما خرجوا من باب المنزل فإذا بحسام وهبه يظهرون امامهم حيث كانت ترتدي هبه فستان ازرق داكن اللون وحجاب من نفس اللون وحسام يرتدي حله زرقاء من نفس اللون ايضا ويبدو عليهم السعاده دعت لهم زهره بينها وبين نفسها ان يُعمر الله ما بين يديهم دائما 


مصطفي بمرح: طبعا يا اخويا انت وهو... كل واحد في ايده حبيبته وانا ايدي فاضيه بس انا مش هكست هنزل اجيب واحده من تحت لأحسن دول كتير اوي 


يونس بنبره محذره مرحه: اوعى يا مصطفى... خلي الليله دي تعدي على خير علشان خاطري 


مصطفي بتمثيل الحزن: عيب عليك تقلي كده يا يونس... من امتى وانا بعمل مشاكل يعني 


زهره بضحك: ابن عمي ملاك يا جماعه... ملاك دنيء


مصطفي وهو يحني رأسه بطريقه دراميه: حبيتي يا زهره والله..... ولكنه استوعب اخر كلماتها مما جعله ينظر لها بضيق: بقا كده حتى انت 


حسام بضحك: يلا يا جماعه هنتأخر كده 


نزلوا سويا فأستقل حسام وهبه سيارة حسام والباقي استقلوا سيارة يونس الجديده حيث اشتراها قطعة من الخرده وحولها بيديه وبمساعدة مصطفي واحمد لتحفه فنيه وذات تقنات عاليه ومن ثم اتجهوا لمكان حسنات حيث كانت في احدى الصالات النسائيه حتى تتجهز وتتزين لعُرسها... وفي طريقهم ملئت الاغاني المرحه والمبهجه سيارتهم وباقي سيارات الحاره وسيارة العريس خاصتا والذي كان يظهر عليه صغر السن حيث قام بصباغة شعره والكثير من الأشياء التي احدثت فارق كبير... قررت منى عدم الانضمام للعُرس خوفا على مشاعر والدتها.... وصلوا واخيرا وخرجت لهم وهي ترتدي رداء الزواج الابيض وكان فستانها كبير للغايه وفخم ويظهر عليه انه غالي الثمن بشده وايضا بدى مظهرها اصغر سنا هي الاخرى بكل تلك المجهودات التي فعلها فتيات هذه الصاله لجعلها جميله بشده... نظرت لها الجميع بصدمه وخصوصا حسن الذي انبهر من جمالها في رداء الزفاف وساعدها في دخول السياره خاصتهم وعلت صوت الاغاني من جديد وكانت صوت زغاريد  حسنات يصل للجميع مما جعلهم يضحكون بشده على افعالها الغريبه 


زهره بضحك وهي تخرج رأسها في اتجاه مصطفي ويونس حيث كانوا يجلسون في الامام وهي في الخلف: صعبه بصراحه... مكنتش اعرف انها كده 


مصطفي بضحك: انا بجد هيحصلي حاجه  النهارده همسك نفسي ازاي من الضحك 


يونس بإبتسامه: وكمان مصمم اشهد انا على عقد الجواز


مصطفي بضحك مفرط: تعرف اي الي شاغلني دلوقتي


يونس بفضول: خير يارب؟


مصطفي: لو خلفوا عيل هيطلع شبههم يبقى خطر على البشريه


ضحكت زهره بشده وهي تضع يدها على معدتها: بجد مش قادره.... تخيل حسنات حامل في السن دا


اختفت ضحكات مصطفي ونظر لهم بشكل مفاجئ مما جعلهم يقلقون بشأنه: تخيل لو محملتش يحطني في التلاجه يا يونس


يونس بقهقه: طب وانت مالك دلوقتي


مصطفي بضيق مصطنع: وهو دا حد بيعرف يتعامل معاه


قاطعتهم زهره مجددا وهي تخرج رأسها من نصفهم: يونس... يا يونس


يونس بإبتسامه: قلب يونس


زهره بخجل: في سوبر ماركت على اول الشارع اهو وقفنا عنده قبل ما نروح الفرح


يونس بتعجب: لي محتاجه حاجه؟


امأت له وعيونها تنظر له بطريقه لطيفه: اه... عسليه


يونس بغيظ: تاني يا زهره... عسليه تاني انت كده سنانك هتبوظ


زهره بضيق: اوف...  انت مالك انت مصطفي هيجيبلي


مصطفي بهدوء: خلاص يا عم يونس.... وقف دقيقه هجيبلها واجي


زفر بملل فهي طوال الشهريين الماضيين  اكلت ما يقارب لمصنع من تلك الحلوى هو لا يبخل عليها بل يحشى ام يصيبها مكروه وبالطبع هو لم يعد على قدر من تحمل تقلباتها المزاجيه الغريبه... وقف امام ذلك المحل الصغير فدلف مصطفي من السياره لكل يشتري لها ما تريد وهي تنظر نحو المحل بسعاده لوجود النوع الذي تحبه... نظر لها يونس بتعجب من تصرفاتها ومن ثم ابتسم بحب على وجهها وردة افعالها التي تظهر عليه جليه


يونس بإبتسامه وهو يضع يده على وجنتيها بتسليه: ينفع حبيبتي تكلمني بالطريقه دي


زهره بضيق وهو تضع يديها الاثنين امام صدرها: منتى كل شويه تقلي عسليه لا يا زهره... هو انا عيله صغيره يعني


يونس بهدوء: يا زهره انا خايف عليكي السكريات الكتير غلط وانت عارفه وبعدين انت بقيتي بتدوخي كتير ومش بتاكلي كويس... هو انا عاوز اي غير مصلحتك


ابتسمت بطريقه لطيفه وهو تعبث في لحيته بمرح: عاوزني احبك اكتر يا يونس


يونس بمرح: ياريت والله قليلي ازاي يا زهره هانم


زهره بضحك: هاتلي كشك عسليه


يونس بغيظ: دا انت رخمه بجد.... يلا يا اختي اقعدي عدل قلة ادب


ضحكت بشده على افعاله ومن ثم اعتدلت في جلستها عندما رأت مصطفي مقبل عليهم... دلف للسياره واعطاها كيسًا كبيرًا مليء بالكثير والكثير من الحلوى والشوكولاته احتضنتهم بحب مما اثار الغيره في يونس ولكنه حاول جاهدا في تهدأه نفسه حتى لا يسيء مصطفي فهمه


يونس بغيظ: مالك يا اختي فرحانه ومسكاهم كده لي حارمك انا مثلا منا بجبلك كل حاجه


زهره وهي تعلم ما يرمي عليه: انا حباهم من مصطفي انت مالك... واحد وبنت عمه انسان غريب والله


يونس بضيق: ماشي يا زهره... لينا اوضه تلمنا


نظر له مصطفي بنظرات ذات مغزى فهدأ وبدأ في القياده من جديد لمكان العُرس


**********************************


كانت الحاره بالكامل مليئه بالانوار والزينه وصوت الاغاني الشعبيه الصاخبه يملئ المكان بأكلمه..... توقفت السيارات عند معينه من الحاره ومع دلوف العروسين من السياره انطلقت اصوات الاعيره الناريه هرولوا من السيارات بحماس تنظر زهره لهبه وهم يضحكون كالأطفال في ليلة العيد... 







زهره بسعاده وهي تصفق بيدها: يونس... انزل يلا بسرعه خلينا نروح يلا بقا 


لم يرد عليها حيث كان منشغل بالهاتف ومن الواضح انه يحادث احدهم... تعجب مصطفي منه ولكنه ادخل رأسه من شرفة السياره ولزكه بخفه في كَتفه: بتعمل اي يا يونس ما تخلصنا وتنزل 


انتبه لمصطفى فأغلق الهاتف ودلف من السياره واحكم غلقلها... هم بالذهاب فأقترب منه مصطفي وقد استغل الفرصه عندما رأى اندماج زهره وهبه سويا وحسام يقوم بإلتقاط الصور لهم سويا... جذب يده بعيدا عنهم قليلا وبالأحرى هو لم يلاحظهم من الاساس فعقله انشل فجأه ببعض الاشياء 


مصطفي بصوت منخفض: بقلك اي خلي بالك من تعاملك مع زهره شويه وطول بالك عليها شويه بلاش خلقك الضيق دا 


يونس بصدمه: كل اللي بعمله دا وخلفي ضيق يا اخي حرام عليك دي مطلعه عيني... بس اشمعنا بتقلي كده دلوقتي 


مصطفي بإحراج: اصل سميه كانت زيها كده قبل ما نعرف انها حامل يعني... فا بقول ممكن تكون حامل فبلاش تزعلها يعني 


يونس بفرحه: بجد يا مصطفى... يارب يطلع احساسك صح... ثم نظر تجاه اخيه بحزن: وانت مالك مكسوف كده وانت بتتكلم عن سميه دي مراتك 


مصطفي بمراره: كلها ايام والمحكمه تحكم ليها بالطلاق وتبقى طليقتي..... يلا يا يونس احنا اتأخرنا 


ربت يونس بهدوء على كتفه وبثه ببعض الكلمات المطمأنه والمرحه فقلبه يقول له ان سميه مظلومه.... لف رأسه ليجد هبه تحتضن زهره ويضحكون وحسام يلتقط لهم الصور تملكت من الغيره وبدأ الغضب يظهر على وجهه 


يونس بحده: زهره.... تعالي 


**********************************


كانت تمدد جسدها على هذا السرير الصغير وجهها مصفر وحبات العرق تترقق على وجهها وشفتيها تكسوها الزرقه ويبدو عليها التعب الشديد... فإذا بالباب يُفتح ويدلف منه ذلك والذي اصبحت تنفر حتى من رائحته.. نظر له بتشفي وتلك الابتسامه الخبيثه يرسمها على وجهه كالعاده 


ضاحي بسماجه: اي يا سميه يا حبيبتي... عامله اي النهارده انت في نص السابع صح التعب باين عليكي هتولدي ولا اي.... تعرفي انا اتفرجت على فيلم من يومين كده واحده ولدت نفسها اه والله متخيله تفتكري هتعرفي تعملي زيها 


نظرت له برعب فهذا المعتوه معنى كلامه ان طفلها لن يأتي لهذه الدنيا حي... فهم نظراتها فإذا به يقهقه بطريقه غريبه: بس في حل تاني... عاملك مفاجأه حلوه اوي بس لسه مش عارف هتيجي امتى بالظبط 


سميه بكره: انا مش عاوزه منك حاجه.... كل اللي اما عوزاه تغور من وشي لما بشوفك بقرف 


ضاحي ببرود: حتى لو كانت زهره 


نظرت له برعب حقا فأكمل بإبتسامه لزجه: اه زهره... ثم اكمل بنبره جنونيه وهو يحرك يده وملامح وجهه تتغير: هجيبها هنا تقعد معاكي علشان انا عارف انك بتحبيها.... انا كمان بحبها يا سميه هتجوزها ونربي ابنك مع ولادنا اي رأيك بقا في عروسه اخوكي 


سميه بكره وغضب: انت مريض يا ضاحي... اقسم بالله مريض انت مجنون ولازم تتعالج انت عاوز مننا اي تاني ابعد عننا بقا كنتى خدت كل حاجه 


اقترب منها امسك شعرها بقوه مما جعلها تأن من الالم: مش كل حاجه يا سميه.... لسه فاضل زهره وفاضل اني اعاقبك علشان فكرتي تلعبي من ورايا لصالحهم هندمك على اليوم اللي فكرتي فيه تبقي بطله على حسابي..... انهى حديث وهو يدفعها بقوه في اتجاه الحائط لتصرخ من الالم.... 


#اخر_نساء_العالمين

#الكاتبه_سهيله_عاشور


    الفصل الخامس والعشرون الجزء الثاني من هنا

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×