رواية اخر نساء العالمين الفصل الثامن عشر 18 الجزء الثاني بقلم سهيلة عاشور



رواية اخر نساء العالمين الفصل الثامن عشر 18 الجزء الثاني بقلم سهيلة عاشور


Part 18


سيارة المعلم حسن


كانت زهره لا زالت تخفي وجهها في احضان منى والتي اشفقت عليها بشده فقد تعرفت عليها مؤخرا ولاخظت كم هي فتاه رقيقه ولطيفه للغايه وقلبها لا يتحمل ابسط الأشياء وتدرك تماما انها لن تمر من هذا الموقف سريعا.... ولكنها ابتسمت بفرحة من اجل صديقتها عندما لاحظت نظرات يونس لها كل ثانيه تقريبا ينظر لها وعيونه تعبر عن مدى شوقه وخوفه عليها وهذا جعلها تطمأن وتفرح من اجلها.....


**********************************


في منزل عائلة يونس


استغلت سميه عدم وجود ناهد وضاحي في المنزل... فناهد منذ ان خرجت من المنزل وهي ترتدي تلك الملابس الخليعه وتضع على وجهها رطل من مستحضرات التجميل وانتظرتها سياره فخمه امام المنزل وهي لم تعود ومنذ قليل ذهب ضاحي وكان متعجل بشده... دلفت للمكتب الخاص به وعبث في بعض الاوراق وزفرت بضيق فلم تستطيع ايجاد مرادها فتحت الكمبيوتر المحمول الخاص به فأحتلت الصدمه وجهها وبدأت  الدموع تتجمع في عينيها ولكنها تحاملت على نفسها وهي تخرج احدى وحدات التخزين الخارجيه وبدأت في نقل كل ما تستطيع عليها وحاولت ان تقوي نفسها وهي تدق بأحدى الارقام وذهبت في اتجاه الحديقه الخلفيه للمنزل فإذا به ينتظرها وهو ينظر حوله بحرص ان يراه احد


سميه وهي تأخذ انفاسها بقوه: خد الشريحه دي عليها بلاوي لقيتها على الاب توب بتاع ضاحي... اعتقد هتساعدنا اوي يا سيد


سيد (ابن خالة يونس): تمام... انت كويسه يا سميه






سميه وكادت ان تنهار: لا يا سيد مش كويسه... قول لحسام سميه مبقتش قادره تتنفس هنا ودا بدأ يأثر على الحمل انا خايفه ابني يحصله حاجه قبل ما اشوفه وخصوصا انا عارفه ان الشيطان ضاحي دا مش مصدقني وواثقه انه عارف اني هنا علشان احاول اساعدهم خليه يستعجل يا سيد... ثم اكملت بمرح مصطنع وعيونها تزرف دمعه متمرده: مش عاوزه اخرتي تبقى على ايد اخويا.... ثم اكملت بمراره: وكمان بقالي كتير مشفتش مصطفي وامي وابويا لازم يسامحوني... راعِ ابويا وامي سيد امانه عليك ولو حصلي حاجه فهم مصطفي اني بعمل كل دا علشان مشفش الكسره والحزن في عينه... امشي دلوقتي علشان محدش يشوفك


نظر لها بحزن فهو يعدها اختًا له ولكنه طمأنها بأن خلاصها وخلاصهم قريب واقترب من احدى الابواب الصغيره الخفيه في جدار سور الحديقه وخرج سريعا دون ان يراه احد... لتجلس سميه ارضا تبكي بقهر وقدماها لم تعد تحملها ففي هذا الوقت تحتاح المرأه للراحه ووجود من تحبهم حولها وخصوصا زوجها تكون مرتاحه ومرفهه اما هذه تقنط في منزل رجل يتاجر في الممنوعات وربما يكون سافك لد-م البشر... رجل د-مر حياتها وحياة زوجها وسلب منهم السعاده وهي لم تكن الا عروس تريد ان تسعد بإيامها.. رفعت عينيها للسماء تناجي ربنا بقلب مرتجف وعينيهم محمرتين من اثر البكاء وحجابها الذي انزلق من على رأسها حيث كانت تضعه بإهمال


_يارب ارجوك ساعدني وعني يارب... انا تعبت يارب


_سميه...  انت بتعملي اي هنا؟!


**********************************


امام منزل الاخوه


توقفت السيارتان فهرولت في اتجاهم هبه والتي كانت خائفه بشده ان يكون اصاب  زهره مكروه... تدلف زهره من السياره ومنى تمسك يدها تعاونها وهبه احتضنتها بقوه وهي تطمأن عليها


مصطفي: طلعوها يا بنات وخلوها ترتاح


امأت له الفتيات في هدوء وهم يتجهون بها نحو السلم وتسير ببطأ ووجهه بالكامل تكسوه الحمره وعيونها متورمتين من اثر البكاء الذي استمرت به لساعات... فإذا بحسنات تفتح باب شقتها بقوه وسرعه كالعاده وهي تنظر لزهره بزعر من مظهرها


حسنات بشهقه: لا اله الا الله. في اي... مالك يا بت


نظرت لها الفيات بغضب مما جعلها تضع يدها في خصرها بغنج وهي تحرك شفتيها يمينا ويسارا: الحق عليا قلقت عليها... هو كده خير تعمل شرا تلقى


ومن ثم دلفت لمنزلها من جديد واغلقت الباب بقوه مثل عاداتها مما جعل الرجال تنظر لها بتعجب تلك المرأه غريبة الاطوار كما يطلقون عليها.... ومن ثم سحبوا يونس ليذهبوا على مقهى الحاره بعد اعتراضه واجلسوه على احدى الكراسي اكراها وسحبوا كرسيين وجلسوا قبالته ونظروا لها بعتاب يعرفه فزفر بضيق وملل ومد يده في جيب بنطاله يخرج علبة سجائره ويبدأ في اشعال احداها ويدخنها بشراهه... ليأخذها حسام منه بغضب ويقوم بإخمادها في الطبق الدائري الصغير الرخامي الذي امامهم على الطاوله الصغيره


يونس بضيق: حسام انا مش ناقصك.... قوم انت وهو شوفوا حالكم


حسام بحده طفيفه: يونس انت غلطان... حرام عليك دا انت كنت هتم-وت الواد من امتى وانت بتتصرف بقلة عقل كده


يونس بغضب وغيره: وانت كنت عاوزني اشوف واحد ماسك ايد مراتي وبيقربها منه واعمل اي اقف اتفرج ولا اسقف... ولا اتحزم وارقص


ضحك مصطفي على اخر كلماته بشكل تلقائي فكان يونس يفعل حركات بيده مثيره للضحك... فنظروا له الاثنين بضيق مما جعله يسكت سريعا


مصطفي بهدوء: حسام معاه حق يا يونس... وكمان انت كان ممكن تلبس نفسك تهمه يعني يبقى هو اللي غلطان وانت اللي تتحبس دا انت فعلا كنت بتموته دا انا وحسام وشباب الجامعه مكناش قادرين عليك كنت عامل زي الثور الهايج محدش عارف يوقفك...


حسام بتنهيده حاره: لو مكناش موجودين يا صاحبي كنت هتركتب جنايه دا انت اكتر حد فينا براعي ربنا يا يونس.... يا سيدي بلاش علشانك مشفتش مراتك كانت عامله ازاي انت خوفتها اوي حرام عليك دي مبطلتش عياط كامت هت-موت من الخوف 







تنهد يونس بضيق وهو يضع رأسه بين كفيه ويهزها يمينا ويسارا بقلة حيله: مش عارف انا عملت كده ازاي... انا عمري ما استقويت على حد ابدا وانتو عارفين بس لما شفته قريب منها كده انا مقدرتش استحمل محدش فيكم حاسس باللي جوايا... انا جوايا نا-ر  بتغلي مكنتش اعرف اني حبي صعب كده مكنتش اعرف ان غيرتي قاسيه كده... غضبي كان عاميني مكنتش شايف اي حاجه غير انه لمسها حتى مشفتش دموعها انا مشفتش غير صورته قدامي وانا بك-سر  ايده اللي لمسها بيها... 


حسام بحزن من اجل صديقه: عارف يا صاحبي وحاسس بيك... بس لازم تحاول تتحكم في غضبك على الاقل علشانها هي 


مصطفي بزفر وقد لاحظ منى وهي تسير في اتجاه منزلها: قوم منى نزلت اهي... اكيد سابوها ترتاح قوم روحلها يا يونس هي محتجاك اكتر من اي حد اوعى تتعصب عليها انا عارفك... 


امأ له في هدوء وهو لم يعد يقدر على الحديث من الاساي واتجه بجسد متثاقل في اتجاه منزله 


**********************************


في منزل الاخوه 


كانت تجلس هبه بجوار زهره والتي ابدلت ملابسها لمنامه ورديه اللون وفكت ربطت شعرها وبدأت تدلك باطن رأسها بحنان وزهره تغلق عينيها بألم وهي تتخيل منظر الدماء التي تغطى وجه هذا الشاب ومظهر يونس الذي وبالفعل بث في قلبها الرعب ان يصيبه مكروه وهو في هذه الحاله او ان يلقنها صفعه او لكمه وهو لا يشعر فكان مثل المصارع وهو في ذروة غضبه... قاطعهم رنين جرس الباب فهمت هبه بالفتح لتجده يونس لينظر للأسفل بإحترام 


يونس بهدوء:  زهره عامله اي 


هبه بإبتسامه: احسن دلوقتي... تعالي ادخل ليها انا كنت هطلع علشان احضر الغداء لحسام بعد اذنك 


ابتعد عن طريقها لتصعد لمنزلها ودلف يونس ينظر نحو غرفتهم بحيره ومن ثم دلف اليها ينظر لنومنها المتهالكه ووجهها المحتقن من شده البكاء شفتيها منتفختين وعينيها متورمه بشده... اقترب منها وهو حزين بشده من اجلها وبدأ يؤنب نفسه انه السبب بما هي فيه 


يونس بصوت متخشرج: زهره.... حبيبتي ردي عليا علشان خاطري بلاش تعملي فيا كده 


فتحت عينيها تنظر له بعتاب ومن ثم اشاحت بنظرها بعيدا وعينها تذرف الدموع فأقترب منها يجلس بجوارها وهو يسلط نظره عليها بحب


_ يهون عليكي يونس يا قلب يونس 


**********************************


#الكاتبه_سهيله_عاشور


     الفصل التاسع عشر الجزء الثاني من هنا

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×