رواية سيد القمر الاسود الفصل السابع 7 بقلم زينب مصطفي
إرتدت حبيبة ملابسها على عجل ، بعد أن قامت بتجهيز حقيبة ملابسها ولملمت أشيائها القليلة ، ثم جلست بتوتر على حافة فراشها تنظر بقلق وترقب إلى ساعة يدها التي قاربت على العاشرة مساءً ..
لتُسارع بالرد على هاتفها بعد أن أرتفع صوت رنينه فجأة …
حبيبة بلهفة :
= أيوة يا شريف إنت فين أنا خلاص جهزت.
شريف بصوت هادئ :
=أنا تحت في الجنينة هاتي شنطة هدومك وقابليني في الجنينة.
هبت حبيبة واقفة وهي تحمل حقيبتها وتقول بلهفة:
=إستناني دقايق وهكون عندك.
ثم أغلقت هاتفها وهي تنظر للمكان من حولها بألم تودعه بعينيها ، وقد منعت نفسها بحزم من البكاء وهي تهمس لنفسها بتشجيع :
=هو ده الصح أنا مش لازم أضعف كفاية أوي لحد كده.
ثم أغلقت الباب من خلفها وهي تمسح دموعها بحزم.
خرجت حبيبة إلى الحديقة التي يقام بها الحفل وعينيها تبحث بلهفة عن شريف وهي تحرص ألا تقع عينيها على عمر أو مي أو على أي من مظاهر الإحتفال البازخة التي تملئ المكان.
لتجد شريف يقف بعيداً ينتظرها بهدوء وهو ينظر إلى الإتجاه الآخر دون أن ينتبه إلى وجودها.
أشارت حبيبة له بيدها بلهفة وتوجهت إليه بسرعة وهي ما تزال تحمل حقيبتها .
حبيبة بتوتر :
= شريف ..
إلتفت شريف إليها وابتسم بخبث وهو يلف يده حول خصرها :
=حبيبة حبي أنا ، إيه خلاص جهزتي!
حاولت حبيبة سحب يده من حول خصرها وهي تهمس له بتوتر :
=شيل إيدك .. إنت إتجننت ولا إيه!
مال شريف على أذنها يهمس لها :
=إهدي كده و إفردي وشك وبلاش تخليهم يشكوا فينا ، المفروض إننا مخطوبين وهنكتب كتابنا وهنتجوز بكرة.
عقدت حبيبة حاجبيها برفض و أجابت بغضب وهي تفك يده بعنف من حول خصرها :
=مخطوبين ولا مش مخطوبين ... شيل إيدك من عليا ومتلمسنيش تاني بدل ما أعملك فضيحة هنا.
نزع شريف يده من عليها وهو يتلفت حوله بتوتر
= لا و على إيه تعمليلي فضيحة .. مش مستاهلة .. وأدي إيدي بعيد عنك أهو ولا تزعلي.
حاولت حبيبة التحكم بغضبها وهي تقول بتوتر :
=المهم قابلت عمر وقلتله إنك هتاخدني معاك!
شريف بإستخفاف هو يتلفت حوله يراقب مظاهر الثروة والبذخ المنتشر حوله بحسد وحقد :
=لاء لسه .. وعموماً هو هيعترض ليه ! إنتي هتمشي هيجيب اللي أحسن منك.
ثم تابع بحدة:
= ألف واحدة تتمنى الشغلانة دي بس إنتي اللي فقر.
إبتلعت حبيبة ريقها بألم وهي تخفض رأسها تمنع عنه رؤية الدموع التي تكاد أن تسيل من عينيها.
حبيبة بتعب :
=فقر .. فقر المهم امشي من هنا ، و يلا روح قوله إنك هتاخدني معاك وخلصني.
ثم أضافت بإختناق :
=أنا خلاص مبقتش طايقة أقعد هنا.
نظر شريف لها بتهكم وهو يهمس لنفسه بسخرية :
=الإنسان ده غريب .. مستعجلة أوي على قضاها ..
حبيبة بضيق وقد شعرت أن مظاهر الإحتفال من حولها تزيد من شدة إختناقها :
=إنت بتقول إيه .. علِّي صوتك.
شريف بإبتسامة لزجة :
=بقول مستعجلة على إيه .. خلينا نتفرج على وحوش المال بيحتفلوا إزاي !
حبيبة بدهشة :
=عاوز تتفرج .. يعني إنت مش زعلان إن مي هتتخطب لواحد غيرك.
تعالت ضحكات شريف وهو يقول بسخرية :
=وأنا أزعل ليه .. حبيبتي هتتجوز ملياردير كبير وأكيد هينوبني من الحب جانب.
رفعت حبيبة عينيها إليه بدهشة تحولت إلى غضب :
=يعني برضه عاوز تكمل في القرف اللي كنت بتعمله ومش عاوز ترجع عن اللي في دماغك !!
شريف بسخرية :
=بعد كل اللي عملته ده عوزاني أسيبه ، بعد ما خلاص قربت أحقق كل اللي أنا عايزه … مش بقولك هتفضلي طول عمرك هبلة.
حاولت حبيبة الرد بغضب إلا أنها تفاجأت بيد تبعدها عن شريف وتجذبها بعيداً عنه ، وصوت عمر يقول بسخرية غاضبة :
= أول مرة أتفق معاك في حاجة يا شريف.
شريف بإرتباك :
=عمر بيه .. إزِّي حضرتك يا باشا وألف مبروك على الخطوبة ..
عمر بابتسامة ساخرة :
=الله يبارك فيك .. يعني شايفك واقف بقالك مدة مع بيبة و مجتش باركتلي أنا ومي هانم ، فقلت أجيلك أنا بنفسي.
شريف بخنوع :
=دا شرف ليا يا باشا ويارب تفضل راضي عني كده علطول.
عمر بإبتسامة ساخرة :
=لا متقلقش أنا راضي جداً عنك ومقدر إلتزامك والمجهود اللي بتعمله في الشغل في الفترة الأخيرة .. وأكيد ليك مكافأة عندي.
شريف بسعادة :
= أنا خدامك يا باشا ومتعرفش قد إيه أنا فرحان إنك راضي عني.
إبتسم عمر دون أن يعير كلام شريف إهتمام وهو ينظر بتهكم لحبيبة التي تدير وجهها بغضب إلى الناحية الأُخرى :
نا شايف شنط :
= إيه يا شريف إنت ناوي تيجي تعيش معانا هنا ولا إيه!
شريف بخنوع :
=دي شنط حبيبة .. أصل بعد إذنك يعني أنا هاخد حبيبة خطيبتي وهنمشي عشان هنتجوز كمان يو…
عمر مقاطعا بغضب أثار خوف شريف :
=ششش … مينفعش الكلام ده هنا تعالوا معايا نتكلم جوة ..
حبيبة بغضب وقد فاض بها :
= أنا مش داخلة جوة .. وهمشي واللي إنت عايز تقوله .. قوله هنا .. إحنا مش عبيد عندك.
شريف بغضب :
=حبيبة إنتي إتجننتي إزاي تتكلمي كده مع عمر بيه !!
أشار له عمر بالصمت وهو يميل على أذنها و يبتسم بغضب مكتوم :
= أدخلي يا حبيبة وإسمعي الكلام وإلا متلوميش غير نفسك..
نظرت حبيبة إليه بخوف وقد أستشعرت غضبه المكتوم .. لتقول بإرتباك خائف :
= أنا مش داخة ولا رايحة معاك في حتة .. أنا هاخد شنطي وهمشي من هنا حالاً.
نظر إليها عمر بإستخفاف ثم سحبها بقوة من خلفه وهو يتجاهل حديثها .
تملكت من شريف الدهشة وهو يتبعهم بسرعة و يكاد يركض من خلفهم ، حتى وصل إلى غرفة المكتب الخاصة بعمر الذي أشار له بغلق الباب ، وهو يخلع الجاكيت الخاص به ويثني كمي قميصه إلى الأعلى ويقترب من شريف بهدوء أثار خوفه حتى أصبح أمامه :
= عيد كده اللي إنت كنت بتقولهولي برة !!
شريف بقلق وهو ينظر إلى حبيبة الجالسة بغضب على أحد المقاعد ثم إلى عمر ليقول بتردد :
= بقول يعني بعد إذن حضرتك طبعاً .. هاخد حبية معايا علشان هنتجوز بعد يو…
إلا أنه لم يكمل حديثه بعد أن أطاحت به أرضا لكمه قوية من يد عمر جعلت الدماء تسيل من أنفه و تغرق وجهه ..
لتندفع حبيبة وهي تصرخ برعب تحاول الوصول إليه .. إلا أن يد عمر منعتها وهو يدفعها للجلوس بعنف مرة أخرى على المقعد وهو يقول بسخرية :
= إنت جاي بكل بجاحه تقولي أنا جاي آخد مراتك علشان أتجوزها !!!
وقفت حبيبة وهي تصرخ بغضب :
=مراتك .. مرات مين .. إنت بتقول إيه إنت تقصدني أنا بالكلام ده !!
إقترب عمر منها ثم دفعها للجلوس مرة أخرى على المقعد وهو يقول بتحذير :
= إخرسي .. مش عاوز أسمع صوتك وحسابك معايا بعدين.
ثم أشار لشريف المذهول مما سمعه والذي نهض وهو يترنح من قوة اللكمة التي جعلت رأسه تدور من شدة الألم :
=طيب هو معذور وواضح إنه ميعرفش حاجة لكن إنتي إزاي تلعبي لعبة غبية زي دي !!!
شريف بتقطع مذهول :
=معلش سامحني ياباشا أنا مش فاهم حاجة .. بس يعني .. أقصد .. حبيبة يعني .. تبقى.. يعني .. إيه .. أنا مش فاهم !!
عمر ببرود :
= أولاً : اسمها حبيبة هانم مش حبيبة.
ثانياً : أيوة .. حبيبة تبقى مراتي واللي هي بتعمله قدامك ده علشان هي زعلانة من إعلاني خطوبتي على مي.
إنتفضت حبيبة بغضب مذهول :
= إيه الكلام الفارغ اللي إنت بتقوله دا !! أنا لا مراتك ولا إنت جوزي إنت بتقول كده ليه !!
ثم إلتفتت إلى شريف وهي تقول بإنهيار :
= دا بيكدب .. بيكدب يا شريف ومش عارفة هو بيقول كده ليه .. متصدقوش وخرجني من هنا أنا خلاص قربت أتجنن.
عمر بإبتسامة باردة :
=بقى كده .. طيب عشان نخلص من الموضوع ده ونقفله خالص وعشان هو بس ابن عمك ويعتبر في مقام ولي أمرك أنا هوريه عقد جوازنا ، ثم أخرج من درج مكتبه عقد زواج وأعطاه لشريف الذي قرأه بذهول ، ثم أشار لحبيبة بإتهام :
=ده عقد جواز عرفي وإنتي ماضية عليه !
إندفعت حبيبة بغضب إليه ثم سحبت العقد من بين يديه بعنف وهي تقرأه بذهول ، وقد تأكدت من صحة توقيعها..
حبيبة بغضب وذهول وقد أنهمرت دموعها بغذارة :
=طب إزاي أنتم عايزين تجننوني أنا متجوزتش حد ولا مضيت على حاجة !
ثم إندفعت بعنف تحاول مهاجمة عمر وهي تصرخ بجنون :
= إنت بتعمل فيا كده ليه .. عايز مني إيه ، إنت عايز تجنني .. أنا مش مراتك وممضتش على حاجة … العقد دا مزور.
ثم زادت من مهاجته وهي تقول بهيسترية وعمر يكبلها بيديه ويمنعها من مهاجمته :
= سيبني .. أنا عايزة أمشي من هنا .. عايزة أمشي .. إنتو بتعملوا فيا كده ليه حرام عليكم !!
لف عمر يديه من حولها مكبلاً إياها بإحكام ومانعاً لها من مهاجمته وهو يقول بصرامة لشريف :
= إتفضل إنت يا شريف دي مشاكل عائلية وأنا هحلها معاها ، وياريت تنسى الكلام الفارغ اللي إنت قولتهولي بتاع خطوبتك وجوازك من حبيبة ، أظن ميصحش الكلام ده بعد ماعرفت إنها مراتي .
ثم تابع بتحذير جاد :
= بلاش تزعلني منك تاني عشان إنت عارف إن زعلي وحش.
تراجع شريف للخلف بخوف وهو يقول بخضوع :
= لا ياباشا سامحني خلاص أنا مكنتش أعرف وأوامرك هتتنفذ حتى لو كانت على رقابتي..
ثم تابع وهو يخرج سريعاً من الغرفة :
=سلام يا عمر بيه وألف مبروك على الجواز يا حبيبة هانم .
ثم همس بغضب لنفسه وهو يغلق الباب خلفه بحرص :
=يا بنت الكلب يا حبيبة طلعتي أذكى مننا كلنا وبتلعبي لمصلحتك.
ثم تابع بخبث :
=بس الحوار ده عاوز تفكير عشان أقدر أطلع منه بمصلحه.
ثم تابع بقلق :
=بس مش عارف أبلغ الكلام ده لصادق بيه ، ولا أستنى لما أشوف هقدر أستفيد منه إزاي !!
ثم ابتسم بتهكم وهو يتجه إلى الحفل مرة أخرى :
= أنا بقول أستنى والكفة اللي تربح أنا معاها ، حبيبة أو مي مش هتفرق المهم اللي أنا عايزه يتم .. آه ماهو فيها لأخفيها ومصلحتي أولاً .
في نفس التوقيت..
لف عمر ذراعيه حول حبيبة المنهارة بشدة مانعاّ إياها من مهاجمته ..
وهي تقول ببكاء :
=سيبني .. بقولك سيبني أنا همشي من هنا غصب عنك وإلا هصوت وهعملك فضيحة وهقول لخطيبتك على كل حاجة.
ضحك عمر ببرود وهو يمسح الدموع عن وجنتيها :
=بجد هتقولي لخطيبتي ، لااا أنا حاسس إني مرعوب وقلبي هيقف من شدة الرعب.
ضربته حبيبة بعنف في ساقه وهي تصرخ بغيظ :
=بقى كده طيب .. إستحمل بقى اللي هيجرالك..
ثم صرخت بصوت عالي هيستيري :
=إلحقوني ..حد في المخروبة دي يجي يلحقني الراجل ده مجنون وبيقول إني مراته .. حد يلحقني منه..
تنهد عمر وهو يقول بنفاذ صبر :
= إهدي يا بيبة وخلينا نتكلم.
صرخت حبيبة بغضب هيستيري وهي تحاول فك ذراعيه من حولها :
=متبقاش تقولي بيبة دي تاني ، أنا اسمي حبيبة فاهم وشيل إيدك من حواليا خليني أمشي وإلا هصوت وأعملك فضيحة..
تنهد عمر بفروغ صبر وهو يقول بغضب ويضغط بإحترافية بإصباعيه على الشريان الرئيسي في عنقها فتسبب في غيابها الفوري عن الوعي :
=أخلص بس من الحفلة الخنقهة اللي تحت دي و أفوقلك .
ثم حملها بإهتمام بين ذراعيه وصعد بها إلى غرفته في الأعلى ، و أغلق الباب من خلفه ووضع حبيبة بإهتمام على الفراش و أخرج من الدرج المجاور للفراش حبة منومة ذات مفعول قوي ورفع رأسها فوق ذراعه وهو يربت بأصابعه على وجنتها بهدوء :
= حبيبة إفتحي شفايفك خدي الحباية دي هتخليكي تنامي مرتاحة.
فتحت حبيبة عينيها بصعوبة وهي تقول بتعب وعدم تركيز :
= أنا فين .. أنا حاسة إني تعبانة أوي.
مال عمر عليها ووضع الحبة في فمها وساعدها على إبتلاعها بالماء وهو يقول بهدوء :
= معلش خدي الحباية دي وإنتي هترتاحي.
إبتلعت حبيبة الحبة وأغلقت عينيها بتعب ، وقد جعلتها الحبة تستغرق في النوم بسرعة وعمق شديد ، و عمر يتابعها بعينيه بغضب وقلبه يؤلمه بالرغم عنه ؛ لرؤيتها منهارة ومتعبة بهذا الشكل ، إلا أنه تحكم في مشاعره سريعاً وهو ينهر نفسه بقوة لأستمرار تأثيرها الشديد عليه وعلى مشاعره ، ليقوم برفع الحجاب عن رأسها ويده تنزلق إلى جسدها وهو ينوي نزع ثيابها عنها ؛ إلا أنه توقف فجأة و شعور بالإختناق يسيطر عليه وكأن يد تعتصر قلبه بقسوة.
عمر بغضب :
= جرى إيه يا عمر إنت هتضعف تاني ولا إيه ! !
ثم سحب الغطاء الذي تتدثر به إلى الأعلى مغطياً به جسدها بالكامل وقام بنزع ملابسها عنها بسرعة ، وهو يحرص على أن لا يرى أو يلمس أي جزء من جسدها ، حتى إنتهى سريعاً.
ليغلق عينيه بتعب وقد وصل مدى توتره إلى أقصاه ويداه تتحرك دون إراده منه إلى شعرها تتخلل خصلاته بحنان وعينيه تتأمل بالرغم عنه ملامح وجهها الرقيقة ..
ليهب فجأة مبتعداً وقد أجبر نفسه على المغادرة من جانبها وهو يقول بإختناق :
= خليني أخلص من الحفلة الزفت اللي تحت دي بسرعة .. خلاص مبقتش متحمل.
ثم أغلق باب الغرفة بالمفتاح الخاص به وهو ينظر لساعته بقلة صبر :
= كلها ساعة وأرجعلك تاني.
في صباح اليوم التالي..
جلس عمر على الأريكة الكبيرة المتواجدة في غرفة نومه يراقب بتفكير وغضب حبيبة المستغرقة في النوم على فراشه..
ثم نظر إلى ساعة يده وتنهد وهو يتراجع للخلف ويغلق عينيه بتعب.
والصراع يشتد بداخله بين عقله الذي يطالب بعقابها وقلبه الذي يتألم من مجرد التفكير بما ينتوي على فعله بها ، إلا أنه قال بغضب وهو ينهض فجأة ويتجه للحمام الخاص بغرفته وهو يمنع نفسه من النظر إليها حتى لا يضعف :
= أظن كده خلاص هي قربت تفوق ولازم أستعد.
ثم أغلق باب الحمام من خلفه و بدء في الإستحمام والشعور بالغضب يتملكه بشدة.
في نفس التوقيت….
تقلبت حبيبة في الفراش وفتحت عينيها وهي تقول بخفوت
= أنا فين .. أنا حاسة إني تعبانة أوي..
ثم عقدت حاجبيها وهي تحاول الجلوس وعينيها تجول في الغرفة بحيرة :
= دي أوضة عمر أنا إيه اللي جابني هنا !
لتنتفض جالسة وهي تتلفت حولها بصدمة وتنظر لجسدها شبه العار*ي برعب :
= مين اللي جابني هنا وقـ*لعني هدومي .. يا مُصيبتي أنا عر*يانة !!
ثم تذكرت فجأة ما حدث بالأمس وإدعاء عمر الكاذب بزواجه منها...
شهقت حبيبة برعب وهي تقف بسرعة تبحث عن ملابسها ، وقد أدركت أنها قد نامت معظم ساعات الليل بغرفة عمر وعلى فراشه.
إلا أنها فشلت في العثور عليهم لتقوم سريعاً بلف غطاء السرير حول جسدها تستر نفسها به ، وقد تساقطت دموعها بشدة وقد سيطر الرعب على كل خلية بجسدها ، وعقلها لا يستوعب ما يحدث لها..
إرتعشت حبيبة بخوف وهي ترى باب الحمام يُفتح فجأةً ، ويظهر منه عمر الذي يتساقط الماء من جسده الرياضي شبه العا*ري ، وقد أكتفى بلف منشفة صغيرة حول خصره ويقوم بتجفيف شعره المبتل بمنشفة أخرى.
تراجعت حبيبة بصدمة للخلف وقد أكتسى وجهها باللون الأحمر القاني ، في حين توجه عمر للمرآه وقام برش بعض العطر على جسده وهو ينظر لحبيبة باإستخفاف :
= إنتي لسه هنا بتعملي إيه منزلتيش على أوضتك ليه !!!
حبيبة بصدمة وذهول وعقلها لا يستوعب حديثه :
=هنا .. هنا فين .. أنا أصلاً كنت بعمل هنا إيه وإيه .. إيه اللي قلعني كده وفين .. فين هدومي !!
إستمر عمر بإرتداء ملابسه ثم إستدار لها وهو يغلق أزرار قميصه وهو يتأملها بإبتسامه ساخرة :
= لا يا بيبة كده أنا أزعل منك .. إيه هتعملي نفسك مش فاكرة حاجة من اللي حصلت بينا ولا إيه !!
ثم تابع بسخرية شديدة متجاهل صدمتها الواضحة :
=ولا تكوني بتقولي كده علشان عايزانا نكرر تاني اللي عملناه بليل !!
عموماً مينفعش دي كانت مرة ومش هتتكرر تاني ، أصلي مينفعش أكل من طبق حد تاني أكل منه قبل مني.
ثم تابع وهو يتأملها بإهانة شديدة :
= وعموماً لو إنتي لسه عايزه أنا رجالتي موجودين تحت ، بس يارب هما يقبلوا .. أصل زي ما إنتي عارفة الحاجات دي مينفعش فيها الإجبار .
شحب وجه حبيبة بشدة حتى أصبح في بياض الموتى ، وجلست على طرف الفراش تتمسك بالغطاء الملتف حولها بشدة وجسدها تتملكه برودة شديدة ، وكلماته المسمومة تتغلغل كالسم بداخلها وعقلها يستوعب معنى كلماته ببطيء شديد.
أغرقت الدموع وجهها وهي تقول بصوت ضعيف مهتز وقد تجاهلت كل إهاناته و عقلها يركز على شئ واحد :
= إنت تقصد إننا .. إنك ..
عمر بسخرية :
= إيه مش قادرة تقوليها .. أيوة اللي في بالك.
ثم تابع بسخرية مقيتة :
=حتى لو كان الأداء مش عاجبني بسأهي تسلية تبدد الملل شوية.
إندفعت حبيبة إليه تها*جمه بعنف وهي تبكي و تصرخ بغضب شديد :
= يا ابن الـ*كلب .. يا حــ*قير يا زبا*لة ، إنت عملت فيا إيه !!
سيطر عمر عليها وكبلها بين ذراعيه وهو يقول بغضب :
= إيه هتعمليلي فيها شريفة ولا إيه!!
ولا فكراني مش عارف حقيقتِك ودخل عليا وش البرائة اللي إنتي لبساه !!
ثم دفعها بعيداً عنه بإحتقار وكأن ملمسها يدنسه وهو يقول بقسوة :
=فوقي لنفسك دا أنا عمر الرشيدي وتاريخك الأسود كله كان عندي من أول ما إتولدتي ورموكي في الملجأ ، لحد ما جيتي إشتغلتي عندي هنا.
صرخت حبيبة فيه وهي تلطم خديها بهيسترية ودموعها تغرق وجهها بشدة :
=ليه عملت فيا كده .. دا أنا عمري ما أذيتك ولا أذيت حد ..حرام عليك .. حرام عليك ضيعتني.
ثم خفت صوتها وكأنها تحدث نفسها بذهول :
= أنا طول عمري شريفة ومحافظة على نفسي وعمر ماحد لمسني ، إنت بس اللي سمحتلك باللي عمري ما سمحت لحد بيه علشان كنت فكراك غيرهم كلهم ، لكن أنا كنت غلطانة .. أنا كنت هبلة وعبيطة وغبية ، بس مستحقش منك اللي إنت عملته فيا . مستحقش ابدا الي انت عملته فيا ..
لتنهار في نوبة بكاء قوية :
= ربنا ينتقم منك أنا عمري ما هسامحك على اللي إنت عملته فيا ، عمري ما هسامحك.
أغمض عمر عينيه بألم وهو يشعر بكلماتها ودموعها تطعنه بداخل قلبه ، حتى كاد أن يذهب إليها ويأخذها بين أحضانه ويطمئنها أنه لم يممسها بسوء..
إلا إنه تراجع بغضب وهو يستشعر تأثيرها الشديد عليه ، حتى بعد إكتشافه سوء أخلاقها وعلاقاتها المتعددة مع الرجال وتخطيطها المسبق لإيقاعه بحبها.
ليقوم بفتح أحد الأدراج ويخرج بعض الصور التي تظهرها عن بعد ، وهي تقف بنافذة المنزل الذي كانت تختبئ به هي وشريف ، ثم ألقاها في وجهها وهو يقول بغضب شديد :
=ولما إنتي شريفة زي مابتقولي كنتي بتعملي إيه إنتي وشريف لوحدكم في مكان مقطوع زي ده ، إيه كنتم بتبيعوا سبح !!
إمتقع وجه حبيبة بشدة وهي تعجز عن الرد ، وهو يسحبها من ذراعها بغضب حارق تغذيه غيرته العمياء عليها لتتفاجأ بصفعة قوية على وجهها طرحتها أرضاً ، وجعلت الد*ماء تسيل عن وجهها وهو يصرخ فيها بجنون :
=راجل وست لوحدهم لمدة شهر كامل في بيت بعيد تفتكري كانو بيعملوا إيه !!
ماتردي يا شريفة كنتم بتعملوا إيه سوى !!
زحفت حبيبة بخوف بعيداً عنه وهي تشعر بالخوف الشديد يستولي عليها ، إلا أنها أجابت ببكاء شديد :
= إنت مش فاهم حاجة .. أنا .. أنا ..
عمر بسخرية مقيتة :
= إنتي إيه .. إنتي آخرك ليلة وتترمي في الزبالة ، وحتى اللية دي كتير على واحدة قذ*رة زيك ، بس أنا حبيت أديلك درس متنسهوش طول عمرك.
ثم تابع وهو يرفعها بعنف عن الأرض ويقول بقسوة :
=إيه خيالك المريض صورلك إنك هتوقعيني في حبك وإنك هتبقي حرم عمر بيه الرشيدي … فوقي اللي زيك يدوبك أسمح لهم ينضفوا جذمتي أو جذمة مراتي ، ويبقى كتير عليكي كمان لو سمحتلك بكده ..
ثم تابع بجبروت رهيب وهو يفتح الباب على وشك المغادرة
= فوقي .. مش عمر الرشيدي اللي يتضحك عليه من واحدة زيك !!
سالت دموع حبيبة على وجهها وهي تنظر إليه بصدمة تشعرها وكأن قلبها سيتوقف عن النبض من شدة الألم ، وشريط طويل من الألم والذل والظلم الذي عانتهم في حياتها يمر أمام عينيها ، كل من مَر في حياتها إستغلها أو حاول أن يستغلها ... ولكن ماحدث لها الآن يتجاوز كل ما مر عليها ..
لقد فقدت كل شئ على يد شخص قاسي مجنون ، شرفها كبريائها ، قلبها ، مستقبلها الذي دمره بفعلته البشعة.
لتهب واقفة بغضب مجنون وتسحب تمثال للزينة مصنوع من الحجر ، ثقيل موضوع بجانب الفراش وهي تحاول ضربه به من الخلف وهي تبكي وتصرخ بجنون :
=ومش حبيبة عبد الرحمن اللي كـ*لب زيك يدوس على شرفها وتسيبه عايش على وش الدنيا.
إستدار لها عمر بسرعة وإلتقط التمثال من يدها وهو يكبلها بقوة ويقول بغضب :
= إنتي بتعملي إيه إنتي إتجننتي !!
إلا أنها قاومته بقوة وبدئت في ركله بقوة ، و*خدش وجهه بأظافرها وأسنانها وهي تصرخ بصوت عالي تَسبب في تجمع قاطني القصر :
=والله لأقتلك .. إنت عملت فيا كده علشان فاكر إن مليش حد يدافع عني لكن أنا هاخد حقي بإيدي يا حــ*قير يا زبا*لة الرجالة.
صـ*فعها عمر بقوة ألقتها أرضاً وأسالت الد*ماء من أنفها ،
ليرتفع فجأة صوت دولت هانم وهي تقول بصدمة :
= عمر إنت بتعمل إيه .. إيه اللي بيحصل هنا .. وإنتي يا حبيبة مين اللي عمل فيكي كده !!
صرخت حبيبة بها وهي تبكي و تتمسك بالغطاء الملفوف حولها بإنهيار :
=حفيدك .. حفيدك إغتـ*صبني .. عمر بيه إغتـ*صبني ، بس أنا مش هسيبه وهاخد حقي فاهمين ، أنا مش ضعيفة وهاخد حقي منه.
شهقت دولت هانم وترنحت وهي تضع يدها على قلبها و تقول بعدم تصديق:
=الكلام اللي بتقوله حبيبة ده صحيح يا عمر ، إنت فعلاً عملت فيها كده !!
إقترب عمر بتوتر من جدته وهو يدرك أنها على وشك الإصابة بأزمة قلبية قاتلة ، ليحاول التخفيف من شدة وقع الأمر عليها خوفاً من إصابتها بنوبة قلبية قاتلة :
= لأ طبعاً مش صحيح حبيبة مراتي .. أنا متجوزها عرفي .. وكل الكلام الفارغ اللي بتقوله ده علشان غيرانة إني أعلنت خطوبتي على مي إمبارح.
هبت حبيبة واقفة تحاول مهاجمته بغضب شديد :
= إنت كداب .. كداب وزبالة ، أنا مش متجوزاك وكل اللي بتقوله ده كدب ، متصدقهوش دا بيكدب والله بيكدب..
إلا أنها تفاجئت بيد دولت هانم تسحبها وتحتضنها بحنان جعلها لا تستطيع أن تكمل ، وتنهار في نوبة بكاء قوية بين ذراعيها لتتوقف فجأهطة عن البكاء ودولت هانم تمسح دموعها وهي تبتسم برقة :
= إنتي عندك حق في كل اللي بتعمليه أنا مقدرة غيرتك وصدمتك في اللي حفيدي عمله معاكي ، بس يا حبيبتي مهما حصل مينفعش تتهمي جوزك بإغتصا*بك.
ثم تابعت وهي تنظر لعمر بغضب :
=وإنت يا عمر أنا عارفة إن إتهامها ليك أكيد جرحك ، بس برضه دا ميدلكش حق تمدإيدك عليها وتبهدلها بالشكل ده !!
ثم تابعت بصرامة :
= أي واحد يبقى متجوز واحدة و فارض عليها أن جوازهم يبقى عرفي وفي السر ، وكمان يفرض عليها إنها تحضر حفلة خطوبته على واحدة غيرها يبقى ظالم ، وأنا حفيدي إستحالة يبقى ظالم بالشكل ده.
تنهد عمر بغضب :
=يا جدتي .. إسمعيني بس..
الجدة بصرامة :
= أنت اللي هتسمعني وهتنفذ يا عمر ، وإلا هتبقى قطيعة بيني وبينك طول العمر وإنت عارف إني قد كلمتي .
ثم إبتسمت في وجه حبيبة الباكي برقة :
= إنت هتجيب المأذون حالاً وهتكتب كتابك رسمي على حبيبة ، وهتعمل لها فرح كبير تعوضها بيه عن إحساسها بالظلم ، وهي شايفة جوزها بيخطب واحدة غيرها وعامل لها فرح كبير و هي مش قادرة تتكلم.
حاول عمر التحكم بغضبه خوفاً على جدته ، وهو ينظر لحبيبة بتهديد مستتر وكأنه يطلب منها رفض فكرة الزواج منه :
=ما هو ممكن يا جدتي حبيبة نفسها متوافقش خصوصاً إن هي اللي مكنتش عايزة تعلن جوازنا.
نظرت الجدة لحبيبة بلوم :
= الكلام ده حقيقي يا حبيبة إنتي اللي مش عايزة تعلني جوازك من عمر !
إبتسمت حبيبة بإرتعاش وقد شعرت أن إعلان زواجها من عمر سينقذها من الفضيحة والعار الذي كان بإنتظارها لتنظر لعمر وهي تقول بتحدي :
= أنا مكنتش عايزة أعلن علشان كنت خايفة من رد فعلك إنتي وعصمت هانم ، مكنتش عايزة أزعلكم لكن طالما حضرتك عرفتي ومعندكيش مانع فـ أنا موافقة ..
نظر لها عمر بغضب حارق واجهته هي بتحدي وهي تميل عليه تهمس في أذنه بتشفي :
=مبروك يا عمر بيه هتتجوز الست اللي كنت عايز تعزم رجالتك عليها .. شوفت ربنا وإنتقامه جابلي حقي قبل حتى ما الد*م اللي على وشي ينشف.
ثم رمقته بإحتقار و كراهية وهي تعود إلى الغرفة بصحبة جدته التي كانت تثرثر بسعاة عن خططها للزواج … وعمر صامت يحاول السيطرة على غضبه الذي يشعر بصعوبة السيطرة عليه فـ لو أطلقه سيحرق كل شئ..
♕ يتبع ♕