رواية سيد القمر الاسود الفصل الرابع 4 الجزء الاول 1 بقلم زينب مصطفي
بعد مرور شهر ..
وقفت حبيبةبعد إنتهاء موعد عملها وخلود دولت هانم إلى النوم تتابع بإنبهار عشاء العمل المقام في القصر والذي ضم بعض أكبر رجال الأعمال وزوجاتهم الذين يرفلون في ثياب غالية .. أنيقة.
ويتحلون بمجوهرات ثمينة وغالية.
بالإضافة إلى عمر الذي أرتدى بدلة تكسيدو سوداء أنيقة، تبرز وسامته وقامته الرجولية القوية ، وخالته عصمت هانم التي قامت بدور المضيفة وهي ترتدي فستان أزرق طويل راقي وتحلت بقطع مجوهرات ثمينة ، ومي ابنتها التي أرتدت فستان ذهبي قصير ذو حمالات رفيعة وحذاء ذهبي مرتفع الكعبين ذو سيور متقاطعة يصل لأعلى قدميها وقد تحلت هي الأخرى ببعض من المجوهرات الثمينة وهي تلف يدها بتملك حول ذراع عمر ؛ الذي كان يتحدث بجدية في بعض الأعمال مع ضيوفه.
تابعت حبيبة بغيرة لم تستطع السيطرة عليها أو تفسيرها يد عمر التي أرتفعت وأحاطت خصر مي وهو يبتسم لها ويتوجه بها إلى غرفة الطعام برفقة ضيوفه.
ترقرقت الدموع في عينيها وشعرت بإنقباض في صدرها وشعور بالغيرة والدونية يسيطر عليها وهي تتابعهم وهم يغيبون عن عينيها بعد دخولهم إلى غرفة الطعام.
انتبهت حبيبة على يد إحدى الخادمات وهي تقول لها بدهشة
_ حبيبة مالك مش سمعاني ولا إيه بقالي كتير بكلمك؟!
حبيبة بارتباك
= ليه في حاجه!!
_ بقولك العشاء بتاعك جاهز على الصنية أهوه.
ابتسمت حبيبة بارتباك وهي تمتم بالشكر وحملت صنية العشاء وتوجهت بها إلى غرفتها بعد إنتهاء موعد عملها وخلود دولت هانم إلى النوم ..
في نفس التوقيت..
مالت عصمت هانم على أذن مي بعد أن أختلت بها جانباً
= عملتي اللي قلتلك عليه ..؟
مي وهي تبتسم بتوتر وترد بهمس
= ايوة حطيت لها الدوا في العصير من غير ما حد يحس .. ورميت بخاخة الربو تحت السرير من جوة خالص زي ما قلتيلي.
ابتسمت عصمت
= كويس وبكده دي هتبقى آخر ليلة للعقربة اللي اسمها حبيبة .
مي بتوتر
= أنا مش فاهمة حاجة!..
انتي خلتيني أعمل كده ليه والدوا اللي خلتيني احطه لدولت هانم ده لازمته ايه؟
ابتسمت عصمت بمكر
= أبداً دا دوا قابض للشعب الهوائية وبما إنها عندها ربو فهيعمل لها أزمة ربو .. وبما إنك رميتي البخاخة تحت السرير فالازمة هتكبر وممكن يعني دولت تروح فيها.
وساعتها مين هيكون المسئول والمهمل قدام عمر اللي ضيع بخاخة الربو ورماها بإهمال تحت السرير؟!
ابتسمت مي بتفهم
= حبيبة المرافقة بتاعتها.
ثم مطت شفتيها بإحتقار
= بس برضه مش فاهمة انتي تاعبة نفسك ومهتمة كده ليه دي طلعت أو نزلت حتة مرافقة.
عقدت عصمت حاجبيها وهي تقول بتوعد
= اسكتي انتي .. أنا عارفة أنا بعمل إيه..
ثم ابتسمت برقة وهي تنضم إلى طاولة الطعام
بأناقة شديدة.
في نفس التوقيت ..
أغلقت حبيبة باب غرفتها عليها ودموعها تسيل بالرغم عنها وهي تقول بغضب من نفسها
= طيب أنا بعيط ليه دلوقتي .. عمر إيه اللي بفكر فيه أنا أكيد إتجننت.!
ثم إنسابت دموعها بالرغم عنها وهي تعنف نفسها
= عمر إيه يا حبيبة اللي بتفكري فيه إنتي فين وهو فين ..
ولا عشان بيعاملك كويس خلاص هتتجنني وتفكري فيه ! لا فوقي وبلاش تعيشي في الوهم دا حتى لو مكنتيش متورطة في المصيبة اللي حصلتله برضه كان هيبقى مستحيل يبصلك أو يفكر فيكي.
ثم وقفت تتأمل نفسها بإنتقاد في المرآه وقد شعرت بطعم الغيرة المر يتملكها وهي تقول بحزن
= يعني هيسيب مي اللي مال وجمال ونسب وكل الستات اللي زي القمر اللي يعرفهم دول وهيبصلك انتي!!.
ثم شعرت بالغضب وتملكتها غيرة غير مبررة وهي تسحب العقدة التي تجمع شعرها فينساب خلف ظهرها في تموجات رائعة وهي تقول بتحدي
= جرى إيه يا حبيبة ما انتي كمان حلوة وزي القمر بس تحطي شوية مكياج و تلبسي زيهم وهتبقي زي القمر وأجمل منهم كمان.
ثم اتبعت كلامها بسحب حقيبتها وإخراج فستان أسود قصير ضيق ذو حملات عريضة يصل لقبل ركبتيها بقليل.
كانت ترتديه وترتدي معه بنطال وجاكيت قصير.
ثم ابتسمت بعد أن ارتدته وهي تمسح دموعها ووقفت تتأمل الفستان الذي يبرز بسخاء جمال وتناسق جسدها ..
= هو حلو بس بقى ضيق عليا أوي .. الظاهر معدتش هعرف ألبسه تاني.
ثم اتبعت قولها بوضع أحمر شفاه ثقيل على شفتيها وأكملت وضع مكياج محترف لوجهها وعينيها وهي تبتسم بفخر
= والله أنا ممكن أكسب دهب لو اشتغلت ميكب أرتست ،
ثم إنحنت تضع سلسال رفيع كانت ترتديه كسوار ووضعته حول إحدى قدميها.
ثم سحبت هاتفها القديم و بدأت تأخذ بعض الصور لها بوضعيات مختلفة وهي تضحك محاولة نسيان ما يحدث بالخارج ونسيان وضعها السيء الذي تعيشه لتتفاجأ بإرتفاع صوت جرس الإنذار المعلق في غرفتها والذي لا يستعمل إلا للتنبيه أن دولت هانم بحاجة إليها لأمر عاجل خاص بصحتها ..
شهقت حبيبة وهي تقول بخوف
= أستر يارب هي النوبة جاتلها ولا إيه!
ثم اندفعت خارج الغرفة وقد نسيت ماترتديه مع إرتفاع صوت الجرس مرة أخرى بإلحاح شديد.
دخلت حبيبة إلى الغرفة لتتفاجأ بدولت هانم جالسة على الفراش وهي تحاول التنفس بصعوبة شديدة و تشير إلى حاجتها إلى دواء الربو الخاص بها والتي تبحث عنها بتعب شديد.
انحنت حبيبة تبحث عن بخاخ الدواء ولكن لم تجده...
حبيبة بتوتر وخوف وهي تشاهد إختناق دولت هانم أمامها وتحول وجهها إلى اللون الازرق
= متخافيش يا دولت هانم أنا عاينة واحدة احتياطي عندي
ثم اندفعت إلى خزانة الأدوية وسحبت منها بخاخ جديد كانت تحتفظ به كنوع من الإحتياط وفتحتها سريعاً
ووضعتها بداخل فم دولت هانم و هي تضغط عليها ليتسرب الدواء سريعاً إلى رئتيها ويعيد لهم قدرتهم على التنفس الطبيعي مرة أخرى.
شهقت دولت هانم عدة مرات حتى استطاعت التنفس مرة أخرى براحة.
وحبيبة تمرر يدها بحنان على ظهرها وهي تقول بارتباك
= خدي نفسك بالراحة ..أيوه كده .. ها بقيتي أحسن!.
ابتسمت الجدة وهي تقول بتعب
= متقلقيش يا حبيبة أنا الحمد لله بقيت أحسن.
تنهدت حبيبة براحة وهي تناولها كوب من الماء.
لتتفاجأ بعمر يدخل مندفع بتوتر شديد إلى الغرفة وهو يقول بلهفة شديدة و ينحني على جدته يتفحصها بلهفة
= إيه اللي حصل جدتي جرالها حاجه .. الجرس كان بيرن ليه؟! ..
ربتت الجدة على يده بحنان ..
= متقلقش يا عمر أنا بقيت كويسه خلاص ..
حبيبة بتوتر
= دي كانت نوبة ربو وإديتها الدوا وبقيت كويسه.
عمر بغضب
= وانتي مديتهاش الدوا علطول ليه إيه اللي حصل و خلاكي ترني الجرس.
حبيبة بارتباك
= أنا مرنتش الجرس .. دولت هانم هي اللي رنته علشان اجيلها أصلي كنت…
قاطعها عمر بغضب مجنون
= تجيلها ..تجيلها منين ..قصدك إنها كانت لوحدها
لما النوبة جاتها!؟
هزت حبيبة رأسها بإيجاب وهي تتراجع للخلف بخوف وهو يصيح غاضباً
= يعني كان ممكن يجرالها حاجه لو مكنتش قدرت ترن الجرس ..ليه انتي جايه تشتغلي هنا إيه ..!!
الجدة بضعف
= أصبر يا عمر أنا هفهمك ..هي ملهاش ذنب أنا اللي..
سحب عمر حبيبة من يدها يجذبها نحوة بعنف شديد وهو يقول بغضب
= أومال ذنب مين ..ها ..مش انتي المسئولة عنها مش دي شغلتك !!!
ثم تابع بغضب وقد أعمت الغيرة عيناه وقد إنتبه إلى ما ترتديه ليقول بقسوة ..
= وإيه القرف اللي انتي لابساه وحطاه على وشك ده.. إيه مش المفروض إنك محجبة ولا عرفتي إن القصر مليان رجالة فقلتي أخرج أصطاد واحد من المغفلين اللي برة ..
شهقت حبيبة بصدمه ودون أن تشعر ارتفعت يدها إلى وجهه تصفعه بقوة.
ليعم الصمت المكان وهو يقف امامها دون أن يتكلم وهي تتراجع للخلف بخوف بعد أن ادركت مافعلته..
ولكنها قالت بشجاعة على الرغم من دموعها التي انهمرت على وجنتيها
= انت إنسان مش محترم وتستاهل مليون قلم على وشك مش قلم واحد ..
أنا..أنا لابسه كده علشان كنت في أوضتي ولما دولت هانم تعبت جريت عليها علشان أديها الدوا ومفكرتش أنا لابسه إيه كل اللي فكرت فيه إني انقذها .. مش عشان أصطاد واحد زي مابتقول...
ثم تراجعت للخلف وهي تتابع بإنهيار ودموعها تتساقط
= دولت هانم كانت نايمة بعد ما اتعشت وخدت الدوا بتاعها ..وأنا كمان دخلت علشان أنام فسمع...
ثم صرخت فيه فجأة بإنهيار وهي تحاول مغادرة الغرفة بعد أن عجزت عن إكمال حديثها
= أنا .. أنا مستقيلة وهسيب القصر ده حالاً.
إلا أن يد عمر إلتفت فجأة من حولها تمنعها من الخروج وهو يقول بندم
= استني يا حبيبة … أنا اتسرعت بس غصب ع…
ضربته حبية على يده تحاول فك يده من حول خصرها و إبعاده عنها وهي تقاطعه بغضب
=...
♕ يتبع ♕
الفصل الرابع الجزء الثاني من هنا