رواية صائدة الرجال الفصل الثاني 2 بقلم ياسر عوده
الموت السريع لاسلام كان اهون من اللى شافه على ايد جاد ، كل انواع التعذيب شفها ، جاد كائن غريب معندوش رحمه كل اللى بيحب انه يعمله ان يشوف شمس مبسوطه ، وهى بتنبسط بتعذيب اى راجل .
صوت صراخ اسلام كان عالى ، بس بدون فايده ، هما في مخزن تحت البيت ، ومحدش هيسمعه ، والبيت نافسه في مكان مهجور بعيد عن الناس ، الامل اللى فضل عايش اسلام عليه ان حد يسمعه كان امل كداب ، جاد فضل يعذب اسلام اكتر من ساعتين تقريبا ، كان بيقطعله اطرافه جزء جزء ، ولما يغمى على اسلام من الوجع كان جاد بيفوقه علشان يكمل تعذيبه واسلام يحس بكل وجع بيحصله .
اول حاجه عملها جاد انه قطعله صوابع ايده عقله عقله ، وكانت شمس على وشها ابتسامه مرعبه كل مره تسمع فيها صوت صراخ اسلام ، وجاد لما يشوف شمس مبسوطه يزيد تعذيبه .
بعد لما خلص جاد على صوابع ايد اسلام ابتدى يقطع صوابع رجله ، ولما خلصه ابتدى بيطع في جلده ، واللى رحم اسلام من ايد جاد انه مات من كتر النزيف وده من حظه انه معش اكتر من كده .
في الاول تفتكر ان اللى بيحصل ده مجرد جريمه تعذيب وقتل شيء عادى يعنى ، بس حابب اقولك ان دى الجريمه رقم 12 تقريبا ، ورغم كده منكشفوش وده علشان بالنسبه للشرطه ان هي مش جرايم قتل ، كل اللى تعرفه ان الرجاله دى اختفت بدون سبب .
ايوه متستغربوش اى جريمه قتل علشان تنكشف لازم يكون في جثه للقتيل ، وال 12 راجل دوول مظهرش لاى واحد جثه ليهم ، علشان شمس وجاد اتخلصوا من الجثث بطريقه متخليش اى حد يوصلها .
شمس مش مجرد بنت مهوسه بالقتل والانتقام وبس ، لا دى شخصيه ذكيه جدا ، ومفيش حاجه بتعملها من غير سبب ، لو دققنا في طريقه قتل اسلام هنلاحظ ان شمس ركبت عربيتها واسلام عربيته علشان لو في كاميره مراقبه متشفهمش مع بعض ، ولما وقفت بالعربيه وركب اسلام معاها كان علشان متكونش عربيه اسلام سبب في معرفه بيتها ، مثلا لو فيها جهاز تتبع ، او كاميره مرور ، ولما رمت تليفون اسلام كان علشان محدش يتتبع مكانه او اخر مكان كان فيه قبل ما يختفى .
كل ده كان احتيطات بتعملها شمس ، بس باقى اللى حصل بعد موت اسلام هو اللى حاجه ماتتصدقش ، مكنش في حاجه بتفضل من اسلام تدل عليه ، جاد بعد ما يموت الضحيه بيقطع كل اجزاء الضحيه ، وبعدين بيقطع لحمه ويطهيه على النار ويأكل للخمس كلاب اللى في الاقفاص ، لانهم عودهم على اكل لحم البنى ادمين ، وحتى العظم بيطحنه جاد ويقدمه للكلاب مع لحم الضحيه ، ومبيبقاش من الضحيه حاجه نهائى ، اما هدومه ومتعلقاته الشخصيه فكلها بتتحرق في فرن صغير في المكان اللى بيتعذب فيه الضحيه ، ومش بيخدوا غير الفلوس بس واى حاجه تانيه بتتحرق .
شمس مكنتش بتصطاد الرجاله دى من مكان واحد ، لا كانت بتغير اى مكان اصطادت منه واحد قبل كده .
اختفى اسلام زى اى راجل قبله ، وطبعا مراته راحت لقسم الشرطه وقدمت بلاغ ان جوزها اختفى ، وعلشان في 11 بلاغ قبل كده عن اختفاء رجاله فالموضوع كان شاغل رتب كبيره في الدخليه ، واتكلف الضابط ياسر بالقاضيه بعد ما فشل الضابط اللى قابله .
احنا دلوقتى في مديريه الامن ، وياسر باشا قاعد في مكتبه ، حاطط قدامه ورق ال 12 بلاغ عن اختفاء 12 راجل وفرشهم قدامه زى ما يكون قاعد في سوق الجمعه ، متفهموش كان حلمه يشتغل بتاع خضار ولا ايه .
المهم دخل عليه المساعد بتاعه ، اسمه عادل .
عادل : ياسر باشا جبتلك كل المعلومات عن ال 12 راجل اللى اختفوا .
ياسر وهو بينفخ : اقعد الاول .
بص عادل حوليه لقا ان كل مكان فيه ورق ، فقاله : اقعد فين يا باشا ، ايه اللى انت عمله في المكتب ده .
ياسر : انا مابعرفش اشتغل غير بالطريقه دى .
عادل : انت كده هتضيع الورق والمستندات .
ياسر : بطل رغى وشفلك حته تقعد فيها اخلص .
عادل وهو بيدور على مكان واخيرا شال ورق من على كرسى وقعد وكان بيقول بصوت واطى : لو سياده اللواء جه وشافك بالشكل ده ، هيردحلك .
سمع ياسر كلام عادل ، فقاله : منا سعتها هنفخك .
عادل : انت سمعت لامؤخذه يا باشا وابتسم عادل .
ياسر : خلينا في المهم ، ايه الحاجه المشتركه بين كل الرجاله المختفين دوول .
عادل : بص انا راجعت كل حاجه ودورت ورا كل واحد فيهم ، بس ملقتش حاجه متشابه بنهم ، كل واحد فيهم ملهوش دعوه بالتانى .
صحيح يا باشا ، مش يمكن طفشوا من مراتتهم ؟
ياسر : جايز ، مهى الستات تنكد على اجوازها ، وكله يجى على دماغ اهلينا احنا .
ضحك عادل وقال : لو فعلا دى الحقيقه والله لاحبسهم على الدوخه اللى احنا فيها .
ياسر : تحبسهم ايه ، دا انا كنت فضلت اضرب فيهم لغايه لما يبنلهم صحاب .
عادل : هنعمل ايه طيب دلوقتى ؟
ياسر : بص انا لحظت ان كل واحد من الرجاله دى كان اما راجع من سفر ، او على طريق صحراوى ، او رايح مصيف ، بص معظم الاماكن سكنها قليل ان كان طريق مثلا يعنى اخر واحد اللى اسمه اسلام عربيته وتليفونه كانوا في طريق مفهوش عربيات كتير او حتى كمائن شرطه ، يمكن تكون دى البدايه اللى نبداء بيها التحقيقات .
عادل : يا باشا انت بتتكلم في اماكن كتير ، كده هندور على ابره في كوم أش .
ياسر : معندناش حلول تانيه .
عادل : تفتكر دى جرائم خطف او سرقه يا باشا ؟
ياسر : لا ، انا حاسس ان ال 12 راجل دوول مش هيرجعوا تانى ، عندى احساس انهم ماتوا او بالاصح اتقتلوا .
عادل : عندك حق مهما لو طفشوا مثلا كنا عرفنا من المطار ، ولو حتى مخطوفين محدش طلب فديه .
ياسر : كله هيبان المهم نشد حلنا شويه الموضوع شغل الرأى العام .
سمع ياسر صوت رنين تليفون مكتبه ، رفع السماعه وجاله خبر ، وبعدين حط السماعه وقال لعادل : قوم بينا .
عادل : على فين يا باشا .
ياسر وهو بيتحرك : في مصيبه جديده هنروح نشوفها .
مشى ياسر ومعاه عادل ووصلوا لمكان مهجور تحت كوبرى من الكبارى ، كانت جريمه قتل بشعه ، بنت عمرها حوالى 19 سنه ، كانت محطوطه في شوال ومرميه تحت الكوبرى ، ولما شاف ياسر وعادل منظر البنت مستحملوش المنظر ، حاجه صعب تتوصف .
البنت كانت عريانه تماما ، وتم تعذبها بكل الاشكال ، وتشريح معظم اجزاء جسمها ، وحروق في كل حته في جسمها ، وقطع ودنها وقلع عينيها .
عادل : البنت دى اتعذبت بوحشيه يا ياسر باشا ، تفتكر ليها علاقه بموضوع اختفاء الرجاله ؟
ياسر : مش عارف ، بس احساسى بيقول اننا قدام مصيبه تانيه خالص .
عادل : مش فاهم تقصد ايه ؟
ياسر : من شكل البنت باين ان اللى عذبها كان مستمتع بكده ، طريقه تعذبها بتقول ان اللى عمل كده شخص مريض ، ده لو كان شخص واحد مش مجموعه اشخاص .
عادل : ممكن تكون مجموعه واتخلصوا من البنت بعد لما اختصبوها مثلا ؟
ياسر : لا لو كان يقصدوا يتخلصوا منها بالقتل مكنوش شوهوها بالشكل ده وتقريبا البنت دى اتعذبت وهى صاحيه ، بس وحيات امه لازم اجيبه مهما حصل قبل ما اللى بفكر فيه يحصل .
عادل : بتفكر في ايه يا باشا شاركنى تفكيرك .
ياسر : خايف يكون اللى عمل كده ميكونش يقصد البنت دى بس ، وسعتها اكيد هنلاقى جثث كتير الفتره الجايه مقتوله بنفس الشكل .
عادل : تقصد انه سفاح .
ياسر : ربنا يستر ويطلع تفكيرى غلط ، جبلى كل المعلومات عن البنت دى وتقرير الطب الشرعى يجيلى على مكتبى .
عادل بص في ساعه ايده وقال : بكره ان شاء الله .
ياسر : بكره ايه الكلام ده عوزه حالا .
عادل : انا لو مروحتش ريم هتنكد عليا يا باشا ؟
ياسر بعصبيه : ريم ايه دلوقتى ، هو انت شغال موظف في بنك ، انت ضابط شرطه ، روح نفذ الاوامر .
عادل ادى التحيه لياسر ومشى ، وهو ماشى قال بصوت واطى : روح يا رب مراتك تنكد عليكى زى ما ريم مراتى ماهتنكد عليا ، شكلنا دخلين على ايام سوده ومرار طافح ومفهاش نوم .