رواية نيران العشق والهوى الفصل الحادي عشر 11 بقلم هدير ممدوح


 رواية نيران العشق والهوى الفصل الحادي عشر 11 بقلم هدير ممدوح


ألقت إعتماد نفسها على الأريكة بجسداً واهن وقالت بخفوت: 

_الواحد جسمه كله هيصل عليه كويس أنهم مشوا. 

جالس أيوب بجانبها وارتسمت على وجهه إبتسامة بلهاء.. وهو يسبح بذكرياته التي مرت عليه منذ قليل.

أمسك كف يدها بحنو.. فسحبتها ندى سريعاً.. فرمقها متعجباً من فعلتها وهو يقول: 

_مالك يا ندى. 

همست ندى بخجل: 

_مش هينفع تمسك ايدي؛ حرام، مش عاوزين نتجاوز حدود الله لحد ما الفرح يتم على خير. 

تبسم ضاحكاً وهو يقول: 

_ماشي يا ستي أنا مستعد أستنى سنين عشان أمسك أيدك فالحلال.. 

قاطعهم صوت فتحية التي جائت من خلفهم قائلة: 

_اومال مالك لازج جمبها ليه كيف الغرا ، روح اتحرك. 

رد أيوب بمراوغة: 

_كلها أسبوعين يا حماتي ومحدش هيقدر يتكلم معايا. 



قالت فتحية على مضض: 

_فرج منا لاسبوعين.. 

انتزعه من شاروده صوت والدته وهي تقول في حدة: 

_هكلم حالي أنا ولا إيه.. واشارت على أيوب واستطردت: طب ده وهيحب وسرحان في بت فتحية، وأنتِ ياسهر غايبة عننا فين. 

تأفف أيوب بضجر وهو يستقيم واقفاً وقال: 

_أنا داخل اوضتي ارتاح. 

غمغمت إعتماد بهدوء: 

_وماله ياخوي أدخل. 

غاب ايوب عن انظارهم.. فصدح صوت إعتماد وهي تقول: 

_مالك بس يابتي مش على بعضك ليه، أنتِ مش موافجة على يسري احترت معاكِ. 

ردت سهر ببرود: 

_طالما أنتِ و أيوب موافجين أبجا أنا كمان موافجة. 

قالت إعتماد بدهشة: 

_ازاي ده بس يابتي دي حياتك، و انتي حرة. 

رمقتها سهر بدهشة قائلة: 

_أما أمرك غريب يما، ساعة راضية، وساعة لا. 

امسكت إعتماد بيدها لتضعها بين راحتيها وقالت بحنو: 

_سامحيني يابتي كنت مدايقة، وبعدين طالما أنتِ مش موافجة ليه وافجتي من الأول. 



صمتت سهر قليلاً وهي تفكر.. هل تخبرها أنها استمعت لحديثها مع أخيها.. عندما جائت تخبرها بعدم موافقتها.

قالت إعتماد جاذبة انتباهها بعد صمتها الذي طال: 

_بالك أنتِ لو كنتِ هتحبي حد، والله أعمل المستحيل وجوزك ليه، بس مفيش حد فدماغك؛ عشان كِده اخترت يسري من عيلة كبيرة ومعروفة، ناس تشرف. 

قال سهر بتساؤل: 

_ولو حبيت واحد مش من عيلة كبيرة ومعروفة مكنتيش هتوافجي. 

ردت إعتماد باقتضاب: 

_لا.. يابنتي دول ناس من مجامنا، أنتِ جوليلي عاوزة تتجوزي يسري ولا لأ؟. 

اجابت سهر بحيرة: 

_مش عارفه يما محتارة، بس أنا مش مرتاحة لامه. 

هتفت اعتماد بتريث: 

_بصي يابتي دلوج أو بعدين مصيرك هتتجوزي، عشان ِكده خدي أسبوع فكري فيه لو لاقيتي نفسك مش مرتاحة للواد خلاص، ولو على أمه ساهلة ابجي أدخلي عازلة. 

ردت سهر بضيق: 

_ماشي يما اللي تشوفيه. 

  ••••••••••••••••••••



صباحاً.. 

اجتمع الجميع كالعادة على مائدة الطعام منهم الغاضب الحانق ومنهم العاشق الولهان.. 

هتف سلمان قائلاً: 

_شعور الفرح جميل ياولاد، مش ناقص غير فرحتي بولدي مصطفى. 

غمغم مصطفى بهدوء: 

_جريب يا ابوي. 

تمتمت بخيتة بسعادة: 

_يارب يا ولدي،وتملى البيت عيال.

تبادلا مصطفى وايوب النظرات فقال أيوب بتوتر تجلى في نبرته: 

_أنا ومصطفى قررنا نشنري بيت الحج جمعة اللي جمبنا وهنعيش فيه أنا وهو.. 

هدرت بخيتة بغضب قائلة: 

_أنت تجرر عن نفسك مالكش صالح بولدي. 

هتف مصطفى على عجل: 

_الفكرة فكرتي يما، وكتر خير أيوب وافج. 

هتفت اعتماد باعتراض : 

_أنا يا ولدي مش موافجة ليه تسيب بينك ومطرحك وتعيش في حتة تانية. 



رد أيوب بتريث: 

_حتة تانية أي بس، البيت خطوتين ونوصله، مش مستاهلة نكبر مواضيع. 

هز سلمان رأسه، قائلاً: 

_الولد معاهم حق، لو عاشوا إهنا مش هيسلموا من المشاكل ومن حديتكم الماسخ، وبيت الحج جمعة جمبينا أهو مش بعيد. 

قالت إسعاف في حدة: 

_وإيه لازمتها صرف فلوس وتكاليف فاضية ما تعيشوا إهنا. 

هدر مصطفى بامتعاض: 

_مرت عمي أنا فاهمك كويس ومتقلقيش، كل أول شهر هينخصم من مرتبي الفلوس اللي هاخدها. 

قالت فتحية معترضة: 

_بس أنا مش عاوزة بتي تبعد عني. 

رفعت إعتماد حاجبيها وقالت في تعجب: 

_ما بتك الكبيرة بعيدة عنك، ولا هي حجج وخلاص. 

رمقتها فتحية بحقد ولم ترد على حديثها.

فقال سلمان بحزم: 

_اسمعي منك ليها، الولد اختاروا طريجهم، ويعيشوا وين ماهم عايزين، خُلص الكلام. 

تقدمت منهم العاملة نعيمة هذه المرة وهي تضع أحد الاطباق.. 

فقالت بخيتة بمكر: 

_اومال المحروسة ماتت يا نعيمة، ولا راحت فين. 



هدرت إعتماد في غضب: 

_يا ستار يارب بعيد الشر عن بتي، ربنا يبارك في عمرها، موت ياخدك أنتِ. 

حدجتها بخيتة في ريب وهي تقول بتعجب: 

_بتك!. 

إذدردت إعتماد لُعابها وقالت في خوف:

_اجصد يعني أنها زي بتي.. 

كور مصطفى يده ولكم المائدة من شدة غضبه قائلاً بامتعاض: 

_أنتي عاوزة إيه مني بالظبط يما مش سيباني في حالي ليه. 

قالت بخيتة في دهشة من أمره: 

_وانا جيت جمبك ياولدي. 

هتف سلمان بضيق: 

_مش هنخلص من حديتك الماسخ ولا لسانك الزفر ده، ما أنتِ عارفة إن الواحد حاببها، تدعي عليها ليه... 

قاطع حديثهم دخول عتمان الفازع قائلاً: 

_ألحق يا سلمان بيه الشرطة داخلة وراي.. 

غمغم سلمان بتعجب: 

_الشرطة!.. ودول إيه اللي جابهم؟. 

ولجت أفراد الشرطة للداخل، لتصبح أمامهم وتسائل الضابط:

_مين فيكم أيوب وهدان.



 اقترب منه أيوب قائلاً: 

_انا أيوب يباشا في أي مشكلة. 

ارتجف جسد إعتماد في توتر بالغ و قالت بخوف دب ثنايا قلبها: 

_ماله ولدي يا بيه. 

هدر الضابط بصوت أجش: 

_عندنا أمر من النيابة بتفتيش البيت، نفذ يلا يابني. 

انتشر العساكر الذين معه في ارجاء المنزل.

خرج صوت ندى ضعيف مرتعش وهي تقول: 

 _ليه تفتيش؟.. و أيوب ماله. 

قال الضابط في حزم: 

_اصبري يا آنسة وهتعرفي دلوقتي كل حاجة. 

 عقد مصطفى حاجبيه قائلاً: 

_أحنا من حقنا نعرف في إيه يابيه..

لم ينبس الضابط ببنت شفة بل وقف مكانه جامداً.. 

حتى آتى أحد المساعدين له ورفع يده بكيس صغير به مادة بيضاء قائلاً: 

_لاقيت ده يافندم. 

ألتقطته منه الضابط قائلاً: 

جالنا بلاغ مقدم في أيوب وهدان أنه بيتاجر في المخدرات. 



همس أيوب بتعجب: 

_مخدرات!. 

وتبادل الحميع النظر بين بعضهم. 

صاح الضابط مرة أخرى: 

_احكي يابني لقيته فين 

رد العسكري: 

_في الدور التالت الاوضه اللي على أيدك اليمين. 

شهقت سهر في فزع وهي تقول: 

_دي أوضة أيوب يما. 

صاح الضابط قائلاً: 

_يلا يابني هاتوه. 

وقفت إعتماد أمام أيوب وهي تقول: 

_لا، محدش هياخد ولدي مني، ده أكيد حد اتبلى عليه،وبعدين ده كيس صغير من عجلك يابيه هيتاجر في ده. 

قال الضابط بنفاذ صبر: 

_ابعدي ياست من قدامنا خلينا نشوف شغلنا. 

قال أيوب بجمود: 

_بعدي يما، ومتخفيش أيوب راچعلك. 

نظرت له بأعين يتلألأ بها الدمع وهي تهز رأسها بـ لا.. 

هدر الضابط مرة أخرى: 

_ياست ابعدي ومتصعبيش الموضوع علينا. 

اقتربت منهم سهر وهي تبعدها. 



ليسحب الشرطي أيوب، بينما صاح مصطفى قائلاً: 

_هجيب محامي واﺟي وراك يا أيوب متخفش. 

تمتم سلمان بخفوت: 

_يلا ياولدي خلينا نشوف محامي لولد عمك. 

غادرا مصطفى وسلمان، وتبقت النساء مع بغضهم. 

هتفت بخيتة قائلة بخبث: 

_تلاجيه أدمن عليها لما كان فالغربة ما دي أخرة كل غريب. 

ازاحت إعتماد دموعها بقوة والتفتت لها بعدما عادت قواها وقالت في حدة: 

_أقطع يدي، أنا ما كانت واحدة منيكم وراها. 

عاودت بخيتة الحديث قائلة: 

أنتي شكلك اتخبلتي بعد ما قبضوا على ولدك، يلا ربنا يفك سجنه. 

صاحت إعتماد وهي تهرول بإتجاهها: 

_واللهِ لوريكي ياولية يامهبوبة. 

ركضت بخيتة من أمامها إلى درجات السلم، فقالت سهر: 

_بس يما عاد خلينا نشوف هنعمل إيه فالمصيبة دي. 

التفتت إعتماد لها تقول: 

_ايوة يابتي، ازاي غابت عني دي.. البت ورد محامية، يلا بينا لعندها. 

تمتمت سهر: 

_يلا يما. 

واقفة ندى جامدة بأرضها، تشعر بضيق شديد في قلبها وهي تفكر.. 

لماذا كلما اقتربت منها السعادة، يحدث شيء ويبعدها عنا ألاف الأميال. 

ربتت والدتها على كتفها في حنو قائلة: 

_يلا يابتي تعالى نطلع فوج. 



في منزل ورد يجلس أمامها مصطفى وسلمان واعتماد.. 

تقدمت منهن سيدة بوعاء أعلاه أكواب من الشاي قائلة: 

_اتفضلوا ياجماعة الشاي، ان شاء الله خير، ايوب مستحيل يعمل كده تلاجي حد ابن حرام متسلط عليه.  

هتفت إعتماد في حنق: 

_ومين هيكون غيرهم لـ فتحية أو بخيتة أو إسعاف ماهي مش ساهلة برضه. 

زفر مصطفى في قوة قائلاً: 

_بس امي متعملش كده يا مرات عمي، هتجيب الكلام ده منين يعني، ومش بتطلع من هنا خالص. 

حدجته ورد بنظرة ثاقبة وقالت بجدية: 

_بس اللي حط المخدرات لـ أيوب واحد من البيت ده. 

رد مصطفى في حدة: 

_تجصدي إيه ياورد، أمي متعملش كده أبداً. 

اجابت ورد بجمود: 

_ومين جال ان أمك عملتها، الحاچة الوحيدة اللي صح هي أنه حد من جوة البيت هو اللي عاملها.

هتفت إعتماد في حدة: 

_أه لو اعرفه مين هو لجطعه بسناني. 

هدر سلمان قائلاً بغضب: 

_ما تسكتوا شوي، عاوزين نعرف إيه العمل دلوجتي يابتي؟. 

استقامت ورد واقفة وهي تقول: 

_هلبس ونروحله وهعمل كل اللي هجدر عليه. 

      ••••••••••••••••••••



جالس أيوب أمام مكتب الضابط الذي قال في حدة: 

_اسمع يابني الإنكار مش هيفيدك في حاچة أحسنلك تعترف ونخلص. 

زفر أيوب بنفاذ صبر وهو يقول: 

_اعترف بحاچة مش بتاعتي، ولا أنا عارف دخلت بيتي ازاي يعني. 

هز الظابط رأسه في ضجر ومال نحوه قائلاً: 

_يعني لسة مصمم ان الحاچة اللي اتلاجت في بيتك وسط هدومك مش بتاعتك. 

هز أيوب رأسه بنعم.. 

فتراجع الظابط في مقعده ونظر له بتمعن، ثم مال نحوه قائلاً بلهجة حادة: 

_طيب هنفترض الحاجة دي مش خاصة بيك، وحد دخلها عشان يتهمك، تفتكر مين ممكن يعمل كده. 

ابتسم أيوب بأمل، ثم انمحت الإبتسامة وهو يفكر داخل عقله.. 

من ياترى؟ 

أهل هي واحدة من زوجات أعمامه ؟ 

أو لديه إعداء أخرين؟!. 

قال الضابط متعجباً: 

_سكت ليه عندك إعداء كتير وبتفكر انهي واحد فيهم ولا إيه. 

نظر له أيوب بتمعن قائلاً: 

_ايوة فعلاً، لدرجة مش قادر أحدد مين فيهم عمل كده. 

تأفف وكيل النيابة بضجر وهو يضغط على زرٍ دخل على أثره العسكري وقال بتهكم: 

_أرميه فالحجز يابني، أحنا هنهزر. 

صاح أيوب بحدة: 

_اسمعني يافندم أنا مش كده صدقني. 

تمتم الرجل بملل: 

_كلهم بيقولوا كده، بكرة تتعود. 

    ••••••••••••••••



جلس أيوب بزواية بين المجرمين واضعاً كفيه على رأسه يشعر بصداع فتاكاً، كل ما يشغل باله.. مالذي يحدث معه الآن؟ 

متي يحين موعد سعادته؟ 

وقع في غرام أبنة عمه من الصغر، وسافر للخارج مكملاً دراسته ببلاد غريب، وكان الأمر قسراً؛ ليس من مبتغاه.. وعندما قرر الزواج منها؛ صده الجميع عنها، ولكن هذه المرة كان على بعد خطوة واحدة منها،وفي لحظة إنهار كل شيء،وعاد وحيدًا تائهًا كما كان.

صدر صوت العسكري بعدما فتح الباب قائلاً: 

_أيوب وهدان. 

أنزل ايوب يديه واستقام واقفاً وهو يقول في لهفة: 

_أيوة، أنا أيوب. 

غمغم العسكري بهدوء: 

_تعالي معايا. 

رحل معه أيوب بصمت تام، ووقف أمام مكتب الضابط؛ عندما اعترضت إعتماد طريقه وهي تقول بأعين دامعة: 

_ولدي يا ضي ياعيوني، عاملوا إيه فيك يا ضنايا. 

صاح العسكري في حدة: 

_ابعدي ياست من طريقي. 

أزاحها سلمان عن الطريق ليمر أيوب بجمود، مع صياح مصطفى الذي قال: 

_ورد جوة يا أيوب متخفش. 

 دلف ايوب ليجد ورد والضابط خلف مكتبه، والذي استقام قائلاً: 

_سامحتلك يا أستاذة ورد بعشر دقايق في مكتبي مع المتهم، أتمنى متتأخريش عن كده. 

هزت ورد رأسها في طاعة قائلة: 

_عند اتفاجنا يافندم ومش هيزيدوا ثانية حتى. 



قال الضابط وهو يمر من أمامهم: 

_ماشي يا أستاذة ورد.  

أردفت ورد وهي تجلس: 

_أجعد يا أيوب. 

جلس ايوب وهتف بعجل: 

_إيه الحل يا ورد.

غمغمت ورد بخفوت: 

_أطمن كل خير ان شاء الله، كنت عاوزة اسألك كام سؤال.. 

أومأ أيوب برأسه دليلاً على موافقته. 

فقالت ورد: 

_حد غريب دخل شقتكم. 

هتف أيوب قائلاً: 

_لا مشوفتش حد.. أو مش عارف لما كنت برة حد دخل ولا لأ.. 

عاودت ورد تسأله: 

_طب تشك في مين؟.. مين يقدر يعمل حاجه زي كده؟!. 

هز أيوب رأسه بعنف قائلاً: 

_مش عارف يا ورد مش عارف حاچة. 

غمغمت ورد بهدوء: 

_أهدى طيب.. واستطردت قائلة: 

_الفترة اللي الكل غابها عن البيت ومحدش كان مركز مع التاني هو امبارح.. وفي اتنين بس كانوا فالبيت أمي ونعيمة.  



عقد أيوب حاجبيه في تساؤل قائلاً: 

_معقول تكون نعيمة دي هي اللي حطتها. 

وثبت ورد واقفة، وقالت: 

_ليه لأ، دلوقتي نعرف. 

بالخارج كان تسير إعتماد ذهاب وإياباً أمام غرفة المكتب، ووقفت وهي تقول: 

_الأحسن نشوف محامي كبير غير ورد.. 

انفرج باب المكتب على عاقبيه، فهرولت إعتماد لها تقول في لهفة: 

_ها عملتي إيه، ولدي هيجي معانا صح. 

ولأول مرة تنظر لها ورد بشفقة، وقالت: 

_ست إعتماد أوعدك ان أيوب هيطلع من هنا جريب، بس النهاردة هو هيبات هنا. 

تركتها إعتماد وجلست على أحد المقاعد قائلة: 

_امشوا انتو، أنا مش همشي من غير ولدي. 

اقتربت منها ورد وقالت بحنو: 

_أنا دايمًا متوعدة عليكي جوية، عمري ما شوفتك بالضعف ده، معجول عاوزة تسبيني لحالي، أنا محتاجالك فاللي چاي.. 

ومدت لها ورد يدها قائلة: 

_يلا ياست إعتماد. 

نظرت لها إعتماد ودام صمتها لدقائق وهي تفكر، ثم وضعت يدها بيد ورد ووقفت. 

    •••••••••••••••••



بمنزل العمدة عبد الجليل.. 

صاح صوته مقهقهاً وهو يقول: 

_عفارم عليك يا واد يا منصور يبجا يوريني ولد وهدان هيطلع منها

ازاي. 

قال المدعو منصور: _

انا خدامك يا عبد الجليل بيه فاللي تجول عليه. 

أخرج العمدة رُزمة من المال ألقاها عليه قائلاً: 

_خُدهم مش خسارة فيك، ده أنت شفيت غاليلي. 

غمغم منصور وهو ينظر للمال بجشع: 

_من يد ما نعدمها يابيه. 

تبسم العمدة بنصر، وهو ينفث دخان الأرجيلة. 

 ••••••••••••••



وقفت ورد أمام عتمان، وقالت : 

_جولي ياعم عتمان مفيش حد غريب فات امبارح. 

قال عتمان نافياً: 

_لا يا ست ورد.. 

هزت ورد رأسها بيأس وما كادت ان تدلف خلفهم، حتى قال عتمان: 

_بس منصور جوز نعيمة هو الوحيد اللي جه امبارح و وجفوا شوية كأنهم بيتخانقوا، دي الحاچة الغربية اللي حصلت. 

هزت ورد رأسها في سعادة وولجت. 

بالداخل.. 

جالسة بخيتة تشاهد التلفاز، وصوت ضحكاتها يعلو شيئاً فشيئاً.. 

فار الدم بعروق إعتماد فصرخت عليها قائلة: 

_بجا أنا ولدي محبوس في حاچة زور وانتِ جعدة تضحكي. 

رمقتها بخيتة بلا مبالاة وقالت ببرود: 

_وانا مالي.

قالت إعتماد بخفوت: 

_مرتك هجتلها بيدي النهاردة يا سلمان. 

وكادت ان تهرول إليها حتى أمسك بها مصطفى قائلاً: 

_أهدي يا مرات عمي.. 

هدر سلمان بقوة: 

_بخيتة، جومي يلا، أطلعي لفوج. 

رمقتها بخيتة بمكر وقالت بخفوت: 

_حاضر يا سيد الناس طالعة أهو، ده أنت تؤمر. 

وكورت إعتماد يدها تحاول التحكم بعصبيتها. 

     ••••••••••



 داخل المطبخ وقفت ورد بجانب نعيمة وقالت: 

_سمعت ان جوزك جه أهنا امبارح يا خالة نعيمة، في حاچة معاكم ولا إيه. 

توترت نعيمة وارتبكت مما زاد شك ورد بها، فردت الأخرى قائلة: 

_مفيش ده جه يسألني على حاچة ويمشي. 

رمقتها ورد بتعجب: 

_ومالك خفتي ليه ِكده، إلا جوليلي تفتكري أيوب هو اللي عمل كده، ولا حد هيورطه. 

تركت نعيمة ما بيدها ونظرت لها قائلة في حدة: 

_جرالك إيه ياورد أنت إيه اللي عرفني مين اللي عملها. 

هتفت ورد باقتضاب: 

_مالك بس عصبتي ليه كنت بدردش معاكي عادي. 

لم تعيرها نعيمة إيه إنتباه بل اشاحت وجهها للجهة الأخرى، وخرجت ورد من المطبخ.. 

   •••••••••••



هبطت ندى من أعلى درجات السلم واقتربت من إعتماد قائلة: 

_انا عارفة مين اللي عمل كده. 

سألتها اعتماد في دهشة: 

_مين يابت؟ 

ردت ندى قائلة: 

_عبد الجليل العمدة، مفيش غيره ممكن يعملها. 

قاطعهم مجيئ ورد وهي تقول: 

_ست إعتماد، نعيمة شكلها مخبية حاجة مش هترضى تجاوب على أسئلتي عشان كده جيت لك، وكمان أشك أنها هي اللي حطت المخدرات لـ أيوب. 

هزت إعتماد رأسها وصاحت قائلة: 

_نعيمة، بت يا نعيمة

هتفت ورد بعجل: 

_استني ياست إعتماد لسة متفقناش هتسأليها إيه. 

اجابت إعتماد بجمود: 

_سيبي كل حاچة عليا واتفرچي. 

هرولت إليها نعيمة تحت انظار ندى وورد قائلة: 

_نعم ياست إعتماد.. 

وثبت اعتماد واقفة وعلى حين غفلة قامت بلطمها بقوة على وجهها، وشهقوا الفتيات بفزع وصاحت ورد: 

_ست اعتماد ده مش..

قاطعتها إعتماد وهي تضع يدها بوجهها تمنع عن الحديث، ورمقت نعيمة بحدة: 

_انا اللي يقرب من ولادي ويأذيهم أدفنه حي، وسمعت يدوب سمع أنك... 

ما كادت ان تكمل إعتماد جملتها حتى هبطت نعيمة لمستوى قدمها وهي تقول ببكاء: 



_غصباً عنى ياست إعتماد أحب على رجلك سامحيني.

دفعتها اعتماد بقدمها وهي تقول بقسوة: 

_جولي اللي حصل. 

إذدردت نعيمة لعابها وقالت بهدوء: 

_جوزي هو السبب جالي امبارح وحلف يمين انه هيطلقني وهيحرمني من عيالي لو محطتش كيس البودرة ده وسط هدوم ايوب بيه. 

قالت ورد بدهشة: 

_وإيه اللي بين جوزك و أيوب يخليه يعمل كده. 

قالت ندي: 

_مظنش بينهن حاچة، اهو ده حد مسلطه. 

صاحت اعتماد في حدة:

_ انطقي يلا جولي مين. 

هتفت نعيمة بغصة باكية : 

_واللهِ ما اعرف أكتر من كده، مجالش حاچة تانية. 

اردفت ورد على عجل: 

_طاب يلا اتصلي بيه خليه يجي. 

يتبع



الفصل الثاني عشر من هنا



تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×