رواية ماذا بعد ( كامله جميع الفصول ) بقلم ولاء عمر


 رواية ماذا بعد ( كامله جميع الفصول ) بقلم ولاء عمر 


- أنت يا ولد بتعلي صوتك عليا؟؟ مش كفاية إني بأكلك وبشربك وصارف على تعليمك دم قلبي، وبتلبس أحسنه لبس؟!!

رديت عليه وأنا مقهور:- يعني أنت من وجهة نظرك إن دا واجبك؟؟ حضرتك تعرف عني حاجة ؟؟ قولي؟ في مرة واحدة وقفت معايا أنت أو ماما؟؟ على طول مقارنات مقارنات، أنا تعبت.

جات أمي كمان من ورا وهي بتقولي:- أيوا يعني أنت عايز إيه؟! مش كفاية أخوك دكتور واختك مهندسة، ولا ابن عمك بقى دكتور في الجامعة وأنت فاشل.

وقوع الكلام دا على مسامعي كفيل إنه يخلي رجليا تخوني وما أقدرش أقف، لكن سبحانه بيدي كل واحد فينا على قد طاقته، أخدت نفس طويل وأنا حابس دموعي، ما هما بيقولوا الراجل ما بيعيطش، حقهم.



- إيه يا أخويا، خلصت كليتك وجيشك وأنا بصرف عليك، زيك زي العيل.

سمعت كلامهم ودخلت الاوضة ورزعت الباب ورايا، قعدت على سريري وأنا متعصب، ما أهو مش بإيدي، كل دا مش بإيدي، كان طلعان عيني في الكلية علشان أقدر أطلع معيد وفي الآخر كان أولى بيها ابن الدكتور و دخلت الجيش محدش منهم دور عليا، كنت مستني لهفتهم عليا أو حتى اوحشهم، هو الإنسان طماع للدرجة دي؟؟ بروح وأجي مبلاقيش ربع الإهتمام اللي واخده أخواتي ، ما حقهم مش دكاترة ومهندسين وأنا حتة عيل معهوش حتى يصرف على نفسه.

- نهارك مش فايت، أنت بتمد إيدك على ابن عمك؟؟ بس أبقى ربعه، دا واحد معاه شهادة عالية وليه هيبته.

- للدرجة دي فارق معاك ابن اخوك أكتر من ابنك؟؟

- ابني مين؟؟ الشحط اللي مجرد عالة علينا؟

- أنا ماشي وسايب لك المولد والهلومبا بتاعتكوا دي كلها.

- مع السلامة يا حبيبي المركب اللي تودي.

- للدرجة برضوا مستبيعني؟

- قولت لك غور من وشي.

لفيت لماما:- هاه يا ماما في حاجة تاني؟ لأحسن تكوني أنتِ كمان مستنية تهزقيني!



ردت عليا وهي بتزعق:- عيل زيك هيعمل إيه يعني؟ 

اتقهرت من كلامهم، رديت عليها وأنا عنيا حمرة بحاول أكتم دموعي وكسرتي منهم:- هيمشي، هيمشي ويسيبهالكم مخضرة، ابن أخوه اللي شايف نفسه بيه دا واحد السيجارة مبتتشالش من بوقه، وابنه الناجح ما أهوه فاشل ولا علشان اسمه دكتور؟

- غور.

- غاير، ماشي وسايبكم، بس وقتها متزعلوش لما متلاقونيش حواليكم.

- مع السلامة المركب اللي تودي.

قالها بصوت عالي، دخلت جيبت شنطتي من الدولاب، لميت هدومي وورقي، فتحت درج المكتب اللي كنت في وقت من الأوقات بذاكر عليه، اتلافيت صندوقي الحديد، فتحت القفل وطلعت اللي فيه، كانت فلوس بحوشها علشان وقت عوزة أنا مش عارفه، طلعت معاه صور قديمة كانت جمعانا من زمان .

بيتردد في دماغي الأغنية اللي كان جزء من بيقول:- " هلم الهدوم والهموم واللعب وصورة حبيبتي اللي بين الكتب".

بس المرة دي كانت صورة جمعانا كلنا، كان هاين عليا أحرقها بس دي ذكرى، لو حرقتها مش هتتـ..حرق من دماغي، هي الذكريات ينفع تتمسح؟



خلاص بقفل في السوستة بتاعة الشنطة، مازال موقفهم سلبي وواجع قلبي، حتى الوداع لحظته تقيلة.

أخدت نفس طويل بحاول أمنع دموعي علشان صعبان عليا نفسي، جريت الشنطة وطلعت:- أنا ماشي.

- عيل طايش، كدا كدا ملكش مكان ويومين وهترجع.

- متزعلش وقتها لما تلاقي الأيام دي جرت معاها شهور وسنين.

- ملكش مكان تروح له.

رديت عليه بهدوء، ما خلاص طاقتي خلصت، أصل الواحد مننا طاقة في الأول والآخر:- أرض الله واسعة.

جات والدتي من جوا :- يعني برضوا عملت اللي في دماغك؟

- من حقي ولو لمرة أعمل اللي عايزه، طالما كدا مش عاجب وكدا مش عاجب يبقى مشياني أحسن، هو أنا فرقت معاكم ولو لمرة؟؟



صعبت عليا نفسي المرة وعيطت:- مرة واحدة كان نفسي أحس إني فارق معاكم، إني مهم بالنسبة لكم، فحت نفسي، كلية الطب دي كانت حلمي وفرقت معايا على حاجة بسيطة، بس حد فيكم فكر ولو لمرة يرمي اللوم على جنب ويقعد يراضيني ويقولي فداك؟؟ حد فيكم بطل مقارنة بيني ما بين كل شباب العيلة ؟؟ حد فيكم أنا فرقت معاه ولو لمرة؟ أنا ماشي، ماشي وسايبهالكم؟ انتوا شايفين إني عيل محدش شاف سهري منكم وفحتتي في الكتب علشان أقدر أطلع معيد وافرحكم؟ حد فيكم شاف رجلي اللي ورمت من التدوير على شغل؟؟ أنا ماشي علشان تعبت .

سحبت الشنطة ونزلت، كانت الطريق سودا في عيني، كل حاجة في وشي متقفلة، أخدت بعضي وحاجتي وطلعت على المحطة وأنا مش عارف هروح فين أو لمين، رفعت رأسي للسما واتكلمت وأنا كلي ضعف:- اللهم إني أشكو إليك ضعفي وقلة حيلتي، يارب يسر لي أمري.

مسكت الموبايل بعد ما ركبت المواصلات وأنا بكلم صاحبي اللي كان معايا في الجيش واللي كنا على تواصل ، كالعادة سألت عليه، حسيت إني محرج وأنا بطلب منه بس مضطر.

- عبدالله عندي طلب.

- اتفضل يا صاحبي.

- الحقيقة إني حالياً في مشكلة وسايب القاهرة وماشي ومش لاقي مكان.



الفصل الثاني من هنا



تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×