رواية خيري السماك الفصل الثاني 2 والاخير بقلم محمد شعبان المخوفاتي


 رواية خيري السماك الفصل الثاني 2 والاخير بقلم محمد شعبان المخوفاتي


رجعت لورا وانا مُتحفز، صوت الأنين ابتدا يزيد ويبقى أعلى، خلى الخوف زاد جوايا، قلقي وصل لأقصى مداه، ومن غير أي مُقدمات، باب الأوضة اتفتح بكل قوة عشان اشوف جواها منظر أغرب!

نفس الراجل اللي شوفته من شوية تقريبًا، كان قاعد على الأرض وقصاده حاجة، هي اه الأوضة كانت ضلمة، بس بسبب نور الصالة اللي كان ضارب فيها قدرت اشوف كويس، بس انا ماشوفتش شكل الراجل ولا ملامحه بشكل كامل، هو كان بنفس هيئته اللي ظهر عليها في الأوضة الأولانية، إنما اللي قدرت اشوفه، هو الشئ او الحيوان اللي كان قصاده، كان كلب متربط من ايديه ورجليه وبوقه، اما الراجل نفسه، فبسرعة، طلع من جنبه سكينة ودبح الكلب، وبعد ما دبحه، مد ايده في دمه وجاب حتة قماشة من جنبه وابتدا يمسح فيها ايده، ومن بعد ما القماشة اتملت دم، كرمشها وحطها في كيس، وفي نفس الكيس، حط كذا حاجة تانية من جنبه، زي ما يكون ورق شجر على ورق شكله غريب ومكتوب عليه شخبطة ماكانتش واضحة، في اللحظة دي، أدركت ان انا قصاد حاجة غريبة، حاجة اول مرة في حياتي اشوفها او اتعرضلها، اللي قصادي ده جن.. او او.. شبح.. ولو مش الاتنين، يبقى ايه طيب، وبعدين اللي بيعمله ده شكله سحر، انا كنت اسمع من جدتي زمان ان الاسحار بتتعمل بدم الحيوانات!.. دماغي فضلت تودي وتجيب وانا مبرق، لحد ما الراجل قام وقف واختفى جوة ضلمة الأوضة، ومن بعد ما اختفى، الكلب المدبوح اتجر للضلمة هو كمان!



كنت عاوز اروح ناحية باب الشقة عشان افتحه واجري، اهرب، اخرج واصرخ او انادي على أي حد يلحقني، بس قبل ما اعمل ده، حسيت بحركة جنبي، بالتحديد ناحية الشمال، لفيت ببطء ولسه هبص على سبب الحركة، بسرعة لقيت خيال اسود طويل شايل الكلب المدبوح ومرة واحدة حدفه في وشي!!!

شهت وقومت من نومي وانا مفزوع، جرس منبه التليفون كان عمال يرن بشكل مزعج ومستفز، بصيت حواليا وانا مخضوض، لقيت نفسي على المرتبة وقصادي الراديو والمحمول وكوباية الشاي، خدت نَفسي بالراحة وشغلت الراديو اللي ماعرفش اتطفى ازاي، بعد كده قومت وبصيت في الشقة، كانت كل حاجة زي ما سيبتها بالليل، حتى الأوض فاضية ومافيهاش اي حاجة، اكيد كل اللي شوفته ده كان كابوس غلس ومالوش تفسير.. ماخدتش واديت مع نفسي كتير، انا روحت ناحية الراديو وجيبت اذاعة القرأن الكريم، بعد كده دخلت غسلت وشي وقعدت أكلت بقية الأكل بتاع امبارح، ووانا قاعد باكل، سمعت باب البيت الخارجي بيتفتح، بعد كده باب الشقة اتفتح ودخل الريس شحتة.

-انت لسه بتاكل من امبارح؟!

ابتسمتله وهو كمان ابتسملي..

-كُل كُل.. بس انجز ويلا عشان مانتأخرش على الشغل.



خلصت أكل بسرعة وقومت معاه، خرجنا من البيت وروحنا المحل، وهناك، العمال كانوا فتحوا وابتدوا يفرشوا السمك، اما انا بقى، فانا استلمت الشغل بسرعة، وشغلي ببساطة كان مرمطون؛ بشيل البضاعة من المخزن اللي في المحل واناولها العمال عشان يرصوها، او ممكن امسح الأرضية واروق المكان، المهم اني بعد ما اشتغلت والمعلمة ستهم جت على بعد الضهر كده، ولقتني شغال تمام واطمنت عليا، دخلت قعدت على مكتبها وشغلت الأغنية بتاعت شفيقة اللي كانت متعودة تشغلها تملي في المحل، وبعد ما نزلتلها الشيشة، ووقت ما كانت قاعدة على المكتب بتاعها، الرِجل زادت في المحل وابتديت اساعد العمال في البيع، وبعد ما فاتت ساعات وعلى بعد العصر كده، دخلت المعلمة المخزن هي وعم شحتة، وانا والعمال قعدنا نتغدا في الأوضة اللي بيتحط فيها الصناديق الخشب الفاضية، اللي جنب المخزن، بس ساعة الغدا، ولما كنت انا وطاقية وعدوي وحباية بناكل، قربت من حباية وسألته..

-هو مممين.. خخخيري ده.

-تقصد اللي المحل متسمي على اسمه؟

-اه..



-عم خيري ده ياسيدي كان اكبر سماك في شارع المغربلين كله، لا مغربلين ايه، قول في الدرب الاحمر كلها، كان راجل شيخ وملو هدومه، الكل كان يحبه، بس ياولداه، ماكنش بيخلف، ولما العمر فات بيه وسوقه مامشيش في حوار الجواز، زي ما اهو ماشي في الشغل، قال يعيش لحاله، بس يشاء ربك انه يقابل ست عجوزة ويشغلها عنده، كانت ست ب ١٠٠ راجل، جوزها كان عنده محل سمك في السوق هنا، بس تجارته خسرت ومات بحسرته، المهم، اشتغلت الست عند عم خيري وبقت بتصرف على بناتها، لكن مرة واحدة، تعبت الست وعم خيري راح يزورها في البيت، وهناك، قابل المعلمة، ستهم، كانت شابة لسه، ووقتها، كان ليها أخت اصغر منها، واختها دي كانت عيانة في مخها بعيد عنك.. ولا بعيد عنك ليه، ما انت ربنا يشفيك انت كمان، ما علينا، وقت ما عم خيري السماك شاف الست ستهم، حبها وطلبها للجواز، وفعلًا، وافقت امها وقالهم انه هيشيلهم في عينيه وهيقعدهم معاه في بيته اللي في الدالي حسين، لكن قبل الفرح بكام يوم، ماتت ام المعلمة ستهم وعم خيري اتجوزها سوكيتي، كتبوا الكتاب وخدها هي واختها عشان يعيشوا معاه بدل ما كانوا عايشين في أوضة، واهي.. الحياة فضلت ماشية لحد ما مرة واحدة المعلم خيري بخ، اختفى، قالوا انه سافر يجيب بضاعة من حتة بعيدة، السويس او اسماعيلية، مش فاكر، المهم انه مارجعش من وقتها، ولما مارجعش، اتقال انه اتثبت او اتقتل هناك، المهم ان بعد فترة، الست ستهم خدت عزاه وورثت عنه كل حاجة، الدكان، البيت، الفلوس، لكن تعرف، المعلمة كانت معلمة بصحيح، كبرت المحل ووسعت التجارة، ولما اختها اللي كانت عيانة في نفوخها ماتت، سابت بيت الدالي حسين واشترت بيت جديد وعاشت فيه، وبس.. مشيت الحياة زي ما هي، وفضلت المعلمة تكبر في السن، ومع كُبرها، تجارتها ابتدت تزيد وفلوسها بقت بتكتر اكتر واكتر، لحد ما بقت زي ما انت شايف كده، معلمة شارع المغربلين، ست بمليون بني أدم، لا ليها ابن ولا جوز ولا قرايب، ولا حتى ليها دراع يتلوي... يوووه.. ده انت عيل غتت ورغاي اوي، قوم، في حد بينادي، روخ شوف الزبون اللي برة ده عاوز ايه.



بصيتله وابتسمت وقومت بيعت للزبون، ووقت ما كنت راجع للأوضة، سمعت من جوة المخزن صوت ستهم وهي بتتكلم مع شحتة، غصب عني روحت ووقفت جنب باب المخزن اللي كان متوارب وابتديت اسمع كلامهم..

-الواد طلع صادق، انا سألت معارفي في السويس وقالوا انه فعلًا سافر بعد امه ما ماتت، قالوا انه سافر لابوه، اما ابوه بقى، فالبيت فعلًا وقع على نفوخه، بس الناس ماقالوش انه ظهرله ابن قبل ما البيت يقع، تقريبًا كان مخبي الحوار ده عن الناس عشان مايتفضحش، بس اهو.. في كل الأحوال، الواد صادق.

-ماشي يامعلمة، الواد صادق، وعقد إيجار البيت اتكتب بأسمه وكله تمام، بس دلوقتي بقى، في حاجة مهمة، البضاعة، جاية امتى؟

-بكرة الفجر، وماتبلغش حد، انت تصحي الرجالة ليلتها زي كل مرة عشان يحملوا الحاجة ونخزنها في البيت من غير ما حد يعرف أي مواعيد.

-حاضر يامعلمة.

ومع اخر كلام لشحتة، خدت بعضي وجريت من مكاني وروحت للعمال، قعدت وسطهم وشربت معاهم الشاي اللي كانوا عملوه بعد الأكل، اما الريس شحتة، فخرج من المخزن وجه يطمن علينا، وبعد ما خلصنا وقومنا، لمينا البضاعة ودخلناها مخزن المحل وقفلنا، بعد كده خدني عم شحتة واداني اليومية بتاعتي وجابلي عشا وروحني البيت، لكن ليلتها، كانت من أسوء الليالي اللي مرت عليا في حياتي.

بعد ما وصلت البيت واتعشيت، وطبعًا بسبب الكابوس اللي شوفته في الليلة اللي قبلها، شغلت الراديو على اذاعة القرأن الكريم وفضلت سرحان في السقف لحد ما نمت، بس مافيش، بعد ما عنيا غفلت بشوية، صحيت على صوت جاي من الحمام!



قومت من مكاني وروحت ناحية الحمام بالراحة، كنت واقف وانا رجليا بتخبط في بعضها من الخوف والبرد، صوت المطرة اللي برة مع صوت الرعد، خلوا قلبي يدق بسرعة رهيبة.. اما قُدامي، فكان واقف، هو، بنفس منظره الغريب، الراجل اللي شوفته في الليلة اللي فاتت... ماكنش حاسس بوجودي، وطى ناحية برميل كبير وجاب منه قرموط، مِسكه بثبات، وبكل قوة، فتح بوقه وحط جواه العمل او الكيس اللي كان معاه امبارح.. وبعد ما عمل اللي عمله، بص لي، وشه كان مخيف، عينيه مبرقة وسنانه لونها أسود، كنت فاكر انه هيصرخ او هيزعق فيا، لكن اللي حصل انه ماعملش اي حاجة من اللي توقعتها، هو رمى القرموط في عين الحمام وابتسم، ابتسم ابتسامة باردة خلت جسمي كله قشعر، كانت ابتسامة شيطان، مش بني أدم.. وقبل ما افكر اهرب او اروح لأي مكان، اختفى!

خدت نفسي وهديت، استعديت عشان اقرا أي أية ممكن تيجي في بالي، وقبل ما اعمل كده، حسيت بإيد بتتحط على كتفي الشمال.. جسمي اتخشب، عينيا برقت، مابقتش عارف اعمل ايه، طب الف واشوف مين صاحب الإيد، ولا افضل ثابت واستنى قضايا!.. احساس صعب، ثواني مروا عليا سنين، بين حيرة ورعب وفزع، ومع السكوت، فضلت على الوضع ده لحد ما مرة واحدة حسيت بضربة قوية على راسي!



فتحت عيني لقيتني لسه نايم في مكاني والنهار طلع، قومت غسلت وشي وعليت القرأن على الأخر، وكالعادة، جه الريس شحتة في معاده وخدني وروحنا المحل، وهناك، اليوم ماختلفش كتير عن اللي قبله، شغل وبيع لحد ما المعلمة جت، المختلف بس يومها، هو احساسي بأني محتاج اقرب من ربنا، وعشان كده استأذنت من الريس شحتة وخدت بعضي وروحت صليت العصر في جامع قريب من المحل، وبعد ما الصلاة خلصت، وسلم عليا اللي كان بيصلي جنبي، قومت ورجعت المحل، اتغديت وبعد كده قفلنا المحل، بعدها الريس شحاتة اداني يوميتي وجابلي عشا وروحني البيت، لكن في الليلة دي ماعرفتش انام، انا ليلتها كنت عامل زي المجنون، فضلت الف في الشقة وانا معلي القرأن على الأخر، لحد ما مرة واحدة الراديو سكت، ومع سكوته، نور الشقة كله اتطفى!

الدنيا ضلمة، ماكنتش شايف حاجة، فضلت الوش شمال ويمين لحد ما سمعت صوت طالع من أوضة، ماكنتش محدد أنهي أوضة بالظبط بسبب الضلمة، لكن اللي كنت محدده كويس، هو صوتها، صوت المعلمة ستهم اللي كانت بتتكلم مع حد..

-مش كفاية ان انا حاطة جزمة في بوقي وساكتة على عمايلك، شايفاك وانت بتسحر لده عشان تخرب بيته ومايسحبش السوق منك، وبتعمل اعمال لده عشان توقف حاله وتفضل معلم وكبير.. ايييه، انت مابتتهدش، مش كفاية اني عايشة معاك وانت اكبر مني ومابتخلفش، كمان عايز تعتدي عالبت وتضيع شرفها!

-شرف مين ياام شرف، دي عبيطة، بتهلفط بأي كلام، ثم ايه عايشة معاك وانت مابتخلفش دي؟!، اوعي يابت تنسي نفسك، فوقي لروحك يابنت هدى، ده انتي والعبيطة اختك، كنتوا عالحديدة.

-انت اللي ماتنساش نفسك ياخيري ياسماك، انا ابويا كان قدك تلات اربع مرات، اياكش بس الزمن هو اللي جار عليه، وخد بالك، انا مش بنت هدى وبس، انا بنت الحاج هدهد، الحاج هدهد اللي كان كبير السماكين في الدرب الاحمر كلها.



-كان ياروح امك، كان، وانا اللي جيبت داغه، جيلت داغه لما حاول يقف قصادي، اه، انا استعملت كتب السحر وكل اللي اتعلمته من جدي ابو امي، وجيبت أجله، ولو ماتلمتيش وعيشتي وانتي حاطة جزمة في بوقك، هخليكي تحصليه.

-اااه ياابن الجزمة ياقاطع الأرزق ياابو ديل نجس.

-انتي بتعملي ايه يابنت ال.. ااااه..

-بريح الناس منك ومن قرفك، انت لازم تموت ياخيري، لازم تموت.

صوت طعنات ومن بعدها كل حاجة سكتت، سكون غريب، كأني اطرشيت واتعميت، لكن فجأة، لمحت في الصالة نور كشاف، وبسببه، شوفت حفرة كبيرة!، قربت منها، كانت واقفة قصادها ستهم وبتبص فيها بقرف، نظرات عينيها كانت مليانة غل وشر، في اللحظة دي وغصب عني، بصيت في الحفرة عشان اشوف جواها نفس الشخص اللي ظهرلي قبل كده وشوفته في الحمام الليلة اللي فاتت، كانت جلابيته مليانة دم، ووقت ما كنت مركز معاه، جسمي اتنفض لما حسيت بإيد باردة بتتحط على وشي، لفيت بسرعة عشان اشوف صاحب الإيد، كان هو، واقف ورايا، بنفس شكله وهو في الحفرة، وشه بهدومه غرقانين دم، برقت، وقبل ما انطق او استوعب الصدمة، صرخ في وشي، (طلعننننني).. ومع صرخته، زقني في الحفرة.

-والا.. انت ياض يازيكا.



فتحت عيني، كان قصادي الريس شحتة، بصيت حواليا وقومت من مكاني وانا مفزوع.

-انت ايه اللي منيمك في نص الصالة يامدهول، مش نايم على المرتبة ليه، عمومًا مش حوار، فَوق كده ويلا عشان تساعد الرجالة في تحميل السمك المتجمد، وتطلعوه للتلاجات اللي في الدور الفوقاني.

سمعت كلامه وقومت بسرعة وخرجت معاه من الشقة، كان قصاد البيت بالظبط عربية نص نقل عليها كراتين تونة مجمدة، وجنبها، كانت واقفة ستهم، اما الرجالة، طاقية وعدوي وحباية، كانوا بيشيلوا الصناديق وبيطلعوا بيها للدور الفوقاني، وانا كمان عملت زيهم، ساعدتهم وشيلت معاهم وطلعت لفوق، كانت شقة فاضية شبه الشقة اللي تحت، فيها تلاجات وكام دولاب حديد، وبعد ما كل البضاعة اللي على العربية طلعت في التلاجات، ستهم حاسبت السواق ومشي، وبعد ما مشي والرجالة مشيوا هم كمان، ندهت انا على ستهم وشحتة وقولتلهم اني عايزهم في حاجة مهمة، ولما قربوا مني، قولتلهم اني لقيت غريبة في الشقة، دخلوا معايا هم الاتنين ووقفوا وهم بيبصوا لي باستغراب، لكن استغرابهم مادامش كتير لاني حكيتلهم على اخر حلم شوفته، او اقدر اقول، اخر حاجة ظهرتلي، ولما خلصت، ضحك الريس شحتة على كلامي..

-انت عبيط يالا ولا بتبرشم ولا حكايتك ايه، مين اللي مدفون في الصالة وحفرة ايه، ما البلاط قصادك اهو ومافيش..

قاطعته بزعيق..

-ياياياععععم ان ان انااا مش مسسطول، السسست دي، قتلت جوزها.. و و و..

جريت ستهم ناحيتي وحطت ايدها على بوقي..

-اخرس بدل ما ادفنك جنبه، ويكون في معلومك، اه، انا قتلته ودفنته هنا.

قاطعها شحتة بسرعة..

-يامعلمة..



-بلا معلمة بلا زفت، لازم يعرف تمام كل حاجة بدل ما يفضحنا، شوف يالا، انا اتأكدت انك عيل غلبان وانك جيت من السويس وانك عبيط ومش لاقي اللضا، بس انا هعمل معاك واجب قصاد انك تتكتم، انا مش بس بشتغل في السمك، انا بتاجر في البودرة، بجيبها في السمك المتجمد وبخزنها هنا في البيت، وعشان آمن نفسي، خدت منك البطاقة وضربت عقد إيجار بأسمك، اه، عشان الحكومة اللي بتنخرب ورايا، لو جت وقفشت البضاعة، تلبسها انت، ولو اتكلمت او فتحت بوقك وقولت ان العقد مضروب، هتحصل الواد حسونة، كان زيك كده، كل اللي بيشتغلوا معايا زيك، كلهم مقطوعين من شجرة وانا اللي عملتهم عشان اضمن انهم يكونوا تحت طوعي، بس حسونة بقى لما اتقبض عليه وقال ان عقد الإيجار مضروب واني قتلت جوزي لانه كان بيشوف عفريته، بعتت اللي خلص عليه في الحجز، ومش هو وبس اللي قتلته، انا كمان قتلت جوزي، خيري السماك، ودفنته هنا، تحت ما احنا واقفين، اه ماتبرقش يااخويا، قتلته عشان كان سحار وكان عاوز يعتدي على اختي الله يرحمها، ولما جت وحكتلي وواجهته، ماأنكرش، لا وكمان قال انه السبب في موت ابويا، وبسبب كلامه، طعنته بسكينة كان بيستعملها في دبح الحيوانات اللي بيعمل بدمهم السحر، وبعد ما قتلته، حفرت ودفنته هنا، مكان ما كان بيعمل عمايله المهببة، وبعد ما قتلته، قولت انه سافر ومارجعش وفضلت محافظة على اسمه عشان ماحدش يشك فيا، ومنه لله، جاب للبت صرع وزود مرض على مرضها وخلاها تموت صغيرة، لكن يلا، اهو غار في داهية،إنما دلوقتي، انت هتعيش وتشتغل وتسكت، ولو اتمسكت، ماتخافش، مش هسيبك، هطلعك منها، بس ده، لو فضلت ساكت، اما لو اتكلمت، هقطع رقبتك، وصدقني، لو ماتقبضش عليك، هخليك تعيش عيشة نضيفة وهجوزك وهعمل معاك زي ما عملت مع شحتة والتلات رجالة اللي شغالين معايا، ها، قولت ايه، هترغي وتجعجع، ولا هتتكتم وتخرس وتعيش عشان تاكل عيش؟!

-قولت لا إله إلا الله ياستهم.

لما اتكلمت برقوا لي هم الاتنين..

-انت يالا بتتكلم عدل؟!، يعني كنت بتشتغلنا!



-اه ياشحتة، كنت بشتغلكوا، وانتوا.. بلعتوها، ستهم.. انا لما جيتلك المحل ودخلت وسطكوا، كنت داخل عشان اوقع اكبر واحدة بتتاجر في المخدرات في منطقة الدرب الاحمر، بس لما قعدت، اكتشفت بلاوي، انتي مش بس هتروحي في داهية بسبب البودرة اللي فوق، اللي في السمك المتجمد، انتي هتروحي في ستين داهية بسبب اعترافك بقتلك لحسونة ومن قبله جوزك.

قربوا مني وحاول يكتفوني، ولما سألوني انت مين وحاولوا يضربوني، باب الشقة اتفتح ودخلت منه قوة من رجالة قسم شرطة الدرب الاحمر.. اه، دخلوا الرجالة اللي بجد، مش الرجالة اللي شبه شحتة وبقية اللي شغالين عند ستهم، ايه، مش فاهم حاجة، صح؟!.. هفهمك، وعشان افهمك، لازم ارجعك لورا كام شهر.. في الوقت ده كنت بخدم في المنصورة، وفي يوم، جالي أمر ان انا اروح لقيادة مهمة في الداخلية، ولما روحتله، بدأ يتكلم معايا ويشرحلي المطلوب مني، وبعد ما حكالي عن ستهم وشغلها، اتكلم بجدية اكتر وقالي..

-شوف ياحضرة الملازم، انت ظابط شاطر والكل بيشهد بكفائتك، بس المهمة دي انت مش هتتحط فيها بس لأنك كفء، انت هتتحط فيها لكذا سبب تاني، اولهم انك من وانت في الكلية، كنت بتحب التمثيل وشاطر فيه، كل دفعتك قالوا كده، وتاني سبب، انك فيك شبه كبير اوي من الشخص اللي انت هتمثل انك هو، زكريا، او زيكا، وخد بالك، الواد ده قال فعلًا في السويس انه رايح لابوه، بس الحقيقة انه مانزلش القاهرة، ده خد بعضه وراح لواحد من اللي بيسفروا الشباب عن طريق الهجرة الغير شرعية، اصله ماكنش حابب يقعد في مصر من اصله، بس لما جه يسافر، المركب اللي كان عليها غرقت ومات، وبعد ما لقينا جثته، بيت ابوه وقع، ومع ده كله، انت هتعمل انك هو بس مع شوية تغيرات تتناسب مع اللي المفروض حصله، يعني هتعمل عبيط، ما اهو ما ستهم قدرت انها تفلت من موضوع القبض عليها وتلبسه لحسونة، مات حسونة، او اتقتل من مجرمين شبهه، وساعتها، اقترح حد من مكتب مكافحة المخدرات اننا نزرع حد وسط رجالتها، حد يبقى مش معروف انه مات ولا له أهل يسألوا عليه، وطبعًا زيكا مش موجود لانه اندفن، ف الاختيار وقع عليك انت ياعمر، بس خد بالك، اللي انت داخل عليهم دول تعابين، ستهم دي ست ماعندهاش اي مشكلة انها تقتل في مقابل انها تفضل مكملة في تجارة المخدرات، وده عشان تفضل معلمة وكبيرة، ودلوقتي يابطل، هتستعد للمهمة؟!

-طبعًا يافندم، وبأذن الله هسلمها متلبسة.



-عالبركة، استعد عشان من بكرة هنبدأ في التحضيرات، وخد بالك، المهمة دي سرية وماينفعش أي حد، أيًا كان هو مين، يعرف اي معلومات عنها.

-عُلم وينفذ يافندم.

وقد كان، اتدربت ورسمنا السيناريو ووقعت ستهم، ومن حظها المهبب، ان انا اكتشفت قتلها لجوزها اللي كانوا كل الناس بيقولوا انه مختفي، وفعلًا، زي ما قالتلي، بعد القبض عليها وبسبب كلامها اللي كان متسجل بأذن من النيابة، وده عن طريق مايك خدته من حد من رجالتنا وقت ما كنت بصلي العصر، وحطيته في هدومي، حفروا رجالتنا في الصالة ولقوا هيكل عظمي وبقايا هدوم خيري السماك، وبكده، تم التأكيد على ان جثته كانت مدفونة تحت البيت، طب انا فين دلوقتي؟!.. انا دلوقتي رجعت شغلي تاني وستهم اتقدمت للمحاكمة هي ورجالتها، وطبعًا ماقدرتش تنكر اي تهمة لأن كلامها كان متسجل، حتى العقد اللي كانت ضارباه كان ببطاقة واحد ميت اساسًا، اللي هو زيكا، بس تعرف، انا من وقت المهمة دي وانا مابقتش زي الأول، مابعرفش انام زي الناس، اوقات كتير بصحى بسبب الكوابيس اللي بيظهرلي فيها بشكله وهو غرقان دم.. ايوه انا لسه بشوفه وبيطاردني في كوابيسي، خيري السماك، الظاهر انه بقى قدري وانه مكمل معايا لباقي حياتي، وخد بالك، احتمال انت كمان تشوفه في كابوس او اتنين، اصله زي ما بيقولوا كده، دمه كان زفر.. كان دجال وقاتل وخراب بيوت وقاطع ارزاق، بالظبط زي مراته اللي كانت بتداري تجارتها في المخدرات، تحت اسم محل جوزها... خيري السماك.



تمت


تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×