جزيرة الضباب ( كامله جميع الفصول ) بقلم ياسر عوده
هذه الروايه من وحى خيال المؤلف .
احيانا يكون الواقع اغرب من الخيال ، وهنا نتحدث عن حكايه ما بين الواقع والخيال .
جزيره الضباب اتسمت بالاسم ده لوجود ظاهره غريبه بها ، ان الضباب يحل بهذه الجزيره منذ غروب الشمس حتى شروقها فى اليوم الثانى ، ضباب كثيف يغطى الجزيره باكملها ولهذا اسمها جزيره الضباب .
هى مثل اى جزيره يحيطها المياه من كل جانب ، مساحتها ليس بالكبيره فيعيش على هذه الجزيره قريه كمله .
يحيط هذه الجزيره العديد من الغموض وعلامات الاستفهام لذلك رغم وجودها فى محيط الدول العربيه الا ان لا يوجد اى دوله عربيه تعلن ان هذه الجزيره تابعه لها بالعكس كل الدول تتهرب منها بسبب ما يسمى اللعنات الكثيره التى تحاوط تلك الجزيره .
سكان الجزيره يعملون فى الزراعه وصيد الاسماك وبعد الصناعات اليدويه .
لا يوجد بها تليفونات او تلفزيونات او حتى كهرباء فهى اقرب ما يكون بمكان بدائى وده بسبب عزليتها عن العالم الخرجى .
ومن البديهى ان نتسأل لماذا لم يتركوا اهل القريه تلك الجزيره ويرحلوا لاى مكان بالعالم وكانت الاجابه ان احد لعنات تلك الجزيره ان اى شخص يحاول الخروج منها او الهروب منها يكون الموت المحقق ، فبمجرد ان يركب مركبه ويبتعد عن شواطيء الجزيره ما هى الا بضعه ساعات ويجدون هذا الشخص عائد مره اخر ولكن كجثه هامده بعد ان يفقد جزء من جسده ويقال ان من يفعل ذلك بعض الوحوش المائه التى تسكن البحر المحاوط للجزيره من كل جانب .
كان سكان القريه يعتمدون فى شربهم على بئر مياه كبير جدا فى منتصف القريه هو مصدر الماء الوحيد لديهم وكانت مياه عذبه ونقيه .
اما سكان القريه فهم كبير القريه والملقب بالعمده اسمه الحاج خلاف ، بالطبع هو لم يحج من قبل لانه لا يستطيع الخروج من هذه القريه والجزيره من الاساس ولكنه يحب ان يلقبوه اهل القريه بهذا اللقب الحاج ويقول ان الحج بالقلب وليس بالفعل بالطبع مجرد كلام خطأ من راجل جاهل فلا نكترث له ونطلق عليه حاج هى جت عليه هو يعنى .
اما الرجل الثانى فهو الملقب باسم عرابى ، شيخ الغفر وابسط ما نوصف بيه هذا الرجل انه ضلالى ولا هو شيخ ولا حاجه ولكن لا بأس فدعونا نطلق عليه شيخ الغفر عرابى كما يريد .
ناتى بعد ذلك للخواجه داود ، وهو رجل يهـــ ودى وكعاده هذه الناس فهو يمتلك محل الدهب الوحيد بتلك القريه ، ويقوم بصناعه الدهب بنفسه ، ولم يكن لديه سوى ابنته مايا الفتاه الجميله التى يستغل ابوها جمالها لمصلحته الشخصيه باى شكل ممكن ، وكان ملقبونه بالخواجه .
كان بالقريه مكان يسمى بيت الصبايا ، وهو مكان مخصص لفتيات الليل بائعات الهوا ، يجتمع هناك الرجال للمرح معهن مقابل عملات نقديه ، اظنكم فهمتم ماذا اقصد .
وقبل ان انسى كان هناك رجل غريب فى القريه وكان اسمه غريب ايضا ، ويلقبونه بالمعلم غريب ، يمتلك اراضى كثيره فى القريه وله بعض التصرفات الغريبه سوف نعلمها فيما بعد .
ولا ننسى شيخ الصيادين ، وكان اسمه عبود شيخ الصيادين كان المسؤل عن جميع الصيادين بالقريه وكلمته نافذه عليهم جميعا ولا يستطيع اى احد منهم عصيان اوامره .
وايضا خليل شيخ السقايين ، فكانت بالقريه عائله كبيره مسئوله عن توصيل مياه البئر لكل منزل بالقريه ، كانت عائله السقا تتوارث الامر منذ الاجداد وكبيرهم هو خليل شيخ السقايين وهو المتحكم فى تلك العائله .
لم يكن الضباب وعوده الجثث للقريه هى اللعنات الوحيده الغريبه بتلك الجزيره ولكن كان هناك شيء اخر وهو ان هناك لعنه تسمى لعنه الدم ، وكانت عباره عن ان اي بيت فى القريه تضع عليه بصمه يد بالدم على باب البيت حينها يتأكد اهل البيت ان هناك شخص فى هذا البيت كتب عليه الموت ، لا نعلم كيف يتم الامر حتى الان ، كل اللى يعرفوه انهم فى الصباح اذا وجد احدهم هذه البصمه على باب بيته يعلم ان هناك قتيل فى بيته سوف يقتل فى القرب العاجل باى شكل ممكن المهم انه سوف يقتل وخلاص .
لم ينتهى الامر عند هذا الحد ولكن هناك المزيد ، ومنها ان ارض جزيره الضباب تبتلع اى جثمان يدفن بداخلها ، نعم ما سمعتموه صحيح ، فالجثث العائده من البحر حينما يأخذها اهل القريه ويدفنها تختفى الجثه وليس العائده من البحر فقط وانما اى جسمان يتم دفنه فى الجزير مات بصوره طبيعيه او قتل فمصيرهم واحد فاذا فتحت القبور لم تجد اى جثمان بداخلها وكانت هذه احدى اللعنات التى انتشرت بالجزيره .
وعلينا ان نذكر العرابه ، هي سيده عجوز للغايه ، تعيش فى الجزيره منذ زمن بعيد ، كانت اكبر سكان القريه سننا ، كانت معروفه ببعض امور الشعوذه والتنجم وقراءه الطالع وخلافه من هذا الكلام ، وكانت تتدعى بانها ترى بعض من المستقبل ، بالطبع كان كل هذا كذب فلا يعلم الغيب الا الله سبحانه وتعالى .
كانت العرابه لها تصرفات غريبه فى كثير من الاحيان ، نذكر منها من بضعه سنوات صرخت وهى تجرى من داخل منزلها الى خارجه وهى تقول : لقد حان الوقت واقترب مجيء المختار .
قررت تلك العباره كثيرا ، والتف حولها اهل القريه الذين كانوا مقتنعين بقراءتها للطالع ومصدقين لها ومؤمنين بها بشكل لا يصدق ، فحينما كانت تقول شيء كان مصدق لديهم هذا الامر وهذا ما حدث فى هذه المره ، حينما قالت تلك العرابه العجوز انها رأت فى المستقبل القريب مجيء غريب لجزيره الضباب ، شخص لم ياتى تلك الجزيره من قبل ، ومن سماته انه لا يعرف اسمه حتى ، وان اهل القريه هم من سوف يسموه ، وان هذا الغريب هو من سوف يريح اهل القريه من كل المعاناه التى عاشوها منذ سنين طويله .
رغم انه لم يحدث ان جاء غريب لهذه القريه من قبل ، الا ان اهل القريه صدقوا كلام تلك العرابه وكانوا بانتظار وصل ذلك الغريب مخلصهم من اللعنات .
اما الاغرب من كل ذلك هو ما حدث بعد بضعه سنوات ، فى احدى الايام بعد شروق الشمس تفاجأه اهل تلك القريه بشيء لا يصدق ، هناك شخص ملقى على شاطيء الجزيره ، ولكن لم يكن احدى الهاربين من القريه الذين يحاولون الفرار منها ويعدون جثه هامده وانما كان شخص غريب عن القريه لم يعرفوه من قبل ، والاغرب من ذلك انهم وجدوه مازال على قيد الحياه ، رغم انه مغمى عليه الا انه مازال يتنفس وهنا تذكر الجميع كلام العرابه وذهب احدهم وهو يصرخ على العرابه لاحدارها من منزلها لرؤيه الغريب الذى القاه البحر عليهم ومازال حى .