جزيرة الضباب الفصل الثاني 2 بقلم ياسر عوده
فعلا راحت العرابه لما اخبروها باللى حصل ، كانت فقدت بصرها منذ مده قصيره لكبر سنها ، وكانوا يلقبونها بالخاله .
ابتدى يفوق الغريب ليلاقى نفسه فى مكان غريب ميعرفهوش ، وابتدى يسأل عن المكان وسبب وجوده فيه ، وكان طبيعى ان اهل القريه يسألوه عن اسمه بس المفجأه انه مكنش فاكر اسمه ايه او حتى فاكر هو كان بيعمل ايه قبل ما يجى المكان ده .
لما وصلت العرابه ابتدت تتكلم مع الغريب وبعد وقت قليل اوى وقفت وسط الناس وقالتلهم : جالكم اللى هيخلصكم من كل مشاكلكم ، جالكم اللى هيريح بالكم ويشيل الهم من على قلبكم ،جالكم منقذ الجزيره من اللعنات اللى فيها ، بس احذروا لو حد فيكم اتعرضله باى سوء سعتها اللعنه الكبرى هتحل على الجزيره وهتموتكم كلكم .
كلام العرابه خوف الناس كلها ، هما بيصدقوا كل كلمه هى بتقولها ، وكله خد قرار فى نفسه انه لازم يحمى الغريب باى شكل ممكن .
كان الغريب بيسمع كلام العرابه بس مكنش فاهم حاجه ، هو اصلا ميعرفش حاجه عن نفسه ، فعادى انه ميفهمش حاجه من كل اللى بيتقال .
العرابه قالت هنسمى الغريب غازى ، من اليوم اسمه غازى .
كانت فى اسئله كتير فى عقل غازى بس مكنش فى حد يقدر يجوبه عليها ، مكنش فاهم ايه بيحصل ، والاحداث بتحصل بسرعه ومش لاحق يقعد يحاول يتذكر هو مين وجاي منين ، وايه القريه الغريبه اللى هو فيها دى .
مكنش فى حد قادر يجوبه غير شخصيه وحده وهى العرابه ، بعد ما طلبت من عمده القريه يجهز لغازى سكن وفعلا حصل ده فى مكان قريب من الشاطيء ، قعدت العرابه مع غازى وابتدت تحكيله على لعنات الجزيره واللى بيحصل فيها ، والمعاناه اللى عيشنها الناس وانها اتنبأت بقدومه من كام سنه وانه هو المختار اللى كانت مستنياه .
غازى مكنش مقتنع بكلام انه المختار وبالنبوءه اللى هي بتقول عليها ، بس كان مصدق حكايه اللعنات الى بتحصل قى القريه وفهم من العرابه انه لو حاول يخرج من الجزيره هيكون نصيبه اللعنه اللى هترجعه ميت سعتها .
مضى غازى كام يوم فى القريه كان يتجول فيها فى فتره النهار ، ولكن حينما يحل الضباب كان يرجع لمسكنه ولا يغادره مثل جميع السكان ، او هكذا كان يعتقد هو .
فى احدى المرات تقابل غازى مع فتاه جميله ، كانت تلبس ملابس ضيقه ، وكانت مهتمه بشكلها بشكل مبالغ فيه ، والغريب فى الامر انها توجهت اليه وكانها كانت تعلم انها سوف تقابله فى هذا المكان او انها كانت تبحث عنه وحينما وقفت عرفت نفسها وقالت : انا مايا ، وكنت عوزه اشوفك .
غازى : تشوفينى انا ؟ طيب ليه ؟
مايا : طبعا اشوفك ، انت اهم واحد فى قريتنا دلوقتى ، الناس كلها بتتكلم عليك ، شيوخ عواجيز ورجاله واطفال وطبعا البنات خصوصا الحلوين بس هما مش زى ، انا مليش مثيل ليا فى القريه ديه ، ويمكن فى العالم ده كله .
غازى لم يرتاح مع تلك الفتاه ، شعر بانها ترغب فى شيء منه ومخبياه عنه ، شعر نحيتها بالفطره انها تحمل خبث ومكر بداخلها ، ولم يخطأ غازى فى حدثه .
كانت مايا تتحدث مع غازى وتوجهله اسئله كثيره ومنها اتهمات له ، مثل انه جاى الجزيره عن قصد وبغرض وكانت عوزه تعرف غرضه ايه ، بس غازى اكد انه مش فاكر اسمه حتى وميعرفش جه الجزيره ازاى وليه .
وبعد نصف ساعه من الكلام تقريبا مشيت مايا وسابت غازى ، راحت مايا لابوها الخواجه داود علشان تعرفه باللى سمعته من غازى ، مهو ابوها الخواجه داود هو اللى كان بعتها لغازى تحاول تستدرجه بالكلام ، وده كان طبعه من زمان ، يستغل بنته باى شكل علشان يوصل للى هو عوزه .
لم يمر وصول غازى للجزيره عن طريق البحر مرور الكرام ، بل مع حديث كل الناس ظهر ثلاثه رجال تشجعوا بعد وصول غازى واعلنوا فى القريه كله انهم قرروا يخرجوا من الجزيره ، هما بيقولوا اما مفيش لعنه من الاساس والدليل ان غازى دخل الجزيره ، أو ان كان هناك لعنه وانتهت والدليل بردو وصول غازى للجزيره .
حاول الكثير من الناس ان يطلبوا منهم عدم فعل ذلك ولكنهم رفضوا ، وفعلا اشتروا احد مراكب الصيد وفى صباح احدى الايام ركب الثلاث رجال المركبه وتوجهوا الى خارج الجزيره للبحث عن الحريه من تلك اللعنات .
مرت ساعات كثيره منذ خروج الثلاث رجال ، وانقضت ساعات النهار كلها ، ولم يظهر شيء ، وبداء البعض يقتنع بكلام الثلاث رجال ، وفكر البعض فى عمل نفس الامر والهروب من تلك الجزيره الملعونه ، وبعد ان انقضت ساعات النهار وبعدها انقضت ساعات الليل وفى صباح اليوم الثانى ، اجتمع معظم اهالى القريه عند الشاطيء ، فلقد حدث ما كان متوقعه الكثير من الناس ، عاد الثلاث رجال ولكن لم يكونوا احياء ، فصحيوا اهل القريه وبمجرد ذهاب الضباب وجدوا الثلاث رجال ملقين على الشاطيء موتى ، وهنا عاد الخوف للجميع مره ثانيه ،وايقن الجميع ان اللعنه كما هي لم تتغير بمجى غازى الى الجزيره .
وهنا بداءت بعض الانظار تبحث عن غازى ، اين هو غازى ، لماذا ليس فى التجمع ، اين ذهب ؟
لمعرفه اجابه هذا السؤال علينا البحث عنه ، ولكن لا اريد ان ارهقكم كثيرا فى البحث عنه ، انه هناك فى مسكنه ، نائم على سريره ولكن ليس نوم طبيعى ، فهو متكلفت بجميع الاغطيه ويرتجف ولكن ليس من البرد ، يرتجف من الخوف ، فلم يكن نائما ليله امس كباقى القريه وانما كان فى مكان اخر ، وشاهد اشياء كان يجب الا يشاهدا ، وعلم سر عن لعنه قتل هؤلاء الثلاثه جعلته يرتجف باقى الليل وحتى هذه الساعه .