رواية الملحد الفصل الثاني 2 بقلم محمود الامين


 رواية الملحد الفصل الثاني 2 بقلم محمود الامين


طارق شاف نفسه في أرض واسعة وفاضية والصحرا بتحيط بيه من كل حتة.. والدنيا كانت ليل فضل ماشي وهو مش فاهم اي اللي جابه هنا.. لحد ما وصل لشجرة كبيرة قعد تحتها.. وهو قاعد سمع صوت رجلين ماشية علي الارض وحد بيقرب منه.. لما دقق النظر شاف أمينة.. لابسة ابيض في ابيض زي الملايكة وواقفة وبتشاورله.. طارق قام وهو بيجري ناحيتها وبيقولها 

انتي عايشة.. عايشة أنا كنت متأكد اني مش ههون عليكي 

لكن في لحظة ملامح امينة اتحولت لشيطان دميم.. وصرخ في وش طارق وقع علي الارض.. وفاق لقي نفسه في المستشفى بيحاول يستوعب ان كل ده حقيقة وأن أمينة ماتت فعلاً 

... 



حالته النفسية كانت بتسوء يوم عن يوم.. معذور لما الواحد بيحب بجد وبيفقد اللي بيحبه لازم تكون دي النهاية.. محدش كان عارف هو هيتعافي أمتى؟ 

كان رافض الكلام والاكل وده اللي خلي قعدته في المستشفى تتطول 

وفات شهر وطارق لسه محجوز في المستشفى.. قلبه مكسور وروحه باهته.. ظهر علي ملامحه الضعف ووشه بقي شاحب زي الاموات الشعر غطي راسه ولحيته خفت ملامح وشه 

وكأنك واقف قدام أنسان ميت فقد كل شيء قبل ما يموت 

وبدأ طارق بعد مرور الشهر ده رحلة من العلاج النفسي علي ايد دكتور وائل.. رحلة علاج كانت مفيدة لطارق عشان يرجع للحياة من تاني ويعرف أنها مكملة ومش بتقف علي حد 

وبعد فترة خرج طارق من المستشفى وأول حاجة عملها قرر أنه يزور قبر أمينة.. ودي كانت أخر مرة اشوفه فيها قبل يوم الكارثة 

_ كارثة أي يا عم صلاح؟ 

_هحكيلك لسه أنا هبدأ احكيلك المعاناة 

... 



طارق وقف قدام قبرها ودموعه مغرقة وشه وأتكلم وقال 

_ أنا عارف انك سامعني.. عارف انك موجودة حواليا أنا مكنتش أتخيل في يوم أني اخسرك او تبعدي عني لأي سبب من الأسباب 

حتي لو السبب ده هو الموت.. أنا كان أهون عليا أني أموت أنا كمان ولا أعيش اللي انا فيه دلوقتي.. أنتي وحشتيني أوي يا أمينة أنتي مش عارفه أنا محتجلك قد أي.. أنا محتجلك أوي يا أمينة 

وفضل طارق يعيط بحرقة قدام قبرها.. وبعدها قام ومشي من المقابر.. حاله كان يصعب علي الكافر 

... 


رجع طارق تاني يفتح تليفونه بعد فترة من الغياب.. فتح صفحة الفيس بوك عشان يلاقي رسايل كتير من نفس الشخص اللي أسمه كمال.. وكان كاتب لطارق مجموعة رسايل 

كان باعت 

« واضح انك قد التحدي فعلاً.. أنا كنت عارف أنك جبان أنت واللي زيك عمرهم ما هيعرفوا يواجهوا الحقيقة.. كويس أنك اعترفت بضعفك» 

وبعدها بيوم رسالة تاني وكاتب فيها 

« أنا عرفت بالي حصلك شد حيلك بس اسمحلي أنا مش بشمت فيك بس اللي حصل ده بيأكد كلامي.. شوفت أزاي ماتت وأنت بتحبها شوفت أزاي حرمك منها لسه بتأمن بيه وبتثق فيه 

فوق يا طارق وافهم أنه كل حاجه بتحصل مش بأيده وسيبك من الشعارات والكلام الفاضي ده» 

.. 



طارق كان بيقري كلام الشاب ده وهو غاضب جداً.. لكنه مردش عليه.. للاسف طارق بدأ يفكر في كلام الشاب الملحد ده وبدأ يصدقه وقال ليه مجربش مش يمكن يطلع صح 

4 أيام من التفكير المتواصل وطارق حابس نفسه في أوضته مبيخرجش.. لحد ما قرر يعمل حاجة للأسف كانت بداية الطريق للهلاك.. قرر أنه يبعت رسالة للشخص ده وقاله 

« مساء الخير يا كمال.. أنا قريت كلامك وبغض النظر عن أي حاجة أنا هطلع معاك لايف علي التيك توك بس مش تحدي لا.. أنت هتقدمني للناس كدليل لاثبات كلامك وأنا هحكي اللي حصل معايا وهقول أنه لو كان فعلاً موجود مكنش حرمني منها» 

كمال كان فرحان جداً بكلام طارق وأنه أخيرا قدر يعمل عملية غسيل مخ للشاب ده وقدر يقنعه بفكره المريض.. ورد وقال 

« أهو كده الكلام يا عم طارق.. أنا هجهز نفسي يا باشا وهنعمل اللايف ده وهيكسر الدنيا وصدقني هتلاقي ناس كتير بتأيدك وواقفة جمبك» 

.... 



طبعاً أهل طارق ناس ملهاش في جو النت ده خالص.. يعني مش هيتفرجوا علي أبنهم ولا هيشوفوا هو بيقول اي 

وفعلا جهز كمال اللايف وكلم طارق والاتنين طلعوا في شكل تحدي التيك توك وأتكلم كمال وقال 

« في الحقيقة يا جماعة انا جاي النهاردة مش في تحدي انا جاي في كلام مهم جداً وبالدليل.. 

... 


مش عاوز اقولك يا استاذ أن أول ما كمال ده فتح اللايف ده والشتايم أنهالت عليه من كل حتة.. أه ما الناس عارفة أنه ملحد والعياذ بالله 

واتكلم الملحد ده وقال 

« اشتموا براحتكم ده مش هيغير فكري.. أنا النهاردة جايبلكم شخص من مصر أم الدنيا.. شخص كان مؤمن وعارف ربنا كويس لكنه شاف الحقيقة وعرف أن اللي بيحصل ده عادي مش بأيد حد 

أتفضل يا طارق»   

طارق كان قلقان وخايف جداً.. لكنه أتكلم وقال 

« أنا كنت ماشي ورا وهم وكلام جوه كتب.. كنت مغيب عن الحقيقة.. فكروا شوية بعقلكم لو هو موجود هيحرمنا ليه من الناس اللي بنحبهم.. ليه أخد مني أمينة؟ وأنا مكنتش ضده بالعكس انا كنت مؤمن بيه في الوقت اللي هو اخدها مني وحرمني منها.. أنا بعلنها وأنا مش خايف منكم أنا ملحد من دلوقتي»  

... 


المشاهدات عليت والدعم زاد بطريقة مش معقولة.. والناس كلها بدأت في كتابة تعليقات زي حسبي الله ونعم الوكيل 

هي الدنيا جرا فيها أي.. ده أختبار من ربنا بيختبر صبرك.. وناس تشتم 

وفي وسط كل ده حصلت حاجة مكنتش متوقعة ولا علي بال أي حد.. ظهر من ورا كمال وهو بيتكلم تعبان أسود طويل هو مكنش شايفه هو كان منهمك في الدفاع عن طارق والرد علي التعليقات 

وفي لحظة التعبان هجم على كمال واتلف حولين رقبته عاوز يصرخ مش عارف حتي.. عصر رقبته والدم نزل من بوقة زي الشلال منظر صعب.. طارق قفل اللايف من الرعب اللي شافه قدام عينيه.. وتعليقات الناس كلها يا عظيم يا منتقم يا جبار 

الله أكبر... كانت فرحة مش طبيعية للناس في موت الملحد اللي اسمه كمال ده 

... 


طارق كان قاعد في اوضته بيترع

ش من الخوف والرعب... ومكنش عارف يتصرف أزاي؟ 

وفي عز ما هو في الوضع ده جتله رسالة من أميل وقاله 

« أزيك مستر طارق أنا ادم عاوزك تطمن خالص اللي حصل لكمال ده طبيعي.. كمال مربي زواحف في بيته والزواحف دي ملهاش أمان وأحنا حذرناه كتير قبل كده وهو مسمعش كلامنا» 

رد طارق عليه وقاله 

«أنت مين.. وتعرف كمال منين؟ ومين أنتوا بتتكلم ليه بصيغة الجمع؟» 



رد ادم عليه وقال 

«هتعرف أكيد.. بس أحنا عاوزينك تنضم لينا وتكون عين لينا في مصر» 

رد طارق عليه وكرر السؤال وقاله 

« أنتوا مين عشان أنضم ليكم؟ وبعدين انا واحد عحبه كلام كمال وفكر وفيه ولقاه منطقي لكن اني انضم لحد ده مستحيل»  

رد ادم وقال 

« ومين قالك ان ده فكرنا احنا مش ملحدين مستر طارق وده مش فكرنا وانت لو انضميت لينا هتفهم كمال كان عاوز منك أي.. وانا هقولك أحنا مين وصدقني هتوافق معندكش اختيارات.. أحنا.. يتبع الجزء الثالث 

... 

تفتكروا مين هما الجماعة دول؟ 

هنعرف في الجزء الثالث.. انتظروني واحداث نارية جداً 



الفصل الثالث من هنا



تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×