close

رواية الغول الفصل الربع 4 بقلم ياسر عوده


 رواية الغول الفصل الربع 4 بقلم ياسر عوده


توقفنا قبل كده لما حبيبه ماتت وخدتها سياره الاسعاف للمستشفى .

الاول اذكر الله وصلى على الحبيب وادعوا لاخوانكم بفلسطين والسودان وكل بلاد المسلمين . واحسن اعمالك فى شهر شعبان .

الخبر وصل لبيت على زى الصاعقه ، طبعا الست كريمه مكنتش مصدقه لما ابنها اتصل بيها وقالها ان حبيبه حفيدتها ماتت ، ونزلت جرى هى وكريم حفيدها والست ام محمد كمان للمستشفى اللى فيها على وحبيبه .


على كان فى حاله توهان ، موجود بجسمه بس اما عقله فكان تايه ومش مركز نهائى ، طبعا النيابه حضرت وشافت الجثه ، وطبيب الطب الشرعى عاين الجثه ، وطلع تصريح الدفن .


راح على وباقى عيلته علشان يدفنوا حبيبه ، على حس انه بيدفن قلبه فى التراب ، وبعد ما دخلت حبيبه قبرها ومشى معظم الناس فضل على واقف قدام قبر بنته ، بيكلمها ويقولها : كده يا حبيبه انا زعلان منك ، تمشى وتسيبى ابوكى يا حبيبه ، هو انا ليه غيرك انتى واخوكى يا حببتى ، ليه يا حبيبه سبتينى ، هى الدنيا هتبقى ليها طعم من بعدك يا حببتى ، يا ريتنى ما كنت خليتك تروحى الحفله دى ، يا ريتنى سمعت كلام امى ومودتكيش يا حببتى .


هنا حاولت الست كريمه اللى كانت منهاره تواسى ابنها وقالتله : ده عمرها يا حبيبى ، قدرها ومكتوب ، ومفيش مفر من المكتوب ، ربنا يرحمها ويسامحها .


على : فيها ايه لو كنت سمعت كلامك يا امى ، مش كانت حبيبه لسه وسطنا دلوقتى ، كانت هتزعل شويه بس كانت هتفضل معانا .


الست كريمه : لا حول ولا قوه الا بالله ، ايه يا على ، انت طول عمرك مؤمن وموحد يابنى ، اصلب طولك كده ، علشان خاطر ابنك ، مبقاش لينا غيره .


على : مش قادر يا امى ، انا حاسس انى عاوز اموت ، انا حاسس .....


وفجأه حس على بتعب شديد ووقع على الارض مغمى عليه .


الصدمه كانت شديده على على ، بعد ما اتنقل المستشفى الدكتور قال للست كريمه : هو اتعرض لصدمه عصبيه ؟


الست كريمه : بنته لسه ميته يا دكتور .


دكتور : ربنا يصبركم ، بس الحقيقه حلته الصحيه سيئه اوى ، هو اتعرض لنوع من انواع الشلل العصبى .


الست كريمه وهى منفعله : انت تقصد ايه بالكلام ده ؟


دكتور : للاسف ابنك مش هيقدر يتحرك لفتره ، رجله اليمين وايده الشمال حصلهم نوع من الانتكاسه ، وصعب يحركهم الفتره الجايه ، والنطق بتاعه هيبقى تقيل وبطيء الفتره اللى جايه .


الست كريمه : يعنى ابنى اتشل .


دكتور : بصى يا ست كريمه ، هو مش شلل بمعنى المعروف ، هو نوع من رفض العقل لتصرف هو عمله ، يعنى هو عمل حاجه وندمان عليها وعقله عاقب جسمه فحصل الشلل ده .


الست كريمه : يعنى هيخف منه .


دكتور : مكدبش عليكى المسأله دى رجعه للمريض نفسه ، لو هو عاوز يخف الموضوع مش هياخد وقت كبير ، بس لو المريض معندوش الرغبه انه يخف سعتها عقله هيستمر يدى اوامر للاطراف المشلوله انها تفضل كده .


الست كريمه : دى المشكله ، ابنى معتبر نفسه المسئول عن موت بنته ، معنى كده مش هيخف خالص ولا ايه يا دكتور .


دكتور : انا شايف انه يتعرض على دكتور نفسانى افضل .


الست كريمه : حاضر يا دكتور .


قعد على فى المستشفى كام يوم وبعدين خرج من المستشفى وروح بيته ، وهنا جه الضابط اللى كان مكلف بقضيه حبيبه علشان يعرف على والست كريمه اخر الاخبار .


لما جه الضابط وشاف حاله على صعب عليه ، وحاول يوصلهم الحقيقه اللى وصللها بشكل يكون هين شويه علشان كده قال الضابط : النيابه نفت اى شبه جنائيه فى موت حبيبه ، هى وقعت من الدور اللى كان فيه الحفله وماتت .


الست كريمه : وهى وقعت ازاى يا فندم ؟


الضابط : يعنى الطب الشرعى رجح انها داخت او اختل توازنها ووقعت من بلكونه الشقه اللى كان فيها الحفله .


الست كريمه : وهو سهل وحده كبيره زى حبيبه تقع من البلكونه كده ؟


الضابط : بتحصل يا ست كريمه ، وسكت الضابط دقيقه وبعدين قال : هو انا مكنتش حابب اقول الكلام اللى هقوله ده ، بس انتم لازم تعرفوا الحقيقه .


الست كريمه : فى ايه حضرتك منك تفهمنا ؟


الضابط : الطب الشرعى اثبت ان فيه نسبه كحول فى جسم حبيبه .


الست كريمه : انا مش فاهمه يعنى ايه .


الضابط : تقرير الطب الشرعى والمعمل الجنائى بيقول ان حبيبه سبب عدم اتزانها ووقوعها من على سور البلكونه انها كانت شربه خمور .


انفعلت الست كريمه لما سمعت الضابط وقالت : انت بتقول ايه ، انتم اتجننتم ، حفدتى حبيبه كانت شربه خمره .



الضابط : يا ست كريمه الانفعال ملهوش لزمه ، والكلام اللى بقوله ده حقيقه ، بنتكم كانت شربه ، ومش معنى كده انها كانت بتشرب ، ممكن يكون صحابها عزموا عليها او احرجوها علشان تجرب تشرب ، وهى مثلا طوعتهم ، وعلشان هى مش متعوده على الشرب اكيد داخت وحصلها اللى حصل .

الست كريمه : الكلام اللى بتقوله ده مستحيل اصدقه ، بنتنا كانت متربيه احسن تربيه ، بنتنا حبيبه لو مليون واحد حاول يقنعها تشرب خمره عمرها ما تعملها ، بنتنا متربيه بفلوس حلال يا حضره الضابط ، الكلام اللى بتقوله ده افتره وكدب .

الضابط : يا ست كريمه والمعمل الجنائى هيفترى عليكم ليه ، ايه مصلحته يعنى ، انا بعرفكم اللى ظهر فى نتيجه التقرير مش اكتر .

الست كريمه : ولا مليون تقرير من بتعكم دوول يخلونى اشك حتى فى اخلاق بنتى حبيبه ، انا لو شفتها بعنيا ، هقلع عنيا بايدى ومصدقش اللى شفته .

الضابط : انا كده عملت اللى عليا ، حابب اعرفكم ان قضيه حبيبه اتقفلت واتقيدت قضاء وقدر .



مشى الضابط وساب الست كريمه وعلى فى حاله محدش يتخيلها ، مش بس ماتت بنتهم ، لا وكمان اتقال عليها كلام يسيء لسمعتها ولسمعه اهلها ، كانت حاجه صعبه اوى على الست كريمه وعلى ابنها على كمان .

مر يومين بالظبط وجه ضيف لشقه على ، خبط على الباب ، وفتحت الست كريمه الباب ، لقت قدمها واحد قالها : ده بيت المرحومه حبيبه ؟

الست كريمه : ايوه ، انت مين ؟

فرد الواحد ده وقالها : انا دياب عزب ، كنت عاوز اتكلم مع حضرتك شويه ، مش حضرتك ام حبيبه بردو ؟

الست كريمه : انا جدتها ، اتفضل ادخل .

دخل دياب وقعد ، وبعديها قال : حضرتك متعرفنيش ، انا كنت فى الحفله اللى كانت فيها حبيبه قبل ما تموت .

انخضت الست كريمه لما سمعت كلام دياب وقلبها انقبض ، وكان على سامع كل الكلام اللى بيتقال وهو فى اوضته .



الفصل الخامس من هنا 



تعليقات
close