رواية اعمال سفليه ( كامله جميع الفصول ) بقلم محمود الامين


 رواية اعمال سفليه ( كامله جميع الفصول ) بقلم محمود الامين


الأنتقام هو وسيلة ضعيفة لرد الأعتبار، يظن به الشخص أنه أنتصر ولكنه خسر كل شئ  

بسم الله الرحمن الرحيم 

كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ 

صدق الله العظيم 

دي الآية اللي سمعتها من شيخ الجامع أثناء خطبة الجمعة.. وسمعت كمان كلامه عن ضعف إيمان بعض البشر بالله 

خرجت من الجامع وركبت عربيتي عشان أتحرك علي البيت، طول الطريق بالي مشغول وقلقان مش عارف ليه؟! 

وصلت البيت ونزلت من العربية ودخلت من باب الڤيلا اللي كان موارب لكن شوفت اللي مكنتش أتوقعه أبداً 

... 

أنا مش عارف أبدأ منين.. أسمي شريف.. سني 27 سنة.. من القاهرة 

عيلتي من أكبر وأغني عائلات مصر، متجوز بنت خالي سارة.. تقدروا تقولوا كده حب الطفولة من وأنا صغير وأنا بحب سارة وأتجوزتها لما وصلنا لسن ال25... أه أحنا من سن بعض 

المهم خليني أقولكم أنه مكنش في حاجه صعبة، كل حاجة كانت سهلة ومتيسرة.. الفلوس زي الرز العيشة مرتاحة كل يوم أنزل أسهر مع صحابي لوش الفجر وسارة مكنتش معترضة خالص 

الحاجة الوحيدة اللي كانت ناقصة أننا مخلفناش.. لفينا كتير علي كل دكاترة البلد ومفيش فايدة 



سارة كان عندها عيب خلقي يمنعها من الانجاب، وده سبب ليها عقدة نفسية وانا كنت بحاول اخرجها من ده بشتي الطرق 

بس ده مكنش سهل خالص، سارة بدأت تنعزل وتقفل علي نفسها الأوضة بالأيام كنت قلقان وخايف عليها أوي، بدأ اهتمامها بنفسها يقل جسمها ضعف جداً.. مكنتش عارف هعمل اي بالظبط ولا بقيت عارف افكر 

وعشان كده كلمت أهلها عشان يشوفوا حل كده مش هينفع، وفعلا والدتها جات عندنا وأتكلمت معاها كتير ومفيش فايدة برضو 

.. 

لكن فجأة كل ده أتغير سارة رجعت تاني لحياتها مكنتش فاهم حاجه بس رغم كده كنت مبسوط أنها بدأت ترجع لحياتها تاني.. بس في حاجه كانت غريبة بدأت اخد بالي منها 

سارة كانت دايما سرحانة ومش مركزة.. كنت عارف ان موضوع الخلفة مأثر عليها بس انا كنت بحاول أطمنها دايما. 

وفي يوم روحت أزور والدتي ووالدي، سارة قلتلي انها تعبانه ومش قادرة تروح هناك دلوقتي وطلبت مني أسيبها علي راحتها 

مرضتش أضغط عليها وروحت لوحدي فعلاً.. قعدت مع والدي ووالدتي شوية لكن والدتي بدأت كلامها وقالت 



_ بص يبني أحنا مش هنعيشلك طول العمر نفسنا قبل ما نموت نشوف عيالك 

_ بعد الشر عليكم يا أمي متقوليش كده تاني.. وبعدين ما حضرتك عارفة سارة مبتخلفش 

_ يبني سارة مبتخلفش ده قدر ربنا.. بس الدين قالك انك ممكن تتجوز التانيه والتالتة والرابعة 

_ يعني اي؟.. أنتوا عاوزني اطلق سارة! 

_ محدش قال كده يبني بس علي الاقل تتجوز التانيه عشان تعمل عزوة ورجالة تبقي سندك لما تكبر 

_ أنا مش ممكن أتجوز علي سارة يا أمي.. الفكرة اصلا مش مطروحة في دماغي نهائي 


في الوقت ده اتكلم بابا وقال 

_ أمك معاها حق يا شريف أنت لازم تتجوز يبني وتشوف نفسك عاوزين نفرح بعيالك 

_ يا بابا أنا مقدرش أتجوز علي سارة.. مجرد التفكير في كده خيانة لسارة 

_ خيانة حتة واحدة.. أنت مصعب الموضوع كده ليه؟... أنت هتتجوز علي سنة الله ورسوله 

_ مش هقدر.. مش هقدر يا بابا



أمي اتكلمت وهي بتنفخ بزهق وبتقول 

_ افهم بقا ومتبقاش غبي.. أنت لازم تتجوز مفيش حل تاني وأنا عندي العروسة كمان 

_ ويا تري مين هيا؟! 

_ زينب بنت سالم بيه شريك باباك في الشركة.. بنت مؤدبة ومحترمة وبنت أصول  

_ بس انا مش هقدر صدقوني والله ما هقدر 

_ لا هتقدر وانا واثقة أن زينب هتنسيك كل حاجة 

... 

قومت مشيت من القعدة دي وانا مخنوق جداً.. أتجوز علي سارة مش متخيل ان ده ممكن يحصل وسارة لو عرفت هيكون أي رد فعلها أحط عيني في عينها أزاي وأقولها هتجوز عليكي مش هعرف اعمل كده. 

رجعت البيت وانا محتار مش عارف أعمل اي ولا أتصرف أزاي؟ 

فتحت الباب ودخلت لقيت سارة قاعدة مستنياني.. مكنتش قادر ابصلها حاسس انها ممكن تعمل في نفسها حاجه لو قولتلها 

لكنها قطعت الصوت العالي اللي في دماغي وقالت 

_ شريف انا قاعده مستنياك من بدري.. عاوزاك في موضوع 

_ موضوع اي يا حببيتي؟! 

_ أنا عاوزة أتبني طفل صغير 

_ نعم!.. بتقولي أي؟ 



_ في اي يا شريف أنت عارف أن ربنا حرمني من نعمة الامومة وانا نفسي اسمع كلمة ماما نفسي ابقي أم يا شريف.. نفسي أبقي أم 

_  أنا عارف ده ومقدر جداً موقفك بس التبني ده حرام أنا مش هغضب ربنا عشان ابقي أب وانتي تبقي أم.. انا مقدرش أعمل كده 

_ كده طيب.. أنا في بيت بابا لما توافق أبقي تعالي خدني 

_ خدي هنا انتي رايحة فين؟! 

_ أبعد عني انا همشي ولو فضلت رافض ورقتي توصلني علي بيت بابا انا مش هعيش مع واحد مش حاسس بيا 

_ يعني انتي شايفة كده؟! 

_ اه ومش شايفة غير كده 

_ تمام يا سارة براحتك 

... 

سارة لمت هدومها وسابت البيت ومشيت، كنت حاسس اني مش طايق نفسي وكأن كل حاجة بتقولي اسمع كلام والدتك ووالدك وأتجوز زينب.. كنت بحاول أطرد الفكرة دي من دماغي لكن من التعب نمت ومحستش بنفسي 



صحيت علي تليفون من والدتي بتبلغني أني اروحلها عشان تعرفني علي زينب 

واضح ان والدتي واخدة الموضوع جد شوية.. بصراحة قومت وروحت علي البيت ودي كانت اول مرة اشوف فيها زينب 

كانت أنسانة جميلة جداً من حيث كل حاجة هادية ومتفاهمة وعرفت انها من المنصورة اصلا بس عايشة مع باباها هنا من زمان.. أتكلمنا كتير جداً بس بالي كان مشغول بسارة.. وحاولت كتير أتصل بيها بس كانت بتكنسل عليا وكأنها قررت خلاص أنها تبعد عني 

... 

معرفش كل حاجة أتغيرت بعد أسبوع طريقة تفكيري وتعلقي الغريب بزينب اللي  خلاني بدون اي مقدمات اقولها أني عاوز اتقدملها 

وفي ظرف شهر كنا مخطوبين.. طبعاً خبر الخطوبة أتعرف وخصوصا اني من عيلة كبيرة جداً 

وسارة عرفت.. يومها لقيت مكالمات كتير من والدها فائتة علي تليفوني 

كلمته ومقلش غير جملة واحدة بس 

أحنا زي ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف.. طلق بنتي وكل واحد يروح لحاله 



رفضت لكنه مخلنيش كملت كلامي وقفل السكة في وشي 

... 

كنت مضايق لكن مبينتش ده قدام زينب.. لحد ما جيه اليوم اللي كان بداية الجحيم بالنسبالي 

في اليوم ده كنت راكب عربيتي ورايح أجيب هدية لزينب.. وانا سايق العربية ومبسوط ومشغل اغاني كمان بصيت في مراية العربية لقيت سارة في الكنبة اللي ورا مدبوحة والدم مغرق فستانها الابيض ضربت فرامل من الصدمة والعربية كانت هتتقلب بيا.. هي الحقيقة متقلبتش لكن دخلت بيا في عمود نور وفقدت الوعي 

فوقت لقيت نفسي في المستشفى عينيا مزغللة والرؤية ضبابية تماماً.. لكني شوفت ممرضة مدياني ضهرها نديت عليها بصوت ضعيف وقولتلها لو سمحتي انا فين؟ 

اتلفتتلي 

أنت معايا يا شريف... معاااايا 

صرخت من الخوف والرعب لكن فجأة... يتبع 



الفصل الثاني من هنا 



تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×