رواية ذئب الصعيد الفصل التاسع 9 بقلم نور الشامي
الفصل التاسع
ذئب الصعيد
في احدي الغرف كانت هناء تبكي بشده وهي علي الارض بعدما حجزها أوس في هذه الغرفه عندما ظن انها هي من خطفت ريان ولكنه كان يلعب خارج البيت ووجدوه ولكن لم يخرجها وفي الاعلي كانت دنيا تصرخ بشده مردفه: بقولك اي بلاش تجوليلي الكلام دا هند الله يرحمها مستحيل تكدب هي جالت ان امك السبب واحده بتموت هتتهم امك ليييه وهي بتموت وكلنا عارفين هند انها مستحيل تكدب
فدوه بضيق: دنيا انا مقدره وضعك وحالتك وال حوصلك جبل اكده لكن ماما مستحيل تعمل اكده وتأذي أوس
دنيا بعصبيه: انتوا عايزين تجننوني انا متأكده ان هند جالتلي اكده... امك هي ال عامله كل دا وانا هخليكم كلكم تتأكدوا ان انا صوح
القت دنيا كلماتها وجاءت لتخرج فوجدت أوس امامها ولكنها لم تتحدث فتحدثت فدوه بضيق مردفه: اتكلم معاها يا اوس علشان هي اعصابها تعبانه جووي وابدأ من جديد يا اوس هند خلاص ماتت
اوس بحده: يعني اي هند خلاص ماتت... وابدأ من جديد ازاي انا متجوزها علشان ال حوصلها وهي متجوزاني علشان تنتجم من هناء ومن ال عمل اكده وانا بحب هند اذا عايشه او ماتت انا بحبها ومجدرش احب واحده غيرها مهما حوصل
فدوه بضيق: وابنك يا أوس؟! ابنك محتاج ام وانت كمان لازم يكون معاك واحده تبجي جمبك ومفيش احسن من دنيا انت تعرفها زين وهي كمان تعرفك فيها اي لما تكونوا مع بعض
اوس بحده: فدوه بلاش تتكلمي في الموضوع دا تاني
القي اوس كلماته ثم ذهب اما عند هناء كانت تطرق علي الباب بقوه ولكن لم يتجرأ احد ان يفتح لها عادا دنيا التي تقف امام قبر هند وهي تستمع الي طرقات وصراخ هناء فلامست قبر هند وتحدثت بدموع مردفه: شوفتي ال وثقتي فيها واعتبرتيها اختك عملت فيكي اي... هي ال جتلتك يا هند... هي ال عذبتك من غير رحمه... هو خلاص مبقاش فيه امان في الدنيا اكده.... اثق في مين لما الاخوات بيعملوا في بعض اكده يبجي مين ال ليه امان... لما القرايب هما اكتر ناس بيأذونا وبيعملوا فينا كل دا يبجي مين ال بيتأمن؟! عرفتي ان محدش ينفع يتوثق فيه.. صدجتيني دلوجتي لما كنت بجولك ان محدش ليه امان
القت دنيا كلماتها وكانت تبكي بشده فأقترب منها اوس وتحدث مردفا: مش كل الناس ملهاش امان... فيه ناس كتير جووي يتوثق فيهم ومش بيخونوا... الناس ال انتي بتتكلمي عنهم دول مفيش عندهم ضمير وميعرفوش ربنا وناس حقوده علشان اكده بيأذوا غيرهم علشان عندهم نقص بيكملوا نقصهم بأذيه غيرهم... جوومي
اقترب أوس منها ومسك يديها وجاءت لتنهض ولكنها لم تحملها قدميها فحاولت النهوض مره اخري ولكنها لم تستطع فتحدثت مردفه: مش حاسه برجلي
تنهد اوس بضيق ثم اقترب منها وحملها فنظرت اليه بأحراج وصعد بها وسط نظرات هناء التي كان يمسكها كمال من يديها فتحدث بخبث مردفا: شوفتي دي مرته... هي دي ال هتكمل معاه طول حياته وهتبجي بدل هند الله يرحمها.. هي دي ال هتبجي حبيبته وام لريان
هناء ببكاء: لع.... هو هيبجي ليا انا... مش بعد كل دا اخسر في الاخر... انا ال بحبه... انا اكتر واحده بحبه في الدنيا كلها... مستحيل يلاجي واحده تحبه زيي
كمال بعصبيه: انا جولتلك هساعدك ومتأذيش حد بس لع انتي الشر في دمك... انتي جواكي حقد وغل مشوفتوش في حد وانتي مش بتحبيه دا مستحيل يكون حب
هناء بصراخ: انا اكتر واحده بحبه في العالم كله... انا جتلت اختي علشانه انا دخلت في جو السحر علشانه... انا عملت كل حاجه علشانه... انا حاربت الكل علشانه
كمال بغضب: انتي غضبتي ربنا بسبب انانيتك... انتي عملتي ابشع حاجه في الدنيا بسبب حقدك... انتي جتلتي اختك بسبب غيرتك... انتي خليتي دنيا واحد يغتصبها ويعذبوها ويخوفوها بسبب سواد جلبك دا لو كان عندك قلب اصلا.. هو انتي فاكره ان الحب بالعافيه... هو انتي اصلا تتحبي... بكل الصفات ال فيكي دي شايفه نفسك تتحبي من اي حد في العالم كله... مستحيل اوس يحبك مهما عملتي انتي نهايتك هتكون حاجه من الحاجات دي يا هتموتي نفس الموته ال موتيها لاختك يا هتترمي في السجن يا هتترمي في مصحه نفسيه وهتنتحري فيها
القي كمال كلماته ثم دفعها في الغرفه مره اخري واغلق الباب اما بعد منتصف الليل كانت دنيا نائمه وبجانبها ريان تمسك يده وأوس ينظر اليهم لم ينام كعادته من وقت معرفته ان التي معه كانت هناء ليست هند... فقط ينام لبعض الساعات القليله من شده تعبه حتي يستطع ان يكمل يومه... كان يجلس ينظر اليهم حتي تذكر
فلاااش باااك
فتح عيونه وهو علي الفراش فوجد هند تنظر اليه وعلي وجهها بابتسامه كالعاده فتحدث مردفا: كل ما افتح عيوني الاقيكي اكده بتبصيلي
هند بابتسامه: اه بشوف انا ازاي متجوزه احلي واحد في الصعيد كلها... بحسد نفسي انك جمبي.... وبفكر انا اي الخير ال عملته في الدنيا علشان ربنا يعوضني بيك
اعتدل اوس في جلسته ثم مسك يديها وتحدث مردفا: انا ال محظوظ علشان انتي معايا وبجد عمري ما توقعت في حياتي كلها اني هتجوز بنت زيك اكده... تعرفي انا اكتشفت بعد ما اتجوزتك ان لا فلوسي ولا شكلي ولا اسم عيلتي ولا اي حاجه بملكها تسوي يوم واحد بس معاكي انا مستعد اتنازل عن كل حاجه لو دا هيكون مقابل انك تبجي جمبي طول العمر
ابتسمت هند فاحتضنها أوس وتحدث مردفا: ربنا يخليكي ليا يارب وتفضلي معايا طول العمر
فلاااش بااك
فاق أوس من شروده علي صوت الرعد والامطار وعيونه تدمع بشده فنزل الي الاسفل واقترب من قبرها والامطار تزداد اكثر ثم لامس القبر وتحدث بدموع مردفا: هند... عيوني انتي وحشتيني جووي... انا عارف انك مش بتحبي الشتا علشان اكده نزلتلك انا عارف انك اكيد مش حاسه بالجو صوح؟ ... انا متاكد انك في مكان احسن من اهنيه بكتير جووي بس برده انتي وحشتيني ومش عارف ابطل تفكير فيكي... انا هتجنن يا هند... انا اكده والله هتجنن بجد
القي أوس كلماته ثم جلس بجانب القبر وظل يبمي بشده والامطار تزداد اكثر اما في الاعلي كانت نعيمه تسير ببطئ شديد حتي دخلت الي غرفه اوس ووجدت دنيا وريان نائمون فاقترب ببطئ من خزانه الملابس ووضعت هذا الشئ الصغير في الخزانه ثم وضعت هذا السائل علي الارض وخرجت بسرعه وفي صباح اليوم التالي تحدثت نعيمه بعصبيه مردفه: ازااي يعني بعد كل ال حوصل دا
فدوه بضيق: يا ماما دنيا تعبانه... ولازم كلنا نقدر وضعها
دنيا بعصبيه: لع انا مش تعبانه وعايزه تمشي مع السلامه بس هي بتهرب علشان عرفت اني كشفتها
أوس بحده: دنيا بس بجااا الزمي حدودك متنسيش ان دي عمتي وزي امي الله يرحمها مش معني اني سكتلك يبجي خلاص تتعدي حدودك في الكلام معاها انتي اصلا مكنتيش اكده وكنتي بتحبيها
دنيا بعصبيه: كنت... دا كان زمان لكن بعد ما كشفتها عرفت انها متستاهلش ان حد يحبها ولا يبص في وشها حتي
نعيمه بقلق: لع انا مش هجعد اهنيه اكتر من اكده انا همشي وانت يا اوس يا ابني عايز تشوفني ابجي تعالي بيتي شوفني وهات ريان معاك
دنيا بعصبيه: علشان تجتليه صووح
اوس بغضب: بس بجااا... بس كفايه يا دنيا... وانتي يا عمتي اطلعي اوضتك وبلاش تجولي اكده... دا بيتك وانا مجدرش استغني عنك
نظرت نعيمه الي دنيا بضيق ثم اقتربت منها وجاءت لتضع يديها علي كتفها ولكن دفعتها دنيا بغضب وتحدثت مردفه: اوعي تلمسيني فاااهمه... اوعي تحاولي تلمسيني ولا ليكي علاقه بريان... انا هحميه منك ومن شرك روحي ربنا ياخدك
القت دنيا كلماتها ثم صعدت الي الاعلي فأقترب اوس من نعيمه وتحدث مردفا: متزعليش يا عمتي هي اعصابها تعبانه انتي عارفه ال حوصلها
نعيمه بتمثيل: انا عارفه يا حبيبي ومش زعلانه منها صدجني انا بحبها جووي
كانت نعيمه تتحدث وكمال ينظر اليها بتفحص يراقب تعابير وجهها وطريقه كلامها وحركه يديها وهي تتحدث ونظرات عيونها المرتبكه اما في الاعلي كانت دنيا تنظر الي هذا الشئ هي وريان التي تحدث مردفا: كانت في هدومك يا طنط
دنيا بنفاذ صبر: لع انا اكده جيبت اخري خلاص
دخل اوس الي الغرفه وهو يشعر بالغضب الشديد ثم طلب من ريان ان يخرج ولكنها تحدثت بعصبيه مردفه: لع مش هيبعد عن عيني لحظه واحده جول ال انت عايزه دلوجتي
القت دنيا كلماتها ثم وضعت السماعات في أذن ريان وجعلته احدي افلام الكرتون فتحدث اوس بعصبيه مردفا: انتي اي حكايتك مع عمتي... عايزه منها اي.... انا عارف حالتك ومقدر وضعك بس مينفعش تكوني شاكه في كل الناس اكده
دنيا بعصبيه: بجولك هند هي ال جالتلي.. هند مش بتكدب هي ال عرفتني وجالتلي اخد بالي منها وانها هي السبب في كل ال بيوحصل دا وشريكه هناء كمان
اوس بغضب: دنياااا بس كفايه... كفاايه اكده
اما عند هناء كانت جالسه في غرفتها تتذكر كلام كمال ومشهد اوس وهو يحمل دنيا وهي تبكي بشده حتي دخلت دنيا وتحدثت مردفه: عامله اي
نظرت هناء اليها بغضب وجاءت لتقترب منها ولكن يد دنيا منعتها وتحدثت ببرود مردفه: اوعي تقربي مني... ومش تباركيلي انا حامل
نظرت هناء اليها بصدمه ثم تحدثت مردفه: نعم؟! حامل من مين
دنيا بابتسامه: من أوس... انا حامل من اوس... من اول ليله عرف فيها مكاني... كنت خايفه وهو كان معايا ومسابنيش وانتي عارفه بجا اوجات بنضعف
هناء بعدم تصديق: مستحيل انتي كنتي حامل ونزلتيه
دنيا بسخريه: انتي غبيه جوووي.... فاكره انتي لوحدك ال بتعرفي تخططي انا لا كنت حامل ولا زفت دا اوس هو ال جال اكده علشان كان عايز يعرف اي معلومه عن الست ال بتساعدك فقال يقول اي حاجه يمكن تساعده.. لكن دلوجتي انا حامل امال هو اتجوزني ليه علشان حملي... وعلشان انا استاهل انه يتجوزني لكن انتي لو حامل في مليون طفل منه مش هيبص في وشك برده
نظرت هناء اليها بغضب شديد ثم تحدثت مردفه: انا هجتلك... هجتلك فاهمه انا بس ال بحبه... انا بس ال هتجوزه انا عملت كل دا علشانه
دنيا بسخريه: لع ما هو واضح
صرخت هناء في وجهها بغضب مردفا: علشان الفلوووس انتي عملتي اكده صوح
دنيا ببرود: لع علشان بحبه هو جوزي وطبيعي ابجي حامل منه ال مكنش طبيعي حملك انتي منه وابنك مات وخلاص
هناء بغضب: ومين جالك اني هسمح اصلا انك تفضلي معاه او تكملي حملك دا فاكراني غبيه... لع انا مش هسيبك عايشه ولا ماما هتسيبك عايشه
نظرت دنيا اليها بصدمه ثم تحدثت مردفه: ماما.... امك ازاي.. مش هي ماتت وازاي... ازاي في ام تعمل في بنتها اكده
هناء بعصبيه: علشان دي مرات ابويا وكانت بتحبني انا اكتر واحده هي ال عملتلي كل حاجه واكتر واحده كانت بتخاف عليا
دنيا بصدمه: واتفقت مع نعيمه صووح
هناء بحده: ايوه صوح
ابتسمت دنيا بخبث ثم تحدثت مردفا: صدجت دلوجتي يا أوس
نظرت هناء بصدمه الي اوس الذي يقف علي الباب كأنه تلقي رصاصه في قلبه... فهو توقع اي شئ عادا خيانه نعيمه له فتحدثت دنيا بحزن مردفا: صدجتني يا اوس دلوجتي
نظرت هناء اليه بصدمه وتوتر واوس مازال يقف مكانه حتي تبدلت معالم وجهه للغضب الشديد وهو يقسم ان ينتقم منها ويقتله ولكن قبل ان يخرج من الغرفه تلقي ضربه قويه علي راسه من الخلف ووقع فورا علي الارض مغشي عليه وووو