رواية لم يكن مجرد حلم (كاملة جميع الفصول) بقلم حنين ابراهيم
:يعني ايه عايزين تجوزو جواهر لسه مكملة 11 سنه من شهرين
أبو جواهر : ايوه يعني سنها مناسب جدا انت عارف اني ده سلو بلدنا ولا تربيه الوالده نستك عادتنا؟
أدهم بغضب: عادات إيه يا عمي ؟ دي عادات عفى عليها الزمن
أم أدهم مبدية إعتراضها هي الأخرى: وبعدين انت متصربع على جوازها ليه دي البنت لسا داخلة على الإعدادي كنت سيبها حتى تكمل بكالوريا على الأقل
أب جواهر ضرب بعصاه على الأرض باعتراض : إعدادية إيه وبكالورية إيه ؟إنتو بتتكلمو عن إيه إحنا معندناش بنات تكمل بعد الابتدائي كفاية عليها أوي إنها بتعرف تفك الخط تحمد ربها على كده
أدهم ووالدته نظرا لبعضهما بقلة حيلة وغادر أدهم الجلسة ووالدته ذهبت لغرفة الفتاة التي كانت منهارة بالبكاء لتواسيها
بعد قليل في بيت وليد( والد جواهر)
جاء العريس و عائلته ليكتب كتاب جواهر على كهل الذي يقارب سنه سن والدها ،والدها الذي إنبهر بالمال العريس و منصبه
ليناديها والدها بعد قليل لتخرج لهم فتاه جميله رغم ما يظهر على عينيها من احمرار بسبب البكاء
العريس بانبهار: بسم الله ماشاء الله بجد طلعت إسم على مسمى جواهر وهي فعلا جوهره
وليد:تعالي يا بنتي أقعدي جاري
تقدمت جواهر وكل أوصلها ترتجف من الخوف وجلست بجانب والدها ليسأل الشيخ وهو ينظر لها بأسف هي دي العروسة؟ دي لسا صغيرة
وليد بحزم :وفيها إيه ؟ هو في مانع شرعي من ده ؟إنت ناسي أمنا عائشه رضي الله عنها تزوجت النبي صلى الله عليه وسلم وهي عندها 9سنين
الشيخ:أيوة بس 9سنين وقت الرسول غير وقتنا وقتها كانت النساء يصلن لسن البلوغ بين 7و 10سنوات وكانو يتمتعو بقوة بدنية جيدة غير أنهن كن على درجة كافية من الوعي و الإدراك لمعنى الحياة الزوجية على عكس جيل دلوقتي الي علميا أثبت أن معظمهم يصلن إلى سن البلوغ بين سن 12 أو 14 سنة وأحيانا أكثر ده غير و كمان البت من دول بتبقى محتاجة تاخد وقت أكتر لبناء شخصيتها وتعلم إدارة شؤون بيت الزوجية
ليرد جعفر بامتعاض:إحنا جايبينك هنا عشان تكتب كتابنا مش عشان تتدخل في الي ملكش فيه
الشيخ بغضب:مليش فيه إزاي ؟
وليد بتأكيد : أيوة يا شيخنا أنا مش جايبك هنا عشان أسمع منك كل الكلام ده
جعفر :لو مش عايز تكمل الإجراءات إحنا نقدر نجيب غيرك
نظر لهم بقلة حيلة ليفتح دفتره ويسألها إذا كانت موافقة وهي لا تستطيع الرد فقط تبكي
وعندما بدأ وليد بالغضب إرتعبت جواهر من نظراته لينقذها منه صوته من خلفهم
أدهم بثقة :بس الجوازة دي باطلة عشان أنا وجواهر قارين فاتحتنا من وهي في اللفة و دي كانت وصية جدي ولا نسيت يا عمي
يتبع ل حنين إبراهيم الخليل
رأيكم أكمل ولا رأيكم في التعليقات
(لم يكن مجرد حلم ) قصة جواهر
وليد بلع ريقه بتوتر :كلام إيه الي بتقوله عاد الكلام ده كان زمان و أبوي كان بيڨول أكده من كتر ما كان شايفك متعلق بيها مكانش جدي بكلامه
أدهم تقدم مع رجل كبير السن: مكانش جد إزاي ؟ إذا كان جمعكم إنت وبابا وعم رضا وقتها و إتفقتو على كل حاجة وقتها كان الإتفاق إننا نكتب الكتاب لما توصل السن المناسب ثم جلس بجانبهم مع العم رضا وبما أنك شايف إن ده سن مناسب فإنت معندكش حق تجوزها لراجل غير خطيبها ولا إيه يا شيخنا
الشيخ: مضبوط الرسول صلى الله عليه وسلم نهى إن حد يخطب على خطبة أخيه إلا أن يفسخ الخاطب الأول أو أن يأذن له بالتقدم
أدهم مكملا:و أنا مأذنتش ليه أنه يتقدم ومفسختش الخطبة لأني زي ما قولت كنت مستني توصل سن مناسب للزواج وعشان كده أنا معترض إنك تجوزها من راجل غيري يا عمي إنت كده بتخالف وصية جدي وبابا الله يرحمهم
وليد بضيق: و أنا مش موافق أجوزهالك يا ولد أخوي أنا أب من حقي أختار الي يناسب بنتي و إنت بإمكانياتك دي مش هتعرف تأمن مستقبلها
جواهر قامت وركض نحو أدهم لتختبئ خلفه وهي تقول : و أنا مش موافقة أتجوز حد غير أدهم يا بابا أنا مستقبلي معاه هو وبس
إستشاط وليد من الغضب :يا بنت ال
العم رضا أمسكه من يده و أجلسه مكانه :إهدا كده و إغزي الشيطان الي بتعمله ده مينفعش بنتك رافضة تتجوز بحد غير أدهم و إنت مينفعش تجبرها
وليد نظر لإبنته المختبئة خلف أدهم بغضب الجوازة دي لو تمت لا هتبقي بنتي ولا أعرفك
إرتعشت يد جواهر من الصدمة لتنزل دمعتها بحزن وقهر من تصرفات والدها ومن المفترض سندها لتبلع ريقها محاولة تشجيع نفسها وهي تتذكر كلام زوجة عمها ووصية والدتها قبل أن تموت : و إنت هتفضل بالنسبة لي أبويا مهما كان بس أنا مستحيل أوافق إني أتجوز راجل قد أبويا و أدمر مستقبلي الي أمي كانت بتحلم بيه عشانك أمي وصتني أحققلها حلمها و أنا هعمل كل جهدي عشان أحققه
بدأ وليد بالتأثر قليلا بعد أن ذكرت زوجته المتوفاة
ها يا عمي هتكون وكيل العروس ولا نوكل عم رضا
هز وليد رأسه بتوهان
لينهض جعفر بغضب:هو لعب عيال ولا إيه ؟
وليد بنبرة غير مفهومة: أنا أسف يا معلم بس أديك شايف الوضع عامل إزاي
جعفر بغضب:أنا هدفعكم تمن المهزلة الي عملتوها دلوقتي غالي أوي وخليك فاكر كلامي
غادر البيت مع النسوة اللواتي جاءت معه وكن يجلسن في غرفة خاصة بالنساء مع والدة أدهم غادرن وهن لا يفهمن شيء مما حدث ولماذا لم يأخذو العروس معهم
بعد ذلك أدهم كتب كتابه على إبنة عمه بعد أن شرط عليه التنازل عن حقه في أرض والده ليوقع ويأخذها و يسافر بها مع والدته التي كانت تعانقها و تواسيها طول الطريق وهي نائمة و لكن شهقاتها لم تتوقف رغم ذلك
بعد ساعات وصلو إلى مدينتهم و نزلو من السيارة حمل أدهم الحقائب و دخلو إلى بيتهم
حسنات:أدخلي يا بنتي ده البيت نور بوجودك
دخلت جواهر وهي تنظر للبيت بحزن كانت أخر مرة زارته منذ أربع سنوات عند وفاة عمها
وقفت في غرفة المعيشة تنتظر أن توجهها زوجة عمها إلى غرفتها ليسبقها أدهم :تقدري تروحي ترتاحي في الأوضة الي هناك جنب أوضتي يا جوجو
إبتسمت ابتسامه صغيرة حملت حقيبتها و توجهت نحو الغرفة التي أشار إليها
بينما حسنات جلست مع ولدها : وبعدين يا أدهم هنعمل إيه دلوقتي و نتصرف إزاي بعد ما إديت الأرض لعمك ببلاش
أدهم بضيق:وأنا كان بيدي إيه أعمله و معملتوش أديكي شفتي عمي عمل كل الي يقدر عليه عشان محدش لا يأجر ولا يشتريها مني عشان نفك ضيقتنا بحجة إن مش عايز حد غريب يدخل أرضنا وبعد ما كان بيساومني عليها بثمن رخيص أوي بعد الي عملناه في كتب كتاب جواهر طلب الأرض مني مهر ليها
حسنات بحسرة:منه لله أبوك سافر من زمان عشان يتجنب المشاكل معاه بسبب الأرض بعد ما كان بيخسره و يتلفله محصوله عشان يبيعله الأرض وهو عايش و أديه خدها بعد موته تنهدت بحزن الله يرحمه كان نفسه يجي اليوم اللي ينصلح حاله و نعيش في يوم من خير أرضنا
أدهم: الله يرحمه
جواهر كانت تجلس وراء الباب وتستمع إلى حديثهم وهي خائفة من تغير معاملتهم لها بسبب كرههم لوالدها
(هل سيعذ..بونها لين..تقمو منه كما كانت تقرأ في الروايات؟)
عند هذه الفكرة ضلت ترتجف وتبكي كم ستعاني بسبب والدها ؟
يتبع ل حنين إبراهيم الخليل