رواية خادمة القصر الفصل الثامن عشر 18 بقلم اسماعيل موسى
#خادمة_القصر
١٨
القصه بقلم اسماعيل موسى
دوم، دوم، دوم، انطلقت لكمات ادم القويه السريعه كأنها رقصة قرد مكاك
ديلا بتذمر على فكره انت بتضربنى انا مش كيس الملاكمه انا حاسه ان كل لكمه جوه دماغى، وكانت بتزق كيس الملاكمه بايديها الاتنين بعيد عنها، ثم حبل كيس الملاكمه طويل عشان يتأرجح وكله فوق دماغى
لكمه قويه من ادم جعلت كيس الملاكمه يتأرجح بقوه، ديلا تعلقت بكيس الملاكمه وطارت معاه، والنبى كفايه انا دماغى لفت!!
جلس ادم على مقعده، هاتى الفوطه أمرها!! امسحى عرقى ودلكى كتفى
وكانت ديلا على وشك ان تقول ملحوظه، لكن ادم ضم ايده
بس انا معرفش أدلك يا ادم بيه
أدلك انا، دخلت الانسه ماجى بلبس رياضى من باب الصاله، أخدت الفوطه ووضعتها على كتف ادم
روحى حضرى الحمام أمرها ادم
ضربت ديلا رجليها فى الأرض وتمتمت فى سرها والله حرام، ناس تضرب وناس تدلك!! دا أكبر ظلم ممكن يقع على الإنسان
اتحركى زعق ادم.
بالخارج كانت ديلا تسأل نفسها إلى متى تستطيع أن تتحمل كل ذلك العذاب، فلكل انسان طاقه، وطاقتها اوشكت على النفاذ، أحلامها أكبر من واقعها، تعلم انها واقعه فى ورطه، انها مجرد خادمه، تعرف أيضا ان ما يفعله ادم نابع من طيبته واصله الرفيع وانه ليس مضطر بالمره ان يتحدث معها بتلك الطريقه او حتى يتحمل حماقتها
ادم ليس خطيبها او زوجها ولم يكذب عليها احضرها هنا من أجل الخدمه، لكن تخيلات ديلا واحلامها ليس لها حد، وكل فعل كانت تقوم به كان خارج عن ارادتها، كأنها فى حاله من الاوعى وهذا القلب الذى ينبض داخلها خانها واحب
نعم قلبها خائن لأنه احب من ليس من الممكن أن يكون له
هذا الحب هو العذاب بعينه
عندما تعشق شخص لن يكون لك حتى لو انقلبت السماء على الأرض، ان تجلب عذابك لنفسك، الغريب انك احيانا تتقبل العذاب بنفس راضيه كأن العذاب فى حد ذاته لذه ومتعه
ولا يمكن أن يوجد عذاب بمثل تلك الحلاوه، انها تشعر بذلك وتدركه داخلها
وكانت كل خمس دقائق تفتح باب غرفة الصاله الرياضيه بخجل وتلقى نظره، ثم تهرب لعملها
تعلم انه ليس من المنطق، لكنه يحدث احيانا، تفقد غرفه او متصفح الكترونى او ماسنجر او حتى رساله قديمه، شجن، وقد يعتقد الإنسان انه نسى ومر وعبر ثم بمجرد نظره او كلمه تتدافع كل الذكريات ناضجه مثل ثمره، واضحه مثل لوحه اثريه بكل التفاصيل والرتوش، مجموعه من الصور امر امام عينك وتتذكر الماضى
ولأنها بريئه لا تعلم كيف تمر من تلك الورطه، لا يمكنها بأى حال ان تتخلص من قلبها، ان تنزعه وتنظفه وتعيده مره اخرى، لقد حاولت وفشلت، ولازالت تشعر بأصابع ادم تتهادى داخل شعرها ولمسته فى الليله المظلمه حاضره داخل القصر
نفضت ديلا رأسها متخيله ان يفرغ من الأفكار او ان تسقط على الأرض، وكانت الانسه ماجى تلعب الملاكمه وتضرب كيس الملاكمه بيديها الناعمتين وهى تزعق هي ها هو وكل صوت تقوم به يصل اذن ديلا
انها اللحظات التى يشعر فيها الإنسان بالعجز، الحياه قاسيه تبكى ديلا
لو لم تكن الحياه قاسيه لكانت هى مكان الانسه ماجى
لكنه الواقع وعليها ان تتقبله
كانت الدموع مغرقه عيون ديلا عندما انتهت، بدلت ملابسها، اختارت الطقم الذى طلب منها ادم ان ترتديه قبل ذلك
فتحت باب غرفة الصاله الرياضه، قالت الحمام جاهز ادم بيه
ورأى ادم الحزن الذى يسكن ملامحها، وجهها كأنه وساده تراكم عليها التراب، كانت ديلا ترفل داخل ملابسها كروح تائه تبحث عن ذاتها فى ازقة مدينه مهجوره
توقف ادم عن اللكم، انتهى التدريب أخبر الانسه ماجى وهو يقصد باب الغرفه
لحقت به الانسه ماجى بجسد متقصع وكانت تهمس احيانا
اه او اخ وهى تتحامل على نفسها لتمشى
عندما خرج ادم للرواق كانت ديلا داخل غرفة التدريس ممسكه بالكتاب والقلم منكبه على المذاكره
عندما لمحت ادم نهضت مفزوعه، تأمر بحاجه ادم بيه؟
كملى مذاكرتك يا ديلا
الانسه ماجى اصدرت قرارها، شتأخذ شور وتعود من أجل ديلا، التعليم يأتى اولا صرحت الانسه ماجى وهى تدلف لغرفتها وعندما عادت وجدت انسانه جديده تنتظرها فى حجرة التعليم ، شخص مستعد للتعلم وتعجبت اين رحل كل ذلك العناد والطيش؟
كان ديلا تنطق الحروف بصوت عال دون خجل مترقبه تعليمات مدرستها، بعد ساعه أعلنت الانسه ماجى انتهاء الدرس بنجاح وانها ستأخذ قيلوله
بينما ظلت ديلا تحفظ الحروف وتنطقها فى سرها وفجأه ظهرت القطه ميمى، كانت مختفيه فى الأمس اقتربت الهره من ديلا ووقفت بثبات تنظر إليها
كانت ديلا تعلم أن القطه لا تطيقها، ترفضها مثل العالم الواسع الذى ليس لها مكان فيه
لكن القطه قفزت فى حضن ديلا ورقدت بسكون تستمع للدرس
اخذت ديلا القطه فى حضنها ممسكه بالكتاب وخرجت للحديقه، تمشت على العشب وهى تنطق الحروف بصوت واضح أكثر مره، سائره وعائده والكتاب فى يدها حتى تعبت
جلست تحت شجره وانزلت الهره ميمى واتكأت على الجذع العجوز، ثم راحت تحرك يدها، A, b وهى تنظر للقطه
أكثر من ربع ساعه وهى مندمجه فى المذاكره، مشت القطه، حكت جسمها بجذع الشجره ثم جلست على الأرض وحكت ابطها بقدمها الخلفيه
القصه بقلم اسماعيل موسى
هل تعتقدى انه من الممكن ؟
ليس تخيل، سمعت ديلا الصوت، بعينيها البريئه تلفتت تبحث عن مصدر الصوت
ما هو الذى ممكن أو ليس ممكن؟
من يتحدث إلى؟
لم يكن هناك غير ديلا والهره ميمى، الحديقه خاليه من اى بشر
فتاه هزيله، حثاله بشريه، لا تتذاكى على يا فتاه،
ودوى الصوت داخل اذن ديلا، لم يكن صوت واضح لكنه مفهوم إلى حد ما
تحركت الهره ميمى، مشت فوق العشب بجسدها الرقيق
وصلت حدود القصر وغيرت رأيها، قفلت راجعه نحو ديلا
هل تعتقدين انى جميله؟