رواية خادمة القصر الفصل العشرون 20 بقلم اسماعيل موسى
#خادمة_القصر
٢٠
لا احد يملك حق الجور على احلامنا ولا حتى ان يعبث بها، انها الأمر الوحيد الذى يتمتع بالخصوصيه ولا يمكن ازعاجه
كان هناك حشائش وعشب تركها ادم تنمو بعشوائيه وكانت تصلها مياه خاصه صنعت ما يشبه بحيره صغيره جدا تزفزق حولها العصافير والفراشات وتغمر نفسها بالمياه خلال الأيام الحاره وكانت هناك اريكه مختفيه تحت أفرع شجره تراها ديلا لأول مره، ميمى كانت جالسه هناك مستمتعه بدفيء الشمس، ها قد حضرت الفتاه الغبيه قالت ميمى وهى ترفع قدمها بعصبيه، ماذا فعلتى؟
احضرت الهاتف، قالت ديلا على ان اختار ما يناسبنى، حسنآ قالت ميمى اختارى
لكن انا لا اعرف ما يناسبنى قالت ديلا بحيره
ديلا محتاره يا ميمى، هذا جيد قالت ميمى وهذا ملائم كانت ترتديه السيده الانيقه التى كنت اعيش فى منزلها قبل أن ارحل، وهذا أيضا
اما هذا فسيبدو رائعآ عليك، عليك أن تبدى أجمل من الانسه ماجى، انا لا ارتاح لتلك الفتاه اللعينه، أشعر انها لئيمه، خبيثه وقد تفعل اى شيء للوصول لهدفها
اختارت ديلا كل الأشياء التى اعجبتها ووضعتها فى سلة التسوق
الأمر يقع على عاتقك الأن يا فتاه، ميمى لن تظل هنا طول العمر من أجلك، الرياح تهب بعصبيه وميمى سترحل لبعيد ولن تتمكنى من رؤيتها مره اخرى
انظرى للاشجار، انها تهتز، والسماء قاتمه، وميمى عليها ان ترحل، اوشك وقتى هنا على النفاذ
أحيانآ نفتقد الكلمه، نخسرها، قالت ديلا شكرا لك
على الرحب والسعه قالت ميمى والان ارحلى ميمى الجميله تريد أن تستمتع بحمام شمس
أقر ادم طلب المشتريات وقام بدفع كلفته من خلال الفيزا كارت، وكان حتى تلك اللحظه يراقب ديلا بعقل وجل قلق
لا يعلم ما الشيء الذى غيرها، صمتها يعذبه وجمالها يزداد تألقآ
واضبت ديلا على تعلم اللغات بكل نشاط، اختفت روحها المرحه، ووضعت كل وقتها للدراسه، بعد اسبوع استطاع ادم ان يسمعها تنطم جمله باللغه الانجليزيه وتنطقها بطلاقه
وكانت حريصه على تأدية مهامها، بعيد جدا عن اختلاق المشكلات وتعامل الانسه ماجى باحترام جم، وكأن عقلها أصبح آلة كمبيوتر يسجل كل شيء يمر عليه، لم يمضى الكثير من الوقت حتى بدأت تربط الحروف ببعضها وتحفظ الكلمات
ولم تنسى آبدآ القراءه، فى كل ليله كانت لا تنام حتى تقراء صفحات كثيره من كتاب او روايه، وكان ادم يفتقد وجودها وحركاتها، وأصبح القصر صامت مره اخرى بعد أن غمرته الحياه
فى اليوم السابع عشر، استيقظت ديلا بوجه أخر، كأنها كانت فى رحله وعادت، لم تنسى ولا شيء من الذى حفظته، لكن طبيعتها عادت كما كانت، وظهرت الفتاه المتحديه مره اخرى
اخذت ديلا حمام طويل واعدت طعام الإفطار وجلست تنتظر ادم الذى تأخر، ثم صعدت درجات السلم وطرقت الباب
الفطار جاهز يا ادم بيه، ولا انت هتفضل نايم اليوم كله؟
سعل ادم ولم يرد، فتحت ديلا باب الغرفه ووجدت ادم راقد على السرير،
ادم /انتى بتفتحى الباب ازاى من غير استأذان؟
ديلا /يعنى فتحت باب الحاكم بأمر الله؟ بقلك الفطار جاهز
وانت مش بترد المفروض اعمل ايه يعنى؟
ادم /طيب روحى صحى الانسه ماجى
ديلا / انا بخدمك انت، الانسه ماجى مجرد مدرسه وانا مش مضطره اخدمها
ادم / بقلك روحى خبطى عليها
ديلا / لا مش هعمل كده
ادم / كان هيقف لكن تذكر انه نايم بهدوم داخليه، انتى رجعتى لعنادك تانى؟ متنسيش انك خدامه عندى؟
ديلا / الشغل مش عيب على فكره، وانا اشطر خدامه دخلت القصر، يعنى لو قدمت السيفى بتاعى لأى شخصيه مهمه هتقبل فورا
ادم / ليه معتقده انك خدامه شاطره؟
ديلا / لأنى الوحيده إلى قدرت استحملك الشهور دى كلها، يا اخى احمد ربنا، دا انت كنت كل شهر بتجيب خدامه جديده
دا انا استحق يتعملى تمثال
ادم / انتى، انتى بتقولى ايه؟ شكلك اتجننتى؟
ديلا / لازم تعرف انى انسانه لديها مشاعر وحقوق، مش معنى أن الظروف اضطرتنى اشتغل عندك تبقى اشترتنى، خليك منصف يا ادم واعترف بالحقيقه، غير هدومك وانزل قبل الفطار ميبوظ، ومر على الانسه ماجى بالمره طالما مش هتعرف تفطر من غيرها
تصدق انتم الاتنين لايقين على بعض والله
ادم / بعصبيه، لايقين على بعض ازاى؟
قعدت ديلا على طرف السرير / بص اعتبرنى صديقتك لدقيقه واحده واسمعنى
تفاجيء ادم بجلوس ديلا على طرف السرير وكتم ابتسامه
عايزه تقولى ايه؟
ديلا / سيبك من خطيبتك الفرنسيه وفكر فى المصريه، صدقنى المصرى يكسب
ادم / ومين المصريه دى بقا يا انسه ديلا؟
ديلا / ربتت على ساق ادم وبصت فى عينيه، مش هقول انا لا سامح الله، انا عارفه نفسى خدامه وعارفه مكانتى كويس واحلامى أصغر من كده بكتير، ايه رأيك فى الانسه ماجى؟
البنت حلوه ورقيقه وصغيره وتنفع معاك، عايزه افرح بيك يا اخى
ادم! / امشى يا بت، انجرى اطلعى بره وزقها برجله لكن بلطف
ديلا / نهضت من على السرير ومشيت ناحيت الباب، ابقى خبط على خطيبتك وانت نازل، انا هستنى تحت ورزعت الباب بقوه وهى راحله، مكنش سهل على ديلا تقول الكلام ده، رغم كده ابتسمت على الاقل اطمنت ان الانسه ماجى مش خيار قدام ادم وانه مش بيفكر فيها.
وصل الاوردر، توقفت سياره امام باب القصر واستلمت ديلا الحموله ونقلتها كلها لغرفتها، استغرق ذلك نصف ساعه ولم يكن ادم ولا الانسه ماجى هبطا من الطابق الأرضى
علقت ديلا التنانير والفساتين داخل خزانة الملابس، ثم اختارت تنوره روز وقميص ابيض وحذاء بلاك ارضى، أرتدت ديلا الملابس ووقفت امام المرآه مش مصدقه نفسها، كانت جميله جدا وانيقه لدرجه مرعبه، لفت طرحتها بطريقه بسيطه وعاديه ورشت بيرفن
القصه بقلم اسماعيل موسى
نزل ادم من غرفته وكان لسه متخلصش من المراره التى تركتها كلمات ديلا فى نفسه، وكان الاكل برد ومبقاش ليه اي لازمه حتى الانسه ماجى ابدت امتعاضها من طعم الاكل
صرخ ادم من على مقعده، ديلا؟ ثم تذكر كلام ديلا عن حقوقها ومشاعرها وانه ربما عليه ان لا يجرح مشاعرها امام مدرستها
فعاد ينادى مره اخرى بصوت هادىء، انسه ديلا؟ ممكن تشوفى حل للفطار ده؟
انفتح الباب، وخطت ديلا على السجاد خارج الغرفه وفاح عطرها فى الرواق ، طبعا ممكن سيد ادم
ادم كان بيبص على الجريده، رفع وجهه ورأى الجمال يسير على قدمين، انفتحت عينيه وبلع ريقه.