رواية خادمة القصر الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم اسماعيل موسى


 رواية خادمة القصر الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم اسماعيل موسى


#خادمة_القصر


                  ٢٢


كان الركض سريع فى البدايه وكان ادم الفهرجى فى المقدمه، بينما تكافح فتاتان هزيلتان متقطعات الأنفاس ورأه لأثبات نظريه لعينه ذات مغذى تافه، اختلجت الحماسه داخل الفتاتان ولم تكن ولا واحده منهن مستعده للخساره، كان فى الظاهر تحدى  بين مدرسة اللغه الفرنسيه وتلمذيذتها

وكانت كل واحده منهن تؤمن بأحقيتها فى انتزاع النصر

لكنه فى العمق، فى الداخل، تحدى بين أنثى وانثى، كر وفر، تتقدم واحده فتلحق بها الأخرى، اللفه الأولى كانت متعادله

لا وقت للتفكير، اغمضى عينيك واركضى همست ديلا مشجعه نفسها، انها مجرد فتاه مدلله لن تصمد جوله أخرى







فى اللفه الرابعه اقتربت ديلا من الانسه ماجى وركضت جنبها، ليس هنا ما عليك اثباته، اخرجى من السباق قبل أن تتقطع انفاسك وترقدى على الأرض مثل فرخه مذبوحه، سيكون امر بالغ الاحراج اذا تدحرجتى على الأرض مثل كورة بيسبول.

حسنآ، رفعت ماجى يدها، سأمنحك ابتسامه لائقه عندما اصل خط النهايه، كفاكى ثرثره واركضى اذا كنتى قادره على إتمام السباق.


فى الجوله السابعه مكنتش ولا واحده منهم قادره تحرك رجلها، عضلات الساق ارتخت وصرخت من الألم، الحياه لا تعترف بالضعفاء ولا طيبى القلب، كونك انسان جيد لا يضمن لك السعاده، لو تعبتو ممكن نوقف الركض صرح ادم وهو يرفع يده، لا لا لا لا

اربعت علامات للرفض اطلقتها الفتاتان، لماذا ترفض الانثى؟ عليك أن تسأل نفسك ولن تفلح فى فك شفرات هذا الكائن الغامض المتخبط الذى يملك كل ربع ساعه قرار مختلف


حافظت الانسه ماجى على التمارين الرياضيه طول حياتها من أجل الحفاظ على رشاقتها كى تمنح هذا الجسد الرشيق الذى يجذب عيون الرجال

بينما كانت ديلا تتمتع بصلابة الفتاه القرويه التى اذا اتيحت لها الفرص من الممكن أن تصنع المعجزات


فى الجوله قبل الاخيره زادت ماجى من وتيرة الركض، رغبت ان تصدر اليأس لديلا، ابتعدت عنها عدت خطوات ثم اتسعت الفجوه أكبر، كافحت ديلا من أجل حظوظها التى تؤمن بها

توقف ادم المتقدم ونظر تجاه ديلا البعيده وتمكنت ديلا من رؤية ملامحه التى تحفظها، لقد رأت فى وجهه الأمل، الحلم الذى لطالما تمنته، وصلت ديلا البقعه الصغيره التى تشبه بحيره متقزمه بين الحشائش، القت بنفسها داخل المياه وتمرغت، ازعجت الطيور والفراشات وخرجت متسخه بالوحل كأنها فزاعة حقل مصبوغه بالرماد

كانت ماجى قطعت ربع مسافة الجوله الاخيره عندما ركضت ديلا بكل سرعتها، فأر هارب من قط لينجو بحياته، وسمع ادم دبيب قدميها، وكانت الحماسه مشتعله داخل صدرها لدرجه أصبحت معها فوهة بركان، عاصفه هبت دون موعد، قادمه من الخلف

يقول مثل هندى من العبث ان ترمى الافيال بكل السهام بينما وحيدى القرن قادمين من الخلف

مغمضه عينيها، متشربه لكل عناصر الطبيعه، ساقيها تخترق الأرض على المضمار المترتب تكتب اول فصل فى حلمها

لن يكون اى شيء قادر على إيقافها، انها أقوى فتاه فى العالم

اليس عليها ان تكون قويه لتعيش فى هذا العالم البشع؟


قبل نهاية السباق كانت سرعتها عاصفه تكاد تشعر انها اميره خياليه فى ملحمه سحريه، شعرها مستقيم خلف ظهرها مثل حربه، صرخت ديلا، انت لى، ورددت الأشجار الصامته خلفها نشيد الحب، طارت العصافير من شجره لأخرى كسحابة قاتمه على وشك المطر.


وصلت ديلا نقطة النهايه وارتمت على العشب بفرحه منقطعة النظير، تشقلبت على النجيلة عدت مرات حتى ارتطمت بادم الفهرجى ووجدت نفسها فوقه، اسفه قالت ديلا وهى ترفع نفسها، تحمست أكثر من الازم


وقفت الانسه ماجى بقدمين مرتخيتين غير قادره على صلب طولها، عينيها مهزومه وبقايا غل يتراقص على خصرها المائع

منحنيه واضعه يديها على ركبتيها، لاهثه تتنفس بوتيره سريعه كامرأه تم غزوها


حاوطت ديلا وسطها بايديها، هارد لك انسه ماجى، لعبتى بشرف حتى آخر لحظه

اخترقت الانسه ماجى بوابة القصر، طوحت وشاح العنق الأحمر الذى جعلها تبدو كامرأه من الهنود الحمر على الأرض

ركلت مقعد وصرخت من الوجع.







ابتسم ادم ،انتى سريعه جدا يا ديلا خاصه فى اخر اللحظات كنتى اشبه بزوبعه!!

قلت لك سيد ادم العالم يتغير، ديلا تغيرت ولم تصبح مثل الأمس


ادم، انا شايف انك بتدرسى كويس ما شاء الله يعنى وقت قليل ومش هتحتاجى مدرسين

لو فيه حاجه وقفت معاكى انا هساعدك ومن فضلك متتوقفيش عن القراءه

وعايز أقلك حاجه تانيه، انتى كنتى جميله جدا فى اللبس الجديد

قفزت حفنه من المشاعر على وجه ديلا، تدفقت كنهر احمر فى شراينها وصبغت ملامحها بالوردى

بجد كنت جميله؟

اجل هكذا الانثى حتى لو كانت معتده بنفسها تتلهف لكلمات المدح

القصه بقلم اسماعيل موسى 

كنتى قمر، تخلى ادم عن حذره، انا مكنتش مصدق نفسى، قولت كيت ونسلت زارت القصر ولا ايه

وبرقت عنيه بلمعة محببه كذكر حمام يلوف على حبيبته

لكن ايه السر وراء اختيار الملابس الجميله دى؟

مكنتش اعرف انك ضليعه فى الموضه؟


عادى سيد ادم، عادى، الأشيء يعنى لاشيء، والشيء لم يكن شيء قبل أن يحدث

لازم تعرف ان جوايا حاجات كتيره لسه مطلعتش


انبطح ادم على العشب وسند راسه بايده، اكتر من كده؟

دا انا ممكن افقد وعيي


ديلا /انا لازم امشى دلوقتى عشان ميعاد الدرس مع الانسه ماجى


ادم  بضحك / فكرك هتعرف تشرح حاجه بعد الى حصل ده؟

انتى مشفتيش وشها عامل ازاى؟


ديلا / خذ من كل شخص ما تحتاجه واترك الباقى له


الانسه ماجى كانت بتغلى فى غرفتها، بقى بنت مفعوصه تتغلب على وتحرجنى قدام ادم الفهرجى انا هوريها شغلها


         الفصل الثالث والعشرون من هنا

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×