رواية اخر نساء العالمين الفصل الحادي عشر 11 الجزء الثاني بقلم سهيلة عاشور


 رواية اخر نساء العالمين الفصل الحادي عشر 11 الجزء الثاني بقلم سهيلة عاشور


Part 11


لم يتوقف ثانيه لتشرح له بل هبط للأسفل راكضا وقد انقطعت انفاسه داخل صدره لمجرد ان اخيه وابنه الروحي قد يصيبه اي مكروه وركض خلفه حسام وهو ينادي بأسمه ليتيرث قليلا ولا يتهور ولكن عقله ليس بمكانه الان فكل ما يراه امامه هو اخيه وفقط وكان الجميع في ريبه مما سمعوه فذهبوا سريعا الشرفه المطله على الشارع فإذا بعيون الفتيات تتسع بصدمه وبقلق عندما رأوا  مصطفي  معلق من ملابسه على احدى العلاقات الحديديه في مكان بيع اللحوم (الجزاره) الخاص بأشهر اسم في هذا الحي وهو المعلم حسن الجحش.... دق قلب زهره بخوف وبدأت دموعها في الهبوط عندما رأت يونس ومعه حسام يتوجهون نحو المكان وعيون يونس لا تبشر بالخير بالطبع ظلت تناجي ربها بأن يحفظ حبيبها واخيه وصديقهم


**************


في الاسفل


تعجب كثيرا عندما وجد اخيه في هذه الحاله فكان معلق وكأنه احدى الذبائح وهذا المدعو بالمعلم حسن يجلس بجواره على احدى الكراسي الخشبيه مرتديا جلبابه بني اللون ويتنفس دخان هذه الارجيله وهو يضع قدم فوق الاخرى.... زفر يونس بضيق ولكنه هدأ قليلا فهو يعلم ان حسن يحبه ويقدره ومن الواضح ان اخيه المعتوه اخطأ في احدى الامور تقدم منهم ويبدو عليه القلق 


يونس بضيق: في اي يا معلم حسن... اي الشوشره دي ومالك معلق الواد كده لي دا يصح برضو اخويا اما يتعلق في وسط الحاره كده دا العشم اللي بينا برضو يا معلم 


نفخ بعض الدخان الملوث هذا بعضب ووضع الارجيله جانبا ومن ثم هب واقفا في مستوى يونس ولكنه كان اقصر قامتا منه تحدث بطريقه غجريه كالعاده: مهو لو تعرف اللي عمله هتعرف اني مجتش يمه علشانك... انا بس عاملك احترام طول عمرك راجل ومجدع يا ابن الاصول 






زفر يونس بضيق وحسام يربت على كتفه ان يهدأ: طب قلي يا معلم نورني ولو ليك حق انت عارفني حقك هيجيلك لحد عندك 


تحدث مصطفي بضيق وهو معلق من فوقهم: هو انتو هتتكلموا وانا متعلق فوق كده وسط الدبايح متنزلوني الاول 


كبت حسام ضحكاته بصعوبه فالموقف لا يتحمل اي سخريه: قلنا يا معلم في اي 


امر حسن احدى رجاله بجلب كراسي من أجلهم مما اضاق بيونس فكل هذا يمر واخيه معلق هكذا... ولكنه انصاغ له حتى لا يعطي للموقف اكثر من حجمه ومن ثم بدأ حسن بأخذ نفس عميق وتحدث بحده واضحه: شوف يا ابن الاكابر من وقت ما حطيت رجلك في المنطقه دي وانت فوق راسنا كلنا انت والجماعه بتوعك صح يا بني ولا انا غلطان 


يونس بضيق: صح يا معلم 


حسن: ولا عمري فكرت اجي عليك ولا اذيك والشهاده لله من وقت ما اشتريت شقتك هنا وانت ابن حلال وفي حالك.... بس انت صعيدي ودمك حامي وعارف ان كله كوم وحُرمة البيت دي كوم تاني خالص صح يا ابن الاصول 


يونس بإيماء: صح يا معلم... بس معلش انا مش فاهم اي دخل حُرمة البيت دلوقتي في موضوع اخويا وضحلي 


حسن بغضب: لما تبقى البت بنتي معديه والاقي اخوك والصبي بتاعك بيبصوا عليها وبيتمهمزوا دا بقا خط احمر عند المعلم حسن الحجش... واول ما جيت قلتلك انت ابني وفوق راسي واكدت عليك كلو الا حريم بيتي 


يونس بصدمه مما سمعه: يا معلم اكيد في حاجه غلط... انا اخويا من مش نوع الشباب دول وكمان متجوز يا معلم انت تعرف عننا كده 


المعلم حسن بنبره صادقه: الشهاده لله لا... طول عمركم عيله سمعتها النضيفه مسمعه في كل حته بس انا مش هكدب عيني يا معلم يونس واخوك والصبي بتاعك غلطوا وحقي انا باخده بإيدي 


حسام بضيق: يا معلم طب مش ليه اهل تعرفهم... وبعدين اكيد في حاجه غلط ميصحش اللي بيحصل دا.... ثم اكمل بنبره خبيره: دا احنا هنا عايشين بحسك وفي حمايتك هنبص لبنتك ازاي بس  وبعدين دا احنا اللي نتصدر ليها لو حاجه مستها تقوم تقول بنبص عليها ونتكلم دا كلام المعلمين برضو 


مرر يده في شعره الكثيق وهو يزفر بضيق: يا معلم نزله بس وليك عندي مش هنزله الحاره تاني لو دا يرضيك ولو عاوز اخد الجماعه بتوعي ونمشي من هنا بس انا احلفك على مصحف دلوقتي ان اخويا مستحيل يكون عمل كده واللي يرضيك انا تحت امرك انا مقدر شعورك من حقك تخاف على أهل بيتك من عيون الناس 


تلمس الصدق في حديثه وبالأخص انه يعرف يونس وعائلته حق المعرفه كما كان مهران والد يوتس صديق عزيز للغايه عليه ويعلم بأخلاقهم وما حل بهم ... زفر بحيره وهو ينظر نحو مصطفي تاره ويونس وحسام الجالسين امامه تاره اخرى: انا هسيبه علشان خاطرك يا يونس يا بني ومفيش حاجه اسمها تبيع وتمشي دي انت خلاص واحد من ولادي وانت واخوك وحريمكم في عنيا الاتنين 


يونس بإطمئنان: ربنا بخليك يا معلم .... دا العشم برضو 


حسن بمقاطعه: بس بشرط واحد 


حسام بعدم راحه: خير يا معلم


حسن بحده: يقلي اخوك والصبي بتاعه كانوا بيبصوا عليها لي... ثم اكمل بصدق: انا واثق فيكم وفي حسن نيتكم وعلشان كده انا بديهم فرصه اهو واللي هيقولوه مهما كان انا هصدقه اكراما ليك يا معلم يونس 


يونس بتوتر: طيب يا معلم اللي تشوفه.... ثم اكمل بتساؤل: امال فين أحمد يا معلم... الصبي بتاعي 


مصطفي بصراخ غاضب ومضحك: حابسه جوه في التلاجه  بقاله ساعه... الواد زمان د-مه نشف 


حسام بفزع: في التلاجه... ازاي دا 


حسن بلامبلاه من صدمتهم: طلعوا يا واد منك ليه وهاتوه هنا 


امأ له رجاله ومن ثم اتجهوا نحو المبرد الكبير والذي يحتفظ بيه بلحم البقر والماعز من التلف فإذا بأحمد يجلس ارضا منكمش على نفسه وجسده يرتجف بشده وجهه تكسوه الحمره الشديده من شدة البروده... انحنى نحوه الرجال وجذبوه بقوه ومن ثم اتجهو نحو رب عملهم واسندوه واقفا ومن ثم اشار لهد ان ينزلوا مصطفي فأتجه نحوه احدى الرجال والذي كانت بنيته ضخمه للغايه فهو طويل التيله ودا ملامح ضخمه غليظه وكثير الغضلات والملامح الذكوريه فأمسكه بكف يده العريض وانزله ارضا بذراعٍ واحده.... نظر له مصطفي وهو يزدرق ريقه بتوتر 


مصطفي بلسانٍ فالت وكالعاده: انت حقيقي ولا روبوت ما شاء الله جته.... جبته منين دا معلم؟ 


نظر له جميع الموجودين بغضب فأنكس رأسه ارضا والتزم الصمت.... من ثم وجهوا نظرهم نحو احمد الذي كان يقف بين هؤلاء الرجال يرتجف بدرجه كبيرخ حتى اشفق عليه حسن وامر الرجال بأحضار غطاء له وكوبًا من الشاي واجلسه على احدى الكراسي القطنيه فبدأ في استعادة وعيه قليلا 


حسن بخشونه: انا بس اكرما للرجاله دي... قال هذا وهو يشير على يونس وحسام الجالسين بإحترام: وخصوصا يونس لانه راجل من ظهر راجل غير كده كنت سيبتك في التلاجه لما روحك تطلع... اتفقت معاهم اني هسيبكم بس تقولولي لي كنتو بتبصوا على بنتي ومركزين معاها كده وكنتو بتقولوا اي... انا عارف انكم مش من شبان اليومين دول واكيد في سبب وانا هصدقه فا قولوا 






نظر مصطفي نحو احمد بتوتر وازدرق ريقه بخوف مما سوف يحدث اذا اخبره بالحقيقه بالكل يعرف همجية وقوه هذا المدعو حسن فهو كبير تلك المنطقه ولديه حاشيه من الرجال الوحوش كما يطلقون عليهم 


حسن بحده: الااه... جرا اي منك ليه انت هتقعدوا باصين لبعض كده ما تخلصوا وتتكلموا زي الرجاله بدل ما ارجعكوا التلاجه تاني 


احمد بسرعه وتوتر: خلاص يا معلم انا هقلك على الحقيقه وربنا عالم بنيتي....... 


Flash Back:


عندما انقضوا من تناول فطورهم على احدى السيارات المنتقله الخاصه بصنع طعام الإفطار المصري الشعبي ذهبوا في اتجاه الورشه الخاصه بهم وبدأوا في أداء روتينهم اليومي من اجراء كشف بالمطلوب منهم والتنظيف وغيره فشرد احمد امامه وبدأ يبستم بحب رويدا رويدا وعينيه مسلطه امامه بترقب لاحظه مصطفي فتقدم منه ولزكه في معدته بقوه لكي يتيقن منه 


مصطفي بتعجب: في اي يا بني مالك... بقالي ساعه بنادي عليك 


احمد بإستدراك: معلش يا معلم محدتش بالي... كنت عايز مني اي 


مصطفي بقلق: مالك يا بني في اي متقلقنيش عليك اي اللي شاغل بالك 


اشار بعينيه في اتجاه احدى الفتايات الصغيرات والذي عمرها لا يتجاوز الخمسة عشر عاما وقد لاحظ مصطفي انها تنظر لهم خلسةً في خجل... قوس مصطفي حاجبيه دلاله على عدم فهمه لما يحدث فأبستم احمد وتنهد بحب 


احمد بصدق: بحبها اوي يا معلم... من اول ما عيني جات عليها من سنه وانا كل يوم بفكر فيها طول الوقت لما بشوفها قلبي بيدق جامد اوي ببقى فرحان بس في نفس الوقت خايف اوي 


مصطفي بإستماع: لي اي اللي مخوفك 


احمد بضيف: دي تبقى فاتن بنت المعلم حسن الجحش يعني عمره ما هيرضى بيا وكمان انا لسه صغير اخاف لما يجي وقت جوازي تكون اتجوزت....والله يا معلم بشتغل هنا في الورشه وبعد كده دليفري في مطعم بس علشان لما اتقدم اكون جهزت شقتي ومعايا فلوس اجبلها دهب يليق بيها بس تفاكر ابوها هيصدقني وكمان مليش اهل يقفوا جمبي  


مصطفى بحب: احنا اهلك... شويه بس كده تكبر شويه وتعقل تظبط حالك وانا هكلم يونس ونيجي معاك نخطبهالك 


وما ان انهى تلك الجمله وجد قبضة رجال حسن تمسكهم في تلابيب ملابسهم بقوه..... 


Back:


احمد بخوف: بس يا معلم دا اللي حصل... ولو عاوزني احلفلك على مصحف ولو عاوز تجازي حد وتاخد حقك منه انا موجود المعلم مصطفي راجل محترم وعمرهةما بص بره بيته والكل يشهد بكده ناس محترمين ومينفعش يتبهدلوا علشاني 


ساد الصمت قليلا ومن ثم هب حسن واقفا في هدوء مريب واتجه نحو احمد والذي ما ان رأه فوقف هو الاخر وظل حسن يمشطه بعينيه من اعلاه لأسفله في غموض 


حسن بهدوء: اتفضلوا امشوا.... وانتو على راسي وانا اسف ليكم بس دول ولادي يا يونس ومنت عاوز اقرص ودنه شويه 


يونس بهدوء واحترام: ولا يهمك يا معلم... انت ابونا وتعمل فينا اللي انت عايزه يلا بعد اذنك 


ذهب الجميع الى منازلهم واخرج يونس من جيبه بعض ورقات المال واعطاهم لأحمد وطلب منه ان يرتاح ولكن قبل ان يرحلوا طلب حسن من يونس الحديث معه فأمأ له بهدوء وانصرف الباقون وهم يأخذون انفاسهم بسرعه من روعة الموقف 


**********************************






في المنزل


ما ان لاحظوا وقوفهم حتى هرولوا سريعا نحو الباب وفتحوه في انتظارهم وهبه التي اصفر وجهها بشده وبدأت ان تشعر بالدوار وهذا بسبب مرضها المزمن فهذه المواقف ترعبها كثيرا... وزهره التي احمرت عينيها بشده من شده الخوف والبكاء فدلفوا جميعا دون يونس وهذا ما اقلقها كثيرا


زهره بتساؤل: امال يونس فين مجاش لي


حسام بهدوء: اطمني الموضوع اتحل... هو تحت المعلم حسن قال عاوزه في كلمتين يلا احنا يا هبه نطلع نرتاح  وتاخدي علاجك قبل ما تتعبي


بالفعل اخذ زوجته الحبيبه وصعدوا لمنزلهم الذي في الطابق العلوي ودلف مصطفي بإرهاق من احداث اليوم لغرفته لكي ينعم ببعض الراحه...... انتظرته ساعه واثنان وتنظر من الشرفه اكثر من مره وظلت تسير في غرفتها ذهابا وايابا من شدة توترها  ولكن لم يأتي كادت ان تن-فجر من شدة القلق عليه وما كادت ان تخرج من غرفتها قاصده النزول لمكانه الا انه دلف امامه بجوه بكفهر ويبدو عليه الحزن ركضت نحوه تحتضنه وكأنه غاب عنها سنوات وليست ساعات


زهره بخوف: في اي يا يونس... كنت فين يا حبيبي دا قلبي كان هيقف من القلق عمل فيك حاجه رد عليا


نظر له نظرات غريبه حزينه وهي تحاوط وجهه بيديها الصغيرتين الرقيقتين وتهز رأسها بهستيريه: اي يا حبيبي قول


التزن الصمت لدقائق ومن ثم تحدث بكلمه واحده فقط: هتجوز.......


**********************************


#اخر_نساء_العالمين

#الكاتبه_سهيله_عاشور


       الفصل الثاني عشر الجزء الثاني من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×