رواية زواج مصلحه الفصل الثاني 2 بقلم ضحي محمود
ارتسمت ابتسامة كريهه على وجه تفيدة ثم قالت بفرح : صحيح يا اخويا !؟
* ايوة بس مش ببلاش كدة دا لما نسمة تبقى حرمى واكتب عليها دلوقتى !
.. طبعا ماما من غير ما تفكر وافقت علشان احنا مكناش هنقدر على ثمنها ... إنما أنا حسيت بكهربا لما بصيت فعيون الراجل دة .. عيونة حادة بتطلع جفاء ، ولما افتكرت أنى هكمل بقيت حياتى معاة .. كنت عايزة اصرخ وارفض بس مقدرتش بسبب ضغط براء علينا ..
اتحسر ازاى ؟ .. زواج تقليدى عند المأذون وبراء اللى المفروض يبقى جوزى بقا واحد من الشهود !! ..
جملة بارك الله لكما وبارك عليكما اتقالت .. ولكنة مكنش بيبصلى ولا بيضحكلى ،، مكنش فية رد فعل !
بصيت لوشة واتاكد أنة انسان بارد بجد .
بعد شوية كنا تحت .. وماما نزلت معانا
_اركبى قدام علشان أنا حاطط حاجات ورا .. قالها بلا مبالاة
نسمة : اركب فين ؟!
_طلع مفتاح عربية وفتحها وماما عيونها لمعت لما شافتها .. كانت عربية غالية اوى فتحت بابها بصعوبة وقعدت جنبة ...
ماما بجفاء بصتلى من الشباك وقالت : مع السلامة ..
بعد شوية واحنا ماشيين و بعد صمت دام اكثر من نص ساعة ..
_ايوة ما أنتى هتغيرى فستان الفرح دلوقتى !
عيونى دمعت : لية !؟ ارجوك أنا مش عايزة اعمل كدة !
_انتى اتجننتى !؟ .. هو اية اللى تعملية ؟ .. أنا مش عايز حد يعرف أنى مجوزك أصلا !
نسمة اترعشت : ق .. قصدك أية ؟!
_بضيق طلع شنطة من الكنبة اللى ورا = خدى البسى هدوم عادية بدل فستان الفرح علشان احنا رايحين بيتى دلوقتى ...
نسمة : .. اوعى تمشى وتسبنى هنا !
..... مردش
لبست الهدوم فى حمام عمومى وركبت العربية تانى وأنا مش حاسة بجسمى من البرد ..
نسمة : الهدوم دى خفيفة اوى !
_ ابقى غيريها لما نوصل ..
وصلنا فلة كبيرة اوى وفخمة .. بصلى وقالى انزلى على ما اركن العربية ..
نسمة بذهول :هو أنا هعيش هنا !!؟ .. دا هيبقى بتاعى !
_بعصبية = عايز اركنن !
نزلت وفضلت مستنية قدام باب الشقة .. ولمحت خيال شخص صادر من شباك بعيد ، قربت اكتر و ..
قاطعنى= مش هتخشى ولا اية ؟
دخلنا الشقة وكانت شبة البيوت اللى بحلم بيها واتمنى الى بحبة يعيشنى فيها ... كل حاجة جواها كانت جميلة
نسمة = .. ماما اديتك هدوم ليا .. ؟ أية الكيسة اللى فايدك دى ؟
لا ينتبة من سؤالها بل جثى على ركبتية وهو فاتح ذراعية كمن اوشك على احتضان احد ...
وإذ بطفلة صغيرة لا يتجاوز عمرها العاشرة تجرى علية بلهفة وحنين ..
وهى تصرخ : باباااااا !!!
_حبيبة باابى ! تعاالى ..
نسمة تنظر لة بصدمة غير قادرة على النطق.. و بعد فترة تبتعد عن حضنة وترى نسمة القريبة من ابوها ..
نور : مين دى يا بابى ؟!!
_دى نسمة الخدامة الجديدة ...بدل اللى مشيت
تتوسع عيون نسمة الناظرة إلى وجة الزوج بذهول تام !
نسمة : خداامة !!؟ .. أنا مش مر ..
يضع يدية على فمها ليوجة كلامة لنور : .... أصلها وقعت على راسها وهى صغيرة فبقت ساعات تهلوث ، متخديش فبالك أنتى !
.. روحى شوفى أنا جبتلك اية قدام الباب .. هتلاقيها فالكيسة اللى عندك ، شوفيها على ما اجيلك
ثم يمسك ذراعي نسمة ويشدها بقوة إلى غرفة نومة.. ويرمى بها عالتخت ويغلق الباب بحذر ..
نسمة برعب : اظننى وضحت وجهه نظرى فالموضوع دة !؟
بعدما يتأكد من غلق الباب يقول بجدية غير مبالى بكلامها :
_ .. اسمعى يا نسمة ، النهاردة أول يوم ليكى فالمملكة الخاصة بـ بنتى .. اللى كانت واقفة قدامك برة .. فبناء علية أنا عايز اتكلم معاكى فكام نقطة ميخلوش مجال للنقاش بينا بعد كدة !
... مبدئيا أنا سيف الدمنهورى دكتور فجامعة عين شمس تخصص جراحة وتشريح ، عندى 35 سنة وهتم 36 شهر مارس الجاى... فافتكر أن فرصتنا هتكون قليلة لأن فرق العقول كبير .. بس فرصتك مع بنتى هتبقى كويسة لأنك لسة فى بداية عشريناتك وعقلك مقارب شوية لعقلها .. ومتفتكريش دى إهانة انتى كدة بالنسبالى ملكت الدنيا وما فيها ...
النقطة التانية : نور فاقدة الاحساس بالبراءة والطفولة لأنها وحيدة .. ثم اشعل عود ثقاب وبدأ بالتدخين .. زى ما انتى شايفة البيت فاضى علينا ، أمها ماتت قبل ما تشوفها بكانسر فى الرئة مع أنى حاولت على قد مقدرر بس ... بس مقدرتش انقذها لأن ارادة ربنا كانت سابقانى ...
اخذ نفس وقد برزت عروق رقبتة .. فدق قلب نسمة وابتلعت ريقها بصمت ..
.. أنا مش عايز افوت فتفاصيل وادق على بيبان اتقفلت من سنين .. المهم عندى دلوقتى هى نور وخليكى فاكرة أن اللى يزعل بنتى أنا باكلة بسنانى ومبشوفش هو حبيب ولا غريب ساعتها ..
ابتعلت ريقها للمرة الثانية ولكن هذة المرة عن خوف واضح ثم قالت : .. يعنى أنت عايزنى اهتم ببنتك بس أنت لية قدمتنى أنى الخدامة مقولتش لية أن أنا مراتك ؟
_ لأن هى ليها ام واحدة بس .. وأنا ابوها حى يرزق وكفاية عليها ..
نسمة : اومال اتجوزتنى لية !؟!
_ جوازنا مسألة دين ومبادىء مينفعش نشوف بعض كل يوم ويضمنا سقف واحد .. ومفيش رابط بينا ، انتى شاهدة مفيش حد غيرى فالفلة دى ..
سكت وبصيت فالارض .. وكان بيلم هدومة وخارج من الاوضة بصتلة وقولت بحيرة : يعنى مفيش سبب أنك اخترتنى أنا بالذات ؟!
مبصليش .. : لانك سبق ودوقتى اللى بنتى بتمر بية ... فهتبقى فاهمة اللى بيحصل جواها ..
ثم خرج وتركنى وحيدة وقد اهلكنى التفكير حتى غلبنى النعاس و صحيت على ضوء الشمس وهى بيدخل فعينى ولقيت نور نايمة جنبى ... اتقلبت براحة وحاولت اقوم بس معرفتش ...حسيت بتقل على جسمى ، ببص جمبى لقيت ايدة محاوطة وسطى و راسة ساندها على رقبتى !
صرخت و ...