رواية رحلة وفاء مع مالك القلب الفصل الثاني 2 بقلم فاطمه بحر
ذهب حسن وراء اسماعيل وهو يحاول التخفي وألا يظهر أمامه
وجد اسماعيل ذهب بالفتاة إلى مكان لم يخطر على بالهم جميعاً
على صعيدٍ آخر
كان يركض ذلك الصغير العنيد صاحب السبعة أعوام من والدته هربًا من تناول وجبته
_ يا ولدي تعبتني بجى تعالى كل وكلك
_ معاوزش يا أما جولتلك مش چعان
_ يا ولدى أنت لازم تاكل عشان تعرف تذاكر واچباتك وتحفظ اللى بيعطيهولك شيخك فى الكتاب
_ وأني معاوزش أتعلم عاوز أنزل مع أبويا فى الغيط
فتح والده باب المنزل تزامناً مع جملته ودلف من عمله
ذهب له ثم وضع يده على كتفه
_ حضريلنا لجمة يا أم سند على ما أتكلم مع ولدي شوية
_ من عينيا يا أبو سند بدل هدمتك وحمامك وكل حاچة چاهزة يا أخويا
نظر الأب لابنه بحنان وهو يربط على كتفيه وظهره : هاا بجى يا ولدي مغلب أمك ليه
سند : مغلبتهاش ولا حاچة يا أبوي أني كل اللى جولته إني معاوزش أتعلم ولا أروح الكتاب تاني خليني أشتغل معاك أني راچل يعني أجف معاك وأنا اللى أشيل البيت كمان
والد سند ( مصطفى ) : طب وهو في عيل صغير بيشتغل بردو يا سند يا ولدي
سند بغضب طفولى : وأني مش صغير يا أبوي أني راچل جد الدنيا بحالها
مصطفى : اسمع يا ولدي زمان وأني فى سنك ركبت مخي اكديه وسوجت ومسمعتش حديت أبوي ألف رحمة ونور عليه كان بردك عاوز يعلمني وأني مراديتش ونزلت أجلب عيشي فى الغيط زى ما شايف اكديه واتمرمط كَتيييير كَتير جوي وشجيت أكتر ولحد دلوق بروح وبرچع تعبان جدامك أهو لكن لو سمعت كلامه كان ممكن أبجي حاچة كبيرة وأروح مصر أو أبجي من كبرات البلد اللى بيبصولنا من فوج دول يا ولدي فخليك عارف إن أبوك مرايدش غير مصلحتك وعلى جد ما تعبت يا ولدي لسة عندى استعداد أتعب وأشجى أكتر وأكتر لأجل أشوفك ضكتور ولا مهندس جد الدنيا كلها وأجول ولدي الضكتور سند
سند بطفولة : بس يا أبوي بيدونا واچب كتير فى المدرسة وأنا معارفش ألعب مع العيال جدام الدار
مصطفى : عارف ليه سميتك سند يا ولدي
سند بفضول طفولي : ليه يا أبوي
مصطفى : لما عرفنا إن ربنا مش كاتبلنا نچيب غيرك أنا وأمك سميتك اكديه عشان تبجى سندي بچد اسمك سند مصطفى وده مش اسم ديه حجيجة أنت هتكون سند مصطفى يوم ما يعچز وميلاجيش غيرك يسنده هتكون عكاز يدي ولحد ما تشيل خشبة أبوك أنت اكديه بردك سندي حتى وأنا مش موچود يا ولدي فهمت
سند بحماس : وأني هرفع راسك يا أبوي وهكون ضكتور جد الدنيا كلها وأشرفك وسط الخلج كلهم بس مش لازم كتاب بجى كفاية المدرسة وخلاص
مصطفى بابتسامة : هو الكتاب موچود ليه أو بتروحه ليه
سند : بنحفظ القرآن والشيخ بيجول حاچات كتير چوي ورايد نحفظهم ونسمعهم كلهم
مصطفى بعتاب : وفى حد فى الدنيا ديه كلها مرايدش يتعلم دينه يا ولدي اكديه ربنا يزعل منيك
سند باستسلام : حاضر يا أبوي
مصطفى وهو يحتضنه بابتسامة حنونة : ربنا يبارك فيك يا ولدي
والدة سند ( عفاف ) : يلا يا أبو سند أسند جلبك بلجمتين يا أخويا
وجلسوا يتناولون طعامهم فى جو عائلي دافيء رغم بساطة بيتهم الطيني وسط الأرض الزراعية وحياتهم الفقيرة للغاية ولكن كأسرة وجودهم يكفي بالنسبة لهم لا يهم شيء آخر
فى الجهة المقابلة من ذلك المنزل البسيط جدًا
كان يقبع الدار الأكبر فى البلدة وهو دار الحچ اسماعيل الذى كان يدلف له وهو يحمل ابنته المرفوضة مرة آخرى بعد عودتهم
اسماعيل بهدوء : خدي بتك ديه
رباب وهي تلتقط الفتاة : بسم الله الرحمن الرحيم ألا أنتوا روحتوا فين يا حچ
اسماعيل بنظرة أخرستها : هديكي تجرير إياك
رباب : مش الجصد يا حچ
اسماعيل بمقاطعة وحدة : مرايدش اسمع حاچة خلي بتك چمبك وعلى فكرة أنا بكرة هكتب على التالتة يكش هي تفلح فى حاچة مفلحش فيها چوز نسوان وتچيبلي الواد وريثي وولي عهدي
ثم تركها وصعد لزوجته الآخرى في طابق آخر من ذلك المنزل الكبير المكون من ثلاث طوابق ولكن يوجد طابق به فارغ ومن الواضح أنه لن يدوم طويلاً
مجرد خروجه دلف حسن لغرفتة شقيقته وهو يخبر والدته بمكان ذهاب اسماعيل مع الفتاة
تحية باستفسار : أنت متأكد يا ولدي
حسن بتأكيد : إيوة يا أما والله زى ما بجولك اكديه راح سچلها وكتبها على اسمه جدام عنيا
تحية بفرحة : يا ما أنت كريم يارب يعني رضي بيها خلاص
حسن بأسف : لا يا أما مش اكديه
تحية : أومال ايه يا ولدي
حسن : عشان مهيكونش فاضي غير النهاردة يا أما بكرة هيكتب على التالتة ومش هيفضى هيكون فى چناح العروسة الچديدة مش هينزل اهنيه
تحية وهي تضرب بيدها على چيبها بحركة شعبية مشهورة : يا مري يا حظك الجليل يا كبد أمك
فى اليوم التالي
كانت التجهيزات على قدم وساق لاستقبال تلك العروس الجديدة
التي كل مهمتها في هذا المنزل معروفة وكأن الأنثى خلقت فقط لتنفيذ ما يريده الرجل وكأنها تستطيع اختيار ما سيجلبه رحمها
كان اسماعيل يقف وسط فراشة فرحه وهو يرى المأذون على مشارف وصوله كان يرفع عصاه الثقيل وهو يحركها هواء كدليل على فرحته مع النغمات الصعيدية المتناغمة في حركات راقصة تليق بمنزلته وسط قريته
إلى أن وصل لمسامعه والرجال حوله حيث كان مكان الرجال والسيدات منفصل عن بعضهم ما جعل عصاه تهبط أرضاً بصدمة عارمة
_ يا مري يا مري الحج يا حچ اسماعيل مش لاجيين العروسة
يتبع ....