رواية قصتي معهم ( كامله جميع الفصول ) بقلم هبه عبد اللطيف
"قصــتي مع الجــــــن"
كتير انتظروا أني أحكي اللي مكنتش أحب أحكيه لحد، يمكن لأن مش عايزه حد يخاف أو حد يفتكر أنها قصة وتأليف..
لكن معرفش ليه دلوقتي حسيت أني عايزة أتكلم..
القصة بدأت أصلا من قبل ولادتي ووجودي في الدنيا، زوج وزوجة شباب قعدوا حوالي خمس سنين ودخلوا في السنة السادسة بدون أطفال.
راحوا لأهل الطب وكان الكلام واحد "لايوجد مانع طبي عند الاتنين"
طبعا السنين دي بدون أطفال وفي مجتمع قروي مكنتش سهلة، كلام، وغمز، ولمز. ده غير زن أهل الزوج وقتها أنه يتجوز عشان يخلف..
كانوا الاتنين بيشوفوا في أحلامهم حاجات ملهاش تفسير، وشوش مرعبة، أصوات مخيفة
والموضوع مبقاش مقتصر على الأحلام ده انتقل لليقظة لما أمي شافت تجسد للجن واقف قدامها بالفعل وده كان بره البيت اللي كان وقتها على شاطيء بحر أو ترعة صغيرة. هى راجعة من بيت أهلها أو على ما حكت لي وأتذكر يعني سمعت صوت جاي من جوه شط البحر، هى متعرفش ايه جذبها تروح وتقف هناك. لقت نفسها واقفة قدام كائن نصف كلـ ب وبديل سمكة كبيرة ومركز عليها..
لا كانت عارفه تصرخ ولا تنطق وقفت ملتجمة وكأنه سجنها في مكانها لحد ما نطق وقالها واقفة ليه يلا امشي.
فجأة رجلها اللي كانت متسمرة فكت ولقت نفسها بتجري وتقع لحد ما وصلت البيت..
مكنش فيه كهرباء في البيوت زمان عندنا وقتها ويمكن ده كان سبب انتشار الحاجات دي بكثرة.
دخلت أمي وهى بتموت م الرعب خايفة تصرخ، خايفة تنطق..
الليلة دي معرفتش تنام وكأنها بقت واحدة تانية وحكت لوالدي كل اللي حصل. قالها اوعي تقربي من المكان ده تاني ولا تمشي لوحدك كده هم خلاص ركزوا معاكي..
عدت بعد القصة دي شهور تقريبا والحياة زي ما هي بيشوفوا أحلام مرعبة وكل واحد منهم مخبي ع التاني عشان ميخفش..
أمي تعبت ومتعرفش مالها اعياء شديد. والدي قلق عليها وقرروا ينزلوا لدكتور فراحوا لدكتورة ويومها كانت فيه مفاجأة صادمة..
الدكتورة سألت أمي عن موعد دورتها الشهرية منقطعة من امته. قالت لها مركزتش خالص يادكتورة. أنا تعبانة بقالي ٣شهور
الدكتورة قالت لها طبيعي تتعبي عشان ده حمل!
أبويا سمع الخبر اتصدم مش مصدق نفسه ولا أمي. الدكتورة لقت نفسها في موقف انساني حقيقي اتنين بقالهم سنين بدون خلفه وفجأة كده فيه حمل بدون ما يلفوا على دكاترة ولا حد..
الدكتورة حبت تطمنهم فسمعتهم صوت نبضات قلبي! وده كان أول لقاء ليا مع الاتنين الطيبين دول..
أمي بكت وأبويا مكنش مصدق ومركز مع نبضات قلبي أوي.
خرجوا من العيادة مش عارفين يقولوا ايه ولا يعملوا ايه.
الخبر انتشر والكل فرح حتى اللي كانوا بيتغمزوا عليهم..
مرت شهور واتولدت أنا.. ويومها الست اللي بتولد أمي قالت لها حاجه غريبة أوي. الصبية دي على راسها راجلين يابنتي!
أمي مفهمتش لكن جدتي فهمت لما الداية ورتها دايرتين في شعري وقالت لها أهو على راسها راجلين جدعين كمان واضح زي الشمس والصبية دي منظورة خلي بالك منها.. اللي بيتولدوا بنخلتين على راسهم دول بيتنظروا من أخواتنا اللي تحت الأرض.
اتعودي ترقيها وتسمي عليها، جدتي يبدو أنها كانت فاهمة كلام الداية اللي أمي مش فهماه أصلا ولا ركزت فيه نهائي من فرحتها بيا..
والدي وقت الولادة كان في شغله وكانت وردية شغل بيجي منها الساعة ١١بالليل..
أنا اتولدت بين العصر والمغرب أو بين المغرب والعشاء المهم أني اتولدت في ساعة انتشار أهل العالم الآخر.
والدي دخل جري لما خالتي اللي كانت طفلة قاعدة ع الباب منتظراه يجي وتقوله تعالى بوس بنتك.. كانت خالتي طفلة في ابتدائي وقتها وصممت تنتظر أبويا في الشارع وكل لما يقولوها ادخلي لما يجي ترفض..
أبويا شاف خالتي قاعدة على عتبة باب البيت ولما لمحته جريت عليه.. تقوله تعالى بوس بنتك جت جوه
جري من فرحته وهو ماسك خالتي في ايده ودخل لقاني.. شالني لأول مرة وبكى..
بعدها كانت فيه حاجات غريبة بتحصل.. بعد ما اتولدت مكنش صراخي بيتوقف وبدون سبب، صراخ يخليهم يفقدوا الصبر والسيطرة وبدون سبب لا جعانة ولا تعبانة.. شهرين وأنا على نفس الحال لحد ما واحدة جارة أمي قالت لها خودي بنتك وروحي للحاجه فلانه ترقيها، دي ايدها مبروكة
أمي مكدبتش خبر وخدتني وراحت للست..
كانت ست عندها بتاع ٦٠سنة قالت لها كويس أنك جيتي أنا صاحية النهارده على هاتف بيقولي أجيلك وأرقي بنتك..
أمي وقفت ساكته ومستغربة. الست خدتني من ايدها وقعدت ترقيني وتتاوب وتعيط. أمي اتخضت وحاولت تاخودني منها هى رفضت! فضلت كده لحد ما جابت عرق من كل جسمها وفرهدت حرفيا.
فجأة الصريخ اللي كنت بصرخه وقف ونمت.
أمي اتعجبت أنا فعلا مكنتش بنام وحرفيا أهل أمي كلهم مكنوش عارفين السبب ومش أنها عادة الرضع اللي لسه مولودين لأ دي كانت شيء فظيع.
الست اللي رقتني قالت لأمي دي منظورة من تحت الأرض منظورة منهم من قبل ما تعرفي أنك حامل فيها..
وهنا أمي افتكرت ليلة الجن اللي اتشكل وثبتها في مكانها وفضل يبص لها بغيظ، لاقدر يخرج يهجم عليها ولا عرف يقرب لها، كل اللي كان بيعمله بيزمجر ويزوم ومركز على بطنها أوي!