رواية قصتي معهم الفصل السابع 7 بقلم هبه عبد اللطيف

 


رواية قصتي معهم الفصل السابع 7 بقلم هبه عبد اللطيف 


ابني كان عنده نفس الدوامتين في راسه.. وقتها أمي لما شافتهم تاهت كده وكأنها افتكرت اللي حصلها زمان.. الشقة كانت مقبضة ومرعبة ومكنتش متحمله اللي بيحصل لي فيها.. لحد ما ربنا أراد يحل من عنده الأمر ده، كنت بدعي كل ليله ربنا ينجدني من اللي أنا فيه لحد ما لقيت جوزي جاي في يوم يقولي هو مبقاش قادر يسافر لشغله يوميا كده ولقى شقه في القاهرة وخلاص اتفق عليها وأجرها.. وقتها كنت فاكراه بيهزر. قالي جهزي نفسك هنقفل الشقة دي ونمشي، هناخود شوية عفش كده حاجه بسيطة. وقالي أنه اشترى من أصحاب الشقة الأنتريه والنيش وهناك بوتاجاز يعني هاخود حاجات قليله معايا.. 

وقتها مكنتش لسه كملت أربعين يوم والده ابني التاني.. 

عرفت أبويا وأمي بأني هنقل القاهرة لقيتهم فرحوا أكتر مني رغم أني هبعد عنهم، بس كانوا عايزيني أبعد عن كل ده. بيت عيله وتعبي يعني مش حاجه واحده ومفيش حد كان مقدر اللي بمر بيه هناك.. 

وانتقلت لشقتي في عين الشمس الشرقية. نزلت بقى شارع أحمد عصمت، وإبراهيم عبد الرازق وشارع النعام وشارع منشية التحرير.. 

كانت دي منطقتي الجديدة اللي بجد عيشت فيها أهدى وأجمل وأريح خمس سنين شوفتهم.. 



لكن مؤكد مكنش الموضوع هيعدي كده ويسيبوني لحياتي الجديدة. معداش أسبوعين وخدت أول خبطة تقطم الوسط حقيقي.. 

فجأة ولمدة كام يوم أسمع صوت أنه جوزي هيحصله حاجه، بقيت مرعوبه ومش عارفه أتكلم ولا حتى أقوله!! كنت أسمع ده بوضوح وأحاول أهرب منه مفيش فايدة. لحد ما مر أسبوع على الصوت ده وسكت لوحده.. 

قلت خلاص كده الموضوع انتهى، لكن يومها حصل اللي مكنتش مستوعباه! جوزي اتأخر عن ميعاد رجوعه من شغله. كان بقى عندنا موبايلات ده سنة ٢٠٠٦اتصلت عليه مفيش رد،، الفون يرن ويفصل ودي مش عادته لأنه عارف ظروفي كويس واستحاله أرن عليه كام مرة كده ومفيش رد حتى لو مشغول.. 

قعدت قلبي مقبوض وأبص لعيالي وأدعي ربنا يسترها على أبوهم. طفل بقى عنده ٣سنين والتاني يادوب بقى شهرين.. 

الوقت بيتأخر وأنا شويه ما بين البلكونة والصالة. لحد ما لقيت ناس قرايبه مقيمين في القاهرة بيتصلوا عليا. قلبي اترعب، قالولي هنعدي عليكي ناخدك.. أصل جوزك.. هنا صرخت وهم ع الفون يهدوني قالوا متخافيش ده اتعور وهو كويس في المستشفى.. 

كنت بمووت وصرخت لدرجة ابني اتفزع وعيط. جريت خدته في حضني طمنته.. 

دخلت أوضتي ألبس وأنا بلف فيها زي المجنونة "عايزين مني ايه؛؛ أنا تعبت.. يارب ليه بيحصلي ده.. 

مكنتش حاسه بنفسي لحد ما لبست وخدت عيالي على ايدي ونزلت م الشقة جري لقيت قرايبنا تحت خدوني وجري على مستشفى منشية البكري..


 

دخلت لقيت جوزي مصاب في حادث طريق. الأتوبيس اتقلب عند كوبري قريب من مسجد النور بالعباسية، مش متذكرة اسم الكوبري بالظبط.. 

جوزي في سرير دراعه متربط بشاش وواضح أنه الموضوع كبير، كانوا زمايله معاه وعرفت منهم أنه اتصل عليهم وعلى قرايبه يروحوا ياخدوني من الشقة.. 

وقفت فاقدة النطق وأنا سامعه جوزي بيصرخ من الألم وبفكر ليه هو؟! ليه يحصل له كده. 

كانت المستشفى للأسف مفيش تعاون نهائي ولا اهتمام بالحالة. وعرفت إن اللي في الأتوبيس ماتوا ماعدا جوزي وكام واحد، لأن الأتوبيس اتقلب!! لما سألت جوزي ازاي ده حصل قالي السواق كان بيتسابق مع واحد تاني وفجأة الأتوبيس اتقلب، ولقي الناس في الشارع بيعدلوه ويطلعوا جوزي من تحته! 

جوزي اصابته في دراعه كان المفصل مقطوم نصين. جريت اتصلت بأهل وجوزي وبأبويا اللي اتصدم ولقيت الناس كلها جت لي بعد ساعتين تلاته.. اتصلت بأخوالي لأنهم دكاترة زي ماقلت وقالولي هاتي جوزك في عربية وانزلي فورا.. 

كانوا أهله وصلوا وقبلهم أبويا كان عندي.. 

وجهزنا نفسنا كلنا ونزلنا من القاهرة على مستشفى الجامعة شبين الكوم. كانوا أخوالي في انتظاري وشوفنا دكتور عظام كبير لسه جاي من لندن ومستلم الحالات الجراحية دي.. جوزي دخل عمليات بسرعة ولقيت خالي طالع من غرفة العمليات بيقولي جوزك بيكتب ب ايده اليمين ولا الشمال؟! قلت له يمين. قالي الحمد لله أصل دراعه للأسف الأعصاب فيه تضررت! 

كانت الاصابة في دراعه الشمال. بقيت واقفه على باب العمليات بدعي ربنا ينقذه عشان خاطر عياله. 

اتركب له شريحة في دراعه الحمد لله على قضاءه. موجودة لحد دلوقتي الحمد لله.. 



كنت تايهة وفاقدة الشعور بأي حاجه وقتها. كنت بنام تحت رجل جوزي مفتحه عيني من الخوف والرعب ليحصل حاجه. 

وأبص لعيالي وأبص له وأعيط وأسأل نفسي هو أنا ليه بيحصل معايا كل ده!! 

عدت سنة ما بين تعب ميتوصفش وخنقه ونفور من حياتي كلها..وطبعا الصلاة تقيلة على قلبي والقرآن زيها.. 

الكوابيس مكنتش بتفارقني وأشوفهم فيها بمختلف أشكالهم البشعة وعارفه أنهم جن. 

لحد ما في يوم حصل موقف مكنش يستدعي غضبي وثورتي دي كلها بيني وبين جوزي وطبعا ده بيكون من أثر سحر التفريق يخليك تخرج عن وعيك عشان بيتك يتخرب ولولا جوزي كان عاقل وصبور والله كان بيتنا اتخرب وعيالنا اتشردوا.. 

يومها كنت بزعق وفي ثورة كأن فيا نار مش أنا دي وفجأة وأنا كده لقيت وشي اتشل وبوقي اتعوج. أقسم بالله حصل.. 

جوزي اتخض واتصل على خالي قاله بسرعه على دكتور مخ وأعصاب حالا وهتابع معاك. 



اتصل على أبويا وأمي قالهم تعالوا بسرعة أنا محتاس لوحدي ومش عارف أعمل ايه.. خدني وروحت لدكتور المخ والأعصاب ليلتها كشف بقى وفحوصات والتشخيص "العصب السابع" شلل الوجه 

أبويا وأمي وصلوا لقوني في الحالة دي وكأن الزمن رجع بيهم لورا تاني وافتكروا كل اللي حصل لأمي.. قعد أبويا يرقيني وأمي بتشوف طلبات عيالي. أي زوج بقى يتحمل كل ده؟! شايف مراته اللي زي الوردة بتتحول لمسخ!! 

مكنش بيخليني أبص في المرايات وشال كل مرايه في الشقة حتى بتاع الحمام.. 

قعدت أتعالج ودكتور المخ والأعصاب يديني في مهدئات عشان أعرف بس أنام والصداع اللي كان مرعب رجع هو كمان. 

كان وشي اتبدل حرفيا وبقيت زي الأموات

عدى عليا أربع سنين وأنا بعافر وقلت خلاص نصيبي أعيش كده، وكان ربنا مسخر لي أبويا يصد عني قرف السحر والجن ده. 

وصل الأمر أني مكنش في حاجه تدخل معدتي وتفضل، لابد فورا ترجيع بشع. أروح أكشف مفيش سبب!! طبعا ده كان نتيجة السحر المشروب.. ماهو ظبطوني بصراحة مشروب ومرشوش ومدفون في قبر.. 



قلت خلاص هعيش بقى وده نصيبي.. وكان أبويا وأمي دول هم الضهر اللي بتسند عليه في أزمتي لكن ظهر لي ابتلاء جديد. فجأة أبويا يمرض ويرقد في سريره لمدة شهر. أبويا اللي مكنش فيه صلاة في المسجد بيفوتها، ولا حلقة تحفيظ قرآن لوجه الله تفوته.. 

نزلت من القاهرة لما عرفت أنه تعبان وقعدت معاه أسبوع. كان في الوقت ده بيوصيني وكأنه متأكده أنه خلاص ماشي! يومها قالي إن مرضه ده قضاء، ربنا وقدره بس فيه شخص معين خبط له على بطنه وقاله ما تنزل كرشك ده. طبعا الكرش مش حاجه حلوه يعني بس الراجل ده كان معروف أنه حاسد وعينه زفت.. أبويا رد عليه وقاله كلها مرض والله يا أخويا الهدوم ياما بتداري.. وقتها أبويا كان مريض قلب وضغط وجاله السكر قبلها بشهرين. فجأة من بعد كلام الراجل ده الجهاز الهضمي عند أبويا يتوقف تماما.. أمي كانت عارفه أنه بيقضيها أيام زي ما الدكتور قالها الحقيقة وهى أخفت عني ده لأنها عارفه أنا متعلقه بأبويا ازاي؟! قعدت أسبوع واضطريت أرجع القاهرة تاني قلت هروح أجهز أكل وأخليه بقى في التلاجة عشان جوزي وأرجع تاني.. عدي يوم والتاني بالليل حسيت روحي بتروح مني ورجليا تلجت!! كنت بتنفس بالعافيه. جوزي بقى حاضني وأنا خلاص بمووت.. عدت دقيقتين على الحالة دي وبعدها فوقت بس فجأة شوفت أبويا قصاد عيني!! قلت لجوزي أبويا تعب وفيه حاجه.. 



قالي هنقوم الفجر نسافر.. الكلام ده قبل الفجر بساعتين.. جريت أجهز الشنطة. لقيت فون جوزي بيرن وبيرد على جوز أختي لاحظت أن جوزي بيقوله اه طيب احنا جايين.. 

جريت عليه وقولت له "أبويا مات' هو اتلجلج في الكلام وقالي لا متقوليش كده ده تعب بس ونقلوه المستشفى.. صرخت في وشه قلت له أنا حاسه بيه أبويا مات بقولك مات!! 

اتضح أني حسيت بلحظات وفاة أبويا وعرفت بعدها أن ده بسبب ارتباطي الروحاني بيه.. 

جوزي عشان يعرف ينزلني ومقعش منه أخفى عليا الخبر لدرجة أني نزلت لابسه ملون رغم احساسي اللي كنت بكدبه.. 

نزلت على بيت أبويا ولقيت قدامي اللي بينزل كراسي وفراشة للعزاء، والجوامع بتذيع النعي 

" توفي الشيخ عبد اللطيف " فضلت أصرخ لحد ما فقدت الوعي ولما فوقت افتكرت وصية أبويا.. ممنوع أصرخ ممنوع أعترض.. أفوق عشان أحضر غسله أنا وأخواتي، وأجيب له صديقه الشيخ يقف على تغسيله..


 

بدأنا نجهز لاكرام أبويا ودخلت غرفة الغسل ووقفت أنا وأختي ماسكين المصاحف وأخويا بيغسله هو والشيوخ أصحابه من أهل القرآن.. فجأة لقيت صابع السبابه بتاع أبويا مرفوع واخد علامة التشهد.. كل ما ينزلوه يفضل على وضع التشهد. وحق لا إله الا الله حصل.. الشيوخ فضلت تهلل وتقول ربنا كرمك ياشيخ عبد اللطيف.. 

يومها كانت الجنازة يوم أربعاء مش جمعة وكل الناس المفروض في أعمالها والجنازة بعد صلاة الظهر. لقيت الناس اللي في أشغالهم استأذنوا ورجعوا عشان الدفنة. كانت جنازة مهيبة والطريق كله كان واقف بعربياته لحد ما الجنازة تمر. تشوف عدد المشيعين تقول ده حد معروف ولا ذو منصب 



يومها البلد كلها برجالها ونساءها وأطفالها اللي كان بيحفظهم القرآن حزنوا عليه. 

عرفت من خالي اللي أخد أبويا يوم وفاته ع العناية المركزة. أن وقت احتضار أبويا كان خالي معاه بحكم أنه أستاذ ودكتور كبير في أمراض القلب فلما حس أنه دي لحظات احتضار كان بيلقن أبويا الشهادتين. قالي والله ما فقد الوعي وأنا بلقنه بل كان بيرد بسرعه لما أقوله يا أبا قول لا إله إلا الله، يرد عليه يقول وأشهد أن محمد رسول الله يا ابني ويروح رافع صابعه كمان.. 

مات أبويا اللي كان بيحميني منهم!!😥💔💔💔💔



الفصل الثامن من هنا



تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×